سخط شعبي تجاه احتفالات برعاية حكومية في بنغازي وطرابلس..ما القصة؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
أثارت احتفالات أقامتها حكومتا البلاد شرقا وغربا، في بنغازي وطرابلس، حالة من السخط الشعبي والرفض الديني كون هذه المهرجانات ضد ثقافة وهوية وتدين الشعب الليبي وعاداته وتقاليده.
وأقامت حكومتا عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا، وأسامة حماد التي تنشط في الشرق، احتفالات ومهرجانات تحت شعار صيف طرابلس وصيف بنغازي بحجة تسليط الضوء على الموروث الشعبي والترفيه العائلي من خلال إقامة حفلات وجلب مطربين من الخارج خاصة من دولة مصر مثل مغني الراب الشهير "ويجز".
وشهدت الاحتفالات مشاركة اللاعب البرازيلي السابق "رونالدينهو" والمعروف بدعمه لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وقام بجولات داخل مدينة بنغازي وهو يرتدي سلسلة تحمل الصليب، وهو ما لاقى ردود فعل غاضبة كون اللاعب ظهر وكأنه متعمدا.
وفي حين صمتت حكومة الدبيبة عن الرد على السخط الشعبي والرفض الديني من قبل كثيرين رفضوا إقامة هذه الحفلات، إلا أن الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد اعتبرت الاحتفالات فرصة لخلق أرض صلبة للتألق والإبداع في شتى المجالات وتسليط الضوء على القيم والموروث الشعبي الليبي، وإظهار عادات وتقاليد الليبيين المتميزة، معتبرة الحدث مناسبة للترفيه العائلي.
"رفض ديني"
من جهتها، رفضت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية مثل هذه التصرفات وحذرت من مهرجانات صيف طرابلس وبنغازي، مؤكدة حرمة هذه المناشط والحفلات الموسيقية، ومافيها من الآثام والذنوب والمجاهرة بالمعاصي، مستنكرة إقامة هذه المهرجانات والحفلات التي تنفق فيها الملايين في الوقت الذي يسعى فيه المصلحون لتضميد جراحات الأمة الإسلامية ونصرة القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة.
من جهتها، قامت قوات جهاز الردع السلفية المدخلية، بتحطيم منصة مهرجان صيف طرابلس ومنع إقامة حفلات غناء لأي مطرب بدعاوي أن هذه التصرفات تنشر الفسق والمجون.
وجاءت هذه الحفلات الصاخبة وسط حالة تردي اقتصادي وسياسي للبلاد لتطرح سؤالا: ما تداعيات هذه الخطوة الدخيلة على الشعب الليبي وما دوافع الحكومتين من هذه المهرجانات؟
"دوافع الحكومتين"
وأكد الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع، رمضان بن طاهر أن "جدل المهرجانات والأنشطة الثقافية في ليبيا يعكس حالة التوتر والتناقض الثقافي بين مظاهر الحداثة والتقاليد المحافظة، فمن جهة، تسعى الحكومات المتنافسة في شرق البلاد وغربها إلى تنظيم هذه الفعاليات كوسيلة لإظهار استقرار البلاد وتعزيز صورتها الإيجابية أمام العالم الخارجي، إلى جانب كسب ود وتأييد الشعب، ويلقى هذا الاتجاه ترحيبا من شرائح اجتماعية تتطلع إلى الانفتاح والتجدد الثقافي".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "من جهة أخرى، هناك سخط واسع لدى شريحة كبيرة من أبناء المجتمع تجاه هذه الأنشطة التي يرونها متنافرة مع القيم والعادات الاجتماعية التقليدية، وهذا التناقض الثقافي يطرح تحديًا كبيرًا على المجتمع الليبي في كيفية تطوير الحياة الثقافية والترفيهية وإيجاد التوازن المناسب بين الخصوصية الثقافية المحلية والانفتاح على الثقافات العالمية المختلفة في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية الراهنة"، وفق تقديره.
"إهدار للمال والثقافة"
في حين رأى المحلل السياسي الليبي، وسام عبدالكبير أن "حالة من السخط والاستهجان عمت الشارع الليبي في غرب البلاد وشرقها رفض لما سمي مهرجانات الصيف والحفلات المصاحبة لها، وذلك كون المجتمع الليبي مجتمع محافظ، بالإضافة إلى رفض إنفاق الأموال من الحكومتين على جلب الفنانين والمشاهير في ظل تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في البلاد".
ورأى في تصريحه لـ"عربي21" أن "دوافع الحكومتين في إقامة هذه المهرجانات هي محاولة لإعطاء مؤشر عن استقرار الأوضاع الأمنية وأن الشعب يعيش في درجة من الاستقرار والرفاهية، والرفض ليس لمجرد إقامة مناشط لكن يطالب الجميع أن تتماشى هذه المناشط الصيفية والترفيهية مع الثوابت الإسلامية للمجتمع الليبي"، حسب رأيه.
"حملة انتخابية مبكرة"
الخبير الليبي في إدارة الأزمات، إسماعيل المحيشي قال من جانبه إن "الشعب الليبي يعتبر من الشعوب المحافظة لكن الذى يحدث ليس له علاقة بالمحافظة، ففي ليبيا ليس هناك دولة بالمعنى المتعارف عليه حتى المؤسسات الموجودة سواء كانت فى الشرق أو الغرب تتخذ فيها القرارات بناء على رأي وتوجه المسؤول عنها وليس فى إطار الدولة".
وأضاف: "أما هيئة الأوقاف سواء فى الغرب أو الشرق فهي مسيطر عليها من قبل تيار يأخد قرارته طبقا لفتاوي قادمة من الخارج وأصبح يمارس فى السياسة، وكل الحكومات الموجودة الآن تحاول جذب هذا التيار الديني والسياسي إلى صفها لتحييده وكسب داعميه"، كما قال.
وتابع لـ"عربي21": "الحكومات الموجودة الآن تقوم بعمل مهرجانات من أجل حملة انتخابية وإعلامية وترسل رسائل إلى الداخل والخارج بأنها مسيطرة على الوضع، وفي الحقيقة هذه الحكومات تعمل فقط من أجل نهب ثروات الليبيين ولا تمتلك أية رؤية لتأسيس الدولة بالمفهوم المتعارف عليه"، حسب رؤيته وتصريحه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية احتفالات بنغازي طرابلس ليبيا ليبيا طرابلس بنغازي احتفالات غضب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه المهرجانات
إقرأ أيضاً:
كنيسة العذراء ومارمرقس تحيي طقس أحد الشعانين بحضور شعبي كبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحتفل كنيسة السيدة العذراء ومارمرقس الرسول في منطقة فيصل، صباح اليوم الأحد، بعيد أحد الشعانين، الذي يعد من أبرز المناسبات الكنسية، ويمثل بداية أسبوع الآلام في الطقس القبطي الأرثوذكسي.
وشهدت الكنيسة حضورًا كثيفًا من شعبها، من مختلف الأعمار، حيث توافد المصلون منذ الساعات الأولى من الصباح، حاملين صلبان السعف والشموع، ومرتدين الملابس البيضاء، تعبيرًا عن الفرح الروحي بهذه المناسبة التي تُحيي ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم.
زفة الشعانين وسط التسابيح و السعف
بدأ اليوم بطقس “زفة الشعانين”، وهو أحد الطقوس المميزة لهذا العيد، حيث طاف الآباء الكهنة القس بيجول والقس مارك، داخل الكنيسة برفقة الشمامسة، حاملين الشموع وأغصان السعف، وسط ترديد لحن “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب”، بمشاركة الشعب الذي تفاعل مع الترانيم والألحان القبطية الخاصة بالعيد.
وتزيّنت الكنيسة بالسعف المشكل في أشكال رمزية مثل الصلبان والتيجان، والتي قام الأقباط بصناعتها يدويًا، كما وزّعت الكنيسة السعف على الحضور بعد الزفة، وسط أجواء من الفرح والتقوى.
قداس احتفالي قبل بدء طقوس الحزن
عقب الزفة، أقيم القداس الإلهي، وهو آخر قداس يقام باللحن الفرايحي قبل بدء أسبوع الآلام، وتخلل القداس قراءات من الأناجيل الأربعة، ركزت على دخول المسيح إلى أورشليم، وعلى رمزية المخلص الذي أتى ليخلّص لا ليملك.
وفي ختام اليوم، تتحول الكنيسة إلى الطابع الحزين، حيث تغلق ستائر الهيكل، وتبدأ أولى صلوات البصخة المقدسة مساءً، إيذانًا ببدء طقوس الحزن والتأمل في مراحل آلام المسيح، التي تستمر حتى الجمعة العظيمة.