قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر: إننا نعمل على أن يكون هذا الحفل والتكريم خُطوة في طريق حماية الفكر، وصيانة الهوية من محاولات الاختطاف أو التشويه من قبل أفكار مغلوطة أو مشروعات منحرفة، ولا يخفى عليكم أن مصر تعيش حالة فريدة من التعايش بين أبنائها، وخاصة في ظل دعم فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ودعوة سيادته للحوار الهادف الذي تتضافر فيه جهود الجميع؛ لإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومد جسور التفاهم والإخاء، والتصدي لخطاب الكراهية، ونشر قيم العدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

وزيرة الثقافة : الأزهر قلعة الدفاع الأولى عن الإسلام بمفهومه الصحيح المعتدل مرصد الأزهر يوضح أنشطة التنظيمات المتطرفة في الدول الإفريقية لشهر يوليو 2023

وتابع وكيل الأزهر خلال كلمته في حفل تكريم الفائزين في مسابقة «ثقافة بلادي»، أن مجمع البحوث الإسلامية وُفق في اختيار موضوع المسابقة الفكرية الثقافية التي حملت عنوان (ثقافة بلادي) والتي تأتي لبنة نافعة في بناء متين أرسى قواعده أزهرنا الشريف بما يبثه في نفوس أبنائه المصريين والوافدين من تأكيد أن الإيمان والأوطان لا يفترقان، مشددا على أن الحاجة ملحة لهذا الطرح الأزهري الذي يواجه التحديات التي يتعرض لها الدين والوطن.

وأكد الدكتور الضويني أن «المواطنة» بما تفرضه من فكر وسلوك حقيقة دينية، وضرورة مجتمعية، وفريضة إنسانية، وأن «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام يتجاوز التنظير الفلسفي إلى السلوك العملي، وأن «المواطنة الحقيقية» لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها، مشيرا إلى أن المواطنة الصادقة تستلزم بالضرورة إدانة التصرفات والممارسات التي تفرق بين الناس بسبب من الأسباب، والتي يترتب عليها ازدراء أو تهميش أو حرمان من الحقوق، وما إلى ذلك من سلوكيات يرفضها الإسلام.

وأوضح أن الأزهر الشريف قد استطاع من خلال التعاون المثمر مع المؤسسات الدينية الرسمية داخل مصر وخارجها، أن يحقق نجاحات كبيرة من خلال حوارات دينية حضارية حقيقية، تلتزم الضوابط العلمية، وتحفظ ثوابت الدين، وتترك نتائج ملموسة في سبيل تحقيق الأمن والسلام للبشرية كافة، وشاءت إرادة الله أن يكون بنو الإنسان شعوبا وقبائل، في الغنى والفقر، وفي الفهم والإدراك، وفي العادات والتقاليد، وفي غير ذلك من مناحي الحياة، مضيفا أن تلك الإرادة الإلهية التي اقتضت تنوع الخلق فيها حكم عظيمة ودلالات تستحق التأمل، ومن جميل ما أحاط به الإسلام هذا التنوع أن جعل الغاية من التنوع أن نتعارف ونتآلف، فيما يثري الحياة ويزيد من استثمار مكوناتها.

نقل ثقافتنا المصرية إلى غيرنا من ثقافات الشعوب الأخرى

وأضاف وكيل الأزهر أن أهمية هذه المسابقة التي ينظمها الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارتي: الثقافة، والسياحة والآثار تكمن في نقل ثقافتنا المصرية إلى غيرنا من ثقافات الشعوب الأخرى، وذلك عن طريق التزامل بين طالبين: طالب مصري، وطالب وافد يتعلم على أرض مصر، وهنا أقول: إن مصر التي ذكرها الله في قرآنه عدة مرات تميزت بأهلها، وعاداتها وتقاليدها، وأخلاقها وقيمها، وتميزت بأزهرها –أزهر الدنيا ومنهجه المنفتح على الكون كله- الذي استطاعت مصر به أن تصل حضارة اليوم بحضارة الأمس، ووصلت به حاضرها الإسلامي بتراثها الحضاري القديم، فامتلكت المجد الديني والحضاري من أطرافه.

وبيّن الدكتور الضويني أن التطورات المتسارعة في مجالات الاتصالات أحدثت ثورة هائلة؛ فلم تعد الشعوب منغلقة على أنفسها بل تجاوزت حدودها، وثقافتها، وعاداتها وتقاليدها، وأصبح الجميع في علاقة تأثر وتأثير متبادل، ومن خلال ما أتاحته وسائل التواصل استطاعت الشعوب والمجتمعات أن ترى نفسها في عيون غيرها، إيجابا وسلبا، موضحا أن الشعوب الواعية تتخذ من هذا التعارف والتلاقي فرصة كبيرة لمراجعة موروثها الثقافي والقيمي، فتؤكد في نفوس أبنائها المظاهر الثقافية الإيجابية، والقيم الأخلاقية والحضارية، وتتخلص من المظاهر السلبية التي تشكل عائقا أمام نمو حضارتها وتقدمها ورقيها.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه من هنا تتأكد أهمية هذه المسابقة الفكرية الراقية، التي تأتي عاملا فاعلا مؤثرا في توطيد التواصل والحوار بين الشعوب، الأمر الذي يعزز قوة مبدأ السلم العالمي الذي تتوق لتحقيقه البشرية عبر العصور، فالشعوب التي تتحاور ثقافيا لن تلجأ إلى الحروب وافتعال الصراعات المسلحة؛ لأن لغة الحوار أشد تأثيرا من الفعل العسكري، ومفردات السلام أقوى من مفردات الحرب، مؤكدا أن هذا الحوار الراقي لا يتأتى إلا عندما يبدي كل شعب احترامه لثقافة الشعوب الأخرى ونمط حياتها ومعتقداتها، داعيا الجميع إلى تبني ثقافة منفتحة تكون نافذة واسعة تمكن الشعوب من تحديد هويتها، وتبين خصوصيتها، والاستفادة من ثقافات الآخرين بما لا يعارض الخصوصيات ولا يهدد الهويات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الإيمان والأوطان وكيل الأزهر ثقافة بلادي مجمع البحوث الإسلامية المواطنة وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

مهمة تأكيد العبور.. سان جيرمان في ضيافة أستون فيلا

يستضيف ملعب "فيلا بارك" قمة مرتقبة بين أستون فيلا وباريس سان جيرمان، مساء اليوم الثلاثاء، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025.

ويدخل الفريق الباريسي المواجهة بأفضلية واضحة بعد فوزه ذهابًا بنتيجة 3-1 على ملعب "حديقة الأمراء"، ما يقربه كثيرًا من التأهل إلى الدور نصف النهائي.

وكان باريس سان جيرمان قد بلغ هذا الدور بعد إقصائه ليفربول، متصدر دور المجموعات، في حين تخطى أستون فيلا عقبة كلوب بروج.

وتحمل مباراة اليوم طابعًا خاصًا للمدرب لويس إنريكي، الذي يستعد لخوض مباراته رقم 101 مع الفريق الباريسي، ليبدأ مشوار مئويته الثانية مع النادي. وأعرب المدرب الإسباني، البالغ من العمر 54 عامًا، عن سعادته قائلاً: "أنا سعيد بالوصول لهذا الرقم المميز، وأتمنى أن أحتفل بمئوية جديدة هنا".

وخلال أول 100 مباراة مع سان جيرمان، حقق إنريكي 71 انتصارًا، و18 تعادلًا، وتعرض لـ11 خسارة فقط، بينما سجل الفريق تحت قيادته 259 هدفًا واستقبل 98.

مقالات مشابهة

  • عون اتصل بالسوداني: تأكيد على العلاقات اللبنانية العراقية المتينة
  • وكيل الأزهر يدعو للتمسك بأسباب النصر التي جاءت بالقرآن لدعم أهل غزة
  • سليمان شفيق يكتب: أسبوع الآلام.. رحلة الإيمان بين الألم والخلاص
  • ملتقى الجامع الأزهر: الغزوات في الإسلام لم تكن هجومية بل دفاعية
  • السجن 15 سنة لأب و3 من أبنائه بتهمة قتل شقيقه في الشرقية
  • شاهد | إعصار إخوان الصدق في بلد الإيمان يهلك الطغاة ويغرق المستكبرين
  • المفتي: الأزهر منارة الوسطية وركيزة الوعي الرشيد ودار الإفتاء تشاركه الرسالة
  • فرنسا تجدد تأكيد موقفها "الثابت" الداعم لسيادة المغرب على الصحراء
  • علي جمعة: حب الله ورسوله وأهل بيته من أركان الإيمان
  • مهمة تأكيد العبور.. سان جيرمان في ضيافة أستون فيلا