ودّعت محافظة شبوة، واليمن عموماً صديقنا العزيز / طالب بن محـمد مهدي السليماني في موكبٍ جنائزيٍ مهيبٍ وحزينٍ لوداعه الأخير في يوم الخميس بتاريخ 27/ يونيو /2024 م، هذا الوداع المر هو أمرٌ رباني خصّه الله سبحانه وتعالى لشخص الفقيد / طالب السليماني رحمة الله عليه، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومُحبيه وطلابه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنا إليه راجعون.


تعود معرفتنا وزمالتنا وصداقتنا بالفقيد العزيز / طالب بن محـمد بن مهدي إلى منتصف السبعينات من القرن العشرين، حينما كنا تلاميذ وطلاباً في مطلع شبابنا، وكنّا ندرس حينها في مدارس نصاب وعتق الإعدادية والثانوية، وكان الفقيد يسبقنا بعامين دراسيين هو وعدد من الأصدقاء ونتذكر منهم الصديق المهندس /عيدروس القفلة السليماني والفقيد / ناصر عمران السليماني والصديق / سالم أحمد سالم الحامد السليماني ولا حقاً المهندس الفقيد / محـمد عيدروس السليماني، لكن علاقتنا معهم جميعاً كانت علاقة زمالة نوعية في زمن الشباب والمراحل الدراسية الجامعية اللاحقة وما بعدها بطبيعة الحال.
منذ أن كان الفقيد شاباً يافعاً متقداً بحيوية الشباب في مرحلة من مراحل انضمامه إلى طلائع مقاتلي وفدائيي الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل من قِبل المحتل البريطاني، وكان قد نّفذ مع العديد من شباب الجبهة القومية العديد من العمليات الفدائية والتحريضية ضد الوجود الاحتلالي البريطاني، وكان من بين الشباب الذين لعبوا دوراً نشطاً في مقاومة الاستعمار البريطاني تعبوياً ثقافياً، وكوفئ مع عدد من الشباب من قيادة الحزب والدولة في الثمانينات من القرن الماضي بوسام حرب التحرير الشعبية وهو وسام شرف يمني رفيع المستوى، مُنح له لقاء دوره الفدائي الفريد .
في نهاية السبعينات من القرن العشرين كُلِّف الفقيد بقيادة فريقٍ علميٍ / إداري لتأسيس أُسس ومبادئ الإدارة العامة للخدمة المدنية على مستوى أجهزة الإدارة العامية للسُلطة التنفيذية في المؤسسات الحكومية على مستوى عاصمة المحافظة شبوة وصولاً إلى المديريات، كشكلٍ من أشكال تفويض السُلطات بين عاصمة المحافظة وعواصم المديريات.
من خلال التجربة المباشرة وغير المباشرة لمعرفة سلوك وطبيعة وخصوصية شخصية فقيدنا / طالب السليماني :-
أولاً :-
يمتاز فقيدنا بسلوكٍ انضباطي حاد في تعامله مع زملائه وأصدقائه وصولاً لأفراد أسرته الكريمة.
ثانياً :-
يمتاز الفقيد بسلوك التعامل الصادق والوفاء الجميل مع من يتعامل معه من زملائه في محيط عمله وفي أثناء دراسته حينما كان طالباً في المراحل المختلفة من دراساته.
ثالثاً :-
يمتاز الفقيد بالجدية الحادة في تنفيذ التزاماته المهنية والوظيفية، وتجده مثابراً صبوراً من أجل تنفيذ ما كُلِّف به من مهام ومن تكليفات في عمله أو أثناء دراسته.
رابعاً :-
يمتاز الفقيد بميزة الصبر الجميل، والثبات على تلك الخاصية النادرة في زمننا المضطرب من جميع النواحي.
خامساً :-
حينما انتُخب في المجلس المحلي في محافظة شبوة أظهر قدراُ عالياً من الانضباط والالتزام بنشاطه وعمله والتقارير التي يطلبها منه المجلس ضمن خطط وبرامج المجلس.
سادساً :
حينما يكلف الفقيد بالزيارات الرسمية إلى خارج الوطن، أظهر انضباطاً عالياً بسلوكيات الوفود الرسمية المحترمة التي تنقل صورة جيدة عن الانضباط والسلوك الجيد لأبناء المحافظة واليمن بشكلٍ عام، وكان ملتزماً بتقديم الوثائق والتقارير المطلوبة رسمياً من أي عضو في أي وفد يغادر الوطن بشكل رسمي.
سابعاً :-
أنجز أعظم الأعمال في حياة أي إنسان عامل، حيث أنه وفَّر فرص عملٍ بلغت أكثر من عشرين ألف فرصة لأبناء محافظة شبوة، وهذا الإنجاز الإنساني الكبير في ضمان لقمة العيش لجميع تلك الأسر لحمايتهم من جور الزمان وضنك العيش والتأمين كي لا ينزلق هؤلاء الموظفون إلى مربعات الفقر والجوع والحرمان، أليس هذا العمل يُعدُّ من الأعمال النبيلة لأي موظفٍ في هذه الدولة من أقصاها إلى أقصاها.
الخلاصة :-
نشكر القائمين من الشباب الذين وثَّقوا وجمعوا الوثائق والمقالات والتقارير عن فقيدنا العزيز/ طالب السليماني فجميع تلك الذكريات الموثقة الجميلة تُعدُّ من تاريخه الثري الناصع وحياته المتعددة الجوانب، ونضاله المتشعب في مختلف المجالات ، كل تلك الذكريات التي تم توثيقها ورصدها وطباعتها ستكون وثيقةً تاريخية هامةً في تاريخ الشخصيات اليمنية المؤثرة في محافظة شبوة وفي تاريخ اليمن عموماً، ولن تبقى حيّة مؤثرة في حياتنا القادمة سوى هذه الوثائق والكتب والمخطوطات لأنها الشاهد الحي المتواصل عن تاريخ الأفراد والجماعات وحتى الأمم.
رحم الله الفقيد الصديق / طالب السليماني وأسكنه فسيح جناته وإنّا لله وإنا إليه راجعون .
ونسأل الله العلي القدير أن يجعل فقيدنا وصديقنا / طالب السليماني ممن قال فيهم: ((أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم .
وفوق كل ذي علم عليم

رئيس مجلس وزراء تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مراقبون لـ”الثورة  “: تماسك الجبهة الداخلية عمود الصمود ومحور الانتصار

 

أوضح مراقبون أن دول العدوان قد استخدمت كل إمكانياتها في عدوانها على اليمن ومن الأساليب التي استخدمها العدوان محاولة إفشال تماسك الجبهة الداخلية من خلال السعي إلى شق الصف الوطني ودفع الأموال للعملاء والمرتزقة لمحاولة إثارة الفوضى وبث الدعايات المغرضة والتصريحات المدسوسة والأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعاف وإفشال الجبهة الداخلية ومن ثم انهيار الجبهات الداخلية والخارجية وكل هذه المخططات كان مصيرها الفشل…
مشيرين إلى عدد من العوامل الرئيسية التي تسهم في تماسك الجبهة الداخلية في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع:

الثورة / أسماء البزاز

البداية مع الكاتب والمحلل السياسي محمد حسن زيد حيث يقول: إن معركتنا اليوم هي معركة إعلامية قبل أن تكون عسكرية وان الخرق الإعلامي الذي قامت به قناة الجزيرة (إذاعة البي بي سي) فاحتلت الصدارة ووصلت إلى كل بيت عربي استطاعت به احتكار التأثير على الجمهور وخلق قناعات معينة أدت إلى تغيير أنظمة سياسية من الداخل دون حروب.
وقال زيد : لدينا عشرات آلاف المقاتلين لكن إن تم إقناعهم ان المعركة منتهية انهزموا بلا قتال، لكن إن تم إقناعهم ان المعركة ضرورية وأخلاقية فسيحققون النصر الساحق لأن أساليب العدو واهية ولا تقوم إلا على المكائد والأكاذيب.
وأضاف: إزاء كل ما سبق ينبغي أن يدرك الجميع أن تماسك الجبهة الداخلية يتطلب تحمل المسؤولية وادراك خطورة المرحلة ومواجهة التحديات بحزم انطلاقا من المسؤولية الدينية فالساعة ساعة جد لا تهاون فيها.
شتى المجالات:
الناشطة والثقافية رجاء المؤيد تقول من ناحيتها : إن من أهم العوامل التي تحافظ على تماسك الجبهة الداخلية أولا: هدى الله والاهتمام بنشر الهدى في المجتمع اليمني خصوصا والإسلامي عامة بل وللناس كافة، وذلك من خلال الاهتمام بكتاب الله والثقافة القرآنية الذي أمر الله تعالى بتعلم القرآن وتدبر آياته وفهمها عن طريق تعلم كل علم يساعد في فهم القرآن كتعلم اللغة العربية وعلومها كالنحو مثلا وباقي العلوم، لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، واما لغتنا الدارجة والعامية فإنها أصبحت هجيناً من عدة لغات وثقافات وذلك عبر الاهتمام بالمناهج التعليمية في المدارس والجامعات ومراكز تعليم القرآن .
وتابعت المؤيد: يجب ألا نكتفي بحفظ المصحف فقط، فالحفظ دون تدبر لا ينفع أبدا وإنما تشجيع الحفظ مع الفهم، وأن يكون القرآن دستورنا واقعا ليس مجرد شكليات، أي نستمد القوانين والأحكام من القرآن الذي فيه كل الحلول لمشاكلنا ودوائنا (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وبهذا الهدى والقرآن يستقيم حال الناس وتهذب وتزكى النفوس وتصل إلى تقوى الله، فيزداد الناس هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد- (17).
وقالت المؤيد إن العدل أساس وعامل مهم في تعزيز صمود الجبهة الداخلية وترسيخ المحبة بين الناس والدولة وان العدل في كل شيء والمساواة بين أفراد الشعب اليمني في تلبية احتياجاتهم الضرورية والمشاريع الخدمية للناس كافة شمالا وجنوبا شرقا وغربا ولكل أبناء الوطن انصارا وغير انصار، يؤدي إلى وحدة الساحات وتماسكها.
وبينت أن الإحسان وتعزيز هذه الصفة الحميدة بين الناس من خلال تشجيع وزيادة المبادرات المجتمعية لبناء البلاد سواء في عمل مشاريع خدمية تخدم المجتمع أو على المستوى الشخصي الفردي، اقصد كما كان في السابق في مجتمعنا الذي كان الناس يفزعون لعون بعضهم بعضا سواء في البناء أو الترميم أو النظافة أو في المناسبات سواءً كانت أفراحا أو أتراحاً، أما في زمننا الحاضر وخاصة في المدن الكبيرة والعاصمة فإنه أصبح الغالب من الناس لا يعرف بعضهم بعضا ولا يعرف الجار جاره .
موضحة أن معالجة القضايا والمشاكل الاجتماعية والعصبيات التي تؤدي إلى الاختلاف والتنازع كمظاهر العصبية الجاهلية والحزبية والمذهبية ونشر ثقافة الأخوة الإيمانية والمحبة (إنما المؤمنون أخوة) وثقافة تركيز العداوة ضد الكفار واليهود وتولي المؤمنين (أشداء على الكفار رحماء بينهم) ضرورة لا غنى عنها.
وأشارت إلى أهمية الإعداد لمواجهة الأعداء (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، مبينة أن الإعداد ليس فقط عسكريا بل على كل الصعد تربويا، وثقافيا أمنيا وعسكريا لردع كل عدو ظاهر وباطن كما يحصل من كشف خلايا التجسس.
وقالت إن محاربة الفساد بكل صوره وأوجهه، الفساد الأخلاقي والفساد الاقتصادي والفساد السياسي والفساد الاجتماعي والثقافي ضرورة حتمية، لأنه يهدم النفسيات والأوطان كالسوس الذي ينخر في الحبوب، ولأن الفساد سبب هلاك الأمم.
وأكدت في حديثها على أهمية نشر المبادئ والأخلاق الإيمانية وتعزيزها بين أفراد المجتمع والتشجيع على تأديتها كتيسير الزواج للشباب والتخفيف في العادات المستوردة في الأعراس التي تحتاج إلى ملايين تنفق في ليلة واحدة، ومحاربة الفحش في القول والعمل.
المرحلة خطيرة :
من جانبه يقول الإعلامي يحيى الرازحي : بعد أن فشل التحالف الشيطاني السعودي الإماراتي طوال أكثر من تسع سنوات من العدوان في إركاع الشعب اليمني، دخل ثلاثي الشهر أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي في حرب مباشرة مع قواتنا المسلحة وشعبنا اليمني العظيم، نتيجة لفشل أذيالهم في تحقيق أي نصر، وفي هذه المرحلة الحساسة من عمر العدوان الذي يأتي بالتزامن مع دخول قواتنا المسلحة عامها الأول في المواجهة مع ثلاثي الشهر نصرة لغزة، يتطلب ذلك منا نحن أبناء شعب الإيمان والحكمة الصمود والتماسك خصوصا الجبهة الداخلية التي طالما راهن عليها العدوان لاستهداف الداخل اليمني.
وقال الرازحي : نحن جميعاً نعرف أن دول العدوان قد استخدمت كل إمكانياتها في عدوانها على اليمن ومن الأساليب التي استخدمها العدوان محاولة إفشال تماسك الجبهة الداخلية من خلال السعي إلى شق الصف الوطني ودفع الأموال للعملاء والمرتزقة لمحاولة إثارة الفوضى وبث الدعايات المغرضة والتصريحات المدسوسة والأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعاف وإفشال الجبهة الداخلية ومن ثم انهيار الجبهات الداخلية والخارجية وكل هذه المخططات كان مصيرها الفشل.
مبينا: اليوم نجد أن الوعي الكبير الذي يتحلى به أبناء يمن الإيمان والحكمة والخروج المشرف في مختلف الساحات نصرة لغزة أوصل رسالة لكل الأعداء مفادها إنكم قد فشلتم في استهداف أبناء يمن الإيمان والحكمة.
وأوضح الرازحي أن من العوامل التي تُسهم في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الصمود الوطني، هو الإيمان بالله والثقة المطلقة به، مع الرجوع إليه واليقين بأنه ناصر للمستضعفين الذين يدافعون عن دينهم، كما جاء في قوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
وتابع قائلا : إن الوحدة تعدّ ركيزة أساسية لتحقيق النصر، كما قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)، وحذر من التنازع بقوله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وأشار إلى أن استشعار المسؤولية تجاه الوطن وتحملها بجدية واهتمام، والعمل الدؤوب على تغيير واقع الأمة الإسلامية والخروج بها من دائرة الذل والقهر والهوان، عامل حاسم في تحقيق التماسك الوطني، كما أن دعم الجبهات بكل الإمكانيات والصمود المستمر يمثلان حجر الزاوية لضمان الأمن والاستقرار، فهذه المرحلة تتطلب التضحيات لتوفير الطمأنينة والسكينة، والتأكيد على أن أبناء الأنصار هم حقاً أهل الحكمة والإيمان.
وأكد الرازحي أهمية التصدي لممارسات العملاء الذين يسعون للتفكيك والإرجاف ونشر الخوف، مع تعزيز الوعي الشعبي تجاه مخططاتهم وأكاذيبهم، وتقديمهم للعدالة، ورفض السماح لهم بالتعايش في مجتمع يسعون لتدميره على كافة المستويات.
فيما اكتفى أمين عام مجلس الشورى القاضي علي عبدالمغني بالقول إن خطوة صرف المرتبات شهريا وإقامة العدل هما أساس تماسك الجبهة الداخلية.

مقالات مشابهة

  • قائد انصار الله: نتحضر لأي “جولة قادمة” وسنخرج غداً تتويجاً لـ”15 شهراً” من “الاسناد اليمني”
  • خليل الحية: “أنصار الله” غيّروا معادلة الحرب والمنطقة بإسنادهم البطولي لفلسطين
  • خليل الحية: “أنصار الله” هم إخوان الصدق الذين غيّروا من معادلة الحرب والمنطقة
  • أول تعليق رسمي من “صنعاء” بشأن اتفاق غزة
  • “أنصار الله” تعلن استهداف حاملة طائرات أمريكية
  • خالد بن محمد بن زايد يزور جناح مركز “شباب من أجل الاستدامة” في “أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025”
  • “المنكوس” .. منصة ثقافية تستقطب الشباب وتحتفي بالتراث الوطني
  • “لقاء الأربعاء”
  • مراقبون لـ”الثورة  “: تماسك الجبهة الداخلية عمود الصمود ومحور الانتصار
  • الدبيبة يطلق مبادرة “1000 رائد لـ 1000 مشروع” لدعم ريادة الأعمال