تدهور غذائي مع تهاوي قيمة العملة في اليمن
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
يمن مونيتور/العربي الجديد
يتجه اليمنيون بشكل حاد نحو انعدام الأمن الغذائي بسبب تهاوي العملة المحلية وتواصل الصراع بين الأطراف اليمنية رغم التوصل إلى اتفاق تم على أثره التراجع عن قرارات للحكومة الشرعية الخاصة بالبنوك. وأظهر تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، انحداراً مقلقاً للعملة المحلية خلال الأربعة أشهر الماضية حيث شهدت انخفاضا يتجاوز 20%، أي بنسبة لا تقل عن 5% شهرياً.
في حين يشير مصرفيون إلى أن نسبة التراجع تزيد على 30% بعد ما كسر سعر صرف الدولار حاجز 1900 ريال مقترباً من تجاوز سقف الألف الثانية، وسط عجز وارتباك السلطات النقدية الحكومية التي تمر خلال الأيام الماضية بحالة اضطراب ناتجة من انعدام الثقة بينها وبين المجلس الرئاسي الذي دفعها للتراجع عن القرارات الصادرة بحق ستة بنوك ومصارف عاملة في صنعاء.
صدمة البنك المركزي
وذكرت مصادر خاصة مسؤولة، فضلت عدم الإشارة لهويتها، لـ”العربي الجديد” أن السلطات النقدية الحكومية، ومحافظ ومجلس إدارة البنك المركزي في عدن، في حالة صدمة نتيجةً لما واجهته من ضغوط دفعتها ليس فقط للتراجع عن القرارات بل إلى عدم قبول استقالة محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي التي قدمها عقب إجباره على تجميد القرارات والتجاوب مع دعوة المبعوث الأممي والدول الوسيطة في الأزمة أهمها السعودية وسلطنة عمان.
ويعتقد المحلل المصرفي محمود السهمي، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن ذلك قد تكون له علاقة بما يجري التمهيد له من ترتيبات ستشمل بالدرجة الأولى وضعية البنك المركزي اليمني الذي يعمل برأسين في عدن وصنعاء، لذا فإن الجمود أو الشلل الحاصل في المؤسسات والسلطات النقدية قد يكون بمثابة ترقب لمسار الجهود الواسعة مؤخراً لمعالجة الملفات الاقتصادية الخلافية مثل البنك والانقسام النقدي وتصدير النفط.
ويستنتج تحليل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن 82% من اليمنيين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد ويعتمدون بشكل كبير على موارد السوق للحصول على المواد الغذائية الأساسية، وبالتالي فإن هذه الأزمة المالية تشكل تهديداً خطيراً سيطاول الجميع استناداً كذلك لتحليل تتبع الأسر في اليمن الذي تجريه منظمة الأغذية والزراعة، الذي استنتج أن أكثر من 65% من الأسر تخصص دخلها لنفقات الغذاء.
حلول عاجلة
المصرفي اليمني علي التويتي، يرى في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن الوضع الراهن يتطلب حلولا عاجلة قبل أن يتدهور إلى مستويات لا يمكن التنبؤ بها والتعامل معها، مشيراً إلى مسألة يراها مهمة وخطيرة لم يستوعبها البعض حتى الآن تتمثل باهتزاز الثقة بالبنوك والقطاع المصرفي اليمني والسلطات النقدية لدى المؤسسات والصناديق والبنوك وشبكات التحويلات ومؤسسات الائتمان الدولية.
ويحذر خبراء اقتصاد من نتائج اهتزاز هذه الثقة وتبعاتها على مستوى التمويلات والجهات والمؤسسات والصناديق المانحة التي قد تعمل على مراجعة برامجها وتوجهاتها وسياستها في اليمن خصوصاً في حال عدم توصل الأطراف إلى أي حلول وفشل الحوار الاقتصادي الذي دعا إليه المبعوث الأممي وأنهى به أزمة القرارات المصرفية التي عصفت بالبلاد.
الباحث الاقتصادي علي قايد، يؤكد لـ”العربي الجديد”، أن أضرار وتبعات ما حدث طاولت جميع اليمنيين بنسبة قد تماثل أو قد تتجاوز ما تسببت به الحرب والصراع في أول ثلاثة أو أربعة أعوام لها. وأدى انخفاض قيمة العملة إلى زيادة خطر ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، إذ ترجح توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، أن تتراوح تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء بين 87 و107 دولارات بحلول أغسطس/ آب 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 6% في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، في حين تظل أخطار التضخم قائمة في مناطق سلطة صنعاء بالرغم من صعوبة التنبؤ بمخاطر وضوابط الأسعار في مناطق الحوثيين.
يوضح قايد أن حلول التوافق المطروحة مثل صرف الرواتب وإعادة تصدير النفط لن تكون أكثر من مجرد مسكنات خفيفة في ظل أزمة غذائية عميقة تتطلب حلولا جذرية وليس التفاوض على صرف رواتب لم تعد مع انهيار العملة أكثر من كونها ضماناً اجتماعياً لا يكفي احتياجات أسرة متوسطة العدد لنحو عشرة أيام. وتشير التوقعات إلى ارتفاع أسعار الديزل، مما قد يؤدي إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية بسبب تكاليف النقل.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الصرفـ اليمن لـ العربی الجدید البنک المرکزی
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي يدعم أعمال تطوير مشروعين بمدينة عين شمس الطبية
أعلن البنك المركزي عن مساهمته في إنشاء وتوفير التجهيزات اللازمة للمحضن المجاني بمستشفى النساء والتوليد، والمساهمة في إنشاء قسم الطوارئ بمستشفى الأطفال، وكلاهما تم افتتاحهما مؤخرًا بمشروع مدينة عين شمس الطبية، وفقا لبيان رسمي.
البنك المركزي يدعم مدينة عين شمس الطبيةوأضاف البنك المركزي في بيانه، مساء اليوم الإثنين، أن المساهمة في إنشاء وتوفير تجهيزات المحضن المجاني وإنشاء قسم الطوارئ بمستشفى الأطفال يأتي استكمالا لدوره في المسؤولية المجتمعية وفي إطار حرص الدولة بتطوير الخدمات الطبية والصحية بالمستشفيات الجامعية.
ونوه «المركزي» بأهمية المستشفيات الجامعية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، لافتاً إلى دور القطاع المصرفي في تقديم الدعم لمشروع مدينة عين شمس الطبية، التي تم إنشائها بتكليف رئاسي لتضم 9 مستشفيات و6 مراكز متخصصة، وفي ضوء توجيهات البنك المركزي وبالتعاون مع بنكي الأهلي ومصر.
من جانبه، أكد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، أن البنك المركزي والقطاع المصرفي لا يدخران جهدًا لدعم جهود تطوير المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى الجمهورية، وفي مقدمتها المستشفيات الجامعية، بما يتماشى مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة توفير حياة كريمة للمواطنين كافة، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا، والعمل على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في جميع القطاعات، وخصوصًا قطاعي الصحة والتعليم.
زيادة الطاقة الاستيعابيةوتتضمن مساهمة القطاع المصرفي دعم استكمال إنشاء محضن مستشفى النساء والتوليد التي تُجري 13 ألف حالة ولادة سنويًا، بالإضافة إلى توفير التجهيزات والفرش اللازمين لزيادة طاقته الاستيعابية، ليرتفع عدد الحضانات من 24 إلى 70 حضانة، ما يمكنها من خدمة 700 طفل سنويًا بدلًا من 222 طفلًا.
كما دعم القطاع المصرفي مشروع طوارئ الأطفال ومركز نقل الدم، الذي يهدف إلى خدمة المرضى في كل التخصصات، بما في ذلك مرضى السرطان وأمراض الدم، ويشمل المشروع منطقة طوارئ، وعيادات خارجية، وصيدلية تضم أجهزة لتحضير الأدوية والعلاج الكيماوي، ومنطقة لنقل الدم وسحب العينات وعيادة تخصصية، ومع التطوير فقد تم زيادة عدد أسرة الطوارئ من 9 إلى 25 سريرًا، وعدد أسرة كرفانات نقل الدم من 12 إلى 45 سريرًا، ما رفع عدد المرضى المستفيدين من 36 ألف سنويًا إلى حوالي 72 ألف مريض.
يذكر أن البنك المركزي المصري كان في مقدمة المساهمين في دعم مدينة عين شمس الطبية، تنفيذًا للقرار الرئاسي الصادر بإنشائها في أبريل 2021، بهدف تحويل منطقة مستشفيات جامعة عين شمس إلى مدينة طبية عالمية على أعلى مستوى.
تطوير مستشفى الطوارئ النموذجيوشمل الدعم مشروعات تطوير مستشفى الطوارئ النموذجي، ومستشفى النساء والتوليد، ومشروع تعاقدات الأجهزة الطبية وأجهزة الأشعة، بالإضافة إلى استكمال مشروع تطوير قسم الاستقبال بمستشفى الأطفال، واستكمال مشروع محضن النساء بمستشفى النساء والتوليد.