ندوات فكرية بمعرض المدينة المنورة للكتاب تناقش الفكر الجمالي في الأدب والفلسفة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
معرض المدينة المنورة للكتاب .. بحضور أكاديميين ومهتمين بالشعر والفلسفة، أقام معرض المدينة المنورة للكتاب 2024 ضمن برنامجه الثقافي ندوة حوارية تحت عنوان "جسور الفكر والجمال: تلاقيات بين الفلسفة والفنون"، قدّمها المهتم بفلسفة الأدب الدكتور عبدالله الهميلي، وأدارها وتحدث فيها الدكتور شتيوي الغيثي.
وتناولت الندوة مفهوم الفلسفة والفنون وكيفية تداخلهما، وسلطت الضوء على العلاقة الوثيقة بين الفكر الجمالي في الأدب والفلسفة عبر رحلة لخوض أسبار التاريخ العريق الذي شهد مجموعة من التفاعلات والتأثير المتبادل بين الأدب والفلسفة.
بدأت الندوة بعرض مرئي عن تاريخ الفنون، لكون الانسان بدأ بالفن قبل الكتابة، حيث يعد حالة تعبيرية عن واقعه آنذاك، فنجده دائمًا ما تحضر الحيوانات والأيدي في رسومه وفنونه، ما يشير إلى أن الفن اجمالًا تطور فلسفيًا عبر العصور.
وبيّن الدكتور الهميلي، أن الفن حاضر ضمن النصوص الفلسفية، ولكنه حضور ضمني، وفي منأى عن المنظور الفلسفي، مشيرًا إلى أن "التصورات الفلسفية أتت بصورة شعرية جمالية وقبل حضور الفلاسفة، وأنه على الرغم من التصورات الفلسفية إلا أن الفن لم يكن بمعزل عن التأملات والجماليات.
وأكد عدم اختلاف أو فصل فلسفة الأدب والجمال في السابق عن فلسفة الجمال والأدب الحالية، وقال: "فلسفة الفن والجمال تأتي تتويجًا، وتُشعرنا بالراحة والاطمئنان"، منبهًا إلى أن الجمال الطبيعي يُعلي من شأننا وذائقتنا أكثر من الجمال الفني.
ويرى الهميلي ضرورة أن نعطي العمل الفني الإبداعي بُعده القيمي، وقال: "هناك أعمال أدبية إبداعية استشرفت المستقبل، ومنها من عالج مشكلات مجتمعية، ومنها من عبّر عن الواقع وبشكل راق".
وأضاف أن فلسفة الأدب وفلسفة الفن من المستحيل عدم رؤية أثرها، إضافة إلى أنها ليست معيارية وإنما مختلطة، تتداخل فيها العلوم المختلفة كافة، علاوة على أن الخبرة الجمالية مصطلح يتكون من الحساسية والشعور.
فن مراجعة الكتب
كما شهد اليوم السادس من أيام المعرض عقد ورشة عمل بعنوان "فن مراجعة الكتب الأدبية"، قدمها الكاتب والروائي السعودي عبد الواحد الأنصاري، وشهدت حضورًا لافتًا من زوار المعرض.
وتناول الأنصاري في الورشة، أنواع المراجعات، وكيفية تحسين القدرة على التحليل النقدي والتعبير بوضوح عن الأفكار والآراء حول الأعمال الأدبية المختلفة.
واستهل الانصاري ورشته بالحديث عن أنواع المراجعات، ومنها مراجعة الاستعراض لعمل أدبي معين، ومراجعة التشويق، ومراجعة الترشيح لعمل معين لنيل جائزة، إضافة إلى المراجعات النقاشية بين مفكرين اثنين، يراجع أحدهما الآخر في رأيه، والمراجعات الفكرية، وهي التي تتم للسجناء السياسيين، مشيرًا إلى المراجعات البحثية وهي المشهورة في الدراسات الأكاديمية مثل رسائل الماجستير والدكتوراه.
وبيّن أن المراجعة الأدبية هي مراجعة تواصلية للكتاب أو غيره، وطرح ذلك على الجماهير، سواء من خلال بودكاست، أو سناب شات، وغيرها، لافتًا إلى مواقع للمراجعات مثل "قودريدز"، و"ثمانية"، و"مراجعات سمرين".
وشدد على ضرورة أن يتصف المُراجع بعدد من الصفات، أهمها الشمولية، والاستقلالية، والاتساق، لافتًا إلى أن من مثالب المراجعين الشخصنة، والمصادرة، والاستلاب، مبينًّا أن الكتب ليست خصوصًا ولا أصدقاء، وأنه يوجد دائمًا صواب وخطأ.
الحبكة وأبرز مراحل كتابة السيناريو
ومن بين الندوات الهامة التي شهدها المعرض أهمية إحياء القصص وإيصالها بأساليب بصرية ملهمة، من خلال ورشة عمل بعنوان "كتابة السيناريو.. تحويل الحكايات إلى أفلام"، سلطت خلالها السيناريست مودة البارقي، الضوء على أبرز خطوات وأساليب كتابة السيناريوهات السينمائية، واحتياجات الجمهور المستهدف بالسوق السعودي.
وشرحت البارقي في ورشتها معنى السيناريو الذي يصف الأحداث والشخصيات ويمر بتسلسلٍ زمني بارز وواضح، ويتكون من عدة مراحل تعاضد بعضها بعضًا، وتوقفت مطولًا عند أهم مرحلة في كتابة السيناريو وهي الحبكة، مؤكدًة أن السيناريست الجيد هو ما تكون الأفعال في كتابته أكثر من الأقوال.
وركزت السيناريست في ورشتها على فكرة الاقتباس من الحكايات، محاولةً التشديد على أهمية إظهار تلك الحكايات بمظهرها الأصلي، مع الالتزام بالجوهر الخاص لكل حكاية، ذاكرة بأن الكاتب الجيد لن يرضى بما يقدمه دومًا.
ونصحت البارقي بأن تتم كتابة الحوار في آخر مرحلة من مراحل السيناريو تلافيًا لأي تغيرات يمكن أن تطرأ على الشخصيات والفكرة، وأن يتم وضع قائمة بأول الصفحات لأهم المواقع الخاصة بعمل التصوير.
وشددت على أهمية مراحل نقل الحكاية إلى فيلم بداية من القراءة والفهم والتحليل وصولاً إلى اختيار القصة وبنائها ووضع عبرة، مشيرة إلى أن التحليل النقدي للحكايات يصنع فرقًا كبيرًا في فهم القصة ووضع السيناريو، بالإضافة إلى جدية بناء الشخصيات من حيث البعد الجسدي والنفسي والاجتماعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض المدينة المنورة للكتاب المدينة المنورة الأدب والفلسفة
إقرأ أيضاً:
أمانة المدينة تدشّن مشروع نفق تقاطع سعد بن خيثمة مع طريق الأمير عبدالمجيد “الدائري الأوسط”
أنهت أمانة منطقة المدينة المنورة اليوم, تنفيذ مشروع نفق تقاطع طريق سعد بن خيثمة – رضي الله عنه – مع طريق الأمير عبدالمجيد ” الدائري الأوسط، معلنةً بذلك افتتاحه أمام الحركة المرورية؛ ليسهم إلى جانب مختلف مشاريع البنية التحتية في المنطقة، في تطوير شبكة الطرق وتعزيز الربط بين المحاور الرئيسية واكتمال الدائري الأوسط، بما يخدم سكان المدينة وزوّارها، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية الحضرية ودعم رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة.
ويُعد المشروع إضافة نوعية تساعد على تحسين انسيابية الحركة المرورية على طريق الأمير عبد المجيد، وضمان استمرارية الحركة في الطريق الدائري الأوسط لتقليل الكثافة المرورية على الطرق المحورية، إضافة إلى تسهيل الربط من وإلى المسجد النبوي الشريف.
وأوضحت أمانة منطقة المدينة المنورة أن النفق يتميز بتصميمه الهندسي، ويبلغ طوله 600 متر، ومزود بمنطقة مغلقة طولها 140 مترًا طوليًا، كما يعتمد على نظام الحوائط الاستنادية والكمرات مسبقة الصب، ويبلغ عرضه 8.4 أمتار، وينقسم إلى طريقين، الأول منه عبارة عن نفق سفلي بمساريين، ومسار في اتجاه واحد إلى طريق الهجرة وطريق علوي بمساريين، فيما يلتقي الطريق الأخر باتجاه علوي مع طريق سعد بن خيثمة وطريق الأمير عبد المجيد في 3 حارات، ويتضمن يوتيرن في أعلى النفق، الأمر الذي يعكس حجم العمل الضخم في تطوير البنية التحتية للطرق المحورية، مشيرةً إلى أن النفق تم تنفيذه وفق مواصفات فنية عالية، تشمل مرافق خدمية متكاملة مثل: مسارات مخصصة للمشاة، وأنظمة متطورة لتصريف مياه الأمطار، ولوحات إرشادية لضمان وضوح المعلومات لسائقي المركبات، كما تم الحرص على تطبيق معايير الاستدامة البيئية من خلال استخدام مواد بناء صديقة للبيئة وتقنيات تسهم في تقليل استهلاك الطاقة.
ويُعد المشروع خطوة نوعية في تطوير وتحسين البنية التحتية بالمنطقة؛ حيث يهدف إلى تسهيل حركة المرور وتعزيز انسيابيتها، مما يسهم في تقليل الازدحام المروري وتحسين الربط بين الطرق الرئيسية في المدينة المنورة.