ترقب داخليّ ثقيل لرد محتمل من حزب الله.. ومطالبات ديبلوماسية للرعايا للمغادرة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
انشغلت الساحة اللبنانية بالترقب لجهة إمكان حصول رد عسكري من "حزب الله" على إسرائيل، انتقاما لاغتيال مسؤوله العسكري الأرفع فؤاد شكر، وكذلك بالرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران بعد ساعات من الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت التي أودت بشكر مساء الثلاثاء الماضي، وأسفرت عن سقوط مدنيين بين شهداء وجرحى.
وكتبت "النهار": بلغ ضرب طبول الحرب والاستعدادات والاستنفارات والتحذيرات من اقتراب الساعة الصفر للرد الانتقامي لكل من إيران و"حزب الله" على إسرائيل ذروته في الساعات الأخيرة الى حدود باتت معها التقديرات ترجح إمكان أن يبدأ هذا الرد في الساعات الطالعة وسط وصول منسوب الخطر من انفجار إقليمي واسع الى مستوى غير مسبوق تجاوز بكثير الوضع الذي نشأ في نيسان الماضي لدى تبادل إسرائيل وايران القصف البعيد المدى من دون ان يتطور الامر الى حرب مباشرة بينهما. وبدا لبنان في قلب إعصار المخاوف الذي اشتدّت رياح مؤشراته بقوة بعد ظهر أمس حين راحت سفارات الدول الكبرى تتسابق على تجديد وتحديث تحذيراتها الى رعاياها لمغادرة لبنان فوراً بما شكل مؤشراً شديد الإلحاح في خطورته الى أن الساعة الصفر للرد وما قد يستتبع الرد صارت مسالة ساعات لا اكثر. حتى أن المسؤولين اللبنانيين، كما علمت "النهار"، بدأوا يتصرفون وكأنهم في أجواء توقّع الرد على إسرائيل في عطلة نهاية الأسبوع، أي ربما في الساعات الطالعة من الفجر وبعده في أي لحظة، وتكثفت بإزاء ذلك أمس الاستعدادات الجارية على الصعيد التمويني والصحي والطبي والخدماتي تحسباً لأسوأ السيناريوهات الحربية التي قد تنشأ عن الرد والرد على الرد. كذلك، فإنّ كل السيناريوهات هذه أخذت في الحسابات وعبر الإجراءات الاحترازية في مطار رفيق الحريري الدولي علما ان معظم شركات الطيران العربية والعالمية أوقفت حركة الملاحة والرحلات إلى إسرائيل ولبنان في اليومين الأخيرين. وافاد إعلام "حزب الله" أن الأمين العام لـلحزب السيّد حسن نصرالله سيتحدث نهار الثلاثاء الساعة الخامسة عصراً في ذكرى أسبوع فؤاد شُكر.
وفي هذا السياق تدافعت الدول في اصدار التحذيرات العاجلة فقامت الخارجية الأميركية بتحديث توصياتها إلى رعاياها، وأكّدت أن "من يختار عدم مغادرة لبنان من رعايانا، عليه إعداد خطط طوارئ للإحتماء في أماكن سكنهم". وأشارت إلى أن هناك شركات طيران ألغت أو علقت رحلاتها للبنان، فيما خيارات الطيران التجاري ما تزال متوفرة. ودعت مواطنيها الراغبين في مغادرة لبنان إلى حجز "أي تذكرة متاحة لهم". كذلك، حثّت الحكومة البريطانية مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد فورا. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال". مع هذا، فإن روسيا بدورها اوصت مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى لبنان. وأهابت وزارة الخارجية الاردنية بـ"المواطنين الأردنيين المقيمين والموجودين في لبنان مغادرة الأراضي اللبنانية بأقرب وقت ممكن". وجددت دعوتها إلى" أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام التعليمات الصادرة عن الجهات اللبنانية المختصة". كما دعت الاردنيين في لبنان إلى التسجيل الفوري على الموقع الإلكتروني للسفارة الأردنية في بيروت والتواصل مع الوزارة لطلب المساعدة على مدار الساعة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.