لم أكن مبالغاً حينما قلت قبل أسبوعين وفى هذا المكان إن مهرجان العلمين قد خلق حالة من الحراك فى الحياة العامة فى مصر تدعو للدهشة والإعجاب، بعد أن تجاوز حدود دوره كمهرجان غنائى، وأصبح كرنفالاً متجدداً يحمل كل يوم العديد من الأنشطة والأحداث فى شتى مجالات الحياة.

وقد أعطت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بصحبة ضيف مصر الكريم، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مدينة العلمين زخماً خاصاً لما يحدث على أرض المدينة الوليدة، كذلك كانت زيارة رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد من الوزراء للمدينة وتفقد بعض فعاليات المهرجان إشارة ذات معنى إلى وقوف الدولة وراء هذا الحدث المهم، ليس هذا فقط، فقد أصبحت المدينة ومهرجانها منصة لإطلاق المبادرات والحملات القومية والوطنية، بعد أن أطلق السيد رئيس الوزراء من العلمين مبادرة «100 يوم صحة»، لتنضم إلى غيرها من المبادرات المتتابعة التى أطلقتها الدولة على مدى الأعوام الماضية.

نعم لم يعد مهرجان العلمين فقط مهرجاناً للغناء والمسرح، وإنما هو طقس احتفالى واحتفائى بهذا الإنجاز، الذى تحقق على أرض مصر فى زمن قياسى، تحولت فيه الرمال الصفراء إلى حياة مستدامة.

وتبدلت فيه صورة أرض الألغام بكآبتها وإرثها القاتم إلى أرض للأحلام ومستقبلها المشرق، ولا تزال كل الوزارات المعنية (التعليم العالى والثقافة والشباب والرياضة وغيرها) ومعها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تثبت كل يوم أن مهرجان العلمين ليس للصفوة، وإنما لكل أبناء مصر، فمشاركة شباب الجامعات المصرية فى كافة الأنشطة الرياضية الفنية والترفيهية خير دليل على أن العلمين أقيمت لكل المصريين، وصدق رئيس الوزراء حين خاطب شباب الجامعات أثناء زيارته للمدينة قائلاً إن كل المدن الجديدة التى تقيمها الدولة وعلى رأسها العلمين هى لهم ولمستقبلهم، وعليهم تنميتها وعمرانها.

ثم يدهشك هذا التنوع المبهر فى الأنشطة التى يضمها المهرجان، ولا سيما الرياضية والترفيهية منها، إذ لم تفت فائتة على منظمى المهرجان، فمن مباراة أساطين كرة القدم، إلى الرياضات الإلكترونية والترفيهية، إلى دورات الألعاب التقليدية التى شارك فيها شباب الجامعات.

وحتى سباق الهجن العربية، الذى يلائم الظهير الصحراوى للمدينة الجديدة، لم يغب عن إدارة المهرجان، ثم هذه المفاجأة السارة التى أعلن عنها اتحاد الألعاب الترفيهية بإقامة مهرجان «القهاوى» فى السابع من أغسطس، ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان العلمين، حيث سيتبارى نحو 800 مواطن من أفضل رواد المقاهى المصرية فى أربع ألعاب شعبية، هى الطاولة والدومينو والراكيت والفوت بول، بحسب تصريح أحمد بكرى، رئيس اتحاد الألعاب الترفيهية.

أما عن الأنشطة الفنية والثقافية بعيداً عن حفلات كبار النجوم والأصوات الغنائية المعروفة، فها هى وزارة الثقافة قد حشدت كل فرقها إلى جانب الكليات الفنية المتخصصة التابعة لجامعة حلوان، كى تقدم الموسيقى الشرقية الأصيلة التى ظن البعض أنها غابت عن أذهان القائمين على الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهى الحفلات التى ترفع لافتة كامل العدد داخل المهرجان، والتى يحرص على حضورها هواة الطرب العربى الأصيل.

وإذا كان للعروض المسرحية دور مهم فى أنشطة المهرجان، التى تشهد مشاركة كبار نجوم الصف الأول فى التمثيل، فإننى أعود وأؤكد أنه كان من الضرورى وجود النشاط السينمائى أياً كان نوعه وحجمه وطبيعة المشاركين فيه.

ويبدو أن الشركة المتحدة التى لم تغفل فى خدماتها الإعلامية على مدى السنوات الماضية وجودها البارز فى مجال العمل السينمائى تعد لنا مفاجأة سينمائية كبرى تليق بالدور الريادى الذى تضطلع به مصر فى هذا المجال، باعتبارها السينما الرائدة فى المنطقة العربية، فمن تنبه إلى كل هذه الأنشطة والفعاليات المتنوعة لا أستطيع أن أتخيله قد فاتته تلك الجاذبية الخاصة التى تتمتع بها السينما ودورها المهم فى التثقيف والترفيه ومخاطبة الوعى العام.

وفى كل الأحوال فقد أثبت المصريون من خلال العلمين ومهرجانها أنهم قادرون على تحويل الأحلام إلى حقائق، بل وقادرون أيضاً على إبراز ما تحقق على الأرض وترويجه وتقديمه إلى العالم فى أبهى صورة.

وكأن مدينة العلمين توجه رسالة إلى العالم بأن مصر قادرة دائماً وتستطيع، وهو ذاته المعنى الذى ألحت عليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الكلمة الترحيبية بزيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وضيفه الكبير سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حين أكدت أن مدينة العلمين الجديدة قد أصبحت نموذجاً بين أبهى المدن العالمية.

وتستقبل المهرجان الأبرز في الشرق الأوسط، وتتميز بكونها موقعاً مميزاً لتحقق الأحلام بلا حدود، وذلك بفضل أيادٍ مصرية، وجهودٍ مخلصة لقيادة سياسية واعيةٍ ومُلهمةٍ وقادرة على صناعة الأفضل لأبناء مصر، بفضل الله وتوفيقه، لتصبح بهذا مدينة العلمين الجديدة برمّتها أيقونةً للبحر المتوسط، وليصبح مهرجان العلمين الجديدة حدثاً تنموياً وإنسانياً يتبنى مشروع صناعة الوعى وبناء الإنسان الذى أطلقه الرئيس السيسي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العالم علمين مهرجان العلمين 100 يوم صحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مهرجان العلمین الشرکة المتحدة مدینة العلمین

إقرأ أيضاً:

مصطفي ثابت يكتب.. المتحدة: رؤية وطنية لنهضة إعلامية شاملة

منذ دخولي عالم الإعلام، كان حلمي أن أرى كيانًا يساهم في تنظيم العمل الإعلامي والإعلاني بمصر، بما يعيدها إلى مكانتها الرائدة في الشرق الأوسط وإفريقيا. هذا الحلم تحقق مع تأسيس الشركة المتحدة للإعلام، التي وضعت على عاتقها مهمة توجيه وتطوير قطاعات الإعلام والإعلان والرياضة في مصر، من خلال كيان وطني تديره نخبة من الكفاءات الوطنية.

ورغم أنني لا أرتبط بعلاقة عمل مباشرة مع الشركة المتحدة، فإنني أفتخر بأن العديد من أصدقائي المتميزين الذين شرفت بالعمل معهم في جريدة “الفجر” قد أصبحوا جزءًا من هذا الكيان الإعلامي. من بين هؤلاء الأصدقاء الدكتور محمد الباز، والأستاذ أحمد فايق، والأستاذ مصطفى عمار. هؤلاء الزملاء يجمعهم عامل مشترك هو التميز، الاجتهاد، والعمل الجاد، وهو ما يجعلهم نماذج للإعلاميين الذين لا يتوقفون عن تقديم الأفضل.

الريادة الاخبارية:

أحد أعظم إنجازات الشركة المتحدة للإعلام هو إعادة مصر إلى مقدمة المشهد الإخباري من خلال قنوات مثل “اكسترا نيوز”، التي أصبحت مصدرًا موثوقًا للأخبار محليًا ودوليًا. ومع إطلاق قناة “القاهرة الإخبارية”، عززت مصر مكانتها كمرجع إخباري إقليمي، مقدمًا محتوى متنوعًا وتحليلات معمقة للأحداث العالمية.

عودة القيادات الإعلامية إلى المنبر:

من الإنجازات البارزة التي تُحسب للشركة المتحدة هو إعادة قيادات صحفية وإعلامية مؤثرة إلى الساحة الإعلامية. وأبرز هذه الأسماء هو شيخ الصحفيين، الأستاذ عادل حمودة، الذي عاد من خلال برنامج متميز يُعرض على قناة “القاهرة الإخبارية”. هذه العودة تعكس مدى حرص الشركة على الاستفادة من خبرات عمالقة الإعلام المصري، واستثمارها في إثراء المحتوى الإعلامي بجودة ومهنية.

الريادة في الإعلام الإلكتروني:

لم تقتصر إنجازات الشركة المتحدة على الشاشة الصغيرة، بل امتدت لتشمل الإعلام الرقمي. فقد أطلقت الشركة العديد من المواقع الإلكترونية الإخبارية المتميزة التي تواكب التطورات السريعة في عالم الإعلام الرقمي. هذه المواقع، بتنوعها وتطورها، استطاعت أن تجذب جمهورًا واسعًا بفضل محتواها الموثوق والمتميز.

الريادة الفنية والسينمائية:

في مجال الإنتاج الفني، حققت الشركة المتحدة نجاحات لافتة من خلال إنتاج العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية المتميزة. هذه الأعمال لم تقتصر على النجاح المحلي فقط، بل حققت شهرة واسعة في العالم العربي، مما عزز من مكانة مصر كقوة رائدة في الإنتاج الفني والسينمائي.

الريادة في الإدارة الرياضية:

من خلال رؤيتها الاستراتيجية، تمكنت الشركة المتحدة من تحقيق طفرة في الإدارة الرياضية، بتقديم تغطية شاملة ومهنية للأحداث الرياضية الكبرى. هذا النجاح ساعد في رفع مستوى الإعلام الرياضي في مصر، مما جعلها شريكًا مهمًا في الساحة الرياضية العربية والدولية.

الشراكات الدولية:

وتعزيزًا لمكانتها، حققت الشركة المتحدة شراكات دولية ناجحة، من بينها شراكتها مع هيئة الترفيه السعودية. هذه الشراكة لم تكن مجرد تعاون تقني، بل جسدت تبادلًا للخبرات بين مصر والمملكة العربية السعودية، مما أتاح للشركة التوسع في نطاق تأثيرها الإقليمي والدولي.

رؤية مستقبلية:

الشركة المتحدة للإعلام ليست مجرد كيان إعلامي، بل هي نموذج لرؤية وطنية تهدف إلى إعادة مصر إلى صدارة المشهد الإعلامي والإعلاني. بفضل كفاءاتها المتميزة وشراكاتها الدولية الناجحة، أصبحت الشركة رائدة في كافة المجالات التي تعمل بها.

وجود زملائي المتميزين مثل الدكتور محمد الباز، والأستاذ أحمد فايق، والأستاذ مصطفى عمار في هذا الكيان، إضافة إلى عودة قامات إعلامية مثل الأستاذ عادل حمودة، هو تأكيد على أن الشركة المتحدة تعتمد على الاجتهاد والتميز والإبداع في كافة أعمالها، مما يجعلها في طليعة المؤسسات الإعلامية في مصر والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • د. فكري فؤاد يكتب: بناء المهارات الرقمية
  • خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • أشرف غريب يكتب: في مئوية ميلاد فؤاد المهندس
  • د.حماد عبدالله يكتب: نعيش حالة من "العبث" !!
  • مصطفي ثابت يكتب.. المتحدة: رؤية وطنية لنهضة إعلامية شاملة
  • موقع أمريكي: 20 عاماً من الحرب الأمريكية.. لا تزال قوات صنعاء قادرة على حصار البحر الأحمر
  •  النائب علاء عابد يكتب: حكمة الرئيس.. زيارة تركيا دليل جديد
  • الدكتور محمد كمال يكتب: الاستثمار في رأس المال البشري
  • عبدالفتاح علي يكتب: 11 سنة ومصر جزيرة جهنم