تعيش إيران حالة من التخبط السياسي والعسكري بعد أن وجهت لها إسرائيل خلال الأسبوع الماضي ضربة قوية أظهرتها أمام العالم في حالة من الوهن والضعف، مما يدفعها إلى الرد بشكل يتناسب مع حجم الإهانة التي تعرضت له دون الانزلاق إلى حرب واسعة.

اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية داخل إيران، وقبلها استهداف القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، وضع إيران في موقف محرج بشأن ضرورة ردها على هذه الهجمات وإمكانية دخولها في حرب شاملة مع إسرائيل قد تضعها في موقف أكثر تأزمًا.

 وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها نشرته السبت بعنوان "الاغتيال المزدوج ضد وكلاء إيران هو إذلال لا يستطيع آيات الله تحمله"، فإن إسرائيل مطمئنة بأن الرد الإيراني لن يدفع المنطقة لحرب واسعة النطاق خوفًا من أن تهتز صورة النظام الإيراني أكثر من ذلك.

 جاء في التقرير:

القضاء على زعيم حماس إسماعيل هنية داخل طهران يحمل في طياته رسالة مزدوجة مدمرة: الرسالة الأولى بالنسبة لإيران: أن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يضرب أينما ومتى شاء وضد من يريد داخل حدودها. الرسالة الثانية لحماس: أن قادتها لم يعودوا آمنين في أي مكان في العالم.

منذ 7 أكتوبر، أذلت إسرائيل طهران أكثر من مرة:

الأولى باغتيال قائد بارز لها في سوريا. الثانية عندما تصدت لمئات الصواريخ التي أُطلقت في 14 أبريل. الثالثة عندما ردت بضربة على المكان الأكثر تحصينًا في إيران، أصفهان مركز برنامج الأسلحة النووية. والآن قُتل هنية داخل منشأة تتبع أقوى جهاز أمني في إيران.

إيران كانت تتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل خوفًا من الإذلال، لكن الضربات الإسرائيلية الجادة دفعت إيران إلى ضرورة الرد، وهذا أظهر ضعفها. الجميع الآن ينتظر رد إيران، لكن من المؤكد أن طهران لن ترد بشكل يدفع المنطقة إلى حرب واسعة.

 

تخوف من عدم التناسب

إيران متخوفة الآن من التعرض لحرج يزيد من الإضرار بقوة الردع إذا لم يتناسب الرد مع قوة العمليات التي نفذتها إسرائيل. بالتأكيد، إيران الآن خاسرة وقد تتعرض لسخط شعبي كبير بسبب قلة حيلتها.

يقول الصحفي اللبناني مكرم علام لسكاي نيوز عربية إن رد إيران عبر وكلائها هذه المرة سيظهرها في وضع ضعيف للغاية، وفي نفس الوقت، إذا تجاوزت بالرد الحدود، قد تدفع المنطقة إلى حرب شاملة قد تتعرض فيها لهزائم صعبة.

يضيف مكرم أن إسرائيل أظهرت خلال عملياتها الضعف الأمني الكبير لإيران، فهناك عملية اغتيال دقيقة لشخصية بارزة في النزاع مع إسرائيل على أراضيها. في نفس الوقت، هناك تفوق عسكري كبير لإسرائيل، وإذا خاطرت إيران بحرب واسعة، ستتوالى الصفعات على إيران، خاصة أن البنية العسكرية الإيرانية متهالكة للغاية ولا تحتمل الدخول في مواجهة مباشرة الآن، حسبما وصف مكرم.

يشير مكرم إلى أنه منذ 7 أكتوبر، كانت إيران ملتزمة بأن يكون الهجوم على إسرائيل عبر أذرعها في المنطقة وأن تكون الحرب أشبه بحرب العصابات، ولم تكن تتوقع أن العمليات قد تنتقل إلى أراضيها، وهي أيضًا ليست جاهزة لمثل هذا الصراع الآن.

 استعداد لحرب واسعة؟

يقول المحلل السياسي الأمريكي جواد الشامي لسكاي نيوز عربية، إن إسرائيل ترغب بشدة في حرب واسعة تستطيع من خلالها ضرب إيران ودفع أمريكا وحلفائها لهذه الحرب. وأضاف أن أمريكا كانت تتصدى لمخطط إسرائيل بشأن هذه الحرب بسبب المصالح الخفية مع إيران، لكن يبدو أن إسرائيل ستدفع أمريكا لذلك.

الاستعداد الإيراني لحرب واسعة مع إسرائيل ضعيف للغاية، قد تستطيع أن تُلحق الضرر بإسرائيل، لكنها لن تستطيع هزيمتها، كما يصف الشامي الأوضاع هناك.

وأشار إلى أن إيران لن تنجر إلى رد عنيف يشعل المنطقة، خاصة وأنها تعلم جيدًا حجم الخسائر التي قد تتلقاها خلال هذه الحرب، خاصة وأنها تعاني من ضغوط داخلية كبيرة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية، والاحتجاجات الشعبية المتكررة، والمعارضة المتزايدة للسلطة.

وبحسب الشامي، فالحرب مع إسرائيل قد تزيد من حدة هذه الأزمات وتؤدي إلى تفاقم الوضع الداخلي.

ويكمل أن إيران تدرك أيضًا أن إسرائيل ليست وحدها في أي صراع محتمل، فإسرائيل تتمتع بدعم قوي من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بالإضافة إلى تحالفاتها الإقليمية التي تعزز موقفها العسكري والسياسي.

كما أن "الحرب الشاملة ستكون مكلفة جداً لإيران من الناحية البشرية والاقتصادية؛ حيث إن أي صراع طويل الأمد يمكن أن يدمر البنية التحتية الإيرانية ويؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، مما يجعل فكرة الحرب الشاملة غير مرغوبة للنظام الإيراني".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حماس إسماعيل هنية حزب الله فؤاد شكر إيران حرب شاملة إيران إيران إيران الرد الإيراني اغتيال إسماعيل هنية طهران تل أبيب حماس إسماعيل هنية حزب الله فؤاد شكر إيران حرب شاملة إيران إيران أخبار إيران مع إسرائیل حرب واسعة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.

وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".

وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".

وفي 22 كانون الأول الجاري، كشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سلم طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.

وقال المصدر مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".

وأضاف، إن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداد للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".

وأوضح المصدر الإيراني إن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي".

ووفق المصدر إن الرسالة الأمريكية توحي بأن "ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أمريكا ستلتزم به".

ويرى المصدر إن حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحفي على ما ذكرته "بغداد اليوم"، بالقول إنه "لا يعلم بتسلم طهران رسالة من ترامب".

وفي الأسبوع الماضي، سافر الوفد التجاري العماني برئاسة نائب وزير التجارة العماني إلى طهران والتقى وناقش مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة.

من جانبه، قال سفير إيران لدى عُمان موسى فرهنك، أول أمس الأحد، "على أعتاب العام الجديد، ومع زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى طهران، سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران ومسقط وجولة جديدة من التعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن لدى إيران خلافات مع الولايات المتحدة "جوهرية وأساسية للغاية" و"قد لا يتم حلها، لكن يجب علينا إدارتها بحيث يتم تقليل التكاليف والتوترات".

وأكد على هامش لقاء الوفد الحكومي أن قناة سلطنة عمان نشطة، وقال إن هناك دائما قنوات اتصال بين إيران وأمريكا، مبيناً "إن إمكانية تبادل الرسائل بين البلدين عبر السفارة السويسرية وطرق أخرى لا تزال قائمة".

مقالات مشابهة

  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
  • إيران تعلن شرطها لبدء المفاوضات النووية
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
  • بعد تنفيذ أكثر من 75 عملية إعدام منذ بداية 2025 في طهران.. سجناء إيران يتحدون قرارات النظام.. واحتجاجات واسعة تجوب البلاد
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل