الوطن:
2024-09-09@12:12:20 GMT

 خالد ميري يكتب: أيام النجاح والفشل

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

 خالد ميري يكتب: أيام النجاح والفشل

ما حدث فى افتتاح أولمبياد باريس لا علاقة له بحرية الرأى والتعبير.. ولا علاقة له بالإبداع والفنون ولو كانت «جنون».. التهكم على الأديان والأنبياء والترويج للشذوذ كان مقيتاً، وفنياً كان هابطاً.. لا طعم ولا لون ولا ريحة.

زرت باريس عدة مرات ولم أحبها.. لم أجد بها مدينة جن ولا ملائكة.. أضواء باهتة وشوارع ضيقة وحياة عادية لا تفتن عقلاً ولا تجذب قلباً، وكان حفل افتتاح الأولمبياد بارداً كبرودتها، وكلما حاولوا التفنن كشفوا سوءاتهم أكثر، ويكفى النهر الملوث الذى أجبر السباحون على السباحة فيه فخرجوا يتقيأون ما فى بطونهم وهذه ستكون ذكراهم عن باريس.

ما حدث لدينا على السوشيال ميديا مع أبطالنا الذين شاركوا فى الألعاب الأولمبية لا يقل بحال من الأحوال عن حفل الافتتاح، ما كل هذا الحقد وما كل هذا التنمر وما كل هذا الهجوم على أبطال تدربوا وتعبوا منذ طفولتهم ليحصلوا على شرف المشاركة فى الحدث الرياضى العالمى الأهم؟!

البطل الذى يحظى بشرف المشاركة فى الألعاب الأولمبية هو بطل تم تكوينه منذ طفولته.. تدريبات شاقة، وحياة صحية وأهل تعبوا وسهروا مع ابنهم أو بنتهم، ودولة لم تبخل بما تستطيع لتأهيل أولادها وأبطالها، هؤلاء الأبطال حققوا بطولات قارية لافتة أو عالمية ناجحة حتى يحصلوا على شرف المشاركة، لا أحد يختار بمزاجه من يسافر ومن لا يسافر.. لا أحد يتمكن من المشاركة فى الألعاب الأولمبية إلا بعد اجتياز اختبارات صعبة وبطولات قارية ومنافسات قاسية، من يذهب إلى الألعاب الأولمبية هم «كريمة» الرياضيين على مستوى العالم وفى كل الألعاب.. والنجاح لا يتحقق إلا بعد سنوات طويلة من التعب والتمرين الشاق والكفاح، والحصول على ميدالية أولمبية أهم من الحصول على كأس العالم فى أى رياضة باستثناء كرة القدم.

أولادنا الذين شاركوا فى الألعاب الأولمبية حصلوا على هذا الشرف بكفاحهم لسنوات طويلة، لم يجاملهم أحد ولم يمنحهم مسئول هذا الشرف، فلا سبيل للمشاركة إلا بالنجاح القارى والحصول بشق الأنفس على تذكرة السفر.

المشاركة فى حد ذاتها نجاح.. بطل أو بطلة وضعوا أقدامهم على بداية الطريق الصحيح، أما الحصول على الميدالية فهو الإنجاز الأضخم، ولا أحلى من ميدالية ذهبية يرتفع معها علَم مصر ويصدح نشيدنا الوطنى عالياً فى المحفل الأهم عالمياً.. لكن الحصول على الميدالية لا يأتى إلا بمنافسة شاقة مع كل أبطال العالم ولا يناله إلا الأفذاذ الذين استمروا على الطريق ولم ييأسوا ولم تقطع السوشيال ميديا أنفاسهم ألماً وحسرة.

قفزت من مكانى فرحاً أكاد ألامس سقف الحجرة ونجمنا محمد السيد يحصل على ميدالية المبارزة، وفريقنا الكروى يتأهل لأول مرة منذ ستين عاماً إلى «قبل النهائى» وأبطال اليد يهزمون النرويج «ثانى العالم» ويكتبون تاريخاً جديداً للعبة.

الآن وقت التشجيع وليس وقت الحساب.. كل من سافر كان بطلاً واستحق بمجهوده أن يحصل على فرصة المنافسة العالمية.. وكلنا يحب أن نكون فى جانبهم نشجع ونصدر الروح الإيجابية ونطلب النصر، أما تصدير السلبيات واختلاقها والتنمر على الأبطال فهذه ليست روحنا وليست شيمنا.

عندما تنتهى المنافسات وتعود البعثة وقتها يحين وقت الحساب.. من بذل كل جهد ولم يبخل بذرة عرق ولو لم يحصل على ميدالية يجب أن نشجعه ونمنحه الأمل فى المستقبل، ومن قصَّر ولم يبذل جهداً ولم يقدم صورة مشرفة لبلده يجب إقصاؤه.. والحساب يكون بشفافية وعلى رؤوس الأشهاد.. حساب رياضى يناسب الحدث العالمى الأهم الذى لا يتكرر إلا كل ٤ سنوات.

المنافسات ما زالت مستمرة، وهناك أبطال ما زالوا يرفعون علم مصر وعلينا واجب التشجيع والدفع للأمام، مصر تستحق عدداً أكبر من الميداليات، وكل بطل حلمه الكبير أن يرى علم بلده يرفرف عالياً ونشيده الوطنى يملأ أجواء باريس.

مسك الختام:

رُفعت الأقلام وجفت الصحف مع إعلان نتيجة الثانوية العامة.. دموع الفرح اختلطت بدموع الحزن، وكل مجتهد وصل إلى ما يريد ليبدأ حياته العملية من الكلية التى يختارها.

لكن الأهم الآن أن نتوقف عن الضغط على أولادنا وبناتنا، فلا نتيجة الثانوية العامة ستحدد حياتهم ومستقبلهم، ولا الكلية التى سيلتحقون بها ستكون كلمة سر النجاح أو الفشل، الأهم أن يلتحق الطالب بكلية تناسب قدراته وليس أحلامه وأحلام أهله.. كلية تفتح له أبواب المستقبل فى عالم تتغير سوق العمل فيه بسرعة الصاروخ مع بزوغ فجر الذكاء الاصطناعى.

الأولاد والبنات تعبوا وسهروا، والأهم أن نساعدهم فى الاختيار الصحيح الذى يناسب قدراتهم ويتفق مع طريق المستقبل. لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب.. «افرحوا وسيبوا أولادكم يفرحوا» والمستقبل فى علم الغيب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أولمبياد باريس الإبداع الفنون فى الألعاب الأولمبیة المشارکة فى

إقرأ أيضاً:

راندا تاج تحقق المركز الرابع في منافسات رفع الأثقال ببارالمبياد باريس

حققت راندا تاج لاعبة منتخب مصر لرفع الأثقال البارالمبي المركز الرابع، فى منافسات وزن 86 كجم بدورة الألعاب البارالمبية، المقامة في باريس، بعدما رفعت ثقلا قدره 128 كجم و134 كجم، وأخفقت فى رفع وزن 140 كجم في المحاولة الثالثة.

وحققت المركز الأول لاعبة الصين، بينما احتلت لاعبة البرازيل المركز الثاني، ولاعبة تشيلى المركز الثالث.

كان محمد المنياوى ورحاب رضوان لاعبا منتخب مصر لرفع الأثقال قد توجا بالميدالية الذهبية، بينما توجت فاطمة محروس ومحمد صبحي بالفضية، وحققت صفاء حسن البرونزية وأيضا منتخب الكرة الطائرة جلوس.

وتختتم اليوم الأحد منافسات دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024، والتي انطلقت في 26 أغسطس الماضي.

مقالات مشابهة

  • القومي للمرأة يهنئ بطلات مصر الفائزات بميداليات في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024
  • نادية علي تفوز بالميدالية البرونزية لدورة الألعاب البارالمبية باريس 2024
  • روسيا تحصد الميدالية الذهبية الـ20 في بارالمبياد باريس
  • راندا تاج تحقق المركز الرابع في منافسات رفع الأثقال ببارالمبياد باريس
  • خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • فضية وبرونزية حصاد مصر في اليوم العاشر من بارالمبياد باريس
  • دكتور مصطفي ثابت يكتب.. حكاية أم خالد وضرورة تأهيل وتطوير مؤثري تيك توك
  • فاطمة محروس تتوج بفضية رفع الأثقال في بارالمبياد باريس 2024
  • الإمارات تختتم المشاركة في «بارالمبية باريس» بـ «3 رياضات»