«الأونروا» لـ«الاتحاد»: غزة غير صالحة للحياة والوضع الإنساني «كارثي»
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
شعبان بلال (رفح)
أخبار ذات صلةوصف عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ«الكارثي» وغير المسبوق، وشدد على أن المساعدات الغذائية والطبية قليلة جداً مقارنة بما كان يدخل قبل 6 مايو الماضي خاصة مع إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم.
وأوضح أبو حسنة في حوار مع «الاتحاد»، أنه يدخل غزة يومياً حوالي 60 شاحنة، ما يشكل 10% من الشاحنات التي كان من المفترض أن تدخل قبل 7 أكتوبر، لافتاً إلى أن استمرار الحرب يعني المزيد من المعاناة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع.
وأشار إلى أن 90% من سكان القطاع نزحوا عدة مرات، بعضهم تنقل أكثر من 15 مرة، وتحولوا لـ«هياكل بشرية» بسبب الصدمات النفسية وارتفاع أعداد القتلى والجرحى والمفقودين وتدمير البنية التحتية، ما جعل غزة غير صالحة للحياة.
ولفت المسؤول الأممي إلى الانتشار الواسع للأمراض في كافة مناطق غزة، من الجلدية مثل الجرب والطفح الجلدي، إلى الالتهابات المعوية، والتهاب الكبد الوبائي، والالتهاب السحائي، في ظل تزايد المخاوف من انتشار أوسع للأوبئة في الفترة الحالية مع ارتفاع درجات الحرارة والازدحام، وعدم وجود المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى أن خروج المستشفيات والعيادات من الخدمة زاد من الضغوط على «الأونروا». وذكر أبو حسنة أن الوكالة لديها 10 عيادات مركزية و100 نقطة طبية لا زالت تعمل في مراكز الإيواء ومختلف مناطق غزة، لكن هناك ضغطاً كبيراً على هذه العيادات والمراكز بسبب انهيار المنظومة الطبية في القطاع، ونقص الأدوية والكفاءات المتخصصة والأسرة، مشيرا إلى وفاة الكثير من مرضى السرطان والكلى بسبب سوء التغذية وعدم توافر العلاج. واعتبر متحدث «الأونروا» أن إغلاق المعابر ضربة قاسية لمنظومة العمل الإنساني، مشيراً إلى غياب النظام والأمن داخل القطاع ومحاولة مجموعات من اليائسين السيطرة على الشاحنات الإغاثية التي تدخل في بعض الأحيان، بالإضافة إلى إلغاء وتأجيل الكثير من المهام الإنسانية بسبب خطر القصف المستمر، وتعرض القوافل لإطلاق النار. ولفت المسؤول الأممي إلى أن عمليات النزوح المستمرة تصعب كثيراً من عمليات الإغاثة، حيث تضرر حوالي 190 ألف شخص في آخر عملية إخلاء في خان يونس، ما يعني أن 10% من سكان غزة تم إخلاؤهم خلال ساعات ولا يوجد مكان يتوجهون إليه.
وفي السياق، حذرت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ«أونروا» في غزة إيناس حمدان، من أن حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، سيؤدي إلى «نهاية مسألة اللاجئين»، معتبرة أن ذلك «سيكون المرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة»، وذلك حسبما نقلت تقارير إعلامية.
انتهاكات صارخة
أشار المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى مجموعة من الانتهاكات الصارخة تتمثل في مقتل حوالي 200 موظف في «الأونروا» حتى الآن وهو الرقم الأكبر منذ إنشاء الأمم المتحدة، وتعرض 190 مبنى ومنشأة تابعة للمنظمة للتدمير، بخلاف مقتل 560 نازحاً وإصابة 1760 آخرين في مراكز الإيواء التي ترفع علم الأمم المتحدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأونروا فلسطين إسرائيل غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير سلطة المياه الفلسطيني لـ«الاتحاد»: أزمة مياه غير مسبوقة في قطاع غزة
أحمد عاطف (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةشدد وزير سلطة المياه الفلسطيني زياد الميمي، على أن قطاع غزة يعاني أزمة مياه غير مسبوقة، نتيجة طبيعية للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لشبكات التجميع ومحطات ضخ ومعالجة المياه، إضافة إلى نقص الوقود وانقطاع الكهرباء باستمرار.
وقال الميمي في تصريح لـ«الاتحاد»، إن سلطة المياه في الوقت الراهن تركز على الأعمال الإغاثية العاجلة للتخفيف من معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعاً بالغة الصعوبة، حيث يتم العمل على توفير أكبر كمية ممكنة من المياه الصالحة للشرب، خصوصاً في المناطق الجنوبية من القطاع، في ظل الكثافة السكانية المرتفعة.
وأوضح أن الجهود الحكومية مستمرة لمواجهة تداعيات الأزمة، من بينها تفعيل 13 محطة تحلية في غزة، ستساهم في توفير كميات مياه شرب يومياً يستفيد منها 180 ألف شخص من السكان والنازحين، وتوزيع المياه المشتراة وصيانة الخطوط لضمان تزويد القطاع بـ40.000 متر مكعب من المياه يومياً.
وذكر الميمي أن المياه تشكّل أولوية قصوى، لا سيما مع تزايد الحاجة إلى إنشاء مراكز إيواء جديدة للنازحين، وهو ما يستدعي تعزيز الجهود لتوفير المياه النظيفة للسكان، بعد أن وصلت نسبة الدمار بمرافق المياه والصرف الصحي إلى 85%، وتراجع نصيب الفرد من المياه إلى أقل من الحد الأدنى للحياة.
وأضاف أن الجهود المبذولة لاستعادة منظومة المياه المتضررة تشمل التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين على تنفيذ مشاريع توريد محطات تحلية متنقلة، وصيانة وتشغيل الآبار البلدية، وتوفير مولدات كهربائية لتشغيل المرافق في عشرة مواقع حيوية.
وأشار الوزير إلى أنه رغم الظروف الصعبة والتحديات، فإن العمل مستمر على تحسين الوضع المائي في قطاع غزة، حيث يتم التنسيق مع المانحين والمنظمات الدولية لتأمين الدعم الفني والمالي لضمان وصول المياه إلى السكان والنازحين بكفاءة، وتقليل المعاناة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
في السياق، حذرت بلدية غزة، أمس، من أزمة مياه حادة قد تؤدي إلى حالة عطش كبيرة في المدينة، نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، وتهديدها بوقف خط مياه يغذي المدينة بنحو 70% من احتياجاتها اليومية.
وقالت البلدية في بيان، إن «خط مكروت يغذي المدينة بنحو 70% وفي حال توقف وصول المياه من هذا الخط قد يؤدي لحالة عطش كبيرة في المدينة، ويهدد الحياة الإنسانية فيها، ويؤدي إلى تدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض».
وتُعَدُّ شركة المياه الإسرائيلية «ميكروت» أحد المصادر الرئيسية التي تغذي قطاع غزة بالمياه، حيث يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، مما يجعله أداة ضغط على القطاع.
وأكدت بلدية غزة، أن استمرار منع دخول مصادر الطاقة والوقود اللازمة لتشغيل المرافق الأساسية قد يؤدي إلى شلل كبير في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية في المدينة.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار مطلع مارس الجاري، أغلقت إسرائيل مجدداً جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على «حماس» لإجبارها على القبول بإملاءاتها.