الوطن:
2024-09-09@12:13:32 GMT

محمد غالب يكتب: زمان وإحنا صغيرين

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

محمد غالب يكتب: زمان وإحنا صغيرين

كيف مرت الأيام بهذه السرعة غير العادية؟ أتذكر حينما كنت طفلاً فى التسعينات أشاهد الفنان هشام عباس على شاشة التليفزيون يغنى «زمان وأنا صغير كنت بحلم أبقى كبير»، وقتها كنت أحلم معه وأغنى وأنا أشاهد الفيديو كليب على الشاشة، كنت أحبه، وعلى ما أتذكر كان يعرض على القناة الثانية.

وكان حينما يصدح بصوته الجميل «ولما كبرت قلت يا ريت ما كنت حلمت ولا أتمنيت»، كنت أتعجب لأنه لماذا ندم عندما كبر؟ ولماذا بكى فى وسط غنوته؟ ويتمنى العودة بأن يكون صغيراً مرة أخرى؟ لم أفهم وقتها.

. ولكننى الآن فهمت. وأدركت عمق الكلمات ومعناها وعرفت صعوبة وتعب مشاوير الحياة.

نحن أيضاً نكبر يا هشام عباس، والتسعينات أصبحت ذكريات طفولتنا، وقتها كانت الحياة أكثر هدوءاً.. كنا نلعب الكرة فى الشارع مع أصحاب الطفولة، ونجلس بالساعات أمام «الأتارى» لننجز مهمة السوبر ماريو، ونتابع مسلسل الساعة الثامنة على التليفزيون، ونسهر على مشاهدة الأفلام والمسرحيات المسجلة على شرائط الفيديو، ونسمع أغانيكم الصادحة من شرائط «الكاسيت» ونستكشف الدنيا ببساطة على مهل، قبل أن تفاجئنا وتمر بأقصى سرعتها ونكتشف جوانب جادة منها لم تكن فى حساباتنا زمان.

كان لكل ألبوم لمطربى جيلنا ذكريات لا تنسى عميقة الأثر فى أوقات ومناسبات مختلفة، تركت علامات وكأنها أكثر من كونها أغانى بل جزء من حياتنا.

فى عيد الأم، نغنى «أمى الحبيبة» لهشام عباس، التى لها شديد الأثر على جيلنا وحتى وقتنا الحالى والتى كانت وما زالت من أجمل الأغانى التى كتبت للأم، بالإضافة إلى أسماء الله الحسنى التى تصدح فى الأفراح وفى يوم افتتاح المحال ومناسبات أخرى حتى الآن.

ولا أنسى أغنية أرض الشرق، التى غناها فى حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة اليد عام ١٩٩٩. كما أننى لا أنسى يوم إصدار ألبوم «هشام» سيبها تحبك، الذى أراه واحداً من أهم وأفضل الألبومات الغنائية المصرية على الإطلاق.. وقبله «ألبوم» مين جوه فى قلبى.. وغيرها من الألبومات مثل حبيبى ده وكلام الليل وياليلة والذى حقق نجاحاً ساحقاً.

غنى «هشام» وغنينا معه.. سمعناه فى سنوات مختلفة وقت تألقه، من كاسيت السيارة والراديوهات داخل البيوت، إلى «الووكمان» وعلى الكمبيوتر فى التسعينات وبعد تدوال السى دى الذى يجمع أفضل الأغانى.

وقد أكون أكثر انحيازاً لهشام عباس، نظراً لارتباط أغانيه معى بالكثير من المواقف والسفريات والأحداث السعيدة فى حياتى، بالإضافة إلى قبوله وشقاوته واختياراته وتلقائيته.

هشام عباس الذى كان شاباً فى التسعينات يغنى ويرقص ويحلم.. تألق فى العلمين، فى الحفل الضخم كاسيت ٩٠ مع نجوم جيله.. والذى أقيم على مسرح «نيو أرينا».

انطلق محمد فؤاد بتقديم أغانيه المميزة، وغنى إيهاب توفيق وخالد عجاج وحميد الشاعرى، الذى قدمه هشام عباس للجمهور وقال عنه إنه ساعد الكثيرين من النجوم وقدم لهم أفضل الفرص والأغانى.. ثم قاما بالغناء معاً أغنية «عينى»، التى لاقت نجاحاً كبيراً وقت نزولها عام ١٩٩٧.

حفل أسعدنى لما لكل مطرب شديد التأثير على أيامنا.. غنوا خلاله أشهر أغانيهم وسط حضور جماهيرى كبير من مختلف الأعمار.. وقت مبهج صغرنا معه عشرات السنوات، تلقينا منه جرعة سعادة غير عادية وكأننا عدنا عشرات السنوات وكأنهم هم عادوا شباباً فى سن الثلاثين.. وكأن الزمن توقف بعض الوقت فى العلمين.. لنختلس اللحظات الجميلة ونعود إلى الوراء.. إلى أيام نحبها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العالم علمين هشام عباس

إقرأ أيضاً:

 النائب علاء عابد يكتب: حكمة الرئيس.. زيارة تركيا دليل جديد

يسألونك لماذا يصمت الرئيس ولماذا يصبر الرئيس؟ يسألون بغير علم وتمر الأيام ويأتى الجواب ومرة أخرى إنها حكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وأن الصمت والصبر ما كان سوى حلم وحكمة وهدوء الواثق من رؤيته للمستقبل.

جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى من نوعها إلى تركيا منذ توليه الحكم وبعد ما يقرب من 12 عاماً دليلاً جديداً على حكمة الرجل، فرغم المؤامرات والمخططات والأموال التى أنفقت واللجان الإلكترونية لاستمرار إفساد العلاقات وجعل تركيا منصة الهجوم على مصر، فإن الطائرة الرئاسية التى هبطت منذ أيام على الأرض التركية رغم السنين كانت خير رد وجواب.

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتركيا جاءت بعد زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر فى فبراير الماضى بعد نحو عقد من القطيعة.

ولا شك أن عودة العلاقات المصرية التركية تمثل أهمية كبيرة على كافة المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادى، فقد شارك الرئيس السيسى فى اجتماع المجلس الاستراتيجى بين مصر وتركيا وتم عقد عدد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين لزيادة التعاون الاقتصادى بزيادة الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين والذى يبلغ 10 مليارات دولار، ومن المستهدف أن يزيد إلى 15 مليار دولار وتبادل الاستثمارات ودعم الاستثمارات المشتركة خاصة فى المجال السياحى كأحد القطاعات الواعدة بين البلدين، إضافة للمشروعات الزراعية والصناعية ومشروعات الطاقة المتجددة بمختلف أنواعها وهو ما يحقق نقلة نوعية فى التعاون الاقتصادى.

ومن الناحية السياسية تُعد الزيارة وعودة العلاقات أحد أهم الأحداث مؤخراً فى الشرق الأوسط فى ظل التحول الكبير ورسم التكتلات والتحالفات الجديدة فى المنطقة، خاصة أن مصر وتركيا هما القوتان الأكبر والأكثر تأثيراً فى الإقليم سينعكس ذلك على كثير من القضايا والملفات والتى تحتاج إلى اتحاد موقف أكبر دولتين فى الإقليم لما لهما من ثقل دولى فى التأثير فى معظم القضايا والملفات.

والزيارة جاءت فى توقيت مهم وحاسم من دون شك يشهد فيه العالم والمنطقة تحديات وظروفاً غير مسبوقة تتطلب التشاور والتنسيق، خاصة أن هناك اتفاقاً كبيراً فى الرؤى والمواقف بين مصر وتركيا فى معظم الملفات، وهو ما سينعكس إيجابياً بدون شك على المنطقة ككل وليس فقط على المستوى الثنائى، خاصة توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية، وحشد قوى دولية للضغط على المجتمع الدولى للتدخل من أجل وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة ومواجهة الانتهاكات التى تقوم بها، واستمرار محاولات «نتنياهو» فى عرقلة مسار مفاوضات السلام ومنع دخول المساعدات الإنسانية ومواجهة غطرسة إسرائيل.

الآن يعى الجميع ما قاله الرئيس منذ أكثر من 10 سنوات من أن محاولات أهل الشر لن تفلح، لأن مصر كبيرة الآن تعى تركيا أن القرار الصائب هو العودة لمصر وأن السيسى بطل أنقذ مصر من براثن الشر وظلمات المجهول وحمل رأسه على كفه مع ثورة 30 يونيو من أجل الشعب ووقفت القوات المسلحة وقتها موقفاً لن ينساه التاريخ من أجل الانحياز لأبناء الوطن.

ومرة أخرى، فإن الزيارة التى قام بها الرئيس التركى لمصر منذ شهور ودعوة الرئيس السيسى لزيارة تركيا وعودة الصداقة تؤكد صواب الموقف المصرى ورؤية الرئيس السيسى الصحيح والذى لم ينطق يوماً بسوء على تركيا أو رئيسها، لذلك وقف خلال الزيارة كحالة دائما منتصب القامة عزيزاً بعزة وشرف.

لم يكن الرئيس السيسى فى كل تصريحاته إلا عف اللسان، دمث الخلق، هادئ الطبع، يتعامل بشرف وهو ما حدث مع قطر، رغم ما كان من خلافات أو تركيا رغم الهجوم وقتها إلا أن الرئيس تعامل بحكمة وروية دائماً، ولكن دائماً ما كان مع الصبر، لا يخلو من قوة وحزم، خاصة إذا تعلق الأمر بأمن مصر وشعبها.

فالسيسى الذى واجه بصبر وحكمة ما قالته تركيا لسنوات هو نفسه مَن وقف عندما هددت تركيا الأمن القومى المصرى فى ليبيا وقالها بحزم: «مصر خط أحمر»، وإنه لا يصبر ولا يتهاون أبداً فى حق مصر وأمان واستقرار شعبها، وهذا أيضاً من الحكمة.

* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

مقالات مشابهة

  • تأثير مبادئ ثورة ١٩ وانتماء محفوظ للوفد على نظرته للصحافة
  • خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • د.حماد عبدالله يكتب: نعيش حالة من "العبث" !!
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  •  النائب علاء عابد يكتب: حكمة الرئيس.. زيارة تركيا دليل جديد
  • الدكتور محمد كمال يكتب: الاستثمار في رأس المال البشري
  • عبدالفتاح علي يكتب: 11 سنة ومصر جزيرة جهنم
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر