عقب صفقة التبادل.. كم أميركيا ظلوا عالقين في سجون روسيا؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
بعد شهور من المفاوضات السرية، جرت عملية التبادل التاريخية التي شملت إطلاق سراح سجناء من دول غربية مقابل سجناء روس.
أميركيون ثلاثة كانوا من بين أكثر من 20 معتقلا أُفرج عنهم، الخميس، في إطار أكبر عملية تبادل للسجناء بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
إيفان غيرشكوفيتش، وألسو كرماشيفا، وبول ويلان ورابع يحمل الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة أفرجت روسيا عنهم، حيث نقلوا للولايات المتحدة، فيما لا يزال نحو 20 آخرين باقين في السجون الروسية بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي، الخميس: "إلى المواطنين الأميركيين الذين ما زالوا محتجزين بشكل غير قانوني أو كرهائن في جميع أنحاء العالم، اسمحوا لي أن أكون واضحا جدا، أن هذه الحكومة وهذه الإدارة لن تتوقف عن العمل".
ومن بين من لا يزالون في السجون الروسية، مارك فوغل، الذي ألقي القبض عليه في مطار موسكو عام 2021، وأدين بتهريب مخدرات وحكم عليه بالسجن لمدة 14 عاما، وأكدت واشنطن أنها سوف تواصل جهودها لإطلاق سراحه.
وكان فوغل حينها يحمل 17 غراما من الماريجوانا التي يستخدمها لأغراض طبية، إذ يعاني من الألم المزمن.
مؤسسة جيمس دبليو فولي ليغاسي، وهي مجموعة للدفاع عن الرهائن ذكرت أسماء: أندريه خاتشاتوريان وكسينيا كاريلينا، باعتبارهما محتجزين بشكل غير مشروع من قبل روسيا.
خاتشاتوريان اعتقل في موسكو، عندما كان في طريقه إلى أرمينيا، حيث احتجزته السلطات بسبب وجود "سلاح ناري" مرخص ومؤمن في أمتعته، والذي أعلن عنه لموظفي شركة الطيران قبل رحلته من مطار لوس أنجلوس الدولي.
بينهم صحفيون.. حقائق بشأن الأميركيين الذين شملتهم صفقة التبادل مع روسيا في أول صفقة بين موسكو ودول غربية منذ ديسمبر 2022، اتفقت موسكو ودول على عملية تبادل كبيرة لسجناء بينهم عدد من الأميركيين.وأدانته محكمة روسية بتهمة "تهريب أسلحة" وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات، وينفي خاتشاتوريان هذه التهم.
أما كاريلينا، من ولاية كاليفورنيا، اتهمت بالخيانة في فبراير الماضي أثناء زيارتها لعائلتها في يكاترينبرغ، إذ تزعم الاتهامات أنها تبرعت لمنظمة إنسانية أوكرانية، وقالت السلطات الروسية أن هذه التبرعات استخدمت لصالح جيش كييف.
وكانت كاريلينا تعمل في منتجع صحي في بيفرلي هيلز، وهي تواجه الآن عقوبة محتملة بالسجن مدى الحياة، وهي بانتظار المحاكمة.
وتشير الصحيفة إلى وجود آخرين لم ينالوا باهتمام من الرأي العام، مثل ديفيد بارنز، الذي طارد زوجته السابقة في 2021 التي هربت مع أبنائهم من الولايات المتحدة. واتهمه مدعون روس بإساءة معاملة الأولاد عندما كانوا يعيشون في الولايات المتحدة، حيث أدانته محكمة روسية في فبراير بالسجن 21 عاما.
توماس ستوالي وجيمي ويلغوس يقضون فترات سجن طويلة في روسيا بسبب اتهامات ترتبط بالمخدرات والجنس، وهي الجرائم ينفون ارتكابها.
وفي يونيو الماضي، أدانت محكمة روسية روبرت وودلاند بتهم تهريب المخدرات، حيث تلقى حكما بالسجن 12 عاما.
كواليس المفاوضات السرية للصفقة الأهم بين موسكو والغرب حينما أصدرت محكمة روسية حكما في يوليو الماضي ضد الصحفي الأميركي، إيفان غيرشكوفيتش، بالسجن 16 عاما، وبعده حكما آخر ضد الصحفية الأميركية الأخرى، ألسو كورماشيفا، كانت إشارة على ما يبدو إلى أن صفقة تبادل السجناء التي تطبخ على نار هادئة اقتربت من نهايتها.وفي مايو الماضي، ألقي القبض على جوردون بلاك، أثناء طريقه لمنزله في كوريا الجنوبية حيث يخدم مع القوات الأميركية هناك، فيما تتهمه السلطات الروسية بالسرقة والتهديد بقتل صديقته الروسية، وفي يونيو أدانته محكمة روسية وحكمت عليه بالسجن قرابة أربع سنوات.
الموسيقي ترافيس ليك، كان قد تحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي أنه بخير بعد قراره للبقاء في موسكو بعد بدء الحرب على أوكرانيا، لتداهم القوات الروسية بعده شقته في يونيو الماضي، وزعموا مصادرتهم لأدوات تجارة المخدرات.
وفي يوليو الماضي، أدنت محكمة روسية ليك وحكمت بسجنه 13 عاما في سجن بإجراءات أمنية مشدد.
وكانت عملية التبادل الأخيرة، الأولى لتبادل للسجناء بين روسيا والغرب منذ مبادلة نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر بتاجر السلاح الروسي المدان فيكتور بوت في ديسمبر 2022.
وتعد أيضا أكبر عملية تبادل منذ العام 2010 عندما تمت مبادلة 14 جاسوسا مفترضا بين روسيا والغرب. وكان بين هؤلاء العميل المزدوج سيرغي سكريبال الذي أرسلته موسكو إلى بريطانيا والعميلة الروسية السرية آنا تشابمان التي أرسلتها واشنطن إلى روسيا.
وقبل ذلك، لم تجر عمليات تبادل كبيرة تشمل أكثر من عشرة أشخاص سوى خلال فترة الحرب الباردة عندما تبادل الاتحاد السوفييتي والقوى الغربية سجناء في عامي 1985 و1986.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محکمة روسیة
إقرأ أيضاً:
بعد تعديل العقيدة النووية الروسية.. هل تتغير موازين الحرب بين موسكو والغرب؟
في خطوة جديدة تزيد من تصعيد التوترات العالمية، وبعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء تعديل رسمي في العقيدة النووية الروسية، أثارت التساؤلات حول احتمالات استخدام الأسلحة النووية وتداعيات تصعيد التوترات بين روسيا والغرب.
ويأتي هذا التحديث بعد قرار الولايات المتحدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ويعد هذا التطور جزءًا من الديناميكيات المتغيرة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
التحديث في العقيدة النووية الروسيةفي إطار العقيدة النووية المعدلة، سمحت روسيا برد نووي محتمل في حال تعرضها لهجوم تقليدي من قبل دولة تدعمها قوة نووية، ويعكس استعداد روسيا لاستخدام ترسانتها النووية كوسيلة للضغط على الدول الغربية لوقف دعمها لأوكرانيا.
تتضمن العقيدة المعدلة تحديدًا لمجموعة من الحالات التي قد تؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، ومنها الهجوم الجوي الذي يشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وأن أي هجوم على الأراضي الروسية من قبل قوة غير نووية تتعاون مع قوة نووية، مثل الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا، يمكن أن ينظر إليها على أنها «عدوان مشترك» ضد روسيا.
الهجوم الأوكراني والصواريخ الأمريكيةوفي وقت الإعلان عن تحديث العقيدة النووية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية أطلقت 6 صواريخ من طراز أتاكمز الأمريكية على أهداف في منطقة بريانسك الروسية القريبة من كورسك علي الحدود الأوكرانية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية أسقطت 5 من هذه الصواريخ، ويعتقد الجيش الأوكراني أن الهجوم استهدف مستودعًا للذخيرة الروسية في المنطقة.
وفي هذا السياق، وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الهجوم بأنه «تصعيد» ودعا الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين إلى إعادة النظر في سياسة دعم أوكرانيا.
كما حذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، من أن الهجوم على الأراضي الروسية قد يستدعي ردًا نوويًا، مشيرًا إلى أن روسيا قد ترد إذا تم تهديد السيادة الروسية أو حليفتها بيلاروسيا.
الردود الدولية على التصعيد الروسيعلى جانب آخر، واجهت العقيدة النووية المعدلة انتقادات حادة من الدول الغربية، حيث ندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالتطور الأخير، ووصفه بأنه «مثال جديد على عدم المسؤولية» من قبل الحكومة الروسية، مضيفًا أن تصعيد روسيا مستمر باستخدام القوات الكورية الشمالية في العمليات القتالية ضد أوكرانيا دليلاً على ذلك.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فقد أكدت أن السياسة الروسية الجديدة لن تخيف بلادها.