حديث العطا : بعض التفاصيل مهمة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
(1) حوار الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة ، كشف حقائق وتفاصيل جديدة ، فى مسارنا السياسي ،ولكنه – ايضا- كشف عن إفتقارنا للحضور السياسي والتواصل مع الاعلام ، وكثير من الحقائق والبيانات تتراكم كأننا فى عالم مجهول ، هذا قصور كبير فى التعاطي مع الإعلام والتفاعل مع قضايا الساعة ، وبالأمس لو تم إجراء قياس لربما وجدنا رقم قياسي فى المشاهدة والتفاعل وردود الأفعال ، ولئن أجرى التلفزيون الحوار فإن المنصات والمنابر المتخصصة ستختار عناوينها وعناصرها ، وهذا ما يسمى فى الإعلام (وضع الأجندة) أى تضخيم قضايا واقوال وتجاهل اخري وتغيير غايات اخرى ، وهذا يتطلب غرف مهمة وفاعلة ، وهو فى اغلب الأحوال مهمة الجهاز التنفيذي ، والحاضن السياسي ولغياب الاخير ولظروف الأول فإن مهمة هذا الأمر ملقاة على جهاز المخابرات العامة دون شك فهذه ثغرة واجبة الاسناد.
ثم نعود إلى الحوار وبعض دلالاته..
(2)
ويمكن أن الخص ذلك فى نقاط قصيرة :
أولا : من الواضح أن اصحاب القرار لديهم رؤية محددة للعملية السياسية ، واهم ما فيها إنها (رهينة بانهاء التمرد) ، وقبل ذلك فإن الحديث هو مجرد اشارات وتاكيدات ، وقد ربط البرهان فى اكثر من مرة الانتقال للمسار السياسي بهذا الشرط..
وثانيا: فإن قادة الحكم خيارهم بعيد عن القوى السياسية ، فى مرحلة الانتقال ، فقد كال العطا الاتهامات إلى قحت وتقدم ، ولم يأت على ذكر بقية الفاعلين والمؤثرين السياسيين وهذا يعنى أن الأمر الحكم يمضى فى هذا الاتجاه..
وثالثا: فإن تسلل الأمر كالاتى : (انهاء التمرد ، فترة انتقال قصيرة ، خطة بناء ، وانتخابات تتضمن اعداد ملامح دستور)..
ورابعا: توصيف دقيق لما يجري بانه استهداف وجودى للامة السودانية ، وللمشاركة الشعبية بانها (اسناد) بغض النظر عن خلفياتها وابعادها.. وكل اسهام ومساهم فى معركة الكرامة مرحب به..
(3)
هذه خلاصات عامة ، ولكن الحوار تكشف تفاصيل كثيرة اخرى تتطلب اجابات ملحة ، ومنها:
– أن قادة المجلس العسكري على علم بمخطط استهداف المؤسسة العسكرية منذ (ابريل 2019م) ، ولديهم وعي بكل المخططات ومع ذلك سايروا الواقع واستجابوا للضغوط والرهانات الخاسرة من قحت ومن المجتمع الدولي والاقليمي..
– كما أن هناك جهات (داخلية وخارجية) تتحكم فى المشهد الداخلي السوداني ، وتفرض شروطها على مؤسسات الدولة ،ولديها امتدادات سياسية ومنظمات ، مع انها كما قال العطا (قيادات واهنة وعميلة) ، ولكنها حكمت وحاولت أحداث تغييرات كثيرة فى بنية المجتمع وخياراته وثقافاته ، دون ان رمش عين من المجلس العسكري..
– ومع كل ذلك ، فإن مورزث هذه التجربة ما زال قائما ، فى مؤسسات الحكم ، وفى الولايات ، وفى شعاراتها ، وتاثيرها.. فلماذا تم الابقاء على كل هذا الثقل الاداري والسياسي ، والذي اوهن مهام ووظائف الحكومة..
فى ظل ظروف الحرب والمعارك الفاصلة لابد من وضوح الرؤيا والحسم مع القضايا دون مجاملات ، فهذه معركة مصيرية..
(4)
مع ثراء المحتوى فى اللقاء فإن قادة الحكم بحاجة للتدقيق فى سردياتهم ، ومع أن البعض يأخذ ببعض النقاط ويجعل منها (فقاقيع) سرعان ما تزول ، إلا أن الحديث العفوي من السياسيين والمقاتلين غير مبرر ومن ذلك:
– حديث العطا عن (الذين ابعدناهم انضموا للدعم السريع) ، ويحق لنا أن نتساءل ، كم من الضباط الذين تم اعفاءهم انضم للمليشيا وهم فوق (500ضباط) ، بالعكس هؤلاء الضباط عادوا للخدمة طواعية بعد تمرد المليشيا وبعضهم ارتقى شهيدا وبعضهم ما زال فى الخنادق..
– الحديث عن التنحى ، ومع أنه جاء فى سياق (ونسة) والمقصود به عدم الرغبة فى السلطة ، فقد يتم تفسيره بانعدام وجود خطة ورؤية واضحة..
ولذلك من المهم ضبط المفردات فى الحديث..
لقد وفر الحوار مادة اعلامية جيدة ، واعاد التذكير بخيارات قادة الحكم سياسيا وعسكريا ، ولم نتحدث عن الإشارات عن العمليات العسكرية لإنها بشارات والبشائر رهينة بالتحقق ، ونسأل الله النصر لبلادنا ووطننا..
د.ابراهيم الصديق علي
4 اغسطس 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حماس: حديث أمريكا المتكرر عن تهجير الفلسطينيين إصرار على الشراكة في الجريمة
الجديد برس|
قال القيادي بحركة حماس سامي أبو زهري، إن الإعلان الأميركي المتكرر عن مشاريع تهجير فلسطينيي غزة يمثل “إصراراً على الشراكة في الجريمة”، بعد ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بالقطاع على مدار أكثر من 15 شهراً.
وشدد أبو زهري، في بيان اليوم السبت، على أن “مشاريع تهجير فلسطينيي غزة سخيفة وليس لها قيمة، وما فشل الاحتلال الإسرائيلي بتحقيقه بالقوة لن يحصل عليه بألاعيب السياسة”.
وجاء في البيان أن الإعلان الأميركي المتكرر عن تهجير فلسطينيي القطاع، تحت ذرائع إعادة بنائه، “يمثل إصراراً على الشراكة في الجريمة”، معتبراً إصرار الإدارة الأميركية على مشاريع تهجير فلسطينيي غزة يمثل “وصفة لمزيد من الفوضى والتوتر في المنطقة”.
ومساء أمس الجمعة، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث عن نقل فلسطينيين من قطاع غزة، معرباً عن ثقته بأن مصر والأردن سيستقبلان فلسطينيين من القطاع.
وخلال رده على أسئلة الصحافيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بخصوص رفض مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من غزة، قال ترامب “سيأخذون سكاناً من غزة، وأعتقد أن مصر ستفعل ذلك أيضاً”.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمقترح تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، متذرعاً بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة”، الذي أبادته إسرائيل منذ بدء حربها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتجنبت الردود المصرية الرسمية منذ اقتراح ترامب الإشارة إليه مباشرة، وأكدت بشكل عام الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى بلادهم. في حين شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، الأربعاء الماضي، على أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكداً عزم بلاده على العمل مع ترامب للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.