الضربة الإيرانية الوشيكة "تقلق طهران".. لماذا؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
تعيش إيران حالة من التخبط السياسي والعسكري بعد أن وجهت لها إسرائيل خلال الأسبوع الماضي ضربة قوية أظهرتها أمام العالم في حالة من الوهن والضعف، مما يدفعها إلى الرد بشكل يتناسب مع حجم الإهانة التي تعرضت له دون الانزلاق إلى حرب واسعة.
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية داخل إيران، وقبلها استهداف القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، وضع إيران في موقف محرج بشأن ضرورة ردها على هذه الهجمات وإمكانية دخولها في حرب شاملة مع إسرائيل قد تضعها في موقف أكثر تأزمًا.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها نشرته السبت بعنوان "الاغتيال المزدوج ضد وكلاء إيران هو إذلال لا يستطيع آيات الله تحمله"، فإن إسرائيل مطمئنة بأن الرد الإيراني لن يدفع المنطقة لحرب واسعة النطاق خوفًا من أن تهتز صورة النظام الإيراني أكثر من ذلك.
جاء في التقرير:
القضاء على زعيم حماس إسماعيل هنية داخل طهران يحمل في طياته رسالة مزدوجة مدمرة: الرسالة الأولى بالنسبة لإيران: أن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يضرب أينما ومتى شاء وضد من يريد داخل حدودها. الرسالة الثانية لحماس: أن قادتها لم يعودوا آمنين في أي مكان في العالم.منذ 7 أكتوبر، أذلت إسرائيل طهران أكثر من مرة:
الأولى باغتيال قائد بارز لها في سوريا. الثانية عندما تصدت لمئات الصواريخ التي أُطلقت في 14 أبريل. الثالثة عندما ردت بضربة على المكان الأكثر تحصينًا في إيران، أصفهان مركز برنامج الأسلحة النووية. والآن قُتل هنية داخل منشأة تتبع أقوى جهاز أمني في إيران.إيران كانت تتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل خوفًا من الإذلال، لكن الضربات الإسرائيلية الجادة دفعت إيران إلى ضرورة الرد، وهذا أظهر ضعفها. الجميع الآن ينتظر رد إيران، لكن من المؤكد أن طهران لن ترد بشكل يدفع المنطقة إلى حرب واسعة.
تخوف من عدم التناسب
إيران متخوفة الآن من التعرض لحرج يزيد من الإضرار بقوة الردع إذا لم يتناسب الرد مع قوة العمليات التي نفذتها إسرائيل. بالتأكيد، إيران الآن خاسرة وقد تتعرض لسخط شعبي كبير بسبب قلة حيلتها.
يقول الصحفي اللبناني مكرم علام لسكاي نيوز عربية إن رد إيران عبر وكلائها هذه المرة سيظهرها في وضع ضعيف للغاية، وفي نفس الوقت، إذا تجاوزت بالرد الحدود، قد تدفع المنطقة إلى حرب شاملة قد تتعرض فيها لهزائم صعبة.
يضيف مكرم أن إسرائيل أظهرت خلال عملياتها الضعف الأمني الكبير لإيران، فهناك عملية اغتيال دقيقة لشخصية بارزة في النزاع مع إسرائيل على أراضيها. في نفس الوقت، هناك تفوق عسكري كبير لإسرائيل، وإذا خاطرت إيران بحرب واسعة، ستتوالى الصفعات على إيران، خاصة أن البنية العسكرية الإيرانية متهالكة للغاية ولا تحتمل الدخول في مواجهة مباشرة الآن، حسبما وصف مكرم.
يشير مكرم إلى أنه منذ 7 أكتوبر، كانت إيران ملتزمة بأن يكون الهجوم على إسرائيل عبر أذرعها في المنطقة وأن تكون الحرب أشبه بحرب العصابات، ولم تكن تتوقع أن العمليات قد تنتقل إلى أراضيها، وهي أيضًا ليست جاهزة لمثل هذا الصراع الآن.
استعداد لحرب واسعة؟
يقول المحلل السياسي الأمريكي جواد الشامي لسكاي نيوز عربية، إن إسرائيل ترغب بشدة في حرب واسعة تستطيع من خلالها ضرب إيران ودفع أمريكا وحلفائها لهذه الحرب. وأضاف أن أمريكا كانت تتصدى لمخطط إسرائيل بشأن هذه الحرب بسبب المصالح الخفية مع إيران، لكن يبدو أن إسرائيل ستدفع أمريكا لذلك.
الاستعداد الإيراني لحرب واسعة مع إسرائيل ضعيف للغاية، قد تستطيع أن تُلحق الضرر بإسرائيل، لكنها لن تستطيع هزيمتها، كما يصف الشامي الأوضاع هناك.
وأشار إلى أن إيران لن تنجر إلى رد عنيف يشعل المنطقة، خاصة وأنها تعلم جيدًا حجم الخسائر التي قد تتلقاها خلال هذه الحرب، خاصة وأنها تعاني من ضغوط داخلية كبيرة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية، والاحتجاجات الشعبية المتكررة، والمعارضة المتزايدة للسلطة.
وبحسب الشامي، فالحرب مع إسرائيل قد تزيد من حدة هذه الأزمات وتؤدي إلى تفاقم الوضع الداخلي.
ويكمل أن إيران تدرك أيضًا أن إسرائيل ليست وحدها في أي صراع محتمل، فإسرائيل تتمتع بدعم قوي من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بالإضافة إلى تحالفاتها الإقليمية التي تعزز موقفها العسكري والسياسي.
كما أن "الحرب الشاملة ستكون مكلفة جداً لإيران من الناحية البشرية والاقتصادية؛ حيث إن أي صراع طويل الأمد يمكن أن يدمر البنية التحتية الإيرانية ويؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، مما يجعل فكرة الحرب الشاملة غير مرغوبة للنظام الإيراني".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حماس إسماعيل هنية حزب الله فؤاد شكر إيران حرب شاملة إيران إيران إيران الرد الإيراني اغتيال إسماعيل هنية طهران تل أبيب حماس إسماعيل هنية حزب الله فؤاد شكر إيران حرب شاملة إيران إيران أخبار إيران مع إسرائیل حرب واسعة
إقرأ أيضاً:
إيران: سنرد "قريبًا" على "الفرص والتهديدات" في رسالة ترامب
طهران- الوكالات
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الخميس إن إيران ستدرس "الفرص" كما ستدرس التهديدات الواردة في رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حث فيها طهران على التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وأنها سترد "قريبًا".
ورفض الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي رسالة ترامب الأسبوع الماضي ووصفها بأنها "خدعة"، وقال إن مطالب ترامب المبالغ فيها "ستضيق خناق العقوبات على إيران وتزيد الضغط عليها". لكن عراقجي قال إن طهران ما زالت تقيم الرسالة وتفكر في الرد.
وتابع "رسالة ترامب هي عبارة عن تهديد، لكنها تزعم أن بها فرص. انتبهنا جيدا لكل النقاط التي حملتها الرسالة وسنبحث التهديدات والفرص إيضا في ردنا... هناك فرصة وراء كل وَعِيد".
وذكر موقع أكسيوس أمس الأربعاء أن رسالة ترامب أمهلت إيران شهرين للتوصل لاتفاق نووي أو التعرض لفرض عقوبات أكثر صرامة في إطار حملة "أقصى الضغوط".
وقال عراقجي إن طهران سترد على رسالة ترامب في الأيام المقبلة عبر القنوات المناسبة وترفض إجراء أي مفاوضات مباشرة ما دامت واشنطن تتعامل "بالضغط والتهديد والعقوبات".
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران وقوى كبرى خلال ولايته الرئاسية الأولى وأعاد فرض العقوبات على إيران.
وخالفت إيران منذ ذلك الحين القيود التي وضعها الاتفاق على برنامجها النووي.
وتتهم قوى غربية إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية بتخصيبها اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة بما يتخطى ما يقولون إنه نسبة مبررة في برنامج نووي مدني.
وتقول طهران إن تطوير برنامجها النووي يتم لأغراض سلمية وإنها تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.