يشهد المجتمع العربى والدولى منذ نهاية القرن الماضى تطورات ملموسة وثورات متلاحقة فى مختلف المجالات، وفى ظل هذه التطورات والثورات أصبحت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية فى غاية التعقيد والتشابك والتداخل والترابط، وقد انسحب ذلك بدوره على حياة الأفراد والجماعات الصغيرة.
وباستمرار تطور الحياة داخل المجتمع وتطور الأنشطة المختلفة فيه، تطورت المؤسسات المتنوعة داخل هذا المجتمع، كما حدثت تغيرات فى أنشتطها الاتصالية، حيث يعد الاتصال بمثابة الجهاز العصبى داخل أى مجتمع.
وقد واكب هذه التغيرات الاتصالية تطور تكنولوجي على مستوى العالم، كان له تأثير واضح على شكل الإعلام ومضمونه داخل المجتمعات، من خلال استحداث وسائل جديدة ومتطورة ومتنوعة، فالإعلام كنشاط إنسانى له مضمون هادف، كما يحتاج إلى وسائل لنقل هذا المضمون، وإذا كانت هذه الوسائل قد تطورت بتطور الإنسان، فإن المحتوى والأفكار قد طرأ عليهما أيضا التطور بتطور الإنسان.
ويسهم الإعلام بدور كبير فى تنمية وعى الإنسان فى مجتمعات ما بعد التطور، حتى يصبح قادرا على استيعاب مستحدثات العصر، بما يساعد فى تشكيل مدركاته عن الواقع الاجتماعي، وفى تشكيل وعى الفرد والجماعة بحقائق العصر ومفرداته ومتغيراته.
وتزداد أهمية هذا الدور مع كل تطور يتحقق فى المجتمع بوجه عام، ومن هنا تأتى أهمية دراسة الرأى العام وأساليب قياسه، والذى يعكس قدرة الأفراد داخل المجتمع على فهم مستحدثات العصر واستيعابها، ويقيس اتجاهاتهم نحو معطيات الواقع الاجتماعي، بشكل ممنهج ومدروس بما يتفق مع متطلبات مراحل التطور فى العصر الحديث.
ويعانى مفهوم الرأى العام، شأنه شأن جميع المفاهيم الاجتماعية، من سيولة التعريفات، وصعوبة فى التوصل إلى تعريف يحظى بالاتفاق العام بين الباحثين والدارسين، فقد تعددت دلالات المفهوم من باحث إلى آخر، فنجد أن بعض الباحثين استخدموه كإشارة إلى المعتقدات الرائجة ومناخ الرأى العام والرأى السائد والقناعات مستقرة المصطلح عليها بين الجماعات، فى حين استخدمه آخرون كإشارة إلى عملية نشوء الآراء وتكوينها بوصفها متميزة عن النتائج المترتبة عليها.
ويلاحظ وجود تباين كبير، فى تعريف الرأى العام، حيث إن العلوم الإنسانية التى تناولت هذا المصطلح لم تقف على تعريف واحد له، يكون جامعا عناصره ومانعا من دخول غيره إليه، ولا توجد نظرية عامة سائدة للرأى العام تتسم بالتكامل المطلوب والحد الأدنى من الموضوعية بصرف النظر عن الهوية السياسية والخلفية الأيديولوجية للباحثين الذين يتصدون لمهمة تقديم تعريف واضح لمصطلح الرأى العام والحركة.
وفى النهاية، مهما تعددت تعريفات الرأى العام أو تباينت تظل وسائل الإعلام، بوجه عام، ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، فهى تسهم فى التنشئة الاجتماعية السليمة، وفى تشكيل الرأى العام، فالإعلام الهادف له دور محورى فى تطوير المجتمع وازدهاره وتقدمه، وهو يمثل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ويسهم فى التنشئة الاجتماعية السليمة لأى مجتمع، ودعوة الأفراد إلى الانخراط فى العمل والبناء ونبذ الشقاق، بما يسهم بشكل مباشر فى خلق رأى عام قادر على تحقيق تقدم المجتمع.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب- جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرأى العام الواقع الاجتماعي د أحمد عثمان جامعة المنصورة الرأى العام
إقرأ أيضاً:
تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام
البلاد – الرياض
أعلنت أمانة جائزة المنتدى السعودي للإعلام عن فتح باب التسجيل في الجائزة، التي تأتي سنويًا بالتزامن مع أعمال المنتدى والمعرض المصاحب له، معرض مستقبل الإعلام (فومكس).
وتهدف الجائزة إلى تكريم الإبداعات الإعلامية المتميزة في مختلف المسارات، وتحفيز العاملين في القطاع الإعلامي على الابتكار في تقديم أفضل الأعمال الإعلامية، إيمانًا بأهمية هذا القطاع وانعكاساته على جميع القطاعات التنموية.
وتتضمن الجائزة (4) مجالات تغطي 15 مسارًا، بدءًا من مجال الصحافة ويشمل مسار صحافة البيانات، التقرير الصحفي، العمل الصحفي الميداني، المقال الصحفي ومجال المحتوى الإعلامي غير الصحفي، الذي يأتي شاملًا البرامج التلفزيونية، بما فيها البرامج الرياضية، الحوارية الاجتماعية، الوثائقية التلفزيونية، بجانب برامج البودكاست الحوارية والبحث الأكاديمي في الإعلام.
وحرصت أمانة الجائزة على إتاحة الفرصة للقطاعين العام والخاص بمختلف المجالات، للمشاركة من خلال مجال التواصل والعلاقات العامة في مسار الحملات الإعلامية.
وتعزز جائزة المنتدى، الأعمال الإعلامية الفردية من خلال مسارات الجوائز الخاصة، المتضمنة (جائزة شخصية العام الإعلامية، جائزة أفضل محتوى رقمي برأي الجمهور، جائزة العمود الصحفي وجائزة التسامح) والتي أضيفت حديثًا في تعزيز قيم التسامح بالشراكة مع “كايسيد” مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وفي هذا السياق أوضح رئيس المنتدى السعودي للإعلام محمد بن فهد الحارثي، أن هذه الجائزة تعكس التزام المنتدى بدعم وتحفيز الإبداع الإعلامي والاحتفاء به والاعتراف بالجهود المتميزة في قطاع الإعلام والاتصال، مشيرًا إلى الإقبال الكبير من المشاركين بالجائزة في نسخها السابقة على الصعيد المحلي والإقليمي حيث بلغ عدد المتقدمين أكثر من 3 آلاف متقدم، والمتوقع تضاعف العدد هذا العام نتيجة الصدى الإيجابي الذي حصدته الجائزة في العام الماضي، مشيرًا إلى أن أهداف وأبعاد الجائزة الدولية، تأتي هذا العام بمسارٍ جديد يعزز التسامح والتعايش كتأكيد على أهمية الإعلام في تعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية.
ودعا المنتدى جميع الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية للمشاركة في الجائزة من خلال التقدم بأعمالهم عبر المنصة الرسمية للجائزة حتى 10 ديسمبر ، حيث يمكن الاطلاع على التفاصيل والشروط من خلال الموقع الإلكتروني للمنتدى عبر الرابط التالي: https://saudimf.sa/ar/awards.