نشر حاملة الطائرات الأمريكية «روزفلت» فى الشرق الأوسط
واشنطن تحرك أسطولها الحربى وموسكو وحلفاؤها يترقبون
طهران تشن حرباً نفسية على الإسرائيليين والدول تطالب رعاياها بالمغادرة
يحبس العالم أنفاسه خاصة منطقة الشرق الأوسط التى أصبحت قبلة لأساطيل الامريكان والغرب الحربية فيما تترقب روسيا والصين وكوريا الشمالية الوضع على خلفية الرد الايرانى المنتظر الثأر لاغتيال «إسماعيل هنية» رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فيما كان يشارك فى حفل تنصيب الرئيس الايرانى الجديد «مسعود بزشكيان».
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، عن أن حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» (سى فى إن 71)، وصلت إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكى، والتى تشمل منطقة الخليج، والبحر الأحمر، وخليج عمان، وأجزاء من المحيط الهندي، منذ 12 يوليو 2024.
وأضافت عبر منصة «إكس»: «نشر الحاملة روزفلت فى المنطقة له أهمية استراتيجية قصوى، حيث تخدم عدة أغراض رئيسية، بما فى ذلك تعزيز الأمن البحري، وتوفير الدعم الحاسم للعمليات، وتعزيز الردع والاستقرار، وتمكين عمليات الاستجابة السريعة، وتسهيل التدريب، وتعزيز الشراكة».
وقالت «يسمح هذا الانتشار بإجراء تدريبات مشتركة مع الحلفاء، والشركاء الإقليميين، ما يعزز قابلية التشغيل البيني، ويعزز العلاقات العسكرية».
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى بيان عن أن الولايات المتحدة تعزز قواتها فى الشرق الأوسط استعدادا لهجوم إيرانى محتمل على إسرائيل، وأرسلت إلى المنطقة المزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة.
وجاء ذلك نتيجة توقعات بأن إيران ستهاجم إسرائيل ردًا على اغتيال الزعيم السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى طهران فى وقت سابق من هذا الأسبوع وتستعد لمواجهتها.
وأضاف البنتاجون أن وزير الدفاع أوستن أمر مجموعة حاملة الطائرات أبراهام لينكولن الضاربة باستبدال مجموعة حاملة الطائرات ثيودور روزفلت الضاربة المنتشرة حاليًا فى المنطقة.
وأمر أوستن أيضًا بإرسال طرادات ومدمرات إضافية مزودة بنظام AEGIS لاعتراض الصواريخ الباليستية إلى مناطق القيادة الأمريكية فى أوروبا والقيادة المركزية الأمريكية. وتابعت وزارة الدفاع الأمريكية «إن الوزارة تتخذ أيضا خطوات لزيادة استعدادنا لنشر دفاعات صاروخية باليستية أرضية إضافية».
وشدد أوستن أيضًا على نشر سرب إضافى من الطائرات المقاتلة فى الشرق الأوسط.
وأوضح أن قرار تعزيز القوات الأمريكية فى المنطقة يتخذ تحسبا لتصعيد إقليمى محتمل من جانب إيران أو شركائها ووكلائها ضد إسرائيل.
وقال (البنتاجون) إن «الوزير أوستن أمر بإجراء تعديلات على الوضع العسكرى الأمريكى بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على مختلف الطوارئ».
فيما تحدث أوستن مع وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، وأطلعه على القوات الجديدة التى يرسلها إلى المنطقة، وأكد عزم الولايات المتحدة على مساعدة إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد إيران وحزب الله، بحسب البنتاجون.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن أن أوستن أبلغ جالانت أن «المزيد من التصعيد ليس أمرا حتميا وأن جميع دول المنطقة سوف تستفيد من خفض التصعيد فى التوترات، بما فى ذلك من خلال استكمال وقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن الرهائن».
وأكد جالانت لأوستن على أهمية العمل مع تحالف من الشركاء والحلفاء فى المنطقة لهزيمة أى هجوم إيراني، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلى أيضا أنه ملتزم «بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بسرعة وضمان عودة الرهائن إلى ذويهم.
وأكد روبرت موريت، نائب الأميرال الأمريكى المتقاعد ونائب مدير معهد السياسة الأمنية والقانون فى جامعة سيراكيوز، إن «إيران فى الوقت الراهن بصدد اتخاذ قرار صعب بشأن كيفية الرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية فى طهران».
وأضاف موريت لإذاعة صوت أمريكا: «من المرجح أن تقيس إيران بعناية ردها على الإسرائيليين. إنهم يدركون تمام الإدراك العواقب الإقليمية لأى هجوم مباشر أو غير مباشر على إسرائيل مع أو بدون وكلاء».
سارع الدبلوماسيون الدوليون إلى تجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة. وقد دفعت التوترات المتزايدة عدداً متزايداً من شركات الطيران الكبرى إلى إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت، بما فى ذلك لوفتهانزا ودلتا وإير إنديا.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى حثت فيه فرنسا مواطنيها على مغادرة إيران وقبرص وقالت إنها وسعت خططها لدعم إجلاء واسع النطاق من المنطقة إذا اتسع نطاق الحرب.
فيما شددت بولندا على مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل وإيران، وفقا لإرشادات وزارة الخارجية على منصات التواصل الاجتماعى.
وقالت «فيما يتعلق بعدد متزايد من السائحين البولنديين الذين يزورون لبنان وإسرائيل وإيران، نود أن نكرر أننا نصحنا منذ فترة طويلة بعدم السفر إلى هذه المنطقة بأى شكل من الأشكال».
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية الهندية عن إلغاء جميع رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى الثامن من أغسطس، فيما التقى وزير الدفاع البريطانى جون هيلى مع نظيره الإسرائيلى يوآف جالانت فى إسرائيل، حيث ناقشا جاهزية وقدرات قوات الحتلال الإسرائيلية.
وطالبت وزارة الخارجية البريطانية أيضًا بعدم السفر إلى لبنان وإيران. «إذا كنتم موجودين حالياً فى لبنان، فإننا نشجعكم على المغادرة، بينما تظل الخيارات التجارية متاحة».
وتشن إيران حربًا نفسية ضد إسرائيل من خلال تداول أخبار متفرقة وكتب موقع «نور نيوز»، المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني، عبر الحساب الخاص به على منصة «إكس»، مع هاشتاج «الانتقام لمقتل الضيف وإسماعيل هنية» «إن تنفيذ العمليات العقابية ضد النظام الإسرائيلى سيتم بالتأكيد فى الوقت وبالطريقة المحددة. أما العلامات فهى الرعد الذى يعد ببرق نار الانتقام».
ووفقًا للمراقبين، فإن هذا المنشور ذا المفهوم الخاطئ، الذى اعتُبرت فيه سرعة الصوت (الرعد) أسرع من الضوء (البرق)، بالإضافة إلى الأخطاء الكتابية التى حظيت باهتمام واسع، قد يكون جزءًا من الحرب النفسية الإيرانية أو كما حدث فى هجوم 13 أبريل الماضي، يمكن أن يكون جزءًا من حملة إعلامية تهدف إلى جذب انتباه الجانب الآخر واستعداده، مما يقلل من تكاليف الهجوم على إسرائيل.
ونشر محمد مرندي، وهو شخصية حكومية ومستشار إعلامى لفريق التفاوض النووي، على منصة «إكس» صورة لإطلاق عدة صواريخ، قائلاً: «اذهبوا، إنها قادمة».
وتحدث الإعلام الإيرانى عن مشاهد استثنائية وتطورات مهمة فى الساعات القادمة.
وقال مذيع القناة الثالثة فى إيران، «خلال ساعات قليلة سيشهد سكان العالم مشاهد مذهلة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التفاوض النووي منصة اكس منطقة الشرق الأوسط القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حاملة الطائرات الشرق الأوسط وزارة الدفاع وزیر الدفاع فى المنطقة
إقرأ أيضاً:
باحث أمريكي: المزاج الوطني المتوتر في إيران قد يعرق الجهود الأمريكية للتفاوض
قال مستشار الأبحاث في معهد واشنطن، باتريك كلاوسون، إن تصاعد التوترات الداخلية في إيران قد يعرقل أي جهود أمريكية للتفاوض معها، مشيرا إلى أن الإصلاحيين لم يكونوا أكثر كفاءة ممن وصفهم بأنهم "متشددين" في معالجة الأزمات الاقتصادية وأزمة الطاقة، ما أدى إلى تقويض شرعيتهم في إعادة فتح المفاوضات النووية مع واشنطن.
وأضاف كلاوسون في تقرير نشره "معهد واشنطن"، أن الوضع الداخلي في إيران يزداد اضطرابا مع اقتراب عيد النيروز في 21 آذار /مارس الجاري، وهو موسم تقليدي للاحتفالات والتسوق، لكن المزاج الوطني العام مشحون بالتوتر.
وأوضح أن حجم الاستياء الشعبي بدا واضحا في جلسة مجلس الشورى التي عُقدت في 3 آذار /مارس الجاري، والتي انتهت بإقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي بأغلبية 182 صوتا مقابل 89.
وأشار كلاوسون إلى أن السياسيين الإصلاحيين، بمن فيهم الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، فقدوا مصداقيتهم تماما بسبب "فشلهم في التصدي للأزمات الاقتصادية والاجتماعية"، الأمر الذي جعلهم في موقف مشابه "للمتشددين"، وهو ما ينعكس على مدى استعداد إيران للتفاعل مع أي مقترحات تتعلق بالسياسة الخارجية، بما في ذلك المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة.
أزمات قطاع الطاقة وانعكاساتها
وتطرق الباحث إلى قطاع الطاقة في إيران، مؤكدا أن أزمة الكهرباء وتلوث الهواء الناجم عن تشغيل محطات الطاقة بالوقود الثقيل دفعت السلطات الإيرانية إلى إغلاق المدارس لمدة 50 يوما من أصل 100 يوم دراسي، كما أغلقت المكاتب الحكومية في معظم المحافظات مرارا وتكرارا.
وأضاف أن انخفاض أسعار الطاقة أدى إلى ارتفاع الاستهلاك بشكل مفرط، ما تسبب في نقص حاد في إمدادات الغاز الطبيعي والنفط الثقيل والكهرباء، لافتا إلى أن هذا الوضع ساهم في تفشي ظاهرة التهرب من دفع الفواتير، الأمر الذي جعل منتجي الطاقة غير قادرين على تمويل عمليات تحديث منشآتهم أو إصلاح شبكات النقل القديمة وغير الفعالة.
وأشار كلاوسون إلى أن هذه الأزمات تفاقمت بسبب الفساد المتجذر في الشركات الكبرى المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حيث لم تفلح جهود توسيع قدرة توليد الكهرباء بنسبة 20% خلال العقد الماضي في تلبية الطلب المتزايد، الذي ارتفع بنسبة 74%، مما خلق فجوة كبيرة في تلبية الاحتياجات.
وأكد الباحث أن المسؤولين الإيرانيين لم يتخذوا أي خطوات فعالة لمعالجة الأزمات، مشيرا إلى أنهم يشتكون من تهريب البنزين باعتباره سببا رئيسيا لنقص الإمدادات، لكنهم لم يقدموا أي حلول جذرية مثل رفع الأسعار تدريجيًا أو تقديم بدائل مثل زيادة قيمة بطاقات التموين الشهرية، في ظل مخاوفهم من اندلاع احتجاجات مشابهة لما حدث في 2019.
وأوضح أن الحكومة تقدّر تهريب 20 مليون لتر من البنزين يوميا إلى دول مجاورة بأسعار أعلى، لكن بعض المصادر ترى أن حجم التهريب قد يكون أكبر من ذلك بكثير. ومع ذلك، لا يزال المسؤولون مترددين في اتخاذ قرارات جذرية لحل هذه المشكلة، خوفًا من تصاعد الغضب الشعبي.
أزمة العملة والتضخم الحاد
ولفت كلاوسون إلى أن الإيرانيين يراقبون سعر الصرف في السوق الحرة كدليل على الأوضاع الاقتصادية، مشيرا إلى أن قيمة الريال الإيراني تراجعت من 32,000 ريال مقابل الدولار الواحد قبل عشر سنوات إلى 930,000 ريال حاليا.
وأكد أن هذا الانخفاض السنوي بنسبة 40.1% يعود إلى التضخم المرتفع، الذي بلغ متوسطه السنوي 27.7%، بالإضافة إلى العجز المالي الهائل في الميزانية الحكومية نتيجة تراجع عائدات النفط وزيادة الإنفاق الحكومي غير المخطط له.
وأضاف الباحث أنه إذا كان شخص ما قد اشترى دولارًا واحدًا مقابل 1,000 ريال عام 2015، فإنه يمكنه اليوم بيعه مقابل 29,000 ريال، مشيرا إلى أن قيمة العملة الإيرانية تراجعت بشكل كبير حتى بعد احتساب التضخم.
وأوضح أن الإيرانيين الذين لا يستطيعون شراء الدولار يلجؤون إلى الذهب كملاذ آمن، حيث يتوقع أن يشتروا أكثر من 500 ألف قطعة ذهبية هذا العام، في ظل بيع البنك المركزي لهذه القطع بأسعار مزاد تزيد بنسبة 30% عن قيمتها الفعلية.
تأثير الضغوط الأمريكية
أكد كلاوسون أن السياسيين الإيرانيين يتحدثون عن صمودهم في مواجهة العقوبات الأمريكية، لكنهم يفتقرون إلى خطط عملية لمواجهة آثارها، على حد قوله.
وأشار إلى أن الرئيس الإيراني بيزشكيان دافع عن وزيره همتي خلال جلسة البرلمان، قائلا إن إيران تخوض "حربا شاملة" مع الولايات المتحدة، معتبرا أن "حرب الثمانينيات مع العراق لم تكن شيئا بالمقارنة"، لكنه لم يقدم أي مقترحات واضحة للتعامل مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وأضاف الباحث أن بيزشكيان نفى بشدة أي نية للتفاوض مع واشنطن، قائلا: “عندما قال المرشد الأعلى إننا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة، أعلنت أننا لن نتفاوض مع الولايات المتحدة. هذه هي نهاية القصة"، موضحا أن مجرد انتشار الشائعات عن دعمه للمفاوضات قد يكون مدمرا له سياسيا.
وأشار كلاوسون إلى أن واشنطن تتجه إلى تصعيد العقوبات على قطاع النفط الإيراني، حيث تواجه ناقلات النفط صعوبة في تفريغ شحناتها بسبب تشديد الولايات المتحدة للعقوبات، لا سيما على الناقلات العملاقة التي تستخدمها إيران.
كما أكد الباحث أن "قانون وقف إيواء النفط الإيراني" لعام 2024 يتيح فرض عقوبات جديدة على الكيانات التي تسهل تجارة النفط الإيراني أو تمويلها.
وأوضح الباحث أن الولايات المتحدة يمكنها اتخاذ إجراءات إضافية لزيادة الضغط على إيران، من بينها: استهداف مزيد من ناقلات النفط بالعقوبات، مما قد يقلل من خيارات إيران التصديرية. وفرض عقوبات على الموانئ التي تستقبل السفن الإيرانية، خاصة في الصين. بالإضافة إلى تشديد الضغط على البنوك الصينية التي تتعامل مع مشتري النفط الإيراني، ما قد يدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
وشدد كلاوسون على أن إيران قد ترد على العقوبات الجديدة بتصعيد نشاطها النووي عبر تخصيب اليورانيوم إلى 90% أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يستدعي استعدادا أمريكيا لمواجهة أي تحركات تصعيدية من جانب طهران.
وختم الباحث بالقول إن الاقتصاد الإيراني يمر بمرحلة أكثر صعوبة مما كان عليه خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يعاني من معدلات تضخم مرتفعة، وانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي، ونقص حاد في الكهرباء والبنزين، لافتا إلى أن أي ضغوط أمريكية جديدة ستؤثر بشكل كبير على الشعب الإيراني، الذي يعاني بالفعل من وضع اقتصادي متدهور ومزاج عام شديد التوتر.