بوابة الوفد:
2024-12-17@00:34:23 GMT

العري ليس حضارة

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

هل أصبحت شهور الصيف موسما للعري والفجاجة؟
لماذا يربط البعض الحرية والحضارة بالعري وإرتداء الملابس الخليعة ؟
لو كان العري زينة لجعله الله من نعيم الجنة، فلا حرية بلا فضيلة، كما أن الحرية ليست خروجا عن التقاليد وتمردا على القيم العليا، وليست في إرتداء ملابس خارجة عن سياق المجتمع، أو القيام بسلوكيات وأفعال لا تتفق مع قواعده العامة حتى لو كانت لا تمس حريات الآخرين.

 
هناك من يرى أن التعري حضارة ورُقي، بل وصل الحال بالبعض أنه كلما زادت وقاحته وتعريه ظن أنه إنسان متقدم، ومواكب للحضارة، فهذا خطأ وينافي الدين والعقل.
عندما نرى صور نساء العصور الماضية، نكتشف أن ملابسهم كانت أنيقة وجميلة وساترة، والملابس الساترة هي دائما ملابس الأميرات والملكات، وحتى البروتوكول الملكي يحتم أن تكون الملابس ساترة ولا تكون قصيرة، فهم يرون أن  الستر في الملبس أناقة، وكانت فتيات الطبقة العليا والطبقة الحاكمة تحرمن من إرتداء ملابس الجواري والإماء . 
ويقر القرآن الكريم  بأن الإنسان كسي في الجنة، ثم عُريّ عقابا له على مخالفة أمر ربه، وكلنا يتذكر صور الإنسان البدائي في مقررات التاريخ وهو يستر عورته بجلود الحيوانات، فلو كان التعري تقدما ومدنية لكان الإنسان البدائي أكثر مدنية وتحضرا من غيرهم. 
أما نحن فنقول بوضوح وصراحة: "مرجعيتنا في ملبسنا دين الإسلام وشريعة رب العالمين"، ونفس الأمر حتى في الشريعة المسيحية، وأحكام العورات في الشريعة واضحة ومفصلة ولا مجال فيها لخفاء أو إلتباس، فهي تحفظ كرامة المرأة والرجل على حد سواء. 
وقد كان العري منتشرا في بعض العصور ولكن كان مقتصرا على من ليس لهن قيمة اجتماعية، وكان يعد سمة من سمات الصعلكة والوضاعة، ويرمز إلى قيمة أصحابها المتدنية، والذين لا يملكون حرية أنفسهم، ويمكن الاستشهاد على ذلك بحضارات عدة كالإغريق والرومان ومصر القديمة، وصولا إلى شبه الجزيرة العربية، وهذا ما كان شائعا في الجاهلية، فمن كانت تتعرى إعتقادا أن ذلك عربون تحرر وتقدم ومدنية فلتعلم أنها أخطأت الطريق، فخير التحرر ما كان للعقل وليس للجسد، فستر الجسد وتفتح العقل خير من كشف الجسد وستر العقل.
إن الحضارة هي الأخلاق، "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إرتداء ملابس الجزيرة العربية

إقرأ أيضاً:

مادونا تتحدّى.. تجاوزت حدود الحرية مع البابا فرنسيس

متابعة بتجــرد: أثارت المغنية مادونا جدلاً واسعاً بعدما نشرت صورتين عن طريق الذكاء الاصطناعي تظهرها مع البابا فرانسيس.

الصورتان الزائفتان نشرتهما مادونا عبر خاصية القصص المصّرة (Stories) في حسابها عبر “إنستغرام” يوم الجمعة، وأظهرتا البابا فرنسيس وهو بوضعية تسيء إلى مكانته الدينية خلال لقائها به.

إلى جانب الصورة الأولى كتبت مادونا (66 عاماً): “هكذا أبدأ عطلة نهاية الأسبوع”، قبل أن تتبع الثانية بتعليق آخر جاء فيه: “شعور بالرضا أن أكون مرئية”.

يأتي ذلك في ظل نزاعها الطويل الأمد مع الكنيسة الكاثوليكية، الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود.

في مقابلات عديدة، أعربت عن تحديها للسلطة الدينية، مؤكدة أنها تعبر عن حرية التعبير والإبداع.

فكثر يذكرون أغنيتها “Like a Prayer” عام 1989، بعد إصدار الفيديو الموسيقيّ لها، إذ تم إنهاء عقد مادونا مع شركة “بيبسي”، وحظرت معظم محطات التلفزيون عرض الفيديو. كما دعا البابا يوحنا بولس الثاني إلى مقاطعة عالمية ضد المغنية بسبب تضمّن الكليب مشاهد رمزية دينية مثل صلب محترق ودموع تمثال العذراء مريم.

وقد سخرت مادونا من البابا خلال جولتها في ميلانو العام الماضي، بعد ادعاء تعرضها للحرمان الكنسي من الكنيسة، إذ تحدثت مادونا على المسرح عن “النفاق الديني”، واتهمت بعض القادة الدينيين باستخدام الدين كوسيلة للسيطرة، مشيرة بشكل غير مباشر إلى البابا.

المعلّقون لم يسكتوا على تجاوزها الجديد للخطوط الحمراء، فكتب أحدهم عبر منصة إكس: “لماذا تفعل ذلك؟”، وأضاف آخر: “هذا تصرّف غير أخلاقي على الإطلاق”، فيما لا يزال الرأي الآخر الموالي لتصرفات مادونا يعتبرها رمزاً للتحرر.

madonna for 'like a prayer' in 1989.

following the release of the video, madonna's contract with pepsi was terminated, most tv stations banned the video and pope john paul ll called for a global boycott against the singer pic.twitter.com/74IyeuLAuQ

— Pop & Hot Culture (@notgwendalupe) January 8, 2024 main 2024-12-15Bitajarod

مقالات مشابهة

  • دمشق حضارة ومنارة يهددها «ربيع الجولاني».. العمارة الدمشقية كثمرة الرمان كنوزها مخبأة داخل قشرتها النحاسية.. أقدم العواصم التاريخية وأحيائها تحمل روح العراقة والأصالة
  • علامات لغة الجسد للأكس .. بتقول مش قادر ينساك وبيفكر فيك
  • لتأهيل طلاب جامعة أسوان لسوق العمل.. توقيع بروتوكول تعاون مشترك مع المؤسسة المصرية الأفريقية لريادة الأعمال
  • المرأة الفلسطينية والشعر
  • «مؤتمر الإفتاء»: التصدي للفتاوى العشوائية ضرورة لإعلاء قيم العقل والفكر
  • «الإفتاء العمانية»: الحرية تحتاج لضوابط تحمي حقوق الآخرين وتؤكد على كرامة الإنسان
  • مادونا تتحدّى.. تجاوزت حدود الحرية مع البابا فرنسيس
  • عن الغيبوبة والمخ أتحدّث
  • هل يحق لنا البحث عن اليقين؟أم هو واجب علينا؟
  • د. محمد بشاري يكتب: الإلهام المعرفي: انحدار أم استثمار؟