نقابة أطباء السودان، طالبت بالوقف الفوري غير المشروط للقتال في الفاشر والمدن الأخرى وفتح ممرات آمنة وحمايتها لدخول المساعدات الإنسانية.

الفاشر: التغيير

كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان- مهنية مستقلة- عن حصر 100 قتيل وجريح جراء التصعيد العسكري في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ووصفت المدينة بأنها أصبحت أخطر وأسوأ مكان للعيش على وجه البسيطة.

مدينة الجحيم

وقالت اللجنة في تقرير وسمته بـ(مدينة الجحيم المستعر)، إن شمال دارفور وتحديداً عاصمتها الفاشر شهدت الأيام الماضية وما زالت تشهد، أحداث عنيفة وتصعيداً خطيراً رغم المناشدات المحلية والدولية لوقف الصراع بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة وقوات الدعم السريع وحلفائها من جهة أخرى حول تخوم المدينة وبعض أحيائها ما أدى لسقوط أعداد كبيرة من المواطنين بين قتيل وجريح ومشرد.

وأضافت بأن مناطق الاشتباك شهدت حركة نزوح ضخمة إلى مناطق أخرى آمنة نسبيا، وزاد استخدام الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية الأمر سوءاً ما جعل من المدينة كلها منطقة عمليات.

واتهمت قوات الدعم السريع وحلفائها بتنفيذ عمليات قصف ممنهج ومقصود وبصورة مستمرة للأحياء والأماكن المدنية وخصوصا الصحية والطبية.

حصار ومعاناة

وأشارت نقابة الأطباء إلى أن الفاشر تعرضت لحصار منذ أشهر من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها ما منع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية والمستهلكات الطبية، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الإستهلاكية وتردي الخدمات الطبية والصحية.

وأكدت أن عملية الخروج الأمن من المدينة في الأيام الاخيرة أصبحت تحدياً ومخاطرة عظيمة لما يتعرض له الفارون من اعتقالات تعسفية وتعذيب وسلب ونهب للمقتنيات.

وحذرت النقابة من أن جميع مواطني الفاشر قد يصبحون في عداد الموتى إما بالجوع أو العطش أو الرصاص أو غياب الخدمات الصحية والطبية وغيرها من إفرازات الصراع ما لم يكن هناك تدخل فوري وجاد لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية.

إحصائيات

وأوضحت أنه خلال الفترة من السبت 27 يوليو حتى الاثنين 29 يوليو الماضي تم قصف “سوق الفاشر الكبير، سوق الفاشر الجنوبي (المواشي سابقاً)، المستشفى السعودي بالفاشر، وبعض من الأحياء الجنوبية والغربية والشمالية”.

وأكدت النقابة أن أعداد مقدرة من الضحايا المدنيين لم يتم حصرهم لصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية والطبية وغياب وسائل الحركة والأسباب الأمنية وغيرها.

وقالت إن العدد الذي تحصلت عليه حتى لحظة كتابة التقرير هو  100 ما بين قتيل وجريح، حوالي 30 منهم داخل المستشفى السعودي، ولم تسجل إصابات وسط الكوادر الطبية والصحية العاملة هناك.

وأضافت بأن مدينة الفاشر اليوم قد أصبحت أخطر وأسوأ مكان للعيش على وجه البسيطة.

مناشدات ومطالب

وناشدت النقابة بالوقف الفوري ودون المشروط للقتال في الفاشر وبقية المدن الأخرى، وفتح ممرات آمنة وحمايتها من أجل دخول المساعدات الإنسانية والدوائية إلى الفاشر، وعدم استهداف المدنيين والمباني المدنية، وطالبت بحماية المدنيين حسب قانوني جنيف وروما لتنظيم قواعد الاشتباك في أوساط المدنيين.

وطالبت النقابة قوات الجيش السوداني والدعم السريع بالتفكير الجاد والإرادة الحقيقة من أجل وقف معاناة الشعب من خلال وقف الحرب، والبدء في حوار سوداني سوداني شامل وجامع يفضي إلى تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الملهمة.

الوسومالجيش الدعم السريع الفاشر اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان جنيف روما شمال دارفور

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع الفاشر اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان جنيف روما شمال دارفور المساعدات الإنسانیة الدعم السریع قتیل وجریح

إقرأ أيضاً:

بعد عام ونصف على الحرب.. حاجة طارئة لحماية المدنيين في السودان

بعد نحو عام ونصف على الحرب في السودان، لا تزال المعارك تستعر في المدن بينما يعاني السكان من الجوع والأمراض، حيث يتنافس جنرالان على السلطة، ولا حل يلوح في الأفق.

الحرب التي بدأت في أبريل عام 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو وصلت إلى مرحلة تستدعي "حاجة طارئة لحماية المدنيين" بحسب أكدت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان الجمعة.

ودعا خبراء أمميون من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

والسبت، نزحت مئات الأسر السودانية من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف على ما قال شهود عيان لوكالة فرانس برس.

وأفاد شهود عيان في منطقة حطاب بمدينة بحري شمال الخرطوم، حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش السوداني، أن مئات الأسر فرت من المنطقة "بعد اشتداد القصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع" التي تسعى للسيطرة على هذه القاعدة وتهاجمها منذ ثلاثة أيام.

وقال السوداني، نصر الدين، أحد سكان المنطقة لوكالة فرانس برس: "منذ صباح السبت، رحلت مئات الأسر وهي تحمل بعض أمتعتها فوق رؤوسها وتسير شمالا هربا من القصف المدفعي".

وأضاف "قوات الدعم السريع هاجمت منازل المواطنين جنوب حطاب وأسرت بعضهم وأطلقت النار على آخرين".

الوضع الإنساني حاجة ماسة لحماية المدنيين من المعارك الطاحنة

وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم، حيث تنتشر الأمراض والجوع، وتقدر بحاجة أكثر من 26 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات الإنسانية.

لجنة مراجعة المجاعة تؤكد أن الصراع دفع المجتمعات بولاية شمال دارفور إلى المجاعة، وخاصة في معسكر زمزم للنازحين قرب الفاشر، عاصمة الولاية.

ويرجح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن يكون الناس في أكثر من عشر ولايات أخرى في نفس الظروف المروعة.

وتواجه البلاد بشكل عام مستويات تاريخية من "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، فيما يوصف الوضع بـ "الخطير"، خاصة للعالقين في المناطق المتأثرة بالصراع، مثل ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان.

وإلى جانب الظروف المروعة فيما يرتبط بالجوع، يواجه السودان "أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم" بحسب الأمم المتحدة.

غزة والسودان على رأس القائمة.. أزمة جوع عالمية تعصف بالملايين حذر تقرير جديد نشرته الأمم المتحدة، الخميس، من تفاقم أزمة الجوع العالمية، حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وأشار التقرير إلى أن الصراعات، والتغيرات المناخية، قد أدت إلى زيادة حادة في أعداد الجوعى، خاصة في مناطق مثل السودان وقطاع غزة.

ودفعت المعارك أكثر من 10 ملايين شخص إلى الفرار من ديارهم منذ اندلاع الصراع "ويشمل هذا العدد 7.9 مليون شخص نزحوا داخل السودان أكثر من نصفهم من الأطفال وما يزيد عن مليونين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة. وتقريبا فإن واحدا من كل سبعة نازحين داخليا في العالم، سوداني"، بحسب الأمم المتحدة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن المنظمات السودانية تعمل على الخطوط الأمامية لجهود الاستجابة منذ بدء الصراع، فيما يوجد على الأرض أكثر من 125 شريكا في العمل الإنساني، تمكنوا من الوصول إلى حوالي 8 ملايين شخص بشكل من أشكال المساعدة بين شهري يناير ومايو الماضي.

وأشارت إلى أنه منذ أبريل عام 2023، قُتل 22 عامل إغاثة على الأقل في السودان وأصيب 33 آخرون.

وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

وفيما تشتد المعارك السبت في العاصمة، وصل مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية لمدة يومين، بحسب وكالة فرانس برس.

وقال وسطاء بقيادة الولايات المتحدة، الشهر الماضي، إنهم حصلوا على ضمانات من كلا الطرفين في محادثات بسويسرا لتحسين آليات توصيل المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات عرقل إحراز تقدم.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، للصحفيين، الجمعة: "سنواصل الضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى تسوية من خلال التفاوض تسمح للشعب السوداني برسم مستقبله السياسي"، مؤكدة إدانة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للعنف.

ماذا يقول خبراء الأمم المتحدة؟ الجوع والأمراض تنتشر في السودان . أرشيفية

وخلص الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير، إلى أن المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. في حين تفيد تقديرات أنها قد تصل إلى "150 ألفا".

وقال رئيس بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان، محمد شاندي عثمان، إن "خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين".

وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية عام 2023 بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب منذ قرابة 17 شهرا.

ووجد التقرير الذي صدر الجمعة أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحلفاءهما مارسوا أنماط انتهاكات واسعة النطاق تضمنت هجمات عشوائية ومباشرة على المدنيين والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية والمرافق الحيوية الأخرى.

ووصف التقرير ما ارتكبته قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة بـ "اعتداءات مرعبة" ضد المجتمعات غير العربية خاصة ضد مجتمع المساليت في الجنينة وحولها بغرب دارفور، بما تضمن القتل والتعذيب والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي وتدمير الممتلكات والنهب.

وأشار التقرير إلى وجود "أسباب معقولة للاعتقاد" بأن هذه القوات معها ارتكبت جرائم حرب أخرى من بينها "الاستعباد الجنسي" و"تجنيد الأطفال دون سن 15 عاما"، وقامت بأفعال أخرى قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك "الاسترقاق" و"الاضطهاد على أسس إثنية وجندرية" و"التهجير القسري للسكان".

توصيات البعثة الأممية سودانيون يهربون من جحيم المعارك. أرشيفية

وإلى جانب إرسال قوة محايدة، أوصى التقرير بتوسيع نطاق "حظر الأسلحة القائم في دارفور"، عملا بقرارات مجلس الأمن، إلى جميع أنحاء السودان، وذلك من أجل وقف توريد الأسلحة والذخائر وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي أو المالي لأطراف النزاع ومنع المزيد من التصعيد.

وحذر الجهات التي تزود الأسلحة من إمكانية "تواطؤها في انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".

ودعت البعثة إلى توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية المتعلق بدارفور ليشمل كامل الأراضي السودانية، وإنشاء "آلية قضائية دولية منفصلة تعمل جنبا إلى جنب مع المحكمة الجنائية الدولية وبشكل تكاملي".

السودان.. الأمم المتحدة تدعو إلى نشر "قوة محايدة" لحماية المدنيين دعا خبراء من الأمم المتحدة، الجمعة، إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

واستندت البعثة في تقريرها على 182 مقابلة مع ناجين وأسرهم وشهود.

وذكر فريق تقصي الحقائق أنه حاول التواصل مع السلطات السودانية في مرات عديدة لكنه لم يتلق ردا. وأضاف الفريق أن قوات الدعم السريع طلبت التعاون مع البعثة، من دون خوض في مزيد من التفاصيل.

وسبق أن نفى كلا الجانبين اتهامات من الولايات المتحدة وجماعات حقوقية بارتكاب انتهاكات، ويتبادلان الاتهامات بالوقوف وراءها.

وهذا هو أول تقرير تصدره البعثة المكونة من ثلاثة أعضاء منذ أن شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أكتوبر 2023.

وستدعو دول غربية منها بريطانيا إلى تجديد مهمة البعثة خلال اجتماع هذا الشهر، ويتوقع دبلوماسيون معارضة السودان الذي يعد الحرب مسألة داخلية بحسب رويترز.

مقالات مشابهة

  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • شبكة أطباء السودان: 21 قتيلاً و70 جريحاً في قصف مدفعي على سوق سنار
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • بعد عام ونصف على الحرب.. حاجة طارئة لحماية المدنيين في السودان
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين
  • انقسام سوداني حول نشر قوة أممية لحماية المدنيين
  • تجدد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأُبيض غربي السودان
  • خبراء أمميون يدعون لنشر قوة “محايدة” حماية للمدنيين في السودان ويتهمون الجيش والدعم السريع بارتكاب “انتهاكات” مروعة ترقى “لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع نهب محتويات المرافق الصحية بجانب نهب المخزون الاستراتيجي للدواء