يمانيون – متابعات
يترقب العالم موجة من التصعيد الكبير بين محور المقاومة، وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمحور الصهيوني الأمريكي.

كل المؤشرات تدل على أن وحدة جبهات المقاومة، لديها تصميم كبير على مواجهة العدو الصهيوني وداعميه، كما تُشير التطورات الميدانية إلى أنّ المواجهة مع العدوّ قد تنتقل إلى مرحلةٍ جديدة من التصعيد، فيما يبقى الموقف الدولي مُتخاذلاً إزاء جرائم العدوّ، حيث أعادت أمريكا التأكيد على دعمها المطلق للكيان الصهيوني دون تغيير.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، بناء على طلب إيران، وتأييد الجزائر وروسيا والصين، لمناقشة التطورات وتداعيات عملية الاغتيال الصهيونية الجبانة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد القائد إسماعيل هنية، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا منعت مشروع بيان لمجلس الأمن اقترحته روسيا حول اغتيال “هنية”.

وتمثّل عمليات اغتيال القائد “إسماعيل هنيّة” في طهران، والقائد “فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف الحشد الشعبي في “جرف النصر” بالعراق تصعيدًا خطيرًا غير مسبوق، ونُقطة تحوّل خطيرة في مسار المُواجهة بين محور المقاومة والعدوّ الصهيونيّ وداعميه، والتي يسعى العدو لتوريط أمريكا وبعض الدول الغربية وجرها للدخول في المعركة.

وفيما ستُحدّد ردود أفعال محور المقاومة في الفترة المُقبلة مسار هذا التصعيد وعواقبه على المنطقة بأكملها، والعالم بأسره، فإن هذه العمليات، هي رسالة تهديد واضحة لجميع أطراف محور المقاومة، وهي تُظهرُ استعداد العدوّ الصهيونيّ وداعميه للذهاب بعيدًا في استهداف القيادات والكوادر العسكرية والسياسية في كلّ ساحة.

ويهدف العدوّ من خلال هذه العمليات إلى إضعاف المقاومة في فلسطين، وإلى تحييد دور جبهات الإسناد في لبنان، العراق، واليمن كما يسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة لصرف الأنظار عن جرائمه في غزة والضفة.

وبحسب مراقبين، قد يُؤدي اغتيال “هنيّة وشكر” واستهداف الحشد الشعبي إلى توسيع رقعة المواجهة بشكلٍ خطير، وقد تدفع هذه العمليات إلى دخول مباشر لإيران والعراق في المواجهة المسلحة مع العدوّ الصهيوني.

وعلى الرغم من خطورة هذه العمليات، إلا أنها لن تُحقّق أهداف العدوّ في فك مسارات جبهات الاسناد عن غزة، فضلاً عن إضعاف تماسك محور المقاومة، بل ستزيد من عزمها وتصميمها على المواجهة، ورفع مستوى المواجهة على المستوى الاستراتيجي والثأر على المستوى التكتيكي.

ووفقاً للمعطيات الميدانية، فمن المُتوقّع أن يُواجه محور المقاومة هذه العمليات برد قاس ومؤلم، وقد تكون هناك عمليات نوعية في الداخل الإسرائيليّ وضدّ المصالح الأمريكية في المنطقة.

وتؤكد مراكز بحثية عالمية، أنّ المواجهة مع الكيان الصهيوني ستشهد تصعيدًا غير مسبوق في الفترة القادمة، لاسيّما مع وعد حزب الله بالردّ على اغتيال “السيد محسن” وتصميم اليمن وإيران على الثأر لاغتيال القائد “هنيّة”.

ومن المُحتمل أن يتزامن ذلك في الفترة المقبلة، مع دخول أطراف جديدة في ساحة القتال وتوسيع نطاق العمليات العسكرية.

وقد تؤدّي هذه العمليات إلى تحوّل في معادلة الصراع، مع إضعافٍ لدور أمريكا في المنطقة وتراجع لنفوذها وهيبتها.

من المُنتظر أن يُنفّذ محور المقاومة ردًّا قويًا ومؤلمًا على عمليات الاغتيال الأخيرة، بهدف ردع العدوّ وإثبات قوّة المحور ووحدته، ومن المحتمل أن تكون الضربات متزامنة أو متفرّقة، وأن تستهدف مواقع ومنشآت حيوية داخل الكيان الصهيونيّ وقواعد أمريكية في المنطقة.

تصعيد في كل الجبهات

ووفقاً لمراكز بحثية، ستشهد ساحات المواجهة توحيدًا غير مسبوق بين غزة والضفة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، في مواجهة مشتركة لحلف العدوان، وستركز عمليات المقاومة على أهداف استراتيجية لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالعدوّ وتغيير معادلة الصراع.

كما أن المقاومة الفلسطينية ستواصل صمودها وتصديها للعدوان، مستهدفة مواقع وتجمعات العدو بكافة الوسائل المتاحة، ومن المتوقّع أن تُوسّع المقاومة نطاق عملياتها لتشمل مستوطنات جديدة في غلاف غزة ومواقع عسكرية في الداخل الإسرائيلي.

وبدورها؛ ستشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا في المواجهات الشعبية وعمليات المقاومة المُسلحة ضدّ العدوّ والمستوطنين، ومن المحتمل أن تُنفّذ المقاومة عمليات نوعية ضدّ أهداف عسكرية استيطانية فيها.

أما في لبنان؛ وفيها سيكون التركيز على ترقب ردّ حزب الله على اغتيال “السيد محسن” ومن المتوقّع أن يكون الردّ قويًا ومفاجئًا وأن يُحدث صدمة للعدوّ.

وفي سوريا؛ من الممكن أن تشهد سوريا تصعيدًا عسكريًا محتملًا في حال توسّع نطاق العدوان الإسرائيليّ، وستُؤكّد على دعمها لمحور المقاومة واستعدادها لمواجهة أيّ عدوان.

وفي العراق؛ ستواصل المقاومة العراقية استهداف المصالح الأمريكية في العراق وسوريا إلى حين انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وستُعزّز التنسيق مع بقية أعضاء محور المقاومة لتوجيه ضربات مُشتركة لحلف العدوان.

وفي اليمن؛ ستُواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها المُساندة للمقاومة الفلسطينية وردّها على العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني، ومن المُحتمل أن تُنفّذ اليمن عمليات جديدة ضدّ الكيان الصهيونيّ في إطار الردّ على العدوان وإسناد غزة، والثأر للقائد “هنية”.

وفي إيران؛ من المتوقع أن إيران ستُنفّذ ردًّا قويًا على اغتيال “إسماعيل هنيّة”، ومن المرجّح أن تستهدف مواقع ومنشآت صهيونية وأمريكية في المنطقة، وستُؤكّد على دعمها الكامل لمحور المقاومة واستعدادها لمواجهة أيّ عدوان.

كذلك من المتوقع أن تشهد المنطقة تصعيدًا وتوتّرًا كبيرًا في الفترة المُقبلة، مع استمرار العدوان على غزة وتصاعد العمليات العسكرية بين محور المقاومة وحلف العدوان، وستزداد حدّة التوتر في العلاقات الدولية، مع اتّهامات متبادلة بين الدول وإمكانية فرض عقوبات جديدة.

وبحسب مراقبين، فإن دعوة “باريس” رعاياها في إيران إلى المغادرة في أقرب وقت، يعكس أنهُ من المُرجّح أن تفشل المساعي الدبلوماسية في احتواء التصعيد وإحلال السلام في المنطقة، وتمسّك العدوّ بعدوانه واستعداد محور المقاومة للردّ.

وعليه؛ يبدو أنّ الأسبوع القادم سيكون حاسمًا في مسار المواجهة بين محور المقاومة وحلف العدوان “الصهيوأمريكي”، وستُحدّد ردود أفعال الطرفين في الأيام المقبلة مصير المنطقة بأكملها وعواقب هذا التصعيد على المنطقة وعلى الصعيد الدولي برمته.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بین محور المقاومة هذه العملیات فی المنطقة فی الفترة ومن الم تصعید ا من الم

إقرأ أيضاً:

الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئا!

أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

 

 

أكمل حزب الله رده على العدو “الإسرائيلي” بعد أسابيع من الإعداد والتجهيز والانتظار الصهيوني والأمريكي، وسط دوامة من الخوف والذعر والقلق التي عصفت بالكيان ومستوطنيه، وهذه الدوامة لا يمكنها أن تهدأ أو تنتهي، لأن الحزب ترك الحساب مفتوحًا وسط مواصلة عملياته المساندة لغزة، وأيضًا في ظل الترقب للرد الإيراني على جريمة اغتيال القيادي الكبير في حركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والرد اليمني على عدوان الحديدة، ولعل الحكمة من تجزئة الرد هو استمرارية هذه الحالة لدى العدو لاستنزافه إلى أقصى حدود ممكنة.
فيما يخص الرد اليمني، فالتحضير له قائم وله مساره الخاص، كما عاد وأكد قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب يوم الخميس الماضي، مع الإشارة إلى أن التوقيت سيكون مفاجئًا للعدو بإذن الله تعالى.
مسألة الرد قطعية وحتمية، ولا نقاش فيها، واليمن ليس لديه أي سقوف سياسية أو اعتبارات أخرى يمكن أن تؤثر في طبيعة وحجم الرد وتوقيته ولا نوعية الأهداف المرصودة، كل ما يمكن للقوات المسلحة أن تقدمه وتفعله لن تتردد ولن توفر جهدًا في سبيل إيلام العدو والتأثير فيه والجزاء قد يكون من جنس العمل.
الهم الأكبر بالنسبة لليمن، واليمنيين على لسان قائدهم ليس الرد، بل ما هو أكبر من ذلك في ظل المساعي الحثيثة والدؤوبة للارتقاء بالأداء العملياتي المناصر لفلسطين إلى مستويات مؤثرة أكثر، وهذا يعني أن اليمن يحسب حساب معركة مفتوحة مع احتمال معاودة العدو “الإسرائيلي” شن اعتداءات على المنشآت الحيوية والاقتصادية في البلد وهو ما يستوجب ردًا عاجلاً وفاعلاً.
مشاهد النيران المشتعلة في السفينة “سونيون” بحمولتها النفطية التي تصل إلى مليون برميل من النفط وبحكم ارتباط الشركة المشغلة لها بالكيان الغاصب، كانت تكفي ليعلن اليمن الإيفاء بالوعد وإعلان الرد على الاعتداء الصهيوني على خزانات النفط في ميناء الحديدة، وما نجمت عنها من حرائق كبيرة صورها نتنياهو كإنجاز دعائي، لكن هذا لم يكن لأن المسار هو فرض الحصار على الموانئ الفلسطينية المحتلة، وشرط توقف تلك العمليات هو وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
السؤال هو: لماذا تأخر الرد اليمني ومتى يمكن تنفيذه وما طبيعته؟
مسألة التأخير تكتيكية وضرورية في نفس الوقت، حيث أن قوات العدو في حالة استنفار مع داعميها الأمريكيين والغربيين والعملاء من الأنظمة العربية المطبعة التي تشارك بكل إمكاناتها في اعتراض القدرات والتصدي لأي صواريخ أو طائرات مسيَّرة قادمة من اليمن أو من إيران والعراق، والأمر يستدعي المناورة والبحث عن أي ثغرة لاختراق كل الأحزمة النارية المحيطة بالكيان.
في توقيت الضربة نعتقد أن الموعد اقترب، والأمر قد تكون له علاقة بالاحتفالات بمولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، كمناسبة لها ما بعدها في كل محطات اليمن السابقة على مدى أكثر من عقد من الزمن، وغير رسالة العسكر والأمن فثمة رسالة أخرى يجب إيصالها لأعداء الأمة، وهي التمسك بالنبي الأكرم وبمسراه والمقدسات الإسلامية والانتصار لفلسطين ومجاهديه واجب ديني وأخلاقي ويأتي في صلب الاستجابة لله ولرسوله الكريم.
بحكم المتابعة، فاليمن يحرص على تدشين فعاليات المولد أو تتويجها بعمليات نوعية كانت في السابق تقتصر على مهاجمة السعودية والإمارات قطبي العدوان الأمريكي على الشعب اليمني، وهذا العام قد يكون الاحتفال مختلفًا بطَي ورقة الأدوات الإقليمية المتصهينة كما طويت الأدوات المحلية ليبدأ عهد جديد من الجهاد بمواجهة قادة الكفر وقوى الاستكبار العالمي.
الرد اليمني في الأخير لم يعد منحصرًا في إطار العدوان “الإسرائيلي” على غزة وجرائم حرب الإبادة والتجويع فيها، بل أصبح متعلقًا بمبدأ السيادة والكرامة الوطنية بالنسبة لليمن، ومعيار الالتزام الديني والإنساني والأخلاقي، والرد سيكون بمثابة نهاية مرحلة وبداية أخرى في مواجهة العدو “الإسرائيلي” حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة المقدسات.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني ينفي نقل صواريخ إلى روسيا
  • قائد الحرس الثوري: كابوس الرد الإيراني يهز الاحتلال
  • ماذا قدمت جبهاتُ الإسناد اليمنية العراقية اللبنانية لغزة؟
  • حزب الله يدك مرابض “الزاعورة” ويوقع ضباط العدو الصهيوني وجنوده بين قتيل ‌‏وجريح
  • معركة التفاوض مع العدو الصهيوني
  • المقاومة اللبنانية تستهدف خمسة مواقع للعدو الصهيوني
  • الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئا!
  • يزبك: المقاومة اللبنانية فرضت معادلة الردع على العدو الصهيوني
  • أبناء تعز يحتشدون في 12 ساحة في مسيرات دعم غزة
  • حزب الله يستهدف عدة مواقع للعدو الصهيوني