نظمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية، بالتعاون مع سفارة جمهورية السودان بالقاهرة، اليوم السبت ورشة عمل حول "وثيقة آفاق اعمار القطاع الزراعي في السودان" بحضور البروفيسور إبراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية والسفير الفريق أول عماد الدين مصطفى عدوي سفير السودان في القاهرة، وعدد من المعننين بالاقتصاد والصناعة في الحكومة السودانية.

وتعد وثيقة آفاق اعمار القطاع الزراعي في السودا نتاج لجهود المنظمة العربية للتنمية الزراعية لمساعدة قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بالسودان في مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب والدمار الذي أصابه جراء الحرب التي اندلعت في 15 أبول 2023، وتسعى الوثيقة لإعادة إعمار القطاع الزراعي في السودان نظرا لكونه القطاع الأكثر تشغيلا واستيعابا للسكان.


وفي كلمته أكد البروفيسور إبراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية، أنه منذ تفجر الصراع والقتال في السودان بسبب انشقاق قوات الدعم السريع عن القوات المسلحة السودانية وأعلانها الحرب، حتى عاش الشعب السوداني مآسي جمة، وساد القتل والتشريد والنزوح واللجوء لدول الجوار وفقد الناس سبل كسب العيش بسبب الدمار الذي لحق بكافة القطاعات الاقتصادية ومنها القطاع الزراعي.


وقال الدخيري، إن القطاع الزراعي والنشاطات المرتبطة له أهمية خاصة في تحقيق القدر الأوفر لسبل كسب العيش للسواد الأعظم من الشعب السوداني وقد تأثر هذا القطاع بالحرب ودمرت بنياته التحتية ومصانعه وخربت منشآته فدمر الإنتاج وتأثر الأمن الغذائي سلبا بصورة بالغة في السودان وفي دول الجوار ذات الارتباط الوثيق بمنتجات القطاع الزراعي السوداني.

وأوضح أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية بادرت وبدعم من الأمين العام لجامعة الدول العربية بتقديم مبادرة لدعم الموسم الزراعي بعد شهر من تفجر الأزمة في السودان، وشملت ثلاثة قضايا، وهى دعم الموسم الزراعي من شركاء التنمية حفاظا على الأمن الغذائي والنسيج الزراعي، والحفاظ على منظومة الإنتاج  عبر الشراكات، و تنظيم ومأسسة التبادل التجاري عبر الصفقات المتبادلة المنتجات السودانية المتوفرة مقابل المدخلات المطلوبة.

وشدد على ضرورة وقف الحرب في السودان والوصول للسلام الدائم والمستدام حتى تنطلق جهود الإعمار في كل القطاعات وخاصة القطاع الزراعي لتحقيق طموحات الشعب السوداني في الاستقرار والرفاه، منوها إلى أندن جهود إعمار القطاع الزراعي في السودان تستلزم وجود أمن اجتماعي والتوافق المجتمعي، والتوافق على مشروع وطني جامع يحقق الاستقرار والرفاه للسودان يكون إعادة إعمار القطاع الزراعي في قلب هذا المشروع لأهميته في تحقيق سبل كسب  العيش لغالبية أهل السودان.

من جانبه أكد الفريق أول عماد الدين مصطفى عدوى سفير جمهورية السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، حرص سفارة السودان على إطلاق سلسلة من الحوارات حول مختلف القضايا التي تهم الدولة السودانية ومؤسساتها المختلفة، وتم البدء بإدارة حوار حول سبل إعادة بناء وتأهيل القطاع الصناعي عبر تنظيم ورشة بالتعاون مع إتحاد تنمية الصادرات الصناعية في يونيو الماضي والتي خلصت إلى جملة من التوصيات تبنتها وزيرة الصناعة شخصياً وأسهمت في فتح قناة للتواصل مع مختلف الفاعلين وأصحاب المصلحة، واليوم تواصل تلك الجهود مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية والتي تعتبرها إحدى الروافع الإقليمية لعمل عربي مشترك فاعل يمتد تأثيره خارج الإقليم، في محاولة لإدارة حوار مع الخبراء والمهتمين بالشأن الزراعي حول رؤية المنظمة من واقع دورها كبيت خبرة متخصص يعنى بالتنمية الزراعية المنشودة.

وأوضح السفير عدوي أن جائحة كورونا والأزمات العالمية، أثبتت بما لا يدع مجال للشك خطورة الاعتماد على السلاسل العالمية، وما أفرزته الحرب الروسية الأوكرانية من تراجع في واردات الحبوب، مشيدا بدور المنظمة العربية للتنمية الزراعية في إنعاش مبادرة الأمن الغذائي العربي عبر سلسلة من الخطط والاستراتيجيات التي أعدتها بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبيوت الخبرة الدولية التي واجهت ولاتزال تحديات تتعلق بالتمويل في ظل إزدياد فجوة الغذاء والتي تجاوزت 100 مليون طن نسبة الزيادة عدد سكان الإقليم وتراجع معدلات تساقط الأمطار في كافة ربوع الوطن العربي جراء عوامل التغير المناخي.

وأوضح أنه تأسيسا على الجهود الوطنية المبذولة في إعادة تهيئة وإعمار كافة قطاعات الدولة السودانية في مرحلة إعمار ما بعد الحرب، كان لزاماً علينا المساهمة في بلورة رؤى تكون نواة أساسية لتحركات مؤسسات الدولة السودانية المعنية بالإنتاج خاصة في أعقاب التدمير الممنهج الذي قامت به الميليشيا المتمردة جراء مهاجمتها لكافة المواقع والمشاريع الإنتاجية المهمة في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار، وإستيلاءها على أعداد كبيرة من المدخلات والآليات الزراعية مما وضع الموسم الزراعي في البلاد أمام تحديات وأزمات حقيقية من شانها تهديد حياة المواطنين جراء إنعدام الغذاء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنظمة العربية للتنمية الزراعية الوفد بوابة الوفد الجامعة العربية المنظمة العربیة للتنمیة الزراعیة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

السلطات السودانية تفرج عن اثنين من رموز نظام البشير لدواعٍ صحية

كشفت مصادر سودانية مطلعة النقاب عن أنه تم الإفراج عن بكري حسن صالح ويوسف عبد الفتاح وهما من قيادات حكومة الإنقاذ بعد أن أبلغهما مسؤول عسكري بأن السلطات قررت إطلاق سراحهما بسبب تدهور حالتهما الصحية.

وكان صالح وعبد الفتاح قد خضعا للمحاكمة بتهم تتعلق بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة في عام 1989، ولكن الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام قد عطلت سير المحاكمة.

وقد أوضح عضو هيئة الدفاع عن المتهمين، محمد الحسن الأمين، في تصريحات نقلتها صحيفة "سودان تربيون" أن هذا القرار قد أُبلغ له من قبل عقيد في الاستخبارات العسكرية. كما ذكر الحسن أن الإفراج عن صالح وعبد الفتاح يأتي بعد تدهور حالتهما الصحية، حيث ستُجرى عملية جراحية ليوسف عبد الفتاح الأسبوع المقبل، في حين من المتوقع أن يغادر بكري حسن صالح مستشفى مروي بعد تعافيه في يوم السبت المقبل.

ويضيف الحسن أن السلطات قد رفعت مستوى الحراسة المفروضة على صالح وعبد الفتاح، إلا أنها أبقت على مرافق واحد فقط لكل منهما.

وبكري حسن صالح ويوسف عبد الفتاح هما شخصيتان بارزتان في النظام السوداني السابق، حيث شغلا مناصب رفيعة في الحكومة والمجتمع العسكري. بعد سقوط نظام البشير في 2019، تم اعتقالهم ووجهت إليهم تهم تتعلق بالفساد والانقلاب العسكري، وظلوا تحت الاحتجاز في ظروف قانونية وسياسية معقدة نتيجة للأزمة السياسية في السودان.

وجاء القرار بعد سلسلة من الأحداث التي أثرت على سير الإجراءات القانونية المتعلقة بمحاكمة كبار قادة نظام البشير. ففي سبتمبر 2024، تم نقل صالح وعبد الفتاح، بالإضافة إلى الرئيس المخلوع عمر البشير ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، من منطقة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان إلى مستشفى مروي بالولاية الشمالية بعد تقارير طبية أظهرت تدهور صحتهم بشكل ملحوظ.




كما تسببت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تعطيل المحاكمات، حيث فرّ قادة النظام السابق من سجن كوبر ضمن آلاف السجناء بعد اندلاع الحرب، مما فاقم من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في البلاد.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد. هذا النزاع أعاق بشكل كبير سير الإجراءات القضائية ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، ونائبه بكري حسن صالح، وعدد من كبار قادة النظام السابق، الذين كانوا يواجهون محاكمات تتعلق بانقلاب 1989 وتهم فساد أخرى.

وقد عانت البلاد من تداعيات هذه الحرب على جميع الأصعدة، بما في ذلك النظام القضائي، الذي أصبح في حالة من الجمود بسبب الظروف الأمنية والسياسية الصعبة. في هذا السياق، تأتي خطوة الإفراج عن صالح وعبد الفتاح لتزيد من تعقيد المشهد السياسي، حيث يتساءل البعض عن مغزى هذا القرار في ظل الوضع المتأزم الذي تشهده البلاد.

ويتوقع مراقبون أن تثير هذه التطورات المزيد من التساؤلات حول الإجراءات القانونية المتخذة بحق رموز النظام السابق، وكذلك حول كيفية تأثير الحرب على سير العدالة في السودان في ظل الظروف الراهنة.

وأواخر مارس / آذار الماضي عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، إلى القصر الرئاسي في العاصمة، وأعلن "الخرطوم حرة"، فيما حاولت قوات "الدعم السريع" التقليل من أهمية هذه الخطوة.

وظهر البرهان، وهو أيضا قائد الجيش، في القصر الرئاسي وسط عشرات الجنود، وقال: "انتهى الأمر.. الخرطوم حرة".

وفي الفترة الأخيرة تسارعت وتيرة تراجع قوات "الدعم السريع" في ولايات عدة، منها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.

ومن أصل 18 ولاية، تسيطر قوات "الدعم السريع" فقط على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان.

كما تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات في إقليم دارفور (عرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة في الإقليم.

ويخوص الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء حوالي 15 مليونا آخرين، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.


مقالات مشابهة

  • محمد حجازي: فرنسا تدعم الخطة العربية وموقف مصر الداعي لعقد مؤتمر دولي لإعمار غزة
  • بعد رسوم ترامب الجمركية.. الجامعة العربية تعقد اجتماعا وزاريا 7 أبريل الجاري
  • ثقافة البحيرة تعقد سلسلة من الأنشطة الفنية والإجتماعية لتعزيز الوعي المجتمعي
  • بعد رسوم «ترامب».. الجامعة العربية تعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة الملفات الاقتصادية
  • البحوث الزراعية ومنظمة الأمن الغذائي يبحثان مستقبل إنتاج القمح في شمال إفريقيا
  • صفي الدين متولي: زيادة الإنتاج الزراعي 17% نجاح لرؤية مصر للتنمية المستدامة
  • “البحوث الزراعية” يستقبل وفدا من المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي
  • «الهجرة الدولية» تصف الأوضاع في الخرطوم بـ «المأساوية»
  • إسقاط مسيرات حربية من قبل القوات المسلحة السودانية| تفاصيل
  • السلطات السودانية تفرج عن اثنين من رموز نظام البشير لدواعٍ صحية