الوطن:
2025-02-07@08:18:50 GMT

 خالد ميري يكتب: أيام النجاح والفشل

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

 خالد ميري يكتب: أيام النجاح والفشل

ما حدث فى افتتاح أولمبياد باريس لا علاقة له بحرية الرأى والتعبير.. ولا علاقة له بالإبداع والفنون ولو كانت «جنون».. التهكم على الأديان والأنبياء والترويج للشذوذ كان مقيتاً، وفنياً كان هابطاً.. لا طعم ولا لون ولا ريحة.

زرت باريس عدة مرات ولم أحبها.. لم أجد بها مدينة جن ولا ملائكة.. أضواء باهتة وشوارع ضيقة وحياة عادية لا تفتن عقلاً ولا تجذب قلباً، وكان حفل افتتاح الأولمبياد بارداً كبرودتها، وكلما حاولوا التفنن كشفوا سوءاتهم أكثر، ويكفى النهر الملوث الذى أجبر السباحون على السباحة فيه فخرجوا يتقيأون ما فى بطونهم وهذه ستكون ذكراهم عن باريس.

ما حدث لدينا على السوشيال ميديا مع أبطالنا الذين شاركوا فى الألعاب الأولمبية لا يقل بحال من الأحوال عن حفل الافتتاح، ما كل هذا الحقد وما كل هذا التنمر وما كل هذا الهجوم على أبطال تدربوا وتعبوا منذ طفولتهم ليحصلوا على شرف المشاركة فى الحدث الرياضى العالمى الأهم؟!

البطل الذى يحظى بشرف المشاركة فى الألعاب الأولمبية هو بطل تم تكوينه منذ طفولته.. تدريبات شاقة، وحياة صحية وأهل تعبوا وسهروا مع ابنهم أو بنتهم، ودولة لم تبخل بما تستطيع لتأهيل أولادها وأبطالها، هؤلاء الأبطال حققوا بطولات قارية لافتة أو عالمية ناجحة حتى يحصلوا على شرف المشاركة، لا أحد يختار بمزاجه من يسافر ومن لا يسافر.. لا أحد يتمكن من المشاركة فى الألعاب الأولمبية إلا بعد اجتياز اختبارات صعبة وبطولات قارية ومنافسات قاسية، من يذهب إلى الألعاب الأولمبية هم «كريمة» الرياضيين على مستوى العالم وفى كل الألعاب.. والنجاح لا يتحقق إلا بعد سنوات طويلة من التعب والتمرين الشاق والكفاح، والحصول على ميدالية أولمبية أهم من الحصول على كأس العالم فى أى رياضة باستثناء كرة القدم.

أولادنا الذين شاركوا فى الألعاب الأولمبية حصلوا على هذا الشرف بكفاحهم لسنوات طويلة، لم يجاملهم أحد ولم يمنحهم مسئول هذا الشرف، فلا سبيل للمشاركة إلا بالنجاح القارى والحصول بشق الأنفس على تذكرة السفر.

المشاركة فى حد ذاتها نجاح.. بطل أو بطلة وضعوا أقدامهم على بداية الطريق الصحيح، أما الحصول على الميدالية فهو الإنجاز الأضخم، ولا أحلى من ميدالية ذهبية يرتفع معها علَم مصر ويصدح نشيدنا الوطنى عالياً فى المحفل الأهم عالمياً.. لكن الحصول على الميدالية لا يأتى إلا بمنافسة شاقة مع كل أبطال العالم ولا يناله إلا الأفذاذ الذين استمروا على الطريق ولم ييأسوا ولم تقطع السوشيال ميديا أنفاسهم ألماً وحسرة.

قفزت من مكانى فرحاً أكاد ألامس سقف الحجرة ونجمنا محمد السيد يحصل على ميدالية المبارزة، وفريقنا الكروى يتأهل لأول مرة منذ ستين عاماً إلى «قبل النهائى» وأبطال اليد يهزمون النرويج «ثانى العالم» ويكتبون تاريخاً جديداً للعبة.

الآن وقت التشجيع وليس وقت الحساب.. كل من سافر كان بطلاً واستحق بمجهوده أن يحصل على فرصة المنافسة العالمية.. وكلنا يحب أن نكون فى جانبهم نشجع ونصدر الروح الإيجابية ونطلب النصر، أما تصدير السلبيات واختلاقها والتنمر على الأبطال فهذه ليست روحنا وليست شيمنا.

عندما تنتهى المنافسات وتعود البعثة وقتها يحين وقت الحساب.. من بذل كل جهد ولم يبخل بذرة عرق ولو لم يحصل على ميدالية يجب أن نشجعه ونمنحه الأمل فى المستقبل، ومن قصَّر ولم يبذل جهداً ولم يقدم صورة مشرفة لبلده يجب إقصاؤه.. والحساب يكون بشفافية وعلى رؤوس الأشهاد.. حساب رياضى يناسب الحدث العالمى الأهم الذى لا يتكرر إلا كل ٤ سنوات.

المنافسات ما زالت مستمرة، وهناك أبطال ما زالوا يرفعون علم مصر وعلينا واجب التشجيع والدفع للأمام، مصر تستحق عدداً أكبر من الميداليات، وكل بطل حلمه الكبير أن يرى علم بلده يرفرف عالياً ونشيده الوطنى يملأ أجواء باريس.

مسك الختام:

رُفعت الأقلام وجفت الصحف مع إعلان نتيجة الثانوية العامة.. دموع الفرح اختلطت بدموع الحزن، وكل مجتهد وصل إلى ما يريد ليبدأ حياته العملية من الكلية التى يختارها.

لكن الأهم الآن أن نتوقف عن الضغط على أولادنا وبناتنا، فلا نتيجة الثانوية العامة ستحدد حياتهم ومستقبلهم، ولا الكلية التى سيلتحقون بها ستكون كلمة سر النجاح أو الفشل، الأهم أن يلتحق الطالب بكلية تناسب قدراته وليس أحلامه وأحلام أهله.. كلية تفتح له أبواب المستقبل فى عالم تتغير سوق العمل فيه بسرعة الصاروخ مع بزوغ فجر الذكاء الاصطناعى.

الأولاد والبنات تعبوا وسهروا، والأهم أن نساعدهم فى الاختيار الصحيح الذى يناسب قدراتهم ويتفق مع طريق المستقبل. لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب.. «افرحوا وسيبوا أولادكم يفرحوا» والمستقبل فى علم الغيب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أولمبياد باريس الإبداع الفنون فى الألعاب الأولمبیة المشارکة فى

إقرأ أيضاً:

الشرياني ينضم إلى لجنة التخطيط في اللجنة الأولمبية

 
دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة 106 مشاركين يخوضون «تحدي باها أبوظبي» النصر ينتظر المتأهل من الرفاع والقادسية في نصف «نهائي الخليجية»


أعلنت اللجنة الأولمبية الوطنية انضمام أحمد علي الشرياني، الأمين العام لاتحاد الرياضات البحرية، عضواً في لجنة التخطيط.
ويأتي التعيين في إطار جهود اللجنة لتعزيز حضور الإمارات في البطولات الرياضية الدولية، بما في ذلك الألعاب الأولمبية، بما يتماشى مع مستهدفات استراتيجية الرياضة الوطنية 2031.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031 إلى تحقيق تطلعات طموحة، من خلال تطوير الرياضيين المحترفين عبر برامج تدريبية متقدمة، واكتشاف المواهب الشابة، لتمكين الجيل القادم من الرياضيين، كما تسعى الاستراتيجية إلى رفع نسبة المشاركة المجتمعية في الأنشطة الرياضية إلى 71% بحلول عام 2031، إلى جانب تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، لضمان استدامة تمويل وتطوير البنية التحتية الرياضية في الدولة.
وعبّر أحمد علي الشرياني، عن اعتزازه بهذا التعيين الذي وصفه بفرصة لدعم التنافسية العالمية للرياضة الإماراتية، مؤكداً أهمية التعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وضرورة تبني حلول رياضية مبتكرة ومستدامة تسهم في تحقيق إنجازات نوعية ترفع من مستوى الرياضة الإماراتية في المحافل الدولية الكبرى.
وتواصل اللجنة الأولمبية الوطنية جهودها لتطوير المنظومة الرياضية في الإمارات، عبر خطط واستراتيجيات شاملة تهدف إلى بناء جيل جديد من الأبطال الرياضيين القادرين على تحقيق نجاحات تضع الإمارات في مصاف الدول الرائدة في الرياضة العالمية.

مقالات مشابهة

  • استشاري بجامعة ماريلاند: الأهم ليس وقف إطلاق النار بل ما بعده في غزة
  • القرية الأولمبية بالاسماعيلية تحتضن بطولة الجمهورية للملاكمة
  • «خبير أمريكي»: الأهم ليس وقف إطلاق النار في غزة.. بل ما بعده «فيديو»
  • ماذا جنى فيلم 6 أيام في آخر أسبوع عرض ؟
  • مجلس إدارة اللجنة الأولمبية يقر تجميد عضوية اتحاد القدم
  • الشرياني ينضم إلى لجنة التخطيط في اللجنة الأولمبية
  • ناهد السباعي تكشف مواصفات فتى أحلامها.. فيديو
  • الشيخ خالد الجندي يوجه نصيحة للشباب لتحقيق النجاح
  • "عفيفي" و"الطاهري" و"ميري" يقدمون واجب العزاء في الكاتب والروائي الكبير مصطفى بيومي
  • إجمالي إيرادات فيلم 6 أيام في دور العرض المصرية