مظاهرة حاشدة في لندن للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة ووقف تصدير السلاح لإسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
خرجت المسيرة في العاصمة البريطانية تلبية للنداء الذي طالب بالخروج في يوم الثالث من آب في مظاهرات لنصرة الشعب الفلسطيني.
خرجت السبت مسيرة حاشدة وسط لندن للمطالبة بوقف فوري للحرب الدموية على قطاع غزة وبأن تتوقف بريطانيا عن توريد السلاح لإسرائيل.
وقد رسم المتظاهرون خطا أحمر كبيرا في إشارة للخطوط الحمراء التي سبق للدولة العبرية أن اجتازتها حسب رأيهم ولإيصال رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمروالرئيس الأمريكي جو بايدن بهذا الخصوص.
وقد تجمعت الحشود قرب حديقة هايد بارك في العاصمة البريطانية للتنديد بالحرب التي حصدت حتى الآن أرواح أكثر من 39500 فلسطيني ثلثاهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة في غزة.
15 شركة طيران دولية تلغي رحلاتها إلى إسرائيل وسط حالة من الترقب والتوتر في الشرق الأوسط الصين تتبرع بـ3 ملايين دولار لوكالة الأونروا لدعم غزةصواريخ إسرائيلية أطلقت من الجو تقتل تسعة شبان فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية المحتلةوعلى دوي دقات الطبول وصوت الأغاني، قيّد البعض نفسه بالسلاسل في إشارة لحرمان الفلسطينيين من الحرية وعصب البعض الآخر أعينهم بقطعة قماش عليها مادة حمراء ترمز إلى الدماء التي تسيل في غزة.
وقد خرجت هذه المسيرة تلبية للنداء الذي طالب بالخروج في يوم الثالث من آب في مظاهرات لنصرة الشعب الفلسطيني.
وقد تسببت الحرب على غزة في تهجير أكثر من 80%من سكان القطاع المحاصر منذ 18 عاما.
حيث تشن إسرائيل حربا على كافة الجبهات منذ شن حركة حماسعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي حيث قتل نحو 1200 إسرائيلي وتم احتجاز 250 آخرين.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مظاهرة حاشدة أمام سفارة أمريكا في جاكارتا.. هتافاتٌ ودعاءٌ لغزة وتنديد باغتيال اسماعيل هنية تفاصيل جديدة حول اغتيال هنية: كيف نفذت العملية؟ غزة حيث لا غذاء ولا دواء ولا ماء واليونسيف تحذر: 500 ألف شخص يواجهون نقصًا حادًا في المياه النظيفة إسرائيل جو بايدن حركة حماس غزة كير ستارمر مظاهراتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسماعيل هنية إسرائيل فلاديمير بوتين روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسماعيل هنية إسرائيل فلاديمير بوتين روسيا غزة إسرائيل جو بايدن حركة حماس غزة كير ستارمر مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسماعيل هنية إسرائيل فلاديمير بوتين روسيا غزة الحرس الثوري الإيراني السياسة الإسرائيلية اغتيال الألعاب الأولمبية باريس 2024 حزب الله مقديشو السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق
شعارات براقة تُخفي حسابات القوة
في خضم الحرب الأهلية السودانية المستعرة، تتصاعد دعوات بعض الأطراف السياسية والحكومات المحلية لعودة النازحين إلى مدنهم المدمرة. إلا أن هذه الدعوات، عند تمحيصها، لا تمثل سوى محاولة لاستخدام الأزمة الإنسانية كورقة ضغط سياسي
وفق منطق "الريال بوليتيك"، حيث تكون الأرواح مجرد تفصيل في معادلة المصالح. ففي ظل تآكل الدولة، تتحول معاناة المدنيين إلى أداة تفاوضية بين الفصائل المسلحة واللاعبين الإقليميين.
الانهيار الهيكلي للدولة: مدن تحت أنقاض الحرب
مدنٌ مثل الخرطوم ونيالا والفاشر تحولت إلى أطلال بلا حياة. هذا الدمار الشامل لم يكن عشوائيًا، بل كان ثمرة استراتيجية ممنهجة تهدف إلى سحق مقومات الحياة المدنية:
تدمير البنية التحتية: المرافق الحيوية كالمياه والكهرباء تُستهدف عمدًا، لتجويع السكان وإجبارهم على النزوح أو الخضوع.
تسييس المؤسسات الخدمية: المدارس والمستشفيات تحولت إلى مقار عسكرية، في رسالة مفادها أن السلطة باتت بأيدي السلاح لا القانون.
انهيار الأمن: لم يعد الأمن غائبًا فقط، بل أصبح أداة تحكم. تنتشر الميليشيات بحرية، وتدار حياة المدنيين عبر الرعب المسلح، بينما تستغل بعض الأطراف مظاهر "استعادة الأمن" لتكريس سيطرتها.
تقارير الأمم المتحدة الأخيرة، التي حذرت بشكل واضح من أن الخرطوم لم تعد آمنة للعودة، تكشف زيف الخطاب الرسمي وتدين عمليًا غياب مؤسسات الدولة.
لعبة العودة: من المستفيد؟
خلف دعوات "العودة الآمنة" تتوارى حسابات سياسية بحتة:
تحسين الصورة أمام المجتمع الدولي: إظهار انخفاض أعداد النازحين يوحي بتحسن الأوضاع، مما يسهل استقطاب المساعدات الخارجية، التي غالبًا ما تُوظف لإدامة الصراع لا إنهائه.
ترسيم السيطرة الديموغرافية: إعادة توطين النازحين بشكل انتقائي يسمح للفصائل بفرض واقع ديموغرافي يخدم مصالحها، خصوصًا في مناطق الموارد كالذهب والأراضي الزراعية.
التخفيف عن دول الجوار: الضغوط المتزايدة على مصر وتشاد وجنوب السودان تجعلها تتغاضى عن أدوار بعض الفصائل المسلحة، وتقبل بها كأمر واقع في سبيل تقليل عبء اللاجئين.
اللاجئون- رهائن صراع إقليمي
دول الجوار تتعامل مع أزمة اللاجئين بمنطق المصالح:
مصر: تتبنى سياسات تضييق على اللاجئين لدفعهم للعودة رغم المخاطر، حفاظًا على استقرارها الداخلي وعلاقاتها مع القوى النافذة في السودان.
تشاد: توظف وجود اللاجئين كورقة تفاوضية لطلب الدعم الأوروبي، مقابل "ضبط الحدود" ومنع تدفقات الهجرة نحو أوروبا.
هذه السياسات توضح أن حق العودة ليس قضية إنسانية فحسب، بل ملف يُدار عبر حسابات معقدة ترتبط بالأمن الإقليمي والمكاسب الاقتصادية.
العودة الآمنة- شرط مستحيل في واقع الفوضى
وفق معايير السياسة الواقعية، تبدو شروط العودة، كما تطرحها المنظمات الدولية (وقف القتال، نزع السلاح، وجود قوات أممية محايدة)، أقرب إلى الأمنيات منها إلى الإمكانات:
نزع السلاح مستحيل- الفصائل تعتبر السلاح مصدرًا أساسيًا لقوتها السياسية والاقتصادية، ولا توجد قوة قادرة حاليًا على إرغامها على التخلي عنه.
إعادة الإعمار غائبة- في ظل انعدام سلطة مركزية معترف بها دوليًا، لا تجد الدول المانحة مبررًا لضخ أموال قد تقع في أيدي أمراء الحرب.
غياب الضمانات الدولية- المجتمع الدولي عاجز عن فرض حلول مستدامة في ظل انقسام مواقفه وتعدد أجنداته تجاه السودان.
الدم كعملة لشراء السلام
في ضوء هذه المعطيات، يصبح الحديث عن عودة النازحين اليوم أقرب إلى الخديعة السياسية. أطراف النزاع، ومعها بعض القوى الإقليمية والدولية، تدير الأزمة بهدف الحد من الخسائر وليس إنهاء المأساة.
السودانيون الذين نزحوا تحت وابل الرصاص والقذائف ليسوا فقط ضحايا الحرب، بل أسرى في لعبة مصالح تتجاوز حدودهم الوطنية.
الدرس الأشد قسوة أن السلام في السودان لن يتحقق عبر عودة متسرعة إلى مدن مدمرة، بل عبر إعادة بناء دولة عادلة حقيقية — وهو حلم ما يزال بعيد المنال، طالما ظل الدم أرخص من كلفة السلاح.
zuhair.osman@aol.com