وزير الآثار: نتطلع إلى زيادة حركة السياحة الوافدة من الهند
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
عقد، اليوم،أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، اجتماعاً، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع السفير أجيت جوبتيه سفير دولة الهند في القاهرة، وذلك لمناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك بين البلدين على المستوى السياحي والأثري.
وقد حضر اللقاء، عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، و أحمد عبيد مساعد الوزير لشئون الديوان والوكيل الدائم للوزارة، و يمنى البحار مساعد الوزير للشئون الفنية وشئون مكتب الوزير، و سامية سامي رئيس الإدارة المركزية لشركات السياحة بالوزارة.
واستهل الوزير اللقاء بالترحيب بالسفير أجيت جوبتيه، كما أكد على العلاقات الوطيدة التي تربط بين مصر والهند وعلاقات التعاون ولاسيما في مجال السياحة والآثار.
كما أشار إلى أن السياحة تساهم في تحقيق التقارب بين الشعوب، مؤكداً على أن مصر ترحب بجميع السائحين من كافة الجنسيات ومن بينهم الوافدين من دولة الهند للاستمتاع بالآثار والحضارة المصرية العريقة إلى جانب التعرف على الأماكن السياحية الخلابة والشواطئ المشمسة.
كما أشار إلى الزيادة التي تشهدها الحركة السياحية الوافدة من الهند إلى مصر معرباً عن تفاؤله وتطلعه لتحقيق مزيد من الزيادة في هذه الحركة، مؤكداً على أن السوق الهندي يعد من الأسواق الرئيسية التي تهتم بها الوزارة لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة منه.
ومن جانبه، أكد السفير على أن السائح الهندي شغوف بالتراث والحضارة المصرية العريقة وأنه من المهتمين بالسياحة الثقافية، مشيرًا إلى رحلة الطيران المباشرة التي تم تسييرها منذ أيام بين مدينة القاهرة والعاصمة الهندية نيودلهي، بالإضافة إلى وجود رحلات طيران مباشرة من مدينة القاهرة إلى مدينة مومباي.
وتناول اللقاء بحث آليات دفع المزيد من الحركة السياحية الوافدة من الهند إلى المقصد السياحي المصري، حيث تم الإشارة إلى الفعالية التي ستنظمها السفارة الهندية بمصر بمقر السفارة منتصف الشهر الجاري لتشجيع السياحة البينية بين البلدين، حيث تعد هذه الفعالية أولى الفعاليات التي سيتم تنظيمها خلال الفترة القادمة.
كما سيتم خلال الربع الأخير من العام الجاري تنظيم قافلة سياحية (Roadshow) في دولة الهند، إلى جانب مشاركة الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في فعاليات المعرض السياحي (OTM) والمقرر إقامته بمدينة مومباي بدولة الهند في فبراير القادم.
وتطرق اللقاء أيضاً للإشارة إلى الحملة الترويجية التي أطلقتها الوزارة في 18 سوق من الأسواق المستهدفة والتي من بينها السوق الهندي، حيث تضمنت هذه الحملة فيلم ترويجي تحت شعار "Your Expectation are History"، بالإضافة إلى إطلاق عدد من الأفلام الدعائية بالسوق الهندي للترويج والتسويق لمنتج السياحة الثقافية منها الفيلم الدعائي"200 Years of science in the making"، والفيلم الترويجي القصير عن اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون والذي يبرز الشهرة الكبيرة للملك توت عنخ آمون حول العالم.
كما تم التأكيد على أهمية تضافر جميع الجهود لتعظيم السياحة البينية بين البلدين والتواصل المباشر بين منظمي الرحلات بالهند وتنظيم فرق عمل بينهم وبين نظرائهم المصريين.
جدير بالذكر أن السيد ناريندا مودي رئيس وزراء الهند قام بزيارة رسمية إلى مصر خلال شهر يونيو الماضي حيث زار على هامشها منطقة أهرامات الجيزة، ومسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز.
كما استقبلت مدينة شرم الشيخ في يناير الماضي أول رحلة طيران مباشرة قادمة من الهند لمطار شرم الشيخ بغرض "سياحة حفلات الزفاف" في إطار استحداث هذا النمط السياحي والترويج للمقصد السياحي المصري كوجهة لإقامة حفلات الزفاف وجذب رواده إلى مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير السياحة والاثار من الهند
إقرأ أيضاً:
عابدة سلطان.. الأميرة الهندية المسلمة التي تحدت التقاليد وواجهت الحياة بشجاعة
كانت الأميرة الهندية المسلمة عابدة سلطان واحدة من أبرز الشخصيات التي تحدت كل القيود المجتمعية والثقافية التي فرضت على النساء في عصرها، كما كانت شاهدة على التحولات العميقة التي شهدتها الهند بعد تقسيمها.
وُلدت عابدة عام 1913 في ولاية بوبال الهندية، التي كانت تحت الاحتلال البريطاني في ذلك الوقت، لأسرة من "البيغومات"، وهو لقب نسائي رفيع المستوى يُطلق على النساء المسلمات ذوات المكانة العالية. كانت هذه العائلة تتمتع بمكانة سياسية كبيرة في ولاية بوبال، وكانت الأميرة عابدة، التي تربت في وسط هذه البيئة، تستعد لتولي مسؤوليات الحكم منذ الصغر.
ولم تكن عابدة مثل أي أميرة أخرى؛ فقد تحدت العادات المجتمعية في فترة كانت فيها النساء، وخاصة المسلمات، يلتزمن بالكثير من القيود الاجتماعية. في مذكراتها التي نشرتها في عام 2004 تحت عنوان "مذكرات أميرة متمردة"، تروي تفاصيل حياتها المليئة بالصراعات مع التقاليد، والأحداث التي شكلت شخصيتها القوية والمستقلة.
منذ طفولتها، كانت عابدة تتمتع بحرية كبيرة مقارنة بنظيراتها في المجتمع الهندي. لم تكن هناك قيود على تصرفاتها كطفلة؛ كانت تستطيع ركوب الخيل، تسلق الأشجار، وممارسة الألعاب التي كانت تُعتبر حكراً على الأولاد، حسب تقرير لـ"بي بي سي".
ورغم التحديات التي واجهتها في طفولتها، بقيت عابدة تتمتع بشخصية قوية وحازمة. كانت تربيتها على يد جدتها، السلطانة جهان، التي كانت حاكمة ولاية بوبال، قد زودتها بالقوة الداخلية والإرادة الصلبة لتولي الحكم في المستقبل.
في الوقت الذي كانت فيه معظم الفتيات في عمرها يُجبرن على ارتداء الحجاب، اختارت عابدة أن ترفض هذه التقليد، وهو ما كان بمثابة تمرد على المعايير الاجتماعية السائدة في ذلك الوقت.
وأصبحت عابدة عندما بلغت سن الخامسة عشرة وريثة عرش بوبال، وبدأت تمارس دورها السياسي بإدارة حكومة والدها التي تركها لها بعد أن تقاعد. ورغم صغر سنها، كانت قد بدأت في مقابلة كبار القادة السياسيين الهنود، الذين كانوا يناضلون من أجل استقلال الهند عن الاحتلال البريطاني. كما أن العنف الذي اندلع في الهند بعد تقسيمها في عام 1947 بين الهند وباكستان كان قد ترك أثرا عميقا في حياتها.
تكشف عابدة في مذكراتها عن تفاصيل حياتها الشخصية التي كانت مليئة بالتحديات، حيث تزوجت في سن الثانية عشرة من ساروار علي خان، حاكم ولاية كورواي المجاورة. لم تكن تعرف شيئا عن الزفاف إلا عندما دخلت قاعة الحفل ووجدت نفسها في مواجهة مع النساء المتجمعات في الحفل، حيث وصفت هذه اللحظة بأنها كانت محيرة، لتكتشف في النهاية أنها هي العروس.
لم يدم هذا الزواج طويلا، فقد انهار بعد سنوات بسبب العديد من الصعوبات، وكان من أبرز أسباب هذا الانهيار هو الجهل والتردد في مواجهة العلاقة الزوجية في سنواتها الأولى.
بعد انهيار زواجها، عادت عابدة إلى بوبال، حيث بدأت تخوض معركة قانونية مع زوجها السابق للحصول على حضانة ابنها الوحيد، شهريار محمد خان.
وفي واحدة من أكثر اللحظات جرأة في حياتها، قادت عابدة سيارتها ثلاث ساعات للوصول إلى منزل زوجها في كورواي، حيث دخلت إلى غرفته، وأخرجت مسدساً وهددته بقولها: "أطلق النار علي أو سأطلق النار عليك". هذه المواجهة الحاسمة أفضت إلى منحها حضانة ابنها، وبعد ذلك، كرست حياتها لتربيته ولإدارة شؤون ولاية بوبال.
وبينما كانت مشغولة بتولي إدارة شؤون الولاية، حضرت عابدة مؤتمرات المائدة المستديرة التي نظمتها الحكومة البريطانية في عام 1930، والتي كانت تهدف إلى تقرير الحكومة المستقبلية للهند. في هذه المؤتمرات، التقت بقادة كبار مثل المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو، الذي أصبح لاحقا أول رئيس وزراء للهند.
لكن عابدة لم تقتصر على مجالات السياسة، بل كانت شاهدة على التحولات العميقة التي شهدتها الهند بعد تقسيمها، والتوترات بين الهندوس والمسلمين التي نشأت نتيجة لذلك.
وعام 1950، ومع تفاقم العنف بين الهندوس والمسلمين، قررت عابدة مغادرة الهند وانتقلت إلى باكستان. هناك، واصلت الدفاع عن حقوق المرأة والديمقراطية من خلال مسيرتها السياسية.
وفي مذكراتها، تصف عابدة التمييز الذي بدأت تواجهه في بوبال؛ وكيف بدأت أسرتها، التي عاشت هناك بسلام لأجيال، تُعامل باعتبارها "غرباء". وفي إحدى المقابلات التي أجرتها، تحدثت عن ذكرى مزعجة بشكل خاص لديها عن العنف الذي اندلع بين الهندوس والمسلمين.
في أحد الأيام، بعد أن أبلغتها الحكومة الهندية أن قطارا يحمل لاجئين مسلمين سيصل إلى بوبال، ذهبت إلى محطة السكة الحديدية للإشراف على الوصول، وفقا لتقرير "بي بي سي".
"عندما فُتِحَت المقصورات، كان الجميع قد ماتوا"، كما قالت، وأضافت أن هذا العنف وانعدام الثقة هو ما دفعها إلى الانتقال إلى باكستان في عام 1950.
رغم مرور الزمن، إلا أن عابدة ظلت شخصية بارزة في تاريخ الهند والباكستان، واحتفظت بسمعة الأميرة التي تحدت تقاليد عصرها وعاشت حياة مليئة بالتحديات.
توفيت عابدة في كراتشي عام 2002، تاركة وراءها إرثا كبيرا في تاريخ المنطقة. ورغم مغادرتها إلى باكستان، ظل اسمها حاضرا في بوبال، حيث يذكرها الناس بلقب "بيا حضرة".
وعلى الرغم من أن السياسة الدينية في السنوات الأخيرة قد أثرت على مكانتها في الذاكرة العامة، يظل اسمها حاضراً في ذاكرة التاريخ، ولا يزال محط تقدير لدى الكثيرين.
وبحسب الصحفي شمس الرحمن علوي، الذي أعد دراسة عن حكام بوبال من النساء، فإن إرث عابدة قد تآكل قليلا نتيجة للتوجهات السياسية الدينية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، يرى علوي أنه من غير المرجح أن يُنسى اسمها في أي وقت قريب، خاصة في ولاية بوبال حيث لا تزال تُذكر كأيقونة للتمرد والتحدي للقيود الاجتماعية.