بدأت منطقة آثار الفيوم أعمال إنقاذ هرم هوارة من المياه الجوفية، وذلك بعمل حاجز يحول من تسرب المياه التي تأتي من المزروعات المحيطة إلى داخل الهرم، حيث يعاني الهرم من تلك المشكلة منذ سنوات عديدة، ولكن المشروع لاقى العديد من الاعتراضات، وبتقصي الحقائق أفادت عدة مصادر ل “الفجر” بملابسات هذا الأمر.

مصادر مطلعة

قالت مصادر مُطلعة في المجلس الأعلى للأثار في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن هناك بعثة تم تكليفها برئاسة الدكتور عباس محمد عباس أستاذ الجيوفيزياء التطبيقية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزقية لدراسة وضع الهرم وما هو الحل الأمثل لمنع تسرب المياه إلى داخل الهرم وقد بدأت تلك اللجنة عملها منذ سنوات واستقرت إلى نتيجة قاطعة بعد إجراء أبحاث وتحاليل للتربة في كامل المنطقة الأثرية لهرم هوارة وأثبتت  البعثة أن المياه المرتفعة داخل الهرم ترجع إلى تسرب المياه من الزراعات المحيطة به إلى جوف الهرم.

وأفادت المصادر أن دراسات سابقة كانت قد أجريت وأفادت أن ترعة بحر وهبي التي تخترق المنطقة الأثرية لـ اللابيرانت وهو معبد قديم بجانب الهرم وموجود منه كتل حجرية حاليًا وتبعد عن الهرم 18 مترًا هي صاحبة التأثير الأقل على الهرم، أي أن التأثير الأكبر على الهرم عو الزراعات والتي تبعد عن الهرم مسافة كبيرة.

نتيجة عمل اللجنة

وحصلت بوابة الفجرالإلكترونية على تصريح من مصدر خاص في المجلس الأعلى للآثار يفيد أن اللجنة برئاسة الدكتور عباس محمد عباس أستاذ الجيوفيزياء التطبيقية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزقية انتهت إلى أنه يجب عمر مسار فلتري «تربة زلطية» على حدود المنطقة الأثرية بعيدًا عن الهرم لمنع تسرب تلك المياه إلى داخل الهرم، وكانت اللجنة المكلفة بالدراسة والتي استغرقت عدة سنوات قد قدرت أن ذلك «المسار الفلتري» يجب أن يبعد مالا يقل عن 1000 متر حتى يكن على حدود المنطقة الأثرية لحماية شواهد كامل المنطقة، ويُحدث الأثر المطلوب ويمنع التسرب إلى الهرم.

مقترح بمسار جديد

وأفادت مصادر أخرى مطلعة في المجلس الأعلى للآثار أنه أنه في نهاية عام 2023 اقترح عدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار من القائمين على الإشراف على التنفيذ -واعتذر المصدر عن ذكر أسمائهم- أن المسار الفلتري المقترح من اللجنة المختصة سيكون باهظ التكلفة، واستصدروا بناء على مقترح جديد تم تقديمة إلى اللجنة الدائمة، موافقة بإعداد مسار فلتري جديد يبعد عن الهرم مسافة 60 متر فقط، وهنا أكدت المصادر أن هذا المسار سيهدد بلا شك آثار هامة للغاية ومنها مقابر من العصر المتأخر ومقابر أخرى من العصر الروماني كما أنه سيخترق ما تبقى من معبد اللابيرنت مما سيؤدي إلى تدمير البلوكات الحجرية الباقية منه، ثم تساءل المصدر كيف يكون المسار القديم أعلى تكلفة في حين أنه سيتم بالفعل عمل مسار جديد، ما هو الفارق هنا؟

شركة تبدأ العمل في المسار الجديد

وبعد حصول إحدى الشركات على حق تنفيذ المشروع حُرر محضر اجتماع برئاسة الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الأثار المصرية والدكتور عادل عكاشه رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى ومن ينوب عن المعهد الفلكي والجيوفيزيقي وكذا من ينوب عن الجهة المُنفذة، وهو ما يُعد بمثابة تسليم الموقع وبدء العمل بالفعل في هذا المسار الجديد.

وبالفعل بدأت الأعمال، وحصلت الفجر على صور من الحفائر الجارية الآن، وقد تم الاتفاق على أن تتم أعمال الحفر اليدوي حتى انتهاء الشواهد الأثرية وإعادة العرض على اللجنة الدائمة للموافقة على إدخال المُعدات الثقيلة المُستخدمة في الحفر العميق وإيقاف المشروع حال وجود عائق أثري.

شواهد أثرية

وذكرت مصادر مُطلعة أن أعمال الحفر اليدوي نتج عنها ظهور شواهد أثرية عديدة عبارة عن أواني فخارية ومسارج وعدد من الدفنات من بينها دفنة لطفل داخل إناء فخاري على وجهه قناع خشبي وقد تم تسجيل عدد 8 أرقام في سجلات المخزن المتحفي (السجل الخاص بمنطقة أثار هوارة) فضلًا عن العديد من الشواهد الأثرية التي تم تجنيبها للدراسة وكذا ظهور أساسات وأجزاء من بلوكات حجرية، وهو ما يعني أنه يجب إيقاف أعمال ذلك المسار.

وذكرت عدة مصادر بالمجس الأعلى للآثار، أنه حال الالتزام بهذا المسار فسوف يتم المرور من داخل معبد اللابيرانت وتدمير العديد من البلوكات الحجرية ومقابر ترجع للعصر المُتأخر والروماني علمًا بأن حفائر كانت قد توقفت من قبل لظهور أثار في الجهة المُقابلة لترعة بحر وهبي، وهو الأمر الذي يجب دراسته قبل استكمال الأعمال.  

مشكلة مشابهة قديمة

يذكر أن وزير الري إبان الفترة التي كانت الآثار خاضعة لوزارة الثقافة، كان قد تقدم بشكوى ضد مدير عام أثار الفيوم الأسبق أحمد عبد العال إلى وزير الثقافة فاروق حُسني وذلك إثر رفض مدير آثار الفيوم، مرور معدات ثقيلة لتطهير ترعة بحر وهبي التي تبعد مسافة 18 مترًا عن الهرم وتقسم معبد اللابيرانت، وتم الرد في هذا الوقت أن مرور معدات ثقيلة يمثل خطورة على الهرم فصدر قرار وزير الثقافة بالتنسيق بين المنطقة الأثرية ووزارة الري لبحث إيجاد حلول وتم الاتفاق على استخدم الجزء المار في المنطقة الأثرية من الترعة مصرف لصرف مياه المنطقة وقطع مصرف عميق في نهاية المنطقة ووضع مواتير مياه لرفع مياه المقابر وصرفها داخل ترعة بحر وهبي وعمل عدد من الآبار حول الهرم ورفع المياه منها بمواتير رفع لصرفها في ترعة بحر وهبي.

وإبان أعمال التطهير في الضفة الشرقية للترعة المواجهة  للهرم ظهرت العديد من كُتل أحجار الكوارتز ومنها قطعه عليها بروفايل للمعبود أمون تم نقلها للمتحف الكبير وكذا فور الانتقال للضفة الغربية تم الكشف أساس كبير لمبنى حجري ضخم وتم إيقاف أعمال التطهير، وحالت الشواهد الأثرية من إنهاء الأعمال وتم إيقاف المشروع أثناء فترة الوزير فاروق حسني.

تساؤلات مشروعة

أي أن مثل هذا المشروع تم إيقافه من قبل لتعارض دخول المعدات الثقيلة إلى المنطقة الأثرية، فما الذي استجد، هي أصبحت المنطقة خارج حيازة الآثار، أم أن الشواهد التي فيها لا ترقى لمستوى العناية بها، أم أن الأمر بالفعل تم دراسته وكل ما يجري صحيح وعلى ما يرام؟ وفي انتظار رد المجلس الأعلى للآثار على هذه التساؤلات.

هرم هوارة

وهرم هوارة بناه الملك إمنمحات الثالث من ملوك الأسرة 12 بقرية هوارة على بعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم، وهو من الطوب اللبن المكسي بالحجر الجيري. كان الارتفاع الأصلي للهرم 58 مترا وطول كل ضلع 105 أمتار، ولم يبقى من ارتفاعه الآن سوى 20 مترا. 
ويحتوي الهرم على دهاليز وحجرات كثيرة، تنتهي بحجرة الدفن وقد تمت العديد من الدراسات السابقة بمعرفة بعض الجامعات الأجنبية والمصرية ووزارة الري ومعهد المياه الجوفيه وهندسة عين شمس هذا وقد استأنفت بعثة المعهد، أعمالها على مدار سنوات بمنطقة هرم هوارة بالفيوم، لدراسة خفض منسوب المياه أسفل تربة الهرم، والتي تحول دون الدخول إلى حجرة الدفن. 

1d7dceeb-30b3-4a98-baa8-2fe65c94e8ff 1f0c9bdc-bb0d-4cb4-b398-2c941a6376ea 3b7f3dbf-7701-425c-8d88-b73b8f68ecb9 9d10cbe6-d3ca-4150-b6ce-fc95c9712790 56ff6898-d6aa-46df-82c5-a006a66ce7d6 70e1ba89-4b5f-48a5-a541-696fb339792c 4730af0c-678d-47b9-8728-26d7d2a124fa a0a43c1f-dae2-4be1-8032-6d6d1a836a57 a552e6ea-b2e3-4999-877b-4bf11c23410d b19c1d9c-3deb-42f7-8f28-baf0cc8d2223 bf76c170-ee58-4652-9ed3-7ef8695c617c d3488170-24c4-46d3-a686-b6cf1e8e4756 ee717b54-e664-4f21-9ee9-8802510a3cc8 efd86af9-315e-473e-af69-6dc9039d63d1 ff05a837-4d43-4c30-b050-579e7d0f5e38

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفيوم آثار الفيوم منطقة أثار الفيوم هوارة هرم هوارة اثار هرم هوارة المجلس الأعلى للآثار المنطقة الأثریة داخل الهرم العدید من هرم هوارة عن الهرم

إقرأ أيضاً:

خبير آثار يكشف حقيقة إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وطرد الرهبان

كتب- محمد شاكر:

أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أنه لا صحة لما يتداول من شائعات بخصوص إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وطرد الرهبان.

وقال ريحان، في بيان، إن كل هذه شائعات مغرضة تستهدف ضرب أعظم مشروع قومي على أرض سيناء منذ استردادها وهو مشروع التجلي الأعظم، والذي يقام بتوجيهات القيادة السياسية ومتابعة مستمرة من رئيس مجلس الوزراء والوزراء والهيئات المعنية ومحافظ جنوب سيناء والمنتظر افتتاح مرحلته الأولى إبريل القادم.

وأوضح أن الدير مسجل بالقرار رقم 85 لسنة 1993 كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطى وهو الدير المعروف بدير سانت كاترين والخاص بطائفة الروم الأرثوذكس، ويتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وكان الدير بعمارته وتاريخه وأهميته الدينية ودوره الحضارى ضمن المعايير الذي سجلت مدينة سانت كاترين على أساسها تراث عالمى استثنائى باليونسكو 2002.

وأضاف بخصوص القطع محل الدعوى المرفوعة على الدير أرقام 16 و 18 و 19 و 21 و 22 و 24 و 25 و 28 تقع فى زمام دير سانت كاترين والذى تم تسجيله بالقرار الوزارى رقم 85 لسنة 1993 وتم نشره بجريدة الوقائع المصرية بالعدد رقم 241 فى 23 سبتمبر 1993 واعتبر جميع الأراضى الواقعة فى هذه الحدود والإحداثيات أراضى أثرية وصدر بشأنها القرار الوزارى رقم 905 لسنة 1997 فى العدد 111 بتاريخ 21 مايو 1998.

أمّا القطع أرقام 2 و 3 و 5 و 8 و 12 و 13 و 29 فتقع فى منطقة آثار فيران وكاترين بجنوب سيناء وتقع على جبل موسى الصادر بشأنه القرار الوزارى رقم 1069 لسنة 2008 بإخضاعها ضمن قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983.

والقطعة رقم 18 وتخص منطقة فرش إيليا تقع فى زمام منطقة آثار كاترين وفيران بجنوب سيناء والصادر بشأنها القرار الوزارى رقم 780 لسنة 2010 وإخضاعها ضمن قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983.

والقطعة رقم 27 والتى تخص منطقة النبى هارون تقع فى زمام منطقة آثار سانت كاترين وفيران بجنوب سيناء والصادر بشأنها قرار اللجنة الدائمة للآثار الاسلامية والقبطية بجلستها فى 13 يناير 2009 بالإخضاع كما أنها تقع داخل نطاق حرم دير سانت كاترين طبقًا للقرار الوزارى رقم 905 لسنة 1997.

والقطعة رقم 28 والتى تخص استراحة دير سانت كاترين تقع داخل الحرم بالمنطقة الأثرية لدير سانت كاترين طبقًا للقرار الوزارى رقم 509 لسنة 1997 وقرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها فى 18 يناير 2000 وبذلك يتأكد عدم ولاية الأراضى لمحافظة جنوب سيناء فهى تابعة للمجلس الأعلى للآثار وتتوافر لها الحماية بقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته كما تتوافر لها حماية دولية لوقوعها ضمن مدينة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى استثنائى باليونسكو فتتوافر 2002.

الدكتور عبدالرحيم ريحان المجلس الأعلى للثقافة الحضارة المصرية دير سانت كاترين سيناء مشروع التجلي الأعظم

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "القومي للمرأة" يشكر الرئيس السيسي لإصداره توجيها بإنشاء حي باسم المجاهدة أخبار أول تعليق من أسرة الحاجة "فرحانة" بعد تخصيص حي ومحور باسمها أخبار وزير الكهرباء لـ"مصراوي": التعاقد مع شركات متخصصة لخفض الفقد الفني أخبار السيسي خلال افتتاح خط "الفردان - بئر العبد": حافظوا على بلدكم وعلى أخبار أخبار مصر

مقالات مشابهة

  • 7 أعوام على اكتشافه.. ما سر البهو الكبير المجهول داخل الهرم الأكبر؟
  • «معلومات الوزراء»: ذوبان الجليد يهدد أمن المياه والنظم الإيكولوجية
  • متفجرات وحريق.. تفاصيل جديدة عن سقوط الطائرة المصرية في 2016
  • خبير آثار يكشف حقيقة إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وطرد الرهبان
  • منح العاملين بالسياحة والآثار خصم 50% على إقامة المناسبات داخل المواقع الأثرية
  • ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق شقة سكنية في الهرم
  • إخماد حريق داخل شقة فى الهرم دون إصابات
  • بلها: انقسام حاد يهدد مجلس الدولة ويعطل دوره في المشهد السياسي
  • “حماد” يشكّل لجنة فنية مختصة لإضافة مادة دراسية تحت مسمّى (كتاب الكنوز الأثرية)
  • العراق: اتساع العدوان الصهيوني على غزة ولبنان يهدد السلم الإقليمي