مرحلة إقليمية غير مسبوقة في الصراع مع العدو الصهيوني: الانتقام قادم
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
دخل الصراعُ مع العدوِّ الصهيوني مرحلةً “إقليميةً” تاريخيةً، بعد إقدام العدوّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الكبير في حزب الله، الشهيد فؤاد شكر؛ الأمر الذي أكّـد قادة محور المقاومة أنه يمثل تصعيدًا عدوانيًّا كَبيراً لن يمُرَّ بدونِ رَدٍّ واسعٍ ورادعٍ بالتنسيق بين كافة أطراف المحور، وهو ما سيرسم تحولًا استراتيجيًّا غيرَ مسبوق في معادلات الاشتباك مع العدوّ، سواء على مستوى معركة إسناد الشعب الفلسطيني والضغط لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، أَو على مستوى مستقبل الصراع بأكمله باتّجاه تثبيت معطيات حتمية زوال الاحتلال وإنهاء الهيمنة الصهيو أمريكية في المنطقة.
عملية الاغتيال الإجرامية التي طالت القائد إسماعيل هنية أثناء تواجده في إيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، جاءت بعد يوم من عدوان صهيوني على لبنان أسفر عن استشهاد القائد العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، واستهداف مواقعَ للحشد الشعبي في العراق، وبعد قرابة أسبوعين من العدوان “الإسرائيلي” على محافظة الحديدة؛ الأمر الذي عكس خُطَّةً أمريكيةً صهيونيةً معدةً مسبقًا للتصعيد ضد محور المقاومة ومحاولة فرض معادلة “ردع” لقمع جبهات الإسناد وصناعة إنجاز وهمي لتعويض الانتصار الذي عجز الصهاينة والأمريكيون عن تحقيقِه في غزة على مدى عشرة أشهر.
وقد جاءت ردودُ فعل المحور بمستوى التصعيد، حَيثُ أكّـد قائدُ الثورة الإسلامية في إيران، السيدُ علي خامنئي، أنَّ العدوَّ الصهيوني فتح على نفسه بابَ “عقابٍ قاسٍ” وأعلن أن إيرانَ سترد بقوة على جريمة اغتيال القائد هنية في أراضيها؛ وهو ما أكّـده الحرس الثوري أَيْـضاً، فيما أعلن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن “كل جبهات الإسناد دخلت مرحلة جديدة” وأن الردَّ “حتمي ولا نقاشَ فيه” فيما اعتبرت كتائبُ القسام أن التصعيدَ الصهيونيَّ “ينقلُ المعركةَ إلى أبعاد جديدة وستكونُ له تداعياتٌ كبيرةٌ على المنطقة بأسرها”.
وأكّـد قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الردَّ على التصعيد الصهيوني “لا بد له” من جانب محور المقاومة، وأعلن أن اليمن “لن يألوَ جهدًا في الانتقام للشهداء بالتعاون مع المحور” معتبرًا أن العدوّ “نقل المعركة إلى مستوى أوسع وأبعاد أكبرَ تكون عواقبها عليه وخيمة”.
التأكيداتُ الحازمةُ لقادة المحور تنطوي على عدة حقائقَ أَسَاسية مهمة، أبرزها أن الصراعَ مع العدوّ الصهيوني قد أصبح بالفعل معركةً إقليميةً بمقتضى ضرورة التصدّي للعربدة “الإسرائيلية” في المنطقة، إلى جانب واجبِ إسنادِ الشعب الفلسطيني في معركة (طوفان الأقصى)؛ وهو ما يعني أن تحولات كبيرة وغير مسبوقة قادمة في مسار المعركة الحالية والصراع بأكمله؛ لأَنَّ هذا المستوى من الاشتباك الإقليمي ينطوي على معادلاتٍ تؤثر بشكل مباشر على كُـلّ الموازين الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك موازينُ الهيمنة والردع وما يرتبط بها من مصالح، حَيثُ يبدو بوضوح أن قادةَ المحور عازمون على فرض واقعِ ردعٍ يحشر الكيان الصهيوني بين خيارَينِ: فإما الحرب الواسعة المُستمرّة المتحرّرة من ضوابط عمليات “الإسناد”، أَو التسليم –على ضوء نتائج الرد- بحقيقة أنه لا يمكنُه كسبُ هذه الجولة، وبالتالي إنهاء الحرب في غزة لتهدئة الوضع، وهما خياران يقودانِ إلى نتيجة واحدة بالنسبة للعدوِّ وهي استحالة بقائه بأمان في المنطقة.
وعلى ضوءِ تأكيدات قادة المحور فَــإنَّ الاشتباك الإقليمي الذي أصبح معطىً ثابتًا في الصراع مع العدوّ الصهيوني منذ الآن، لا يعني فقط تثبيتَ حضور الجبهات الإقليمية، بل تدشين مسار التنسيق العملياتي والسياسي الكامل فيما بينها لتحقيق أهداف موحَّدة على أرض المعركة وفي المستقبل؛ وهو ما يعني نهايةَ المخطّط الذي عملت عليه الولاياتُ المتحدةُ منذ بدء (طوفان الأقصى)، والذي يهدفُ لفصل جبهات المحور عن بعضها ولو على مستويات معينةٍ؛ ليسهل الاستفراد بها؛ الأمر الذي يمثل بالفعل تحولًا حقيقيًّا في موازين القوى بالمنطقة وبداية مستقبل جيوسياسي جديد تنهارُ أمامه كُـلُّ حسابات الأعداء في تأمين وجود وبقاء الكيان الصهيوني؛ إذ لم يسبق أن واجَهَ الكيانُ الصهيوني أَو رعاتُه الأمريكيون جبهةً إقليميةً فاعلة بهذا المستوى.
أما بشأن الرد، فيبدو من خلال تأكيداتِ مختلف أطراف المحور أنه سيكون استثنائيًّا ويركِّزُ في المقام الأول على الإضرار الكبير بالعدوّ الصهيوني وردعه عمليًّا وبعثرة حساباته السياسية والعملياتية، حَيثُ أكّـد سماحةُ السيد حسن نصر الله أنه يجري التحضيرُ “لردٍّ حقيقي ومدروس جِـدًّا وليس شكليا” فيما أكّـدت بعثةُ إيران في الأمم المتحدة أن الرد سيكون عبر “عمليات خَاصَّة مركَّزة تؤلم العدو” وهو أَيْـضاً ما عبَّر عنه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالتأكيد على أن الرد “سيكونُ كبيرًا” وحديثه عن “الانتقام” للشهداء.
وفي هذا السياق أكّـد عضوُ الوفد الوطني المفاوض عبدُالملك العجري، أن “الردَّ آتٍ، وقد نشهد عمليات مشتركة والأهم -كما قال سماحة السيد حسن نصر الله – أنه رد مدروس جدًّا”، موضحًا أن “الردَّ ليس لمُجَـرّد إرضاء رغبة الشعوب الغاضبة (ومن حقها أن تغضب) والتي تستعجل الرد، ولكنه يأخُذُ في الاعتبار أن العدوَّ ومَن خلفه من عجم وعرب في أعلى حالات التأهب وَالاستنفار لإحباط أية عملية غير مدروسة، والمعركة مُستمرّة ومتصاعدة وَفرص الانتقام لن تتأخر كَثيراً وَالتنسيق بين أطراف محور المقاومة على أشده وقد نشهد -بتأييد الجبار- عمليات مشتركة تؤلم الكيان وتشفي صدور المقاومين”.
وقد تحدثت العديد من التقارير عن تنسيق جارٍ وعالي المستوى بين أطراف محور المقاومة بشأن الرد على العدوّ الصهيوني.
وتشير هذه التأكيداتُ بوضوح إلى أن المحورَ يعدُّ لعمليات نوعية بتكتيكات مفاجئة تتضمن اختراق الدروع الدفاعية الدولية والإقليمية التي يحشدها العدوّ حول نفسه، حَيثُ بدأت الأنظمةُ العربية العميلة بالحديث عن عدم السماح باستخدام أجوائها للعمليات العسكرية (بعد أن فتحت تلك الأجواءُ للطائرات الأمريكية والإسرائيلية) وزار وفدٌ أمريكي رفيعُ المستوى السعوديّة خصيصًا لبحث التصعيد بين اليمن وكيان العدوِّ، بحسب ما كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي قبل يومَينِ، ومن نافلة القول أن القواتِ الأمريكيةَ والبريطانيةَ والأُورُوبيةَ قد دفعت بكل إمْكَاناتها أَيْـضاً للتصدِّي لردِّ محور المقاومة.
ووَفْــقًا لذلكَ؛ فَــإنَّ رَدَّ محور المقاومة قد يتضمَّنُ إدخَالَ أسلحة نوعية جديدة، بالإضافة إلى تكتيكات اختراق الحواجز الدفاعية؛ الأمر الذي سيضاعفُ وَقْعِ الرد وتأثيره على العدوّ حاضرًا ومستقبلًا ويبعثِرُ الكثيرَ من حساباته وتقديراته بشأن محور المقاومة.
بعبارة أُخرى، يمكن القولُ إن محور المقاومة قد أخذ على عاتقه تنفيذَ ضربة (أو عدة ضربات) يكونُ من مفاعيلها المباشرة عدمُ قدرة العدوّ على إخفاءِ تأثيرها الكبير وما تمثّله من تحوُّلٍ استراتيجي في مسارِ الصراع.
-المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محور المقاومة الأمر الذی فی المنطقة مع العدو أن الرد وهو ما
إقرأ أيضاً:
تواصل العدوان الصهيوني على طولكرم لليوم الـ 48
لليوم الـ 48 على التوالي تواصل قوات العدو الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الـ35 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه بحق المواطنين.
وأفادت مصادر ، بأن دوي انفجارات ضخمة سمع فجر اليوم السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامناً مع انتشار مكثف لجنود العدو، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.
وأطلقت قوات العدو الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها.
وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود العدو، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة.
ودفعت قوات العدو بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين.
وفي مخيم طولكرم، انتشرت قوات العدو بدورياتها الراجلة في حارتي أبو الفول وقاقون في مخيم طولكرم، حيث داهمت المنازل وخلعت الأبواب وعاثت فيها خرابا، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية لترويع السكان، كما استولت على مزيد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وفي حارة المقاطعة، اعتقلت قوات العدو المواطن نزار الطويل ونجله أحمد، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، حيث احتجزتهما لأكثر من 12 ساعة قبل الإفراج عنهما في ساعات الفجر الأولى، بينما تعرض عدد آخر من المواطنين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم.
وفي ضاحية اكتابا، انتشرت فرق المشاة في منطقة حي إسكان الموظفين، وتحديداً المنطقة المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر لقوات العدو في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 آلف مواطن من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم، مخلفا دمارا واسعا في البنية التحتية ومنازل المواطنين.