هالة الخياط (أبوظبي)
نجحت هيئة البيئة في أبوظبي في استزراع أكثر من 800 ألف قطعة مرجانية في مياه الإمارة، في واحد من أكبر الجهود العالمية لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية، والتصدي لتأثيرات التغيّر المناخي عليها. 
ويعتبر مشروع استزراع الشعاب المرجانية أحد أبرز المشاريع التي تنفذها «الهيئة» في إطار خطة أبوظبي الأولى نحو تحقيق أهداف المئوية البيئية 2071، حيث يأتي مشروع استزراع الشعاب المرجانية، ضمن مسار «إمارة حيوية مزدهرة بالطبيعة» الذي يشمل 23 برنامجاً تنفيذياً تنفذه هيئة البيئة – أبوظبي إلى جانب 9 جهات حكومية.


ومن خلال مشروع استزراع المرجان، الذي تسعى الهيئة من خلاله إلى استزراع مليون قطعة، تم إنشاء حضانات لإكثار الشعاب المرجانية يتم فيها تثبيت القطع المرجانية، علما أن المرجان المثبت في الحضانات يحتاج لفترة من 12 إلى 20 شهراً للوصول إلى الأحجام المطلوبة للقيام بنقله واستزراعه. 
وتواصل فرق «هيئة البيئة» مراقبة حضانات المرجان والقيام بأعمال الصيانة الدورية، ومراقبة حالة نمو المرجان في الحضانات من خلال إجراء مسوحات لتسجيل حالة وصحة المرجان. 
وأوضحت «الهيئة» أنه من خلال المشروع يتم إعادة تأهيل مناطق الشعاب المرجانية المتضررة في إمارة أبوظبي وفي المحميات البحرية، حيث تقوم فرقها المختصة بمسح ميداني لتحديد أنسب المواقع لإعادة التأهيل.

ومن خلال تنفيذ برنامج الاستزراع، يتم تطوير حضانات للمرجان تساهم في الحد من التأثير السلبي للضغوط الطبيعية التي تتعرض لها الشعاب المرجانية الناتجة عن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، بالإضافة إلى ذلك فهي تؤدي إلى زيادة الرقعة المرجانية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة للمحافظة على القيمة التراثية والاقتصادية والعلمية الكبيرة التي تتمتع بها الشعاب المرجانية. 
وأوضحت «هيئة البيئة»، أن أهم تحدٍ يواجه الشعاب المرجانية هو ارتفاع درجة حرارة المياه الذي يزيد الإجهاد الحراري للشعاب المرجانية، والذي ينتج منه ظاهرة «ابيضاض المرجان». 
وفي عام 2017 فقدت إمارة أبوظبي أكثر من 73% من الشعاب المرجانية بسبب ظاهرة التبييض، كما فقد العالم معظم الشعاب المرجانية، بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، والذي فقد أكثر من 50% من مساحة الشعاب المرجانية. 
ومن خلال المسوحات التي تجريها «الهيئة»، تم رصد تحسن حالة الشعاب المرجانية في مياه الإمارة بنسب تتراوح من 10% إلى 18% خلال آخر عامين، وتدل هذه النتائج على القدرة التي يمكن أن تتعافى فيها الشعاب المرجانية، إذا لم تواجه خطر تغير المناخ.

أخبار ذات صلة «المستقبل يبدأ اليوم وليس غداً».. جلسة حوارية لشرطة أبوظبي القطاع العقاري يواصل النمو بفعل الاستقرار الاقتصادي

وتعتبر الشعاب المرجانية من أهم الموائل البحرية وأكثرها إنتاجية، فهي تدعم التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، وتوفر موئلاً طبيعياً لأنواع عديدة من الأسماك والكائنات البحرية، فضلاً عن دورها بحماية الشواطئ من التآكل ودعم مهنة الصيد التجاري والعديد من الأنشطة الترفيهية والسياحية في الإمارة، كما تعتبر رافداً لدعم المخزون السمكي. 
34  نوعاً 
تحتوي إمارة أبوظبي على 34 نوعاً مختلفاً من أنواع المرجان الصلب منتشرة في مناطق عدة، بما فيها منطقة رأس غناضة، وبوطينة، والسعديات والنوف. وهذه الأنواع قادرة على الازدهار على الرغم من الظروف البيئية الصعبة التي تعيش بها، فهي تتمتع بمرونة عالية مكنتها من التكيف مع أعلى درجات الحرارة على مستوى العالم بشكل غير اعتيادي، مما ميزها عن بقية أنواع الشعاب المرجانية الأخرى في العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: هيئة البيئة أبوظبي الشعاب المرجانية التغي ر المناخي الشعاب المرجانیة إمارة أبوظبی هیئة البیئة من خلال

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية».. باقة فعاليات مجتمعية خلال شهر القراءة الوطني

أبوظبي (الاتحاد)
يطرح مركز أبوظبي للغة العربية، خلال شهر القراءة الوطني، الذي يقام تحت شعار «الإمارات تقرأ»، برنامجاً ثقافيّاً غنياً يستهدف أفراد المجتمع كافة، انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات للعام 2025 «عام المجتمع».
يهدف البرنامج، الذي تتوزّع فعالياته على مختلف مدن أبوظبي بما فيها منطقة العين، إلى تعزيز مكانة اللغة العربية، وإثراء ثقافة أبناء المجتمع عبر تكريس حب القراءة لديهم، وتأكيد دور الكتاب في بناء الإنسان والارتقاء بوعيه وثقافته لخدمة مجتمعه.
يستضيف البرنامج نخبة من الأدباء والمبدعين والمفكرين لعرض تجاربهم الملهمة، إلى جانب إطلاق ورشات عمل في مجالات مختلفة، وأنشطة قرائية خاصة بنادي «كلمة»، يناقش خلالها كتباً مهمة مثل: «تنوير الماء» للكاتبة الإماراتية لولوة أحمد المنصوري، و«فلسفة المأساة في أدب دوستويفسكي ونيتشه».
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «أطلق المركز، خلال الفترة الماضية، حملته المجتمعية لدعم القراءة المستدامة للنصف الأول من عام 2025، ويحظى شهر القراءة خلال هذه المبادرة بنصيب وافر من الفعاليات الرامية إلى تدعيم علاقة جميع أفراد المجتمع بالكتاب، وباللغة العربية، وتعزيز حضورها، بوصفها ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة».

أخبار ذات صلة ترجمة النفس.. السيرة الذاتية في الأدب العربي «الويلية» الإماراتي.. فن الشجن والعاطفة سعيد حمدان الطنيجي

وأضاف «يوفّر البرنامج فعاليات متنوعة تخاطب شرائح المجتمع كافة، وتلبي احتياجاتهم المعرفية، من خلال عقد سلسلة ورشات عمل، ومحاضرات، وندوات، وأنشطة كتابة إبداعية، وجلسات قرائية، ومناقشة أفكار ومضامين الكتب، إلى جانب زيارة مكتبات وأماكن تاريخية وتراثية، يستضيفها قصر الحصن، وبيت محمد بن خليفة- العين، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومكتبة الطفل، وبيت العائلة الإبراهيمية، وجامعة الإمارات- العين».
وأكد الطنيجي أن مركز أبوظبي للغة العربية معني بالإسهام في ترسيخ مكانة اللغة العربية في المجتمع، وتعزيز القراءة لتكون ضمن النسيج الثقافي لجميع أفراده، مع التركيز على الأجيال الشابة. 
وأوضح: «لكي يتحقق هذا الهدف، حرصنا على التواصل مع الشباب بلغة عصرهم التكنولوجية، والاستفادة من معطيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك اهتمامنا بالتعاون مع الجهات والمؤسسات قريبة الصلة بالشباب كالمدارس والجامعات والأندية وغيرها، من خلال مبادرات نوعية مبتكرة وبرامج تتميز بالجدة، والاستدامة، والارتباط بقيم المجتمع».
يتزامن شهر القراءة الوطني مع مناسبات عالمية محلية أفرد لها برنامج المركز فعاليات تواكبها وتتماشى في الوقت ذاته مع خصوصية شهر القراءة وعام المجتمع. فبالتوافق مع يوم المرأة الدولي الذي يصادف 8 مارس من كل عام، نظّم المركز بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية، ورشة القراءة والتفكير الناقد حول «المرأة العربية في النصوص الأدبية: رموز القوة والإلهام». وبمناسبة يوم الطفل الإماراتي، يقدم فعالية بعنوان «الطفل ثنائي اللغة». فيما يقدّم احتفاءً باليوم العالمي للشعر فعاليتين عن «روحانيات رمضانية في الشعر العربي»، وأخرى عن «الشعر مع عبق الفصحى ودفء النبطي»، إلى جانب فعالية تُعنى بالتراث الإماراتي الأصيل، بعنوان «تاريخ القهوة عالمياً ودورها في التراث الإماراتي».
في الوقت ذاته، تزوّدت مبادرة «خزانة الكتب» بمئات العناوين خلال جولاتها في مواقع مختلفة في العاصمة أبوظبي ومدينة العين، متوجهة إلى طلبة جامعة الإمارات والعاملين فيها، لتشجيعهم على القراءة المستدامة، وتسهيل وصول الكتاب إليهم واقتنائه بأسعار رمزية.
يشهد البرنامج مشاركات وفعاليات من شأنها تحفيز جميع أفراد المجتمع على ممارسة القراءة، وحثهم على المشاركة الفعّالة في ترسيخ ثقافتها عادة يومية أصيلة. 

مقالات مشابهة

  • «ويز أير» أبوظبي تطلق 4 وجهات جديدة العام الجاري
  • ضبط 289 قضية مخدرات و85 قطعة سلاح خلال 24 ساعة
  • محافظ سوهاج يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع شركة مياه الشرب لاستغلال الأصول غير المستغلة
  • ترخيص 15 حضانة جديدة تضيف 1250 مقعداً للطلبة في إمارة أبوظبي
  • «أبوظبي للغة العربية».. باقة فعاليات مجتمعية خلال شهر القراءة الوطني
  • محترف الهلال السعودي يثير الجدل بعبوة مياه
  • "أبوظبي للغة العربية" يطرح فعاليات خلال شهر القراءة الوطني
  • ضبط 253 قضية مخدرات و77 قطعة سلاح خلال 24 ساعة
  • ترخيص 15 حضانة خاصة جديدة في إمارة أبوظبي
  • فيديو.. شرطة أبوظبي تحمي "عائلة من البط" خلال عبورها للطريق