معلومات استخباراتية تكشف عن مهمة الضباط الروس الذين تم نشرهم مؤخراً في اليمن لمساعدة الحوثيين
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن أن ضباط من الاستخبارات العسكرية الروسية تم نشرهم في اليمن لمساعدة الحوثيين المدعومين من إيران في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.
وفي تقرير حديث نقل الموقع عن مسؤول أمريكي كبير قوله، إن أعضاء من جهاز المخابرات العسكرية الروسي يعملون في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بدور استشاري، وذلك شريطة عدم الكشف عن هويته ونقلاً عن معلومات استخباراتية أمريكية.
ولا تزال طبيعة الدور الذي لعبه الروس غامضة، لكن المسؤول الأميركي قال إن ضباط المخابرات العسكرية الروسية يعملون في اليمن منذ "عدة أشهر" لمساعدة الحوثيين في استهداف الشحن التجاري، وهو ما يقول الحوثيون إنه تضامن مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
يأتي هذا النشر الحساس في الوقت الذي تبحث فيه روسيا عن طرق لتكثيف دعمها للحوثيين المدعومين من إيران.
وكشف موقع ميدل إيست آي في يونيو/حزيران أن الرئيس فلاديمير بوتن فكر في تزويد الحوثيين بصواريخ كروز مضادة للسفن متطورة، لكنه تراجع عن ذلك بعد التدخل المباشر لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .
أكدت صحيفة وول ستريت جورنال التقرير في يوليو/تموز، لكنها أضافت أن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق من إمكانية قيام بوتن بتسليح الحوثيين، ربما كوسيلة لثني الولايات المتحدة عن السماح لأوكرانيا بالهجوم على عمق أكبر في الأراضي الروسية.
وقال صامويل راماني، الخبير في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط وأفريقيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لموقع ميدل إيست آي: "إذا كانت روسيا ستزود الحوثيين بالأسلحة، فإن وضع مستشارين فنيين على الأرض سيكون الخطوة الأولى للقيام بذلك".
"ولكن قد يكون هذا أيضًا مجرد إشارة إلى تعميق التعاون. ونظراً لمخاوف السعوديين، فإن هذا من شأنه أن يكون بمثابة حل وسط في ظل امتناع بوتن عن تسليح الحوثيين".
ولم تكشف المعلومات الاستخباراتية الأميركية التي تبادلتها "ميدل إيست آي" عن المكان الذي يعمل فيه المستشارون الروس.كما لم يستجب البيت الأبيض ووزارة الدفاع لطلب "ميدل إيست آي" للتعليق على هذه القصة حتى وقت نشرها.
تتوقع الولايات المتحدة أن يلعب ما يسمى "محور المقاومة" الإيراني - الذي يضم الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني وقوات الحشد الشعبي في العراق - دورًا أكثر بروزًا في هجوم انتقامي على إسرائيل مقارنة بشهر أبريل عندما أطلقت إيران بشكل مباشر مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل.
وعلى الصعيد العلني، أصبح الحوثيون والروس يتعاونون بشكل أوثق. ففي يوليو/تموز، التقى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، كبير الدبلوماسيين الروس في الشرق الأوسط، في موسكو بوفد من الحوثيين بقيادة المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام.
وحاول موقع "ميدل إيست آي" التواصل مع وزارة الخارجية الروسية للتعليق على القصة، لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت نشر هذا التقرير.
"انتقام البحر الأحمر"
بدأ الحوثيون إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التجارية في البحر الأحمر بعد وقت قصير من الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل. ويقولون إن الهجمات كانت ردًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي يناير/كانون الثاني، بدأت الولايات المتحدة قصف الحوثيين، لكن الضربات لم تنجح في ردع الجماعة.
وتقول الولايات المتحدة إن هجمات الحوثيين كانت " عشوائية "، لكن الحوثيين أكدوا أن السفن المرتبطة بروسيا وإيران والصين آمنة في البحر الأحمر. ولكن في حين تجنبت السفن التي تحمل العلم الروسي الهجمات، تعرضت السفن التي تحمل شحنات روسية للهجوم.
ويقول المحللون إن هذه الهجمات تؤكد الصعوبة التي يواجهها الحوثيون في محاولتهم فرز عالم الشحن البحري المترابط، والحدود المحدودة التي يواجهونها في مجال الاستخبارات البحرية.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لموقع ميدل إيست آي إنهم يعتقدون أن بوتن يرى التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط بمثابة نقطة ضعف للضغط على الولايات المتحدة بشأن دعمها لأوكرانيا.
وقال الجنرال فرانك ماكنزي، القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، في تصريح سابق لموقع "ميدل إيست آي ": "هناك علاقة بين حرب روسيا على أوكرانيا والبحر الأحمر".
وأضاف، "يرى بوتن أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجمات الأوكرانية على السفن الروسية في البحر الأسود. ومن الممكن أن يرى أن القيام بشيء ما في البحر الأحمر بمثابة انتقام".
وتقول الولايات المتحدة إن الحوثيين يعتمدون على الدعم الإيراني لتنفيذ ضرباتهم، لكن يبدو أيضاً أن المجموعة تعتمد بشكل كبير على بيانات الشحن مفتوحة المصدر لإعداد قوائم أهدافها.
وربما يكون قرار بوتن بإرسال مسؤولين من جهاز المخابرات العسكرية الروسية إلى اليمن نابعا من الرغبة في تنظيم قدرات الاستخبارات الحوثية بشكل أفضل.
روسيا لا تخجل من إرسال قواتها إلى الشرق الأوسط. وتعمل مجموعة فاغنر الروسية للمرتزقة في ليبيا ومنطقة الساحل القاحلة.
كما ينتشر الجيش الروسي في سوريا حيث يدعم الرئيس بشار الأسد. وفي الوقت نفسه، في السودان، تمضي روسيا قدماً في خططها لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، حسبما أفاد موقع ميدل إيست آي .
وقال راماني "من المنطقي أن يرغب بوتن في أن يرى الناس على الأرض كيف يستهدف الحوثيون السفن الروسية والتأكد من عدم تعرضها للضرب".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط فی الیمن
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افصح اليوم من فراشه بالمستشفي البابا فرنسيس، عن رسالته الاولي لليوبيل للكنيسه قائلا، بدأنا الأربعاء الماضي الزّمن الأربعينيّ مع رتبة الرّماد، وهو مسيرة توبة مدّةَ أربعين يومًا، تدعونا إلى أن نتوب من كلّ قلبنا وتقودنا إلى فرح الفِصح. لنلتزم حتّى يكون هذا الزّمن وقتًا لتنقية نفوسنا وتجدّدنا الرّوحيّ، ومسيرة نموّ في الإيمان والرّجاء والمحبّة.
واضاف اليوم صباحًا، احتفلنا بالقدّاس الإلهيّ في ساحة القدّيس بطرس من أجل عالم المتطوّعين الذين يحتفلون بسنة اليوبيل. في مجتمعاتنا التي تخضع لِمَنطِق السُّوق، ويوشك الجميع فيها أن يخضع لاعتبارات المصالح والسّعي إلى المنفعة، التَّطوُّع هو نبوءة وعلامة رجاء، لأنّه يشهد على أولويَّة المجّانيّة والتّضامن والخدمة للمحتاجين وأشدِّهِم حاجة. أُعرب عن شُكري إلى كلّ الذين يلتزمون في هذا المجال: شكرًا على وقتكم الذي تقدِّمونه وقدراتكم، وشكرًا على قربكم وحنانكم الذي به تهتمّون بالآخرين، فتبعثون فيهم الرّجاء من جديد!
أيّها الإخوة والأخوات، في أثناء إقامتي الطّويلة هنا في المستشفى، أنا أيضًا أشعر باهتمام الخدمة وحنان الرّعاية، وخاصّة من قِبَل الأطبّاء وكلّ العاملين الصّحّيين هنا، وأشكرهم من كلّ قلبي. وأنا هنا، أفكّر في الكثيرين الذين هم قريبون من المرضى بطرق مختلفة، وهم لهُم علامةٌ على حضور الرّبّ يسوع. نحن بحاجة إلى ”مُعجزة الحنان“ هذه، التي ترافق الذين هُم في مِحنة، فتحمل لهم بعضَ النّور في لَيل الألم.
أودّ أن أشكر كلّ الذين يُظهرون قربهم مِنِّي بالصّلاة: أشكركم جميعًا من كلّ قلبي! أنا أيضًا أُصلِّي من أجلكم. وأتّحد روحيًّا مع الذين سيُشاركون في الأيّام القادمة في الرّياضة الرّوحيّة المُخصّصة للكوريا الرّومانيّة.
ولنواصل معًا في طلب عطيّة السّلام، وخاصّة في أوكرانيا المعذّبة، وفلسطين، وإسرائيل، ولبنان، وميانمار، والسّودان، وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة. وعلى وجه الخصّوص، علِمت بقلق باستئناف العنف في بعض المناطق من سورية: أتمنّى أن يتوقّف ذلك نهائيًا، مع الاحترام الكامل لجميع المكوِّنات العرقيّة والدّينيّة في المجتمع، وخاصّة المدنيِّين.
أُوكلكم جميعًا إلى شفاعة سَيِّدَتِنا مريم العذراء الوالديّة. أحد مُبارك وإلى اللقاء!