الانتظار إلى وقت طويل.. هذا ما يجري لاحتواء الوضع ولجم التصعيد
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
كتب وجزي العريضي في "النهار": تشير مصادر سياسية مواكبة لمسار الأوضاع إلى "النهار"، أن الاستحقاق الرئاسي بات في عالم النسيان في هذه المرحلة، لأن الكلمة للميدان، وسط سباق محموم بين الجهود الدبلوماسية والحرب. لذلك، فإنّ أعمال اللجنة الخماسية تفرملت، وكل الاتصالات التي كانت جارية على خط الخماسية إلى لقاء الرياض بين الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الذي شارك فيه المسؤول عن الملف اللبناني في المملكة مستشار الديوان الملكي نزار العلولا بمشاركة وحضور السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، في إجازة قد تكون طويلة، لا بل أكثر من مرجع سياسي يفضي في مجالسه، بأن لا انتخابات رئاسية في هذه المرحلة، قبل أن تتضح الصورة في غزة والجنوب، وكذلك ربما إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، لذا ليس هناك جهد دولي لانتخاب الرئيس، على غرار ما كان يحصل قبل صاروخ الجولان، وكل ما جرى في الأسابيع والأيام الماضية على خط الجنوب، وصولاً إلى طهران وغزة وسواهما، ما يدل على أن الجميع مقتنع ولديه المعطيات والمعلومات بأن ثمة استحالة لانتخاب رئيس في مثل هذه الظروف والأجواء، وإن كان البعض يرى أن هناك حالة واحدة تؤدي إلى الانتخاب إذا حصلت هدنة في غزة وانسحبت على الجنوب، وأدى الجهد الدولي إلى لجم التصعيد والتدهور بعد عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل في الضاحية الجنوبية وطهران، في هذه الحالة يتم تمرير انتخاب الرئيس، لكن راهناً ليس في الأفق ما يدل على أن ثمة شخصية ستنتخب وتصعد إلى بعبدا قبل جلاء الصورة في الداخل والإقليم على المستويات الميدانية والدبلوماسية وكل ما يحصل في هذا الإطار.
وتردف المصادر لافتة، إلى أن بوادر لجم التصعيد واحتواءه، انطلقت منذ أن وصلت البوارج الأميركية والبريطانية إلى المياه الإقليمية، خصوصاً بالقرب من الشواطئ اللبنانية، بمثابة رسائل لمن يعنيهم الأمر، أنه ممنوع التصعيد ورفع السقف المرسوم، وإن كان الرد من حزب الله متوقعاً في أي توقيت، وعلى هذه الخلفية، فالرسائل البريطانية باتت واضحة من أجل أن يعي الجميع بأنه ممنوع أن تصل الأمور إلى الحرب الشاملة، وتحديداً في لبنان، بل العودة إلى قواعد الاشتباك إلى حين لجم التصعيد والوصول إلى هدنة، وربما إلى تسوية، لكن ذلك ليس على نار حامية، بدليل أن عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل تعقد الأمور، وتمنع وتقطع الطريق على أي هدنة في غزة، وبالمقابل، فحزب الله من خلال كلمة أمينه العام السيد حسن نصر الله، قرر الاستمرار بمساندة غزة، بدليل ما جرى في الساعات الماضية في الجنوب من عودة التصعيد والقصف المتبادل بين الطرفين، أي حزب الله وإسرائيل، لذلك كل الملفات الداخلية والرئاسية على وجه الخصوص، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وأساسياً بمسار الميدان والدبلوماسية الدولية والإقليمية والعربية. وعلى هذه الخلفية، سيبقى البلد في حالة فراغ دستوري على صعيد الرئاسة، إضافة إلى أن الوقت الضائع بدأ يثقل كاهل اللبنانيين، وسط المخاوف التي راودتهم في الآونة الأخيرة، والتي تبعث على القلق، حيث حبسوا الأنفاس. وهل ستبقى الأمور مضبوطة ضمن السقف أم تصل إلى التصعيد المتدرج؟ هذا ما ستفضي إليه الأيام القليلة المقبلة ربطاً بما سيتمخض من خلال زيارة وزير الخارجية البريطانية والجهد الفرنسي عبر الاتصالات التي يتولاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً، وكذلك ما تقوم به الإدارة الأميركية على كافة المستويات، حيث الاتصالات جارية على قدم وساق.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن تفجيرات البيجر التي هزت حزب الله
ديسمبر 23, 2024آخر تحديث: ديسمبر 23, 2024
المستقلة/-“تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة”، نشرت شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
التقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج “60 دقيقة” على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة “ووكي توكي” تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك “حزب الله” أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة “البيجر”.
أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه “لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها”.
وأضاف أن “الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين”.
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن “الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور”.
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
وتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل”.
وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع “أكسيوس” قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه “عدوان كبير وغير مسبوق”. وأضاف: “العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية”.
وأوضح أن “التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال”.