لجريدة عمان:
2025-01-26@06:14:45 GMT

صراع غزة يدخل «أرضا مجهولة»

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

سيرجي شميمان

ترجمة - أحمد شافعي

قال وزير الدفاع لويد أوستن الأمريكي يوم الأربعاء الماضي «إنني لا أعتقد أن الحرب محتومة»، وذلك بعد مصرع اثنين من كبار القادة في حزب الله وحماس في هجمتين محددتين في إحدى ضواحي بيروت بلبنان، وفي طهران. وقد أصاب في ما قال، فالحرب لا تكون محتومة أبدًا إلى أن تنشب. ولكننا بغتة أصبحنا أمام احتمال صراعٍ شاملٍ ذي نطاق لا يمكن التنبؤ به بين إسرائيل وأعدائها المدعومين من إيران ويرجَّح كثيرًا أن تنجر إليه الولايات المتحدة.

اعترفت إسرائيل بالهجمة الأولى التي أدت إلى مصرع فؤاد شكر القائد العسكري رفيع المستوى في حزب الله يوم الثلاثاء، لكنها لم تقل شيئا عن الهجمة الثانية، أي اغتيال زعيم حماس السياسي الكبير إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية الذي لقي مصرعه بفعل عبوة ناسفة زرعت في دار ضيافة إيرانية قبل أسابيع، وقد اتهمت إيران وحماس إسرائيل بارتكاب ذلك الاغتيال.

وعلى الفور دوّت صيحات الحرب عالية. فحتى في عداوات الشرق الأوسط المربكة المتغيرة، ثمة خطوط حمراء مسكوت عنها، ووقوع عمليتي اغتيال في قلب عاصمتين استفزاز يستوجب الثأر. بالنسبة لإيران يمثل اغتيال قائد كبير لحماس في أثناء حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مذلة دعت القائد الأعلى آية الله خامنئي إلى أن يعلن بأن «واجبنا» هو الانتقام. فضلًا عن أن هنية كان من كبار مفاوضي حماس في محادثات وقف إطلاق النار، مما أثار أسئلة عما لو أن هذه المفاوضات سوف تتوقف طويلا.

ومع ذلك، مضى أوستن الذي كان في زيارة إلى الفلبين إلى القول بأنه لم يزل مجال قائم للدبلوماسية. واعترف هو ووزير الخارجية أنطوني بلينكن -الذي كان أيضا في رحلة في آسيا- بأنهما لم يتلقيا إشعارا مسبقا بالهجوم على هنية، وهي شهادة مؤلمة بحدود النفوذ الأمريكي على الصراع الذي أنفقت فيه الولايات المتحدة قدرا هائلا من رأسمالها الفعلي والدبلوماسي على مدى عقود.

وبرغم أن الإدارة نصحت بضبط النفس، اعترف أوستن بأن الولايات المتحدة -في حال نشوب حرب- سوف تفعل ما فعلته دائما: «مؤكدًا أننا سوف نساعد في الدفاع عن إسرائيل».

و«هذه أرض مجهولة» على حد تعبير ديفيد هوروفيتز، المحرر المؤسس لصحيفة تايمز أوف إسرائيل. فالحرب التي بدأت قبل عشرة أشهر إثر هجمة حماس تبدو مرجحة الاستمرار، لكن مسارها أبعد ما يكون عن الوضوح.

في الرؤية التفاؤلية، لا يرغب أي من الأطراف في قيام حرب شاملة. لا إسرائيل التي تقاتل بالفعل في غزة، ولا حزب الله الذي يخوض وطنه لبنان ضائقة اقتصادية لعينة، ولا إيران التي يؤثر رئيسها الجديد حديث التنصيب أن يترك لـ«محور المقاومة» -أي القوات الوكيلة في حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن- القيام بالقتال الحقيقي، ولا حماس التي تحتاج إلى وقف لإطلاق النار لوقف الضربات الإسرائيلية المتواصلة، ولا الولايات المتحدة قطعا فهي منقسمة انقساما عميقا بشأن حرب غزة وتشهد حمى سباق رئاسي مصيري.

في الماضي كانت المواجهات الثنائية بين إسرائيل وأعدائها تنتهي غالبا بعد تبادل ضربات يعتقد أنها حققت المستوى الضروري من الثأر. في أبريل، بعد أن قصفت إسرائيل المجمع الدبلوماسي الإيراني في دمشق بسوريا وأدت إلى مقتل قادة عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى، أطلقت إيران سيلًا من المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، اعترضتها إسرائيل كلها تقريبا بمعاونة من الولايات المتحدة وفرنسا والأردن. ثم أعلنت إيران أن الهجمة الانتقامية «يمكن أن تعد منتهية» في إشارة إلى عدم استعدادها للتصعيد.

وفقًا لهذا السيناريو التفاؤلي، قد يؤدي اغتيال هنية إلى تحسين فرص وقف إطلاق النار. ويعني أن بوسع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -الذي أصر على أن إسرائيل سوف تواصل القتال في غزة إلى أن تلحق بحماس هزيمة تامة- أن يعلن النصر وينعم بمفخرة كبيرة للمخابرات والجيش الإسرائيليين، ويمضي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن الباقين البالغ عددهم مائة وإحدى عشرة رهينة قامت حماس بأسرهم في السابع من أكتوبر ومات منهم حسبما يفترض تسعة وثلاثون بحسب رواية مسؤولين إسرائيليين.

ولكن بالإمكان تقديم طرح مقنع بالقدر نفسه لوشوك اندلاع الحرب. فطالما أراد جنرالات إسرائيليون القيام بضربة حاسمة لحزب الله الذي تراكمت لديه ترسانة هائلة من الصواريخ والمقذوفات ومنها صواريخ دقيقة التوجيه تتجاوز أي قدرات سبق لحماس امتلاكها. وهذه الترسانة قادرة على بلوغ عمق إسرائيل، وتهديد مناطقها كثيفة السكان وبنيتها الأساسية المهمة.

في أعقاب هجمات حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، بدأ حزب الله حملة قصف متقطع في الشمال، مرغمًا إسرائيل على الرد باستمرار بإجلاء قرابة ستين ألفًا من مواطنيها من بيوتهم قرب الحدود الشمالية. ووفقًا لهوروفيتز، أطلق حزب الله أكثر من ستة آلاف وخمسمائة من المسيّرات ومئات الصواريخ، مما أسفر عن مقتل خمسة وعشرين مدنيًا وثمانية عشر جنديا. وكان اغتيال شكر للثأر بعد مقتل اثني عشر شابا في هجمة صاروخية على مرتفعات الجولان علامة على أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة في الجبهة الشمالية.

في زيارة لتلك المنطقة الشهر الماضي، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي الفريق هيتزي هالفي قائلا «إننا نقترب من نقطة سوف يتحتم فيها اتخاذ قرار، والجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز تمامًا لهذا القرار». وفي يوم الأربعاء، أعلن نتنياهو في بيان متلفز أن «أياما عصيبة قادمة».

لكن في حال وصول محادثات وقف إطلاق النار في غزة إلى طريق مسدود -وقد دأبت كل من إسرائيل وحماس على وضع عراقيل جديدة في طريقها- فسيكون خيار نتنياهو هو ما بين استمرار الاضطراب والتهديد في الشمال أو الصدام الحاسم مع حزب الله، ومع إيران ووكلائها إذا لزم الأمر. وفي هذه الحالة سوف تدفع إسرائيل ثمنا باهظا، ولكن لبنان وإيران سيدفعان أكثر. لقد أشار نتنياهو مرارا في زيارته الأخيرة إلى واشنطن إلى أن حرب غزة في الحقيقة هي حرب ضد إيران ووكلائها، وتكلم عن الاستمرار إلى أن يتحقق النصر الكامل.

ولكن ما معنى «النصر الكامل» وما المخاطر التي يعتزم القبول بها لتحقيقه، هذا ما ليس واضحا. إنما الواضح في هذا المفصل المجهول هو أنه لا الحرب الشاملة محتومة، ولا السلام الوشيك محتوم، وما من شيء ملموس عدا الترقب الحذر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى يحذر من فعل فى الوضوء قد يدخل النار.. فيديو

شرح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ويل للأعقاب من النار”، حيث أوضح أن العقب هو مؤخر القدم، وبالتحديد المنطقة المحيطة بالكعب، وهي الجزء الذي قد يغفل البعض عن وصول الماء إليه أثناء الوضوء.

وفي حديثه مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس" الذي يُبث على قناة الناس، أشار أمين الفتوى إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث في سياق تعليمي خلال سفره مع الصحابة، حيث لاحظ أن بعضهم كان يتعجل في الوضوء ولم تصل الماء إلى أعقابهم، فقال لهم: "أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار"، مما يدل على أهمية إتمام الوضوء بشكل صحيح.

أمين الفتوى: سيدنا النبي قال أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة ما حكم الصلاة في الأوقات المكروهة.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)

وأضاف: "الرسالة هنا هي أن الوضوء هو أساس الطهارة للصلاة، وإغفال أي جزء من أعضاء الوضوء قد يبطل العبادة. لذا، يجب عدم التعجل في الوضوء، بل يجب إتمامه بدقة، لأن إهمال ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".

وفي سياق آخر، أجاب على سؤال حول حكم مراقبة الزوج عبر كاميرات المحل، قائلًا: "إذا كان الزوج يعلم أن زوجته تشاهد الكاميرا، وقد وضعها بنفسه كوسيلة لمتابعة العمل والبضائع، فلا مانع في ذلك، لأن الأمر هنا لا يعد تجسسًا".  

وأضاف: "أما إذا قامت الزوجة بمراقبة الزوج من خلال كاميرات خفية أو دون علمه، فإن ذلك لا يجوز شرعًا ويُعتبر تجسسًا محرمًا، لأن الحياة الزوجية علاقة أقدس وأطهر من أن تتحول إلى شكوك ومراقبة، ويجب أن تقوم على الثقة الكاملة بين الطرفين".  

وأكد أن التجسس يهدم الثقة والطمأنينة في الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن من يريد فعل الخطأ لن تمنعه الكاميرات، وإنما يمنعه الخوف من الله، والحياة الزوجية يجب أن تكون مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة، ونسأل الله أن يحفظ بيوتنا جميعًا".

ورد على سؤال حول زوج يهمل زوجته ويهجرها في الفراش منذ ثماني سنوات، بالإضافة إلى ارتكابه أفعالًا محرمة مع الرجال رغم مواجهته بالنصيحة مرارًا.  

وأكمل: "إذا كانت المرأة كما وصفت الوضع، فهذا أمر صعب جدًا، ولا يجوز أن تستمر في حياة زوجية تفتقر للأمان والكرامة، خاصة إذا كان هناك ضرر مباشر عليها مثل الأمراض أو الأذى النفسي، لأن الإسلام وضع كرامة الإنسان في مكانة عظيمة، والحياة الزوجية يجب أن تقوم على المودة والرحمة".  

وأضاف: "في مثل هذه الحالات، يجب أن تأخذ المرأة قراراتها بناءً على ما يحقق مصلحتها وسلامتها، والطلاق في هذه الحالة قد يكون هو الحل الأفضل إذا كانت الحياة أصبحت مستحيلة، والضرر عليها واضح".  

وتابع: "نصيحتنا للمرأة أن تستشير أهل الخبرة والصلاح، وأن تحرص على اتخاذ قرار يحفظ لها كرامتها وسلامتها النفسية والجسدية".
 

مقالات مشابهة

  • لبنان يتّهم إسرائيل بالمماطلة في سحب قواتها وماكرون يدخل على الخط
  • وفاة طليقة الفنان سامي مغاوري بعد صراع مع المرض
  • جيش لبنان يدخل بلدتين بالجنوب مع تنصل إسرائيل من مهلة الانسحاب
  • أمين الفتوى يحذر من فعل فى الوضوء قد يدخل النار.. فيديو
  • طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل
  • ظريف: إيران لم تكن على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل
  • إعلام عبري: حالة انتظار عصيبة في إسرائيل لقوائم الأسرى التي ستعلنها “حماس”
  • حرب البحار يشتعل من جديد ..وسفينة حربية مجهولة تطالب سفينة قرب المياه السعودية بالتوجه نحو إيران
  • سفينة حربية مجهولة تطالب سفينة قرب المياه السعودية بالتوجه نحو إيران
  • مباشر. إسرائيل تصعّد في الضفة وتنتظر قائمة الأسرى من حماس وتقول إنها جاهزة "لأي سيناريو" مع حزب الله