الثورة نت:
2025-02-16@15:48:52 GMT

الكيان في أدنى حالاته

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

 

 

تخبط العدو في توقعاته لمصدر وشكل الضربة الانتقامية المقررة ضده، رداً على تماديه في انتهاك سيادة الدول وسفك الدماء، حينا يرجِّح أن الرد سيكون من جنوب لبنان وحينا من اليمن وحينا يتصوره ردا متزامنا من دول محور المقاومة، وفي العموم أعد عدة الحماية فهيأ الملاجئ وزود المستشفيات بالمواد واستنفر كل العناصر للعمل كدفاع مدني، لتقليل نسبة الضرر إلى أقل مستوى ممكن، فيما واكبت أمريكا ذلك بإرهابها لكل من يفكر بالرد على ما ترتكبه إسرائيل من عدوان، فأعلن وزير دفاعها تحريك حاملة طائرات، وطرادات ومدمرات إضافية إلى الشرق الأوسط، لدعم الدفاعات الإسرائيلية، ترجمة وتأكيدا لالتزامها في الدفاع عن العدو.


يشير هذا الحال- على نحو واضح- إلى الاعتراف الصهيوني أن كيانه لم يعد في مأمن من أي ضربات، وأن الضربة الانتقامية قادمة لا محالة، وأن أمريكا- التي انهارت قدراتها عن تحويل مسار الأحداث، والتي لم تتمكن حتى من الدفاع عن نفسها في بحار المنطقة- لن يكون أمامها إلا ما اعتادت عليه، أولا: الترويج بتعزيز القدرات الدفاعية للكيان، والثاني: الاجتهاد في امتصاص آثار الضربات، والثالث الاجتهاد في تحريك الموقف الدولي لصالح هذا الكيان قدر الإمكان.
لن يكون بمقدور واشنطن هذه المرة بشكل أكيد، استصدار أي قرار دولي، فجرأتها والكيان الصهيوني في شن العدوان على المنطقة دخل بالمواجهة مرحلة متقدمة، إما أنها ستقسم العالم إلى شقين أو أنها ستدفع كثيراً من الدول إلى التزام الحياد وهي ذاتها الدول التي كانت حتى وقت قربب تنقاد بلا أدنى بصيرة إلى المواقف الأمريكية، والدول التي وقفت معها حرجا خلال تعرّض كيان العدو لمسيّرات «الوعد الصادق» الإيرانية، لن تقف معها، فالعدوان على إسماعيل هنية داخل العاصمة طهران قدّم العدو ككيان فوق القوانين والاتفاقات.
مع بداية تحرك المقاومة للمشاركة في إطار معركة طوفان الأقصى، لم تمتلك أمريكا أي حجة لتبرير وشرعنة دفاعها عن الكيان أو تمكينه من الاستمرار في قتل الأبرياء في غزة، ولذلك فشلت في تأليب المجتمع الدولي ضد اليمن حين قرر الدخول إلى المعركة وحصار العدو انتصارا للمظلومية الفلسطينية، واليوم والتمادي الصهيوني قد وصل مستويات انتحارية فإن من حق أبناء المنطقة رد هذه الأعمال الإرهابية، ولن يكون أمام البنتاجون وحيدا إلا القيام بما أمكن عملا بالالتزام للّوبي الصهيوني لحماية الصنيعة إسرائيل.
والأكيد في الإجرام المتصاعد للكيان أنه يسجل في كل مرة فشلا جديدا إلى رصيده من الإخفاقات عن تحقيق أي هدف استراتيحي يرد عنه الحالة الثورية المتنامية التي اشتعلت ولا يبدو أنها ستتوقف إلا بزواله، ورغم تعدد أشكال التعدي على الدول وانتهاك سيادتها والتي ظن العدو ومعه أمريكا أنها ستكون مُخيفة عن الرد والانتقام، إلا أن ما حدث ظهر عكس ذلك تماما، إذ استعر غليان المنطقة وزاد الإصرار على أن هذا الكيان لا يمكن له أن يستمر في احتلال الأراضي العربية، وزادت الأصوات المؤيدة للمقاومة من عرب وعجم، وسيبقى الكيان وأمريكا والأتباع يعيشون حالة القلق والتوتر والتشنج.
انتهى عهد، وكل شيء أصبح مكشوفا ولم يعد بمقدور كيانات الغرب أن تزايد بالحقوق الإنسانية، وتُجمّل صورتها بالشعارات، كما لن يكون بمقدورها التدخل في شؤون الدول والحكم على منهجية هذه الدول في إدارة شؤونها، فقد كتب هذا العقد من الزمن البداية لنهاية كل تلك الممارسات الاستعمارية، وبالكاد لم يعد أمام أمريكا وباقي الأتباع إلا كيف يحافظون على بقاء الكيان في المنطقة وتمكينه من إرهاب الشعوب، وهو ما لا يبدو متاحا أن يعود كما كان، وظهور محور المقاومة بهذا العنفوان يؤسس لمرحلة انتزاع الحقوق، وعدم الانكفاء على الذات عند التعرض لأي عدوان.
صحيح أن اليمن قد نجح في كسر حاجز الخوف وأطلق صافرة البداية لمواجهة عتو هؤلاء، أعداء الإنسانية إلا أن الأصوات الحرة حول العالم كانت ولا تزال وقودا يزيد من فرص انتشار ثقافة الرفض للغطرسة الأمريكية، واليوم ينعكس ذلك في ما تشهده المواجهة مع العدو.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن والموقف الحازم: تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية

يمانيون../
هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن( لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟

بعد قرابة شهر من الهدوء النسبي، لا تزال المنطقة تتأرجح على شفا انفجار كبير قد يغيّر مجريات الأحداث، وذلك بسبب عدم حسم كثير من الملفات، والسقوف العالية والضغوط الأميركية والإسرائيلية التي تهدف إلى فرض حلول أحادية لصالح العدو الإسرائيلي، على حساب سيادة الدول العربية وحقوق الشعوب وتطلعاتها، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، يهدد ترامب مجدداً باتخاذ “موقف صارم بشأن قطاع غزة السبت”، ويقول إنه “غير متأكد مما ستفعله إسرائيل”. ويأتي هذا التهديد بعد تعهد الوسطاء لوفد حماس إلى القاهرة بتجاوز العقبات، والضغط على العدو لتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما ترتب عليه من إعلان المقاومة تراجعها عن قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى الصهاينة.

تصريحات ترامب الأخيرة تأتي في سياق التهديدات المتكررة، خصوصاً من الرئيس ترامب، بتوسيع نطاق الصراع، وفرض خطط الضم والتهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدد بنسف كل الاتفاقات الموقعة، ونسف جهود ومساعي الدول العربية الوسيطة ( إذا افترضنا حسن النية) لمحاولة احتواء الموقف. لكن ما سرب عن الخطة المصرية المدعومة سعودياً وإماراتياً ليس مبشراً، وإن تضمّنت تلك الخطة إعادة إعمار غزة وعدم تهجير أهلها، لكن فكرة إلغاء حماس من المشهد في غزة مرفوضة وغير منطقية ولا واقعية، كما لا يجوز أن تتبنى دول عربية مثل هذه الطروحات.

أمام الوضع والتحديات الراهنة، تبرز التظاهرات والتصريحات اليمنية من مختلف المستويات، لتعكس موقفاً حازماً في التصدي لمخططات التهجير والضم والإلغاء والشطب لأي من حركات المقاومة، وترفض بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الفلسطينيين ووجودهم.

الموقف الأميركي: تناقضات ترامب تهدد استقرار المنطقة
في إطار التصعيد الأخير، قررت المقاومة الفلسطينية الإفراج عن الأسرى الصهاينة، بعد أن قدم الوسطاء تعهدات بتجاوز العقبات الصهيونية، ومهددات الاتفاق من دون تلكؤ ولا مماطلة. لا يبدو العدو جاداً في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وسلس، كما أن الموقف الأميركي متناقض بشكل صارخ، ففيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدّعي أنه هو الوسيط الذي يعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ويعطي لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فإن تصريحاته الأخيرة بخصوص تهجير سكان غزة لا تهدد الاتفاق فحسب، بل تهدد بإشعال حرب جديدة وواسعة في المنطقة، خصوصاً أنه لم يُظهِر تراجعاً عن خطته المرفوضة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، تلك الخطة التي تشمل تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية إلى كيان العدو الإسرائيلي، وتهدف إلى تمرير خطة أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتدعم النبوءات التلمودية في توسيع المغتصبات وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة. وإن قرر تأجيل خطة التهجير أو حصل على مكاسب مرحلية للعدو، كما تسرب عن الخطة (المصرية _ العربية)، ذات النكهة الأميركية، فإن مخطط ضم الضفة وما تشهده من أكبر عملية تهجير، يمثل عامل تفجير إضافياً، فالمقاومة الفلسطينية لن تسكت كما أن جبهات الإسناد، وخصوصاً اليمن، لن ترضى بتمرير ذلك، ما قد يدفع نحو تفجير الوضع من جديد.

وعلى المقلب الآخر، لا يزال المشهد في جنوب لبنان ضبابياً بخصوص استحقاق الثامن عشر من شباط/فبراير وانسحاب قوات العدو الإسرائيلي المحتل، رغم الرفض اللبناني الرسمي والشعبي المعلن لأي تمديد إضافي، ورغم تقديم الفرنسي سلماً للنزول الإسرائيلي من على الشجرة، وتسريع انسحابه من النقاط المتبقية جنوب لبنان.

الموقف الأميركي يمثّل الوجه الآخر للصهيونية، رغم ادعاء ترامب “الحرص على السلام”، فإن الواقع يفضح هذا الادعاء الزائف و يكشف خطواته المتناقضة تماماً، إذ يقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمجرمين الصهاينة، ويتبنى طروحاتهم ومشاريعهم التلمودية ويضغط على الدول العربية، مثل مصر والأردن، لتكون جزءاً من هذه المخططات تحت طائلة التهديد بقطع الدعم المالي عنها إذا رفضت إملاءاته وخططه الرعناء. وهذا يكشف نية عدوانية استعلائية حقيقية لتوسيع نطاق الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.

الموقف اليمني: موقف حازم ورؤية استراتيجية
في ظل هذا التصعيد، يأتي الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليشكل رداً قوياً ضد تلك المخططات، إذ أعلن السيد عبد الملك، قبل أيام، بوضوح استعداد اليمن للتدخل العسكري، إذا ما تم تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد مجدداً في غزة أو لبنان. المواقف التي يعلنها السيد عبد الملك ليست مجرد حرب نفسية وتهديدات جوفاء، بل تأتي في إطار التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، و التشديد على موقف ثابت لا يتغير في مواجهة أي محاولات لفرض حلول أحادية تتجاهل حقوق الشعوب.

في هذا السياق، يمكن فهم الموقف اليمني أنه موجّه ليس فقط ضد العدو الإسرائيلي، بل ضد المنظومة السياسية الأميركية التي تدير اللعبة بشكل أحادي. ويدرك السيد عبد الملك تماماً أن الاستمرار في تجاهل حقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهذا ما يسعى اليمن إلى تفاديه عبر تأكيد جاهزية اليمن للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مقبلة، إذا تطلب الأمر.

التحديات أمام الحلول السياسية
في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تظل القضية الفلسطينية في دائرة الضوء. وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة موقفها الثابت في عدم التنازل عن أي من حقوقها، فعلى الرغم من الضغوط والتهديدات الأميركية، لا يزال الموقف الفلسطيني راسخاً في رفض التنازل عن أي من عناصر القوة، وهو ما يعكس روح التحدي والصمود في مواجهة التهديدات. فيما يظل السؤال الأهم: هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن( لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟ الأيام والليالي والميدان كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.

وإلى ذلكم الحين، يبقى الموقف اليمن على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية في آن معاً، فهو يمثل صوتاً قوياً ونقطة فاصلة، في وجه مخططات الهيمنة الأميركية والإسرائيلية، ويؤكد ضرورة وحدة الموقف العربي الإسلامي والتمسك بحقوق الشعوب في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات، وإلا ستكون المنطقة أمام مشكلة لا تهدد فلسطين وحدها، بل تشكل تهديداً وجودياً للجميع.

علي ظافر

مقالات مشابهة

  • وكالات عالمية: اليمن بات قوة استراتيجية يصعب على الكيان وقف تهديداته
  • اليمن والموقف الحازم: تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
  • سلوى حجازي التي رفضتها الإذاعة
  • بعد موافقة ترامب على بيعها للهند.. ما هي الدول التي تمتلك طائرات “إف- 35″؟
  • تسجيل تاريخي للريال اليمني في أدنى مستوياته
  • الرياض تستضيف قمة خماسية لمواجهة خطة ترامب في غزة
  • روبيو:دول المنطقة مهتمة بالفلسطينيين لكنها ترفض استقبالهم
  • وكالة الطاقة الذرية: انفجارات بالقرب من محطة تشيرنوبل في أوكرانيا
  • أمريكا: منفتحون على أي مقترحات عربية حول خطة ترامب لغزة
  • ترامب يقرّ: الأسعار قد ترتفع في أمريكا بسبب الرسوم الجمركية التي تفرضها