هل تجر إسرائيل الولايات المتحدة لحرب واسعة في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
تتجاهل الحكومة الإسرائيلية، الدعوات الغربية بما في ذلك واشنطن، التي تدعو لإنهاء الحرب في غزة، إذ تقول إسرائيل إنها "ستنهي الحرب بشروطها وجدولها الزمني".
ويشير تحليل نشرته مجلة فورين بولسي إلى أن "وقف إطلاق النار" في حرب غزة لم يكن وشيكا على الإطلاق، إذا أن المفاوضات التي طالت لأشهر كانت "خدعة" إذ لم يكن لدى الإسرائيليين أي نية للانسحاب من القتال في غزة.
وفي المقابل، تعتقد حماس أنها تكسب الحرب من خلال جر إسرائيل إلى "صراع محتدم" أدى إلى "تفاقم الصراعات"، وهو ما أضر بسمعة إسرائيل الدولية.
ويشير الكاتب في فورين بوليسي، ستفين كوك، إلى أن الطرف الوحيد الذي كانت يريد وقف إطلاق النار في غزة، كان الولايات المتحدة، الذين "تم التلاعب" بهم.
ويلفت إلى أن الضربات الإسرائيلية في الشرق الأوسط قد يعني أن إسرائيل "تقامر" بالتصعيد ما قد يدخل المنطقة في حرب واسعة، فبالرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن أي شخص يهدد إسرائيل "سيدفع ثمنا باهظا"، فما يحصل قد لا يؤدي إلى "تحسين الوضع الأمني في إسرائيل".
ويذكر أن إسرائيل لم تكن تعتقد أن إيران سترد على هجمات لها، وهو ما وقع في أبريل الماضي، ولهذا يرى أن الاغتيالات الأخيرة لن تمر من دون رد طهران حتى لا "تبدو ضعيفة" إذا فشلت في الرد على إسرائيل.
ويشير تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن إسرائيل تشهد حالة من الترقب لـ"انتقام إيراني"، بعد عمليات الاغتيال، والتهديدات العدائية المستمرة منذ فترة.
ويحذر التحليل من أي رد إيراني، قد يعني سلسلة من الردود الإسرائيلية، وهو ما قد يؤدي إلى تسارع واحتدام الصراع الإقليمي، الذي يتفاقم.
نتانياهو جادل في زيارته الأخيرة لواشنطن بأن أفضل طريقة لإنهاء الحرب هي أن تقف الولايات المتحدة وإسرائيل متحدتين ضد التهديدات المشتركة.
المسؤولون الإسرائيليون يعتقدون أن الاستمرار في القتال "سوف يضر أكثر مما ينفع، ويتسبب في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، ما قد يزيد من التوجهات المتطرفة لدى البعض، ويعرض المنطقة للخطر، وبما يعرض أهداف واشنطن لمخاطر خاصة بشأن التكامل الإقليمي" الذي تطمح بتحقيقه.
عدم التوافق بين إسرائيل والولايات المتحدة، يسلط الضوء على التوتر في العلاقة الأمنية بينهما، وكل ما تبذله واشنطن لصالح إسرائيل يبدو أنه يكفي بشكل "جزئي" فقط، بحسب الصحيفة.
ويقول التحليل إن هذا "لا يعني أن الإسرائيليين يحاولون عمدا جر واشنطن إلى الحرب"، ولكن طبيعة العلاقة بينهما، تشجع إسرائيل على "المقامرة" في المنطقة، وبصف النظر عما تفعله إسرائيل تعلم أن أي رئيس أميركي "مضطر لتقديم المساعدة لإسرائيل".
ويوصي التحليل أنه بدلا من قطع المساعدات، واستخدام أوراق الضغط، من الأفضل إيجاد "اتفاق أمني" رسمي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحيث يحدد تفاصيل التزامات كل منهما.
وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل والتي لم تؤكد تنفيذها، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، ومع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة.
واشنطن أكدت أهمية اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لخفض التصعيد، مشددة في الوقت ذاته على أنها تحرص على حماية قواتها بالمنطقة وأمن إسرائيل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، إن الجيش الأميركي سينشر المزيد من المقاتلات والسفن الحربية التابعة للبحرية في الشرق الأوسط، مع سعي واشنطن لتعزيز الدفاعات في أعقاب تهديدات من إيران وجماعة حزب الله وحركة حماس المتحالفتين معها.
ووافق وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، على إرسال المزيد من سفن البحرية والمدمرات، التي يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية، إلى الشرق الأوسط وأوروبا.
كما ترسل الولايات المتحدة أيضا سربا إضافيا من المقاتلات إلى الشرق الأوسط.
وقال البنتاغون في بيان "أمر أوستن بتعديلات على وضع الجيش الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ المتنوعة".
وذكر بيان البنتاغون أن الولايات المتحدة ستعزز استعدادها لنشر المزيد من الدفاعات الأرضية ضد الصواريخ البالستية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة المزید من فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي يحذر من تحالفات خطيرة للحوثيين في المنطقة (ترجمة خاصة)
حذر تقرير أمريكي من توسع جماعة الحوثي في اليمن وبنائها تحالفات جديدة مع جماعات متطرفة في المنطقة، وسط تهديدات الجماعة للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وقالت صحيفة "واشنطن تايمز" في تقرير لها ترجمه "الموقع بوست" إن "الوضع لا يزال خطيرا، ومن غير المرجح أن يتراجع الحوثيون المتمكنون والمثريون رغم وقف إطلاق النار، فهي جماعة متمردة متحالفة مع إيران في مسار تصادمي مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن هجمات البحر الأحمر".
وأضافت "لم يعد الحوثيون في اليمن مجرد حركة تمرد محلية، بل أصبحوا يتجهون إلى الانتشار عالميا".
ويتوقع مراقبو اليمن منذ فترة طويلة -حسب التقرير- أنه حتى "وقف إطلاق النار المؤقت الآن بين إسرائيل وحماس، من غير المرجح أن يغير نهج جماعة الحوثي، في ظل وجود الكثير من المال والنفوذ على المحك"، وفق صحيفة الأميركية.
وتابعت الصحيفة الأمريكية "بعد أن كانت مجرد فصيل واحد في الحرب الأهلية في أفقر دولة في الشرق الأوسط، تحولت الجماعة المتمردة إلى قوة إقليمية كبرى تهدد التجارة العالمية وتضرب إسرائيل وتشكل تحالفات خطيرة مع جماعات متطرفة بهدف زعزعة استقرار الشرق الأوسط والقرن الأفريقي".
ونقلت الصحيفة عن داني سيترينوفيتش، وهو مسؤول سابق في استخبارات الدفاع الإسرائيلية وباحث كبير في شؤون الأمن في الشرق الأوسط قوله إن الحوثيين يسيطرون على موانئ رئيسية وطرق تهريب، وهي ضرورية لتوليد الإيرادات.
وأكد سيترينوفيتش أن تهريب النفط، والاتجار بالأسلحة، والتجارة غير المشروعة - كلها تغذي خزينة حربهم".
تقول الصحيفة الأمريكية إنه مع الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، عرض الحوثيون تنازلاً واحدًا، حيث قالوا إنهم لن يستهدفوا سوى حركة السفن في البحر الأحمر المرتبطة مباشرة بإسرائيل. مردفة "من غير المؤكد إلى متى سيصمد هذا التعهد".
واستدرك التقرير "لكن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، فلقد استخدم الحوثيون البحر الأحمر كسلاح، باستخدام مزيج من الضربات الصاروخية والطائرات البحرية بدون طيار وتهديدات القرصنة لإظهار القوة إلى ما هو أبعد من حدود اليمن، مما يعزز أهداف راعيتهم، إيران، لزرع عدم الاستقرار.
الباحثة في معهد الشرق الأوسط، ندوى الدوسري، قالت إن الحوثيين اثبتوا باستمرار قدرتهم على استخدام المفاوضات كتكتيك للمماطلة والعنف كوسيلة لانتزاع التنازلات - مما يجعل من غير المرجح أن يتأثروا حتى بالوقف المؤقت للأعمال العدائية في أماكن أخرى من المنطقة.
وذكرت أن "الحوثيين يتلاعبون بوقف إطلاق النار ومحادثات السلام لتعزيز سلطتهم وإطالة أمد الصراع بدلاً من حله".
وأوضحت أن استمرار نشاط الحوثيين يخدم غرضًا آخر - وهو تعقيد جهود إسرائيل والولايات المتحدة للتركيز على إيران، التي ينظر إليها كلاهما على أنها المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة.
تشير الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هي العلاقة المتنامية بين الحوثيين والجماعات المتطرفة. فقد كشف تقرير الأمم المتحدة أن الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ــ الذي ينشط أيضا في اليمن ــ اتفقا على وضع الخلافات الإيديولوجية جانبا من أجل إضعاف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. ويشمل هذا التعاون نقل الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية والهجمات المشتركة ضد القوات الحكومية.
"بالنسبة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فهذا سيعني الوصول إلى طرق التهريب والموارد. أما بالنسبة للحوثيين، فسيضمن ذلك بقاء حكومة اليمن ضعيفة للغاية بحيث لا تستطيع تحدي حكمهم" وفق التقرير.
وأضاف "كما قام الحوثيون بتجنيد مرتزقة إثيوبيين من مجتمعات المهاجرين. ووجد تقرير الأمم المتحدة أدلة على أنهم يدفعون لمقاتلين من قبائل تيغراي وأورومو الإثيوبية رواتب تتراوح بين 80 إلى 100 دولار شهريًا - مما يضيف بعدًا أجنبيًا آخر إلى حرب اليمن".
وخلصت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى القول إن "الدرس هنا هو أن ضربات البنية التحتية وحدها لن تؤدي المهمة. لإضعافهم، هناك ثلاثة أشياء ضرورية: استهداف تصنيع الأسلحة، ومنع الدعم الإيراني عبر طرق التهريب، وضرب قيادتهم لتعطيل تماسكهم الداخلي".