بعد تأقلمها 600 عام مع الطبيعة..التغير المناخي قد يقضي على أشجار متنزه سانسوسي في بوتسدام
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تمكّنت أقدم شجرة بلوط في متنزه سانسوسي والتي تحيط بالقصر الإمبراطوري الشهير في بوتسدام من مقاومة الحروب والتقلبات المناخية طيلة السنوات الـ600 من وجودها، لكن الاحترار المناخي قد يقضي عليها.
يقول سفين هانيمان، وهو المسؤول عن إدارة المتنزه المُدرج إلى جانب القلعة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1990 "قد نتمكّن من رؤيتها لعامين آخرين، ثم ستموت".
أوراق الشجرة التي كانت مهيبة سابقاً وتتميز بجذع محيطه ستة أمتار، كانت تمتد على أكثر من 500 متر مربع.
نوعان من الخنافس المفترسة ونقص المياهأما اليوم، فيقتصر الجزء العلوي منها على مجموعة أوراق غير كثيفة.
ويضيف هانيمان لوكالة فرانس برس "خلال عام 2018 الجاف، تلقت الشجرة صدمة كبيرة كحال أشجار كثيرة في المتنزه".
وبالإضافة إلى نقص المياه الذي واجهته، ساهم نوعان من الخنافس المفترسة هما خنفساء الجدي وخنفساء البلوط، بتدهور حالها.
ويشير إلى أنّ هذه الحشرات "تأكل الكامبيوم"، وهي الطبقة السفلية الواقية من اللحاء، مضيفاً "من دون الكامبيوم تعجز أي شجرة عن الاستمرار وتموت".
غابة بأشجار مُتباعدة جداًوليست شجرة البلوط هذه وحدها التي تواجه مصيراً مماثلاً في متنزه القلعة المصممة على طراز الروكوكو والتي كانت المقر الصيفي لملوك بروسيا، وتستقطب سنوياً 300 ألف سائح.
فمنذ إعصار كزافييه في عام 2017 وسنوات الجفاف التي تلت هذا العام، يخسر المتنزه الذي لا يزال يضم أكثر من 26 ألف شجرة، بين 180 و300 شجرة سنوياً، في رقم أعلى بثلاث مرات أقلّه مما كان ينفق سابقاً، على ما يقول ناطق باسم مؤسسة القصور والمتنزهات البروسية لوكالة فرانس برس.
ورغم أنّ سنة 2023 شهدت كميات متزايدة من الأمطار، لم تصل رطوبة التربة سوى إلى نحو 10 سنتمترات بالإضافة إلى الضرر المُسجَّل في "حيوية حوالى 50% من الأشجار (تناثر أوراقها، تساقط أغصانها)، في وضع تواجهه مختلف المتنزهات التي تديرها المؤسسة"، بحسب الناطق.
وفي متنزه سانسوسي، لا يمكن لهانيمان أن يلاحظ سوى "غابة بأشجار مُتباعدة جداً".
فمعدّل الغطاء الحرجي انخفض بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل عواقب وخيمة، إذ ان موت الأشجار العملاقة يتسبب في توافر مساحات مفتوحة كبيرة في الغابة، ما يتيح لأشعة الشمس أن تخترق بسهولة الأشجار الأخرى.
زراعة أشجار أكثر مقاومة للحرارةوتشكل الانواع النباتية الميتة موائل للخفافيش أو الحشرات مدى سنوات عدة. وعندما يكون الخشب متعفناً بصورة كبيرة ويشكل خطراً على الزوار، يتعيّن قطعه.
وأطلق مسؤولو المتنزه تدابير للتصدّي للمشكلة بينها زراعة أشجار تعود أصولها إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتتمّيز بأنها أكثر مقاومة للحرارة.
ويشير هانيمان إلى أنّ "النتائج الأولى واعدة".
"كابوس يقلق العالم".. أثينا تتحرك وتباشر بتنفيذ المشاريع لمواجهة التغير المناخي درجات حرارة قياسية وجفاف... ماهي تبعات التغير المناخي على أوروباشاهد: جزر ماجدالين الكندية في موقع متقدم لمواجهة ظاهرة تغير المناخويعوّل فريقه أيضاً على وتيرة تطوّر الاحترار.
ويقول "نعتقد أن الغطاء النباتي المحلي سيتكيّف تدريجياً" مع التغير المناخي.
ويشير تحديداً إلى براعم بلوط أُخذت من أشجار قوية جداً في المتنزه.
لكنّه يقر بأن الأمر "سيستغرق عقوداً" قبل أن تعيد أشجار جديدة وقوية بصورة أكبر ملء الفراغ الذي خلفته أشجار معمّرة اختفت.
المصادر الإضافية • أ ف ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: البيئة شح المياه الاحتباس الحراري ألمانيا تغير المناخ روسيا فرنسا الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين النيجر أوكرانيا إسرائيل سوريا أوروبا روسيا فرنسا أوروبا كرة القدم النيجر التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
نجاح زراعة أشجار الزيتون في جبل القمر بظفار
صلالة- الرؤية
حققت تجربة زراعة محصول الزيتون في جبل القمر بولاية رخيوت في محافظة ظفار نجاحا كبيرا، وهذه التجربة التي نفذتها وزارة الثروة الزراعة والسمكية وموارد المياه وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ومنها: وزارة الدفاع والبلاط السلطاني.
وتأتي هذه التجربة ضمن جهود الوزارة في التوسع الزراعي بإدخال محاصيل زراعية جديدة في الولايات بمحافظات سلطنة عمان، بعد إجراء الدراسات والبحوث العلمية المرتبطة بالعوامل التي تساعد في زراعة تلك المحاصيل من عوامل المناخ كدرجات الحرارة والرطوبة واحتمالات تأقلم المحاصيل مع المناخ في سلطنة عمان وعامل توفر المياه والتربة المناسبة للزراعة وعامل الأمراض والآفات الزراعية والمعاملات الزراعية من ري وتسميد للمحصول ويستفاد من الزيتون بثمارها كفاكهة وكذلك عصر الثمار لاستخلاص وإنتاج زيت الزيتون.
وقامت المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في محافظة ظفار بزراعة شتلات من أشجار الزيتون في سلسلة جبل القمر في ولاية رخيوت المتاخمة لساحل بحر العرب حيث تكثر في هذا الجبل الشاهق الأودية والسهول المتنوعة وبتشابه مناخ الجبل مع مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط وهي البيئة الزراعية المناسبة لزراعة محصول الزيتون وقد تم التركيز بشكل أساسي في تجربة زراعة محصول الزيتون على وادي عيدم لتوفر الظروف المناخية المثالية لزراعة محصول الزيتون وتحققت نتائج إيجابية وإنتاجية جيدة ووفيرة.
وفي المرحلة التالية تم التوسع في زراعة محصول الزيتون في قرى ولايات: ضلكوت وصلالة وطاقة ومرباط وكذلك التوسع بشكل خاص في زراعة الزيتون في جبال محافظة ظفار لوجود الظروف المناخية المساندة لذلك.
وتواصل المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار متابعة التجربة والتوسع فيها ونشرها في ولايات محافظة ظفار كما أن العمل في مجال الدراسات والبحوث العلمية مستمر في تطوير سلالات الزيتون التي يتم زراعتها وانتقاء أصناف محسنة وملائمة للبيئة العمانية ومن ثم نشرها والتوسع في زراعتها.