ممثلو فلسطين في الأولمبياد: أولهم شهيد كان يجري للنجاة
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
حمل الرياضي ماجد أبو مراحيل، العلم الفلسطيني خلال أول مشاركة على الإطلاق لفلسطين في الأولمبياد عام 1996 في أتلانتا، وهو الذي تخصص برياضة الجري، بعدما تدرب عليها للاحتماء من أي خطر إسرائيلي، أثناء عمله في بيت زجاجي لزراعة الأزهار داخل الأراضي المحتلة.
وجاءت مشاركة أبو مراحيل في أتلانتا عندما كان يبلغ من العمر (32 عاما)، عندما سُمِع اسم فلسطين لأول مرة في تاريخ المحفل الدولي، بينما جاءت أولمبياد باريس الحالية بعد أسابيع قليلة من استشهاده وهو في عمر (61 عاما)، بفعل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة ونقص العلاج.
وتضم البعثة الأولمبية الفلسطينية أكثر من عشرين عضوا بينهم ثمانية لاعبين ولاعبة في الألعاب الأولمبية واثنان في الألعاب البارالمبية (ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات ويشارك فيه رياضيون بدرجات إعاقة متفاوتة).
الجري من أجل النجاة
ولد أبو مراحيل في عام 1963 في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، وعندما كان عاملا في الأراضي المحتلة، حافظ على لياقته البدنية بالجري من بيته في مدينة غزة إلى حاجز إيرز" الإسرائيلي على بعد 20 كيلومتر شمال القطاع.
وفي تقرير نشرته صحيفة "صاندي تلغراف" في آذار/ مارس 1996، أنه بعدما فاز أبو مراحيل بأحد السباقات في مهرجان رياضي سابق، سلمه رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، ياسر عرفات، جائزة، وسأله عن وظيفته، فأجاب أنه "يعمل في الأراضي المحتلة، ويجيد الجري لينجو بنفسه إذا حدث مكروه".
ورد عليه عرفات حينها مبتسما: "في المستقبل ستكون حارسي الشخصي عندما أكون في غزة"، وهو ما حدث فعلا، بعدما أصبح من حرسه الخاص، ما وفر له وقتا للتدريب.
وجاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشر في نيسان/ أبريل 1996، أن أبو مراحيل ذهب إلى أتلانتا وهو يعلم أنه لا توجد أي فرصة للفوز بميدالية، ولكن بالنسبة له فإن مجرد حمل العلم الفلسطيني في حفل الافتتاح في أتلانتا سيكون أكثر من كاف لتحقيق المجد.
وقال أبو مراحيل في التقرير حينها: "هدفي ليس الفوز بالميدالية الذهبية، بل إعلام العالم بأن هناك فلسطين.. إن الجري في دمي".
خلال السنوات العشر الماضية التي سبقت المشاركة في أولمبياد 1996، كان أبو مراحيل أسرع عداء في السباقات المنظمة في غزة، وأصبح بطلا محليا، يتعرف عليه الأطفال ويهتفون ويحيونه على الشاطئ أثناء تدريباته اليومية.
ولم يكن لأبو مراحيل أي مدرب أو مرافق تدريب ولا حتى أحذية جري مناسبة، وعمل على تسجيل وقته على خانة الثواني في ساعته البلاستيكية المهترئة من إنتاج شركة كاسيو.
الزحف حول المضمار
ولم ير أبو مراحيل مضمارا اخترافيا من الدرجة الأولى حتى شارك في آب/ أغسطس 1995 في دورة الألعاب العربية في القاهرة، وحصل على المركز التاسع في سباق عشرة آلاف متر، وذلك بعدما وصل فريقه قبل ساعات فقط من بدء الألعاب، حيث جرى احتجازه لمدة ثلاث ليال على الحدود المصرية.
وقال حينها "لم أنم سوى ساعة واحدة طوال ذلك الوقت. ولكن لو اضطررت إلى الزحف حول المضمار على يدي وركبتي، لكنت فعلت ذلك لحمل علمي".
ويذكر أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية تأسست في عام 1931 وظلت فلسطين عضوا في الأسرة الأولمبية حتى عام 1967، وهو العام الذي شهد حرب النكسة واحتلال قطاع غزة والضفة الغربية ومناطق من الجولان وسيناء.
الحرب الحالية
استشهد ماجد أبو مراحيل في مخيم النصيرات خلال حزيران/ يوليو 2024 قبل أسابيع من أولمبياد باريس الحالية، إلى جانب أكثر من 400 رياضي وعامل في المجال الرياضي خلال حرب الإبادة الحالية بسبب مضاعفات الأمراض المزمنة وعدم توفر العلاج.
وأصيب أبو مراحيل قبل الحرب بشهور قليلة بفشل كلوي، جعله يحتاج عملية الغسيل الكلوي "الديلزة"، إلا أن الحرب ونفاذ المعدات الطبيعة وتدمير المستشفيات حال دون تلقيه العلاج المناسب لحالته، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
ويوجد في قطاع غزة خمسة مراكز لغسيل الكلى منها مركزان في محافظتي الشمال وغزة، وقد توقفت عن العمل، إضافة إلى ثلاثة مراكز في مدن دير البلح وخانيونس ورفح.
وتستمر معاناة مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة بالتفاقم للشهر العاشر على التوالي، مع تدهور كبير في مستوى صحتهم العامة نتيجة تقليص ساعات عمليات الغسيل الكلوي المنقذة للحياة، بفعل الحرب والحصار.
ومع استمرار الحرب، ذكرت تقارير وإحصائيات غير رسمية أن أكثر من ثلاثة أرباع مرضى الكلى قد استشهدوا بفعل نقص العلاج أو حتى الاستهداف المباشر داخل بيوتهم والأماكن التي نزحوا إليها.
في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 استشهد لاعبين من المنتخب الوطني للكرة الطائرة، وهما إبراهيم قصيعة وحسن زعيتر، في قصف على مخيم جباليا في قطاع غزة، وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023، استشهد أيضا بلال أبو سمعان مدرب المنتخب الوطني لألعاب القوى جراء غارة جوية إسرائيلية.
أما في كانون الثاني/ يناير 2024، استشهد هاني المصدّر، مدرب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، في قصف جوي إسرائيلي أيضا.
-ماجد ابو مراحيل عداء مسافات طويلة "استشهد في النصيرات"
-محمد حمادة رافع اثقال"فقد ٢٠ كغم من وزنه"
-نغم ابو سمرة لاعبة كراتيه "استشهدت في النصيرات"
-هاني المصدر رياضي ومدرب "استشهد في وسط القطاع"
٤ ابطال من غزة يفتقدهم الأولمبياد بسبب مجازر الاحتلال بغزة
لا تمثيل فلسطيني دون غزة pic.twitter.com/NphjYtviwo — صمود ???? (@SM1975__) July 27, 2024
في يوليو/ تموز الماضي، استشهد حارس مرمى نادي شباب خانيونس لكرة القدم شادي أبو العراج في مجزرة المواصي التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بجنوب قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم النادي علي دحلان إن نادي شباب خانيونس خسر لاعبا مميزا في فريق كرة القدم باستشهاد اللاعب أبو العراج، لينضم إلى كوكبة الشهداء الفلسطينيين من الرياضيين.
من يمثل فلسطين الآن؟
لم يكن وصول الرياضيين الفلسطينيين إلى باريس سهلا، فقد تأهل رياضي واحد فقط من بين الثمانية المشاركين في الألعاب الأولمبية وفقا للمعايير الرسمية، بينما استفاد السبعة الآخرون من دعوة اللجنة الأولمبية الدولية.
وقد تمكن لاعب التايكوندو عمر إسماعيل للمرة الأولى في تاريخ الوفد الفلسطيني من الحصول بشكل مباشر على بطاقة التأهل للألعاب خلال تصفيات آسيا في تايآن بالصين دون استخدام بطاقة "وايلد كارد" وهي ورقة تسمح للرياضيين بالتأهل مباشرة.
View this post on Instagram A post shared by OMAR ISMAIL (@omaryaserismail)
ومن بين الرياضيين الفلسطينيين المدعوين، يشارك اثنان متخصصان في سباق 800 متر، وهما ليلى المصري ومحمد دويدار، الذي كان حاضرا العام الماضي في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في بودابست، واحتل المركز التاسع في المجموعة التي تسابق فيها.
لكن بالنسبة له، يبقى الأهم في المشاركة، إذ صرّح عداء المسافات المتوسطة المتحدر من أريحا لصحيفة "كوريير دو لاطلاس" قائلا: "إن وجودي هنا يعتبر نجاحا في حد ذاته. لقد مثّلت فلسطين في بطولة كبرى".
ويشارك في النسخة الحالية أيضا سبّاحان فلسطينيان وهما فاليري ترزي في فئة سباق 200 متر سباحة متنوعة، إلى جانب يزن البواب في سباق فئة 100 متر على ظهر، والذي تلقى هو الآخر دعوة للمشاركة في دورة ألعاب طوكيو 2021.
ويأمل السباح الفلسطيني ذو الـ 24 عاما، وهو من مواليد السعودية ويعيش في دبي ولديه عائلة في الضفة الغربية، أن يُظهر للعالم أن الفلسطينيين يستحقون أن تكون لهم "نفس الحقوق" التي يتمتع بها أي شخص آخر، مثلما أوضح لشبكة "إن بي سي" التلفزيونية.
فالمشاركة في الألعاب بالنسبة له، تتجاوز الإطار الرياضي العادي، بل تمثل "أداة تثبت للعالم بأننا بشر كباقي البشر."
وتعتزم مواطنته فاليري ترزي، التي تحمل أيضا الجنسية الأمريكية، استغلال وجودها في باريس لتتحدث نيابة عن سكان غزة حيث يعيش العديد من أقاربها.
View this post on Instagram A post shared by Wear The Peace® (@wearthepeace)
وقالت لشبكة "إن "بي سي: "لسنا هنا للمشاركة في المنافسة لأجلنا فقط أو لتمثيل أنفسنا على الصعيد الشخصي.. فالأمر أكبر من ذلك بكثير".
وفي المكالمة، فيمثل الوفد الفلسطيني وسيم أبو سل، البالغ 20 عاما ليصبح أول ملاكم فلسطيني يشارك في الألعاب الأولمبية بعد تلقيه دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية.
ويرغب فعلا في إحراز أول ميدالية فلسطينية على الإطلاق، وقال: “إنه حلم يراودني منذ أن كنت في العاشرة من عمري...كنت أستيقظ كل يوم وأتساءل كيف أستطيع الوصول إلى منافسات الألعاب الأولمبية"، بحسب وكالة "فرانس برس".
جانب من لقاء أعضاء بعثة دولة فلسطين المشاركة في الأولمبياد وتمنيت لهم التوفيق في هذا المحفل الرياضي العام وتحقيق أطيب النتائج وإدخال البهجة إلى صدور ٱبناء شعبنا خاصة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ قضيتنا. pic.twitter.com/dTmXA3rovZ — جبريل الرجوب Jibril Rajoub (@jalalinua12) July 28, 2024
وفي رياضة الجودو، سيكون فارس بدوي حاضرا على البساط في فئة أقل من 81 كيلوغراما، وقد سبق للرياضي الفلسطيني البالغ 27 عاما أن شارك في بطولات العالم والبطولات الكبرى مثل بطولة باريس غراند سلام.
وأخيرا، في رياضة الرماية وفي مسابقة "السكيت" تحديدا، تمت دعوة خورخي أنطونيو صالحي، البالغ 49 عاما، لتمثيل فلسطين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الفلسطيني غزة فلسطين غزة الاولمبياد اولمبياد باريس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الألعاب الأولمبیة فی الألعاب قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
صحيفة تكشف: الجيش الإسرائيلي لا يعيد تحديث بنك الأهداف التي يهاجمها بغزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024، أن الجيش الإسرائيلي لا يعيد تحديث بنك الأهداف التي تمت مهاجمتها في غزة .
وأوضحت الصحيفة، أن الجيش لا يعيد تحديث بنك الأهداف التي تمت مهاجمتها في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وعلى هذا الأساس يقوم الجيش بقتل مدنيين أبرياء يبحثون عن مأوى.
إقرأ أيضاً: إسرائيل: نحتاج فقط هذا الأمر لتحقيق صفقة مع غزة ولا ننتظر ترامب أو أعياد
وأضافت أنه "وفقا لشهادات الجنود فإن المباني التي كانت تعتبر قبل وأثناء القتال تابعة "لإرهابيين" أو تستخدم من قبل مجموعات مسلحة لا زالت ضمن قائمة الأهداف التي وضعها الجيش حتى بعد مهاجمتها، وبالتالي فإن المدنيين الذين يدخلون هذا المبنى قد يتعرضون للهجوم ويعتبرون بعد مقتلهم "إرهابيين".
وأشارت إلى أن "هذا يعني أن أي شخص حتى لو كان مدنيا يمكنه الدخول لتلك الأماكن وقد يتم مهاجمة نفس المبنى حتى لو لم يعد هناك أي نشاط للمسلحين هناك منذ بداية الحرب ويصنف على أنه تم قتل "إرهابيين" جدد".
وشددت الصحيفة على أن "الجيش الإسرائيلي يدعي أن الأعداد المنشورة لمن قتلهم بغزة تشمل فقط "القتلى" الذين تم التأكد من أنهم نشطاء "إرهابيون" لكن شهادات الجنود الذين خدموا في قطاع غزة تكشف عن صورة مختلفة تماما".
وفي سياق آخر أعلنت الصحيفة، أن "ممثل "الدولة" اعترف أمام المحكمة العليا بأن عدد السكان في شمال قطاع غزة أكبر مما قدمته "الدولة" في السابق".
وتابعت أنه "بالرغم من هذا الاعتراف فإن الجيش الإسرائيلي لا ينوي في هذه المرحلة زيادة عدد الشاحنات التي تدخل شمال قطاع غزة، بينما تتهم الأمم المتحدة الجيش بمنع إدخال أي مساعدات للمنطقة"، مشيرة إلى أنه "تم خلال الأسبوع الماضي تقديم 40 طلبا لنقل المساعدات وتم رفض 38 منها".
وأضافت "يدعي الجيش الإسرائيلي أن المساعدات أدخلت إلى المنطقة وفق "افتراض عملياتي صارم" أخذ في الاعتبار احتمال حدوث انحراف في البيانات وبالتالي لا ينوي زيادتها في هذه المرحلة".
المصدر : وكالة سوا