بوابة الوفد:
2024-12-26@01:49:45 GMT

الإعلام والرأى العام

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

يشهد المجتمع العربى والدولى منذ نهاية القرن الماضى تطورات ملموسة وثورات متلاحقة فى مختلف المجالات، وفى ظل هذه التطورات والثورات أصبحت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية فى غاية التعقيد والتشابك والتداخل والترابط، وقد انسحب ذلك بدوره على حياة الأفراد والجماعات الصغيرة.
وباستمرار تطور الحياة داخل المجتمع وتطور الأنشطة المختلفة فيه، تطورت المؤسسات المتنوعة داخل هذا المجتمع، كما حدثت تغيرات فى أنشتطها الاتصالية، حيث يعد الاتصال بمثابة الجهاز العصبى داخل أى مجتمع.


وقد واكب هذه التغيرات الاتصالية تطور تكنولوجي على مستوى العالم، كان له تأثير واضح على شكل الإعلام ومضمونه داخل المجتمعات، من خلال استحداث وسائل جديدة ومتطورة ومتنوعة، فالإعلام كنشاط إنسانى له مضمون هادف، كما يحتاج إلى وسائل لنقل هذا المضمون، وإذا كانت هذه الوسائل قد تطورت بتطور الإنسان، فإن المحتوى والأفكار قد طرأ عليهما أيضا التطور بتطور الإنسان.
ويسهم الإعلام بدور كبير فى تنمية وعى الإنسان فى مجتمعات ما بعد التطور، حتى يصبح قادرا على استيعاب مستحدثات العصر، بما يساعد فى تشكيل مدركاته عن الواقع الاجتماعي، وفى تشكيل وعى الفرد والجماعة بحقائق العصر ومفرداته ومتغيراته.
وتزداد أهمية هذا الدور مع كل تطور يتحقق فى المجتمع بوجه عام، ومن هنا تأتى أهمية دراسة الرأى العام وأساليب قياسه، والذى يعكس قدرة الأفراد داخل المجتمع على فهم مستحدثات العصر واستيعابها، ويقيس اتجاهاتهم نحو معطيات الواقع الاجتماعي، بشكل ممنهج ومدروس بما يتفق مع متطلبات مراحل التطور فى العصر الحديث.
ويعانى مفهوم الرأى العام، شأنه شأن جميع المفاهيم الاجتماعية، من سيولة التعريفات، وصعوبة فى التوصل إلى تعريف يحظى بالاتفاق العام بين الباحثين والدارسين، فقد تعددت دلالات المفهوم من باحث إلى آخر، فنجد أن بعض الباحثين استخدموه كإشارة إلى المعتقدات الرائجة ومناخ الرأى العام والرأى السائد والقناعات مستقرة المصطلح عليها بين الجماعات، فى حين استخدمه آخرون كإشارة إلى عملية نشوء الآراء وتكوينها بوصفها متميزة عن النتائج المترتبة عليها.
ويلاحظ وجود تباين كبير، فى تعريف الرأى العام، حيث إن العلوم الإنسانية التى تناولت هذا المصطلح لم تقف على تعريف واحد له، يكون جامعا عناصره ومانعا من دخول غيره إليه، ولا توجد نظرية عامة سائدة للرأى العام تتسم بالتكامل المطلوب والحد الأدنى من الموضوعية بصرف النظر عن الهوية السياسية والخلفية الأيديولوجية للباحثين الذين يتصدون لمهمة تقديم تعريف واضح لمصطلح الرأى العام والحركة.
وفى النهاية، مهما تعددت تعريفات الرأى العام أو تباينت تظل وسائل الإعلام، بوجه عام، ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، فهى تسهم فى التنشئة الاجتماعية السليمة، وفى تشكيل الرأى العام، فالإعلام الهادف له دور محورى فى تطوير المجتمع وازدهاره وتقدمه، وهو يمثل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ويسهم فى التنشئة الاجتماعية السليمة لأى مجتمع، ودعوة الأفراد إلى الانخراط فى العمل والبناء ونبذ الشقاق، بما يسهم بشكل مباشر فى خلق رأى عام قادر على تحقيق تقدم المجتمع.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب- جامعة المنصورة
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرأى العام الواقع الاجتماعي د أحمد عثمان جامعة المنصورة الرأى العام

إقرأ أيضاً:

البلشي: إعادة الاعتبار للتنوع في المجتمع بصحافة حرة ضمانة لكل فئاته

قال الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين ، إن نتائج مؤتمر الصحفيين وتوصياته رسالة لكل الأطراف، ويبقى العمل على تحقيقها فرض عين علينا جميعا كأبناء لهذه المهنة، وعلى كل حالم بمساحات أوسع للتعبير عن مشاكله، وكذلك على كل من يريد بناء وطن يتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش، وكل من يريد أن تكون لدينا صحافة تعبر عن جموع المواطنين، وليس طرف واحد مهما علا شأنه وعظمت مكانته.

وأضاف في مؤتمر صحفى اليوم :" يبقى أن تحقيق مطالب وتوصيات المؤتمر وضمان فعاليتها لا بد أن يأتي ضمن حزمة من الإجراءات العامة على رأسها إرساء قواعد الديمقراطية في المجتمع وتوسيع مساحات الحرية المتاحة للتعبير عن الرأي، ورفع القيود عن المؤسسات الصحفية والإعلامية بما يُبرز التعدد والتنوع، ويساعد على صناعة محتوى صحفي يليق بالمتلقي المصري والعربي، ويتيح فرصا متساوية لجميع الأطراف للتعبير عن نفسها، ووقف التدخلات في العمل النقابي، وتحريره من أي قيود تعوقه، وتحرير المجال العام من القيود التي تمنع النقابات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب من الحركة، والعمل بحرية، والتفاعل فيما بينها بما يتيح لها تمثيل جموع الموطنين، والتفاوض من أجلهم، فلا حوار منتج أو يحقق هدف التغيير والتطوير بنفس الأدوات القديمة.

وأوضح أن المؤتمر العام  السادس للصحافة المصرية شدد على أن إعادة الاعتبار للتنوع في المجتمع، من خلال صحافة حرة ومتنوعة عبر تحرير الصحافة والصحفيين من القيود المفروضة على عملهم وعلى حريتهم في ممارسة مهنتهم سيظل ضمانة رئيسية ليس للصحفيين وحدهم، ولكن للمجتمع بكل فئاته، فحرية الصحافة ليست مطلبا فئويا ولا ريشة توضع على رأس ممارسي المهنة، ولكنها طوق نجاة للمجتمع بأسره، وساحة حوار دائمة مفتوحة للجميع لمناقشة كل قضايا الوطن والمواطنين، فمطالب الصحفيين لا تقف عند حدود العمل اليومي، ولكنها تمتد أيضًا إلى المناخ العام الذي يحكم عمل الصحافة، وكذلك الأوضاع الاقتصادية للصحفيين والمواطنين.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: قرار حظر استضافة العرافين يعزز دور الإعلام في نشر الوعي والثقافة
  • أمين مجمع البحوث الإسلامية: الحفاظ على المال العام واجب شرعي وأخلاقي
  • نواب البرلمان عن قرار منع استضافة العرافين والمنجمين: يستهدف بناء إعلام مستنير يسهم في نهضة المجتمع
  • أمير المنطقة الشرقية يشهد توقيع اتفاقيات تعاون بين بنك التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المحلي
  • «الأوقاف».. عناية بالعمل الدعوي وخدمة المجتمع (ملف خاص)
  • مناقشات ساخنة داخل محلية النواب.. أزمة الكلاب الضالة وتحديات التنفيذ
  • تتويج "أكاديمية ماليات" من بنك مسقط بجائزة "أفضل مبادرات المسؤولية الاجتماعية"
  • المفتي: الرقابة التزام ديني وأخلاقي يتطلَّب الإحساس تجاه المجتمع
  • عميد كلية الإعلام السابق: الرياضة تؤثرعلى المزاج العام المصري أكثر من الأحداث السياسية
  • البلشي: إعادة الاعتبار للتنوع في المجتمع بصحافة حرة ضمانة لكل فئاته