بوابة الوفد:
2025-03-04@00:41:55 GMT

الإعلام والرأى العام

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

يشهد المجتمع العربى والدولى منذ نهاية القرن الماضى تطورات ملموسة وثورات متلاحقة فى مختلف المجالات، وفى ظل هذه التطورات والثورات أصبحت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية فى غاية التعقيد والتشابك والتداخل والترابط، وقد انسحب ذلك بدوره على حياة الأفراد والجماعات الصغيرة.
وباستمرار تطور الحياة داخل المجتمع وتطور الأنشطة المختلفة فيه، تطورت المؤسسات المتنوعة داخل هذا المجتمع، كما حدثت تغيرات فى أنشتطها الاتصالية، حيث يعد الاتصال بمثابة الجهاز العصبى داخل أى مجتمع.


وقد واكب هذه التغيرات الاتصالية تطور تكنولوجي على مستوى العالم، كان له تأثير واضح على شكل الإعلام ومضمونه داخل المجتمعات، من خلال استحداث وسائل جديدة ومتطورة ومتنوعة، فالإعلام كنشاط إنسانى له مضمون هادف، كما يحتاج إلى وسائل لنقل هذا المضمون، وإذا كانت هذه الوسائل قد تطورت بتطور الإنسان، فإن المحتوى والأفكار قد طرأ عليهما أيضا التطور بتطور الإنسان.
ويسهم الإعلام بدور كبير فى تنمية وعى الإنسان فى مجتمعات ما بعد التطور، حتى يصبح قادرا على استيعاب مستحدثات العصر، بما يساعد فى تشكيل مدركاته عن الواقع الاجتماعي، وفى تشكيل وعى الفرد والجماعة بحقائق العصر ومفرداته ومتغيراته.
وتزداد أهمية هذا الدور مع كل تطور يتحقق فى المجتمع بوجه عام، ومن هنا تأتى أهمية دراسة الرأى العام وأساليب قياسه، والذى يعكس قدرة الأفراد داخل المجتمع على فهم مستحدثات العصر واستيعابها، ويقيس اتجاهاتهم نحو معطيات الواقع الاجتماعي، بشكل ممنهج ومدروس بما يتفق مع متطلبات مراحل التطور فى العصر الحديث.
ويعانى مفهوم الرأى العام، شأنه شأن جميع المفاهيم الاجتماعية، من سيولة التعريفات، وصعوبة فى التوصل إلى تعريف يحظى بالاتفاق العام بين الباحثين والدارسين، فقد تعددت دلالات المفهوم من باحث إلى آخر، فنجد أن بعض الباحثين استخدموه كإشارة إلى المعتقدات الرائجة ومناخ الرأى العام والرأى السائد والقناعات مستقرة المصطلح عليها بين الجماعات، فى حين استخدمه آخرون كإشارة إلى عملية نشوء الآراء وتكوينها بوصفها متميزة عن النتائج المترتبة عليها.
ويلاحظ وجود تباين كبير، فى تعريف الرأى العام، حيث إن العلوم الإنسانية التى تناولت هذا المصطلح لم تقف على تعريف واحد له، يكون جامعا عناصره ومانعا من دخول غيره إليه، ولا توجد نظرية عامة سائدة للرأى العام تتسم بالتكامل المطلوب والحد الأدنى من الموضوعية بصرف النظر عن الهوية السياسية والخلفية الأيديولوجية للباحثين الذين يتصدون لمهمة تقديم تعريف واضح لمصطلح الرأى العام والحركة.
وفى النهاية، مهما تعددت تعريفات الرأى العام أو تباينت تظل وسائل الإعلام، بوجه عام، ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، فهى تسهم فى التنشئة الاجتماعية السليمة، وفى تشكيل الرأى العام، فالإعلام الهادف له دور محورى فى تطوير المجتمع وازدهاره وتقدمه، وهو يمثل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ويسهم فى التنشئة الاجتماعية السليمة لأى مجتمع، ودعوة الأفراد إلى الانخراط فى العمل والبناء ونبذ الشقاق، بما يسهم بشكل مباشر فى خلق رأى عام قادر على تحقيق تقدم المجتمع.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب- جامعة المنصورة
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرأى العام الواقع الاجتماعي د أحمد عثمان جامعة المنصورة الرأى العام

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: الأمة الإٍسلامية في أشد الحاجة إلى الوحدة لمجابهة تحديات العصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين، ودليل ذلك ما ورد عن النبي "صلى الله عليه وسلم" في حديثه المعجز، الذي استشرف فيه المستقبل فحذرنا من مخاطر الانقسام التي قد تنبني على ذلك حين قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ" بمعنى نحسند بعضنا دولنا على بعض، ونحسد بعض شعوبنا على بعض، ثم قال: "وَهِيَ الْحَالِقَةُ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدَّيْنِ"، ثم فسر قائلا: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، فاستكمل:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثْبِتُ ذَلِكَ لَكُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم"، بمعنى رسخو السلام بينكم وعيشوا فيه معا.

وبيِن الإمام الطيب، خلال ثاني حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أنه قد حدثت بعض الخلافات بين صحابة النبي "صلى الله عليه وسلم" ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه "ما سل سيف في الإسلام مثلما سل على هذا الأمر"، كما اختلفوا في عهده "صلى الله عليه وسلم"، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم، موضحا أن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" حين قال: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.

وأكد شيخ الأزهر، أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي، وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات.

واختتم فضيلته أن هذا اختلاف طبيعي في ذلك الوقت، خضع في تغليب أحدنا على الآخر لضرورات حياتية عملية فرضتها الظروف حينها، ولا يجب أن يكون هذا الاختلاف سببا في أن يكفر أحدنا الآخر، بل يجب فهم أن في هذا النوع من الاختلاف رحمة، فالصحابة رضوان الله عليهم قد اختلفوا، وقد أقر النبي "صلى الله عليه وسلم" اختلافهم، ولكن لم يكفر أحد أحدا من الصحابة، كما أننا نحن السنة لدينا الكثير من المسائل الخلافية، فلدينا المذهب الحنفي والمذهب الشافعي وغيرها من المذاهب، بكل ما بينها من أمور خلافية.

مقالات مشابهة

  • راشد بن حميد: المجالس نموذج للممارسات الاجتماعية الإيجابية
  • الإعلام لكي لايكون طريقا الى الهاوية
  • المسماري تحذر: تحولات اجتماعية خطيرة تهدد منظومة القيم أدت لارتفاع معدلات الجريمة وتراجع الأخلاق
  • السكر الأحمر في ولاية منح.. تراث زراعي متجدد واستثمار واعد
  • ملف النازحين السوريين محور لقاء بين البيسري ووزيرة الشؤون الاجتماعية
  • الرافدين: إطلاق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية
  • شيخ الأزهر: الأمة الإٍسلامية في أشد الحاجة إلى الوحدة لمجابهة تحديات العصر
  • «عصر المأمون» العصر الذهبي!
  • بلدية مسقط تفتتح رسميًا مشروع "الممشى الأخضر" في المعبيلة الجنوبية
  • وفاة والدة باسم سمرة وتشييع الجثمان بعد صلاة العصر