قتلى وجرحى ومفقودون في “مليونية عشال ” بعدن
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
الثورة / محمد شرف
منذ حرب صيف 1994 ، التي انتهت بانتصار جناح صالح عفاش وحلفائه وهزيمة البيض ، لكن الوحدة اليمنية تعرضت لجروح لم تندمل ، وعلى اثرها تشكلت الحركات وتعالت الأصوات المطالبة بانفصال الجنوب وعودته سياسيا إلى ما قبل 1990 – دولة مستقلة باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
ومع مرور السنوات ، تبدلت الحركات والأصوات المطالبة بالانفصال واستقرت المطالب على العودة بالمحافظات الجنوبية إلى ما قبل عام 1967» واعتماد تسمية المحتل البريطاني – الجنوب العربي.
لأسباب متعددة ، أهمها : الجذور العميقة للوحدة اليمنية في التاريخ والجغرافيا والوجدان ، لم تستطع تلك الحركات على اختلاف مسمياتها أن تعود بالجنوب ، لا إلى ما قبل عام 1990 ولا إلى ما قبل 1967 ، وما استطاعت فعله ، هو العودة بالجنوب إلى خلفيات وتداعيات يوم 13 يناير 1986 ، المجازر والتصفيات التي حدثت بخلفيات مناطقية قبلية بين رفاق الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب .
حرب الرفاق تحولت إلى حرب مناطقية أركانها القبائل في أبين ويافع والضالع وردفان ، ولم ينج منها الرفاق الذين كانوا ينتمون لمحافظات شمالية ، ابرزها محافظة تعز ، وعلى رأسهم عبدالفتاح إسماعيل .
يبدو أن رماد 13 يناير 1986 لا يزال ساخنا ، ولا يزال يخفي تحته جمرا متقدا ، فما تشهده المحافظات الجنوبية من حروب وتوترات على خلفيات مناطقية تشير إلى ذلك .
وما شهدته مدينة عدن أمس ليس سوى مشهد من صراع الماضي .
أمس السبت قُتل شخصان وجرح العشرات ، بنيران قوات الانتقالي الموالي للإمارات والسعودية في التظاهرة الكبيرة التي شهدتها خور مكسر بعدن .
واستخدمت قوات الانتقالي القوة المفرطة ضد الجماهير المشاركة في مليونية «عشال السلمية» بمدينة عدن واعتقلت العشرات. ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى والمخطوفين وفق مصادر محلية .
وشنت قوات الانتقالي حملة اعتقالات واسعة في أوساط المتظاهرين.
وتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي، قيام قوات الانتقالي في عدن بإطلاق نار كثيف باتجاه المتظاهرين لمنعهم من التظاهر ومحاولة تفريقهم.
وخرج الآلاف من أبناء أبين الذين احتشدوا إلى عدن فيما سمي بمليونية عشال للمطالبة بكشف مصير القيادي الجنوبي علي عشال ، ويتهمون أجهزة أمنية تابعة للانتقال باختطافه وإخفائه قبل أسابيع ولم يعرف مصيره حتى اللحظة.
وكان المجلس الانتقالي دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية، بعد فقدان السيطرة على الحشود التي تمكنت من الوصول لساحة العروض بشكل كبير.
وقال شهود عيان إن عشرات المدرعات والأطقم العسكرية تحركت إلى نقطة العلم لمنع تدفق حشود قبائل أبين القادمة إلى عدن للمشاركة في مليونية “عشال” والمطالبة ببقية المختطفين والمخفيين في السجون السرية التابعة للانتقالي.
وبحسب شهود عيان ،فإن قوات أمنية اطلقت النار بكثافة بحي العريش وبخط ساحل أبين لمنع أي مظاهرات تضامنية مع عشال.
وسادت حالة من الإرباك والمخاوف لدى قيادات المجلس الانتقالي عقب تزايد حالة الغضب في أوساط المتظاهرين بعد سقوط شهداء وجرحى ، وسط مخاوف من تحول المظاهرات إلى ثورة شعبية .
يذكر أن ميليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيا ذهبت بعيدا في تبرير جريمة اختطاف وإخفاء العميد عشال نظرا للحساسية المناطقية الشديدة التي خلفتها أحداث 13 يناير المشؤومة عام 1986والتي ما تزال جراحها تثور بين الحين والآخر .حيث قدم أمن عدن التابع للإنتقالي يسران المقطري «كبش فداء».
وأعلن مدير أمن عدن مطهر الشعيبي يسران المقطري مطلوبا امنيا مضيفا أن إدارته وجهت مذكرة تخاطب عبر وزارة الداخلية إلى الانتربول الدولي تطالب بتسليمه.
غير أن المقطري والذي كان يشغل منصب قائد قوات ما يسمى مكافحة الإرهاب في عدن طالب إدارة أمن عدن باستعراض كافة الأدلة.
ونقلت عنه وسائل إعلام وصف بيان إدارة الأمن الذي اعلنه مطلوباً أمنياً بالهزيل.
وقال أن البيان كان عبارة عن عبارات قالوا قالوا.
ويخشى «الانتقالي الجنوبي» الذي تسيطر على قيادته مناطق ما كان يعرف بعد أحداث يناير بـ”الطغمة” من أن تبعث هذه الأحداث من جديد الثارات القديمة مع أبناء أبين “الزمرة “والذين يشعرون بالغبن من الوضع الجديد الذي فرضه الاحتلال ومرتزقته.
تقديم المقطري كبش فداء استغله الكثيرون للتحريض على سكان مدينة عدن الذين ينحدرون من اصول شمالية ، ومطالبات بالتخلص منهم .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بالصور والفيديو..قتلى وجرحى في تدافع خلال مهرجان ديني بالهند
أدى تدافع خلال مهرجان ديني في الهند يعد الأكبر في العالم، إلى مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة آخرين، وفق ما أفاد أحد الأطباء من مهرجان "كومبه ميلا" الهندوسي لوكالة فرانس برس الأربعاء.
وغالبا ما تتحول التجمعات الدينية في الهند إلى مسرح لحوادث مميتة بسبب سوء إدارة الحشود الهائلة.
ومهرجان "كومبه ميلا" الذي يستمر ستة أسابيع هو أكبر حدث في التقويم الهندوسي والعالم، ويُنظَّم مرة كل 12 عاما بين 13 يناير و26 فبراير.
ومن المتوقع أن يحضر هذه المرة نحو 400 مليون شخص يتوجهون على دفعات للاغتسال في مياه منطقة سانغام، حيث يلتقى نهر الغانغ في الهند مع نهر يامونا.
ويعتقد الهندوس أن الغطس في النهر المقدس يطهر أرواحهم ويحررهم من دورة الميلاد والموت.
وقال الطبيب الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام "لقي 15 شخصا على الأقل مصرعهم حتى الآن، ويتلقى آخرون العلاج".
وشوهدت فرق الإنقاذ وهي تعمل على نقل المصابين بعيدا عن موقع الحادث.
وأفاد مسؤول الحكومة المحلية أكانكشا رانا لوكالة أنباء "برس تراست أوف إنديا" بأن التدافع بدأ بعد "تحطم" الحواجز التي تستخدم لتنظيم الحشود.
وفي حديث لفرانس برس قال مالتي باندي الذي جاء إلى المهرجان إنه كان في طريقه للاغتسال في النهر عبر طريق للمشاة مزود بحواجز عندما بدأ التدافع.
وأضاف "فجأة بدأ حشد بالدفع حيث تعرض عدد كبير من الناس للسحق".
ويعود أصل مهرجان "كومبه ميلا" إلى أسطورة هندوسية عن معركة بين الآلهة والشياطين للسيطرة على إبريق يحتوي على رحيق الخلود.
ولجأ منظمو مهرجان هذا العام إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لاحصاء الحضور وتركيب شبكة من 300 كاميرا مراقبة إضافة إلى أسطول من الطائرات المسيرة لضمان سلامة المشاركين.
وشهد "كومبه ميلا" تدافعا عام 1954 أدى إلى دهس أو غرق أكثر من 400 شخص في يوم واحد.
وخلال نسخته عام 2013، شهد المهرجان مصرع 36 شخصا خلال تدافع في محطة براياغراج.