رمزية التوقيت.. خراب الهيكل «تيشاع بآف»
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
كشفت مصادر استخباراتية غربية خلال الساعات الماضية عن إمكانية اختيار إيران وحزب الله «اليوم الأكثر حزنا فى التقويم اليهودي»، للرد على سلسلة اغتيالات إسرائيل وقالت المصادر إنه من غير المستبعد أن تختار إيران وحلفاؤها يوم «تيشاع بآف» أو ذكرى «خراب الهيكل» الذى يصادف 12 أو 13 أغسطس الجاري، للرد على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادى فى حزب الله فؤاد شكر، وقائد كتائب القسام محمد ضيف.
ويوافق «تيشاع بآف» يوم صيام سنوى فى الديانة اليهودية، ويحيى ذكرى عدد من الكوارث فى التاريخ اليهودي، أبرزها تدمير هيكل سليمان من قبل الإمبراطورية البابلية الجديدة، والمعبد الثانى من قبل الإمبراطورية الرومانية فى القدس.
وأوضحت المصادر أن هذا الاختيار قد ينطوى على عدة جوانب رمزية ونفسية وتكتيكية، منها:
الأهمية العاطفية
يتميز «تيشاع بآف» بما يسمى بذكرى العديد من المآسى فى التاريخ اليهودي، بما فى ذلك تدمير الهيكل الأول والثاني، وبالتالى فإن الهجوم فى يوم ذى أهمية كبيرة مثل هذا سيعظم التأثير العاطفى والنفسي، كما يمكن أن يعزز مشاعر الضعف والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي، تماما كما كان هجوم 7 أكتوبر فى عيد الغفران.
الرسالة الرمزية
إن الهجوم تزامنا مع «تيشاع بآف» يكون هدفه إعادة إحياء الصدمات التاريخية المرتبطة بهذا اليوم، ما يشير إلى سردية الاقتلاع والدمار، كما يمكن أن يكون استخدام التواريخ المهمة فى التقويمات الدينية وسيلة لنقل رسائل أعمق، الأمر الذى سيبرز أن للصراع أبعادا روحية أو وجودية تتجاوز السياسة البحتة.
الاعتبارات التكتيكية
على الرغم الأهمية الرمزية، فإن الإجراءات الأمنية فى الأيام الدينية قد تكون مركزة أكثر على منع الشغب أو الاضطرابات بدلا من توقع هجمات عسكرية، مما يوفر عنصر المفاجأة، وهذا ما حصل فى حرب أكتوبر عام 1973، إذ كان هذا العنصر ضمن حسابات الجيش المصري، إضافة إلى ذلك فإن الهجوم فى عطلة دينية حينما تكون الأنشطة العادية متوقفة بالفعل، قد يعقد الرد الإسرائيلى الفورى ويزيد من حالة الفوضى.
التغطية الإعلامية والاهتمام العالمي: الهجوم فى مثل هذا اليوم سيحظى بتغطية إعلامية واسعة، مسلطا الضوء على رسالة إيران وحزب الله وسرديتهما للجمهور الإسلامى أن إسرائيل معرضة للدمار كما حصل مع اليهود تاريخيا، كما قد يؤدى إلى ردود فعل دولية، وربما يحض المجتمع الدولى على إيجاد حلول سياسية تمنع اندلاع حرب أكبر.
الرسائل الاستراتيجية
إظهار العزم: الرد بحزم خاصة فى يوم ذى أهمية كبيرة، سيعزز صورة إيران وحزب الله كطرف صامد وقوى يحترم قادته ومقاتليه، كما قد يعزز معنويات أنصاره من خلال إظهار رد صارم على اغتيال قادة رئيسيين.
ومن الممكن ان يكون التأثير الإقليمى لمثل هذا الفعل لتأكيد موقع حزب الله داخل «محور المقاومة»، الذى يشمل إيران والمجموعات المتحالفة الأخرى، موضحا الالتزام بالنضال الأوسع ضد إسرائيل، كما قد يرسل رسالة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى حول استعداد حزب الله وقدرته على الرد بقوة على الاستفزازات المتصورة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيران حزب الله اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجتمع الدولي التاريخ اليهودي
إقرأ أيضاً:
حاخام يدعو لجعل إقامة الهيكل هدفا من أهداف العدوان.. الحرب مع الفلسطينيين دينية
دعا الحاخام الإسرائيلي دانيال سجرون، إعلان إقامة الهيكل المزعوم، على أنقاض المسجد الأقصى، هدفا من أهداف العدوان على غزة، وحشد الجهود الدولية خلف ذلك.
وقال سجرون، إن الحجج التي يروجها المتدينون لمنع إقامة الهيكل الثالث، في كل مرة يتحول هذا الموضوع من عظة إلى رسالة، ومن صلاة إلى خطة عمل، هي أعذار معتادة ولا قيمة لها، مثل "عدم إيذاء الحيوانات وعدم العودة إلى العصر الوثني، واستفزاز مليار ونصف مسلم"، وفق وصفه.
وأضاف: "يجب أن نخجل من أنفسنا حينما نسمع بأن وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيغسيث يعلن بأن هدفه هو إقامة الهيكل من جديد معتبرا أن إقامته ليست بالمعجزة أو الأمر المستحيل".
وتابع: "يجب أن ندرك بأن إقامة الهيكل هو استمرار طبيعي لوجود وإقامة إسرائيل وهو ما يتطلب تجييش الرأي العام الدولي وإقناعه بأن اليهود يريدون إقامة الهيكل الثالث.
وقال: "دورنا هو الانتقال إلى المرحلة التالية، لخلق خطاب دولي متواصل حول بناء الهيكل، بحيث يكون واضحا لكل شخص في العالم أن اليهود يريدون الهيكل.. وإذا لم نحشد العالم أجمع لدعم إنشائه، فربما يتقدمنا هيغسيث ويبنيه قبلنا".
وأضاف: "بالتأكيد على أن الحرب الحالية تكشف عن حقيقة الصراع وطابعه الديني حول المسجد الأقصى" قائلا: "كل بيت في غزة يحتوى على صورة للأقصى وهم يعرفون جيدا ما يناضلون من أجله، أما بالنسبة لنا فقد شحذت حرب العام الماضي الجانب الديني لنضالنا، وضرورة تحديد هدف للحرب".