وسط الاضطرابات غير المسبوقة فى التاريخ الأمريكى أطلت «كامالا هاريس» نائبة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» وهى تسعى اليوم للترشح فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى تعقد فى نوفمبر القادم. وتتمتع نائبة الرئيس حاليا برحلة سلسة قد لا تدوم طويلا، والتى وصفت بأنها شهر عسل «هاريس»، حيث اجتمعت الطاقة الايجابية لإعطاء المرشحة الديمقراطية دفعة من الزخم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، لا سيما أن ما حولها يؤكد أن هناك طريقا أمامها لاعادة تأكيد نفسها كمرشحة بعيدا عن الصعوبات التى واجهت حملتها من قبل فى عام 2020 للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، وهى الحملة التى كانت مليئة بالخلافات الداخلية وافتقرت يومها إلى الرسائل الواضحة، ومن ثم كانت المرشحة عرضة للمقابلات المحرجة والأخطاء.
فى العام 2020 وأثناء محاولة «هاريس» الرئاسية الفاشلة آنذاك، اتجهت بشكل حاد إلى اليسار لتكون أكثر انسجاما مع الناخبين الديمقراطيين فى الانتخابات التمهيدية مع ما يواكبها من ضغوط حيث تكون أولوياتها السياسية مختلفة تماما عن الركض نحو خط النهاية فى الانتخابات العامة. وقبل ذلك بعام أصدر «ترامب» مقطع فيديو بعنوان (لقاء مع الراديكالية كامالا هاريس من سان فرانسيسكو)، والذى يتضمن العديد من السياسات التى دعمتها وقتئذ. وفى معرض التعليق على أدائها قال محلل استراتيجى ديمقراطى: (القادة الجيدون يغيرون مواقفهم من السياسة، ولكنهم لا يغيرون مبادئهم، ورايس لن تغير أيا من مبادئها).
ولا شك أن السيدة «هاريس» ستكون مرتبطة بسجل الإدارة الديمقراطية الحالية بسلبياتها وايجابياتها. ولقد علق الجمهوريون قضية الهجرة حول رقبتها، ووصفت بأنها «قيصر الحدود». وفى بيان تضمن إعلانات ترويجية تستهدفها قال من يدير لجنة العمل السياسى التابعة لحملة الرئيس السابق «دونالد ترامب»، قال فى معرض تعليقه: «كامالا هاريس معروفة حاليا فقط بأنها نائبة رئيس فاشل وغير ذات شعبية. طعنت رئيسها فى ظهره لتأمين ترشح لم تكن لتتمكن من الحصول عليه». وما يبدو اليوم أن الأمر يزداد سوءا ، فهى لن تتمكن من إبعاد نفسها عن سجل «جو بايدن»، ولكنها قد تكون قادرة على إظهار سجلها فى صورة أفضل للناخبين لا سيما عندما تشرع فى مواجهة هجمات الجمهوريين. وما يمكنها فعله لمواجهة هذا الأمر سيتعلق بالمستقبل بطرق سيكون من الصعب على رجل يبلغ 81 عاما القيام بها.
إن خلفية «هاريس» فى مجال إنفاذ القانون هى نقطة قوتها العظمى، وهى القوة التى لم تكن قادرة على استخدامها بالكامل فى حملة الحزب الديمقراطى فى عام 2019 عندما كان إصلاح الشرطة قضية رئيسية. واليوم سينظر إليها الناخبون باعتبارها شريكة ومساعدة الرئيس «بايدن». وفى الأسابيع المقبلة ستحسم المعركة لتحديد هوية السيدة «كامالا هاريس» من خلال كلماتها، ومن خلال الأصوات التى ستحصل عليها، والتى ستقطع شوطا طويلا نحو تحديد كيف ينظر إليها الجمهور عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع فى نوفمبر القادم. سوف تحدد معركة الانتخابات القادمة ما إذا كان شهر العسل سينتهى بحزن شديد للديمقراطيين، أو يتحول إلى علاقة للتعامل معهم فى ولاية جديدة تستمر لمدة أربع سنوات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي سناء السعيد انتخابات الرئاسة الأمريكية کامالا هاریس
إقرأ أيضاً:
هزمها السرطان.. وفاة أول نائبة سوداء في الكونغرس الأمريكي
توفيت ميا لاف، أول نائبة سوداء في الكونغرس عن الحزب الجمهوري عن عمر ناهز 49 عاماً بعد صراع استمر ثلاث سنوات مع سرطان الدماغ.
أعلنت عائلتها نبأ وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي قائلة "بقلوب ممتنة مليئة بتأثير ميا العميق على حياتنا، نريدكم أن تعلموا أنها توفيت بسلام".
انتُخبت لاف نائبة في الكونغرس عام 2014 لتصبح أول امرأة سوداء في الكونغرس عن الحزب الجمهوري وأول مشرعة سوداء تمثل ولاية يوتا.
ومثلت لاف دائرة الكونغرس الرابعة في ولاية يوتا في الفترة من عامي 2015 إلى 2019 وعملت في العديد من اللجان التي كان من بينها لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب.
وشُخِّصت ميا لوف عام 2022 بورم أرومي دبقي، وهو أحد أخطر أنواع الأورام الدماغية، لكنها لم تكشف عن مرضها علناً إلا في مايو (أيار) 2024 خلال مقابلة مع CNN، حيث تحدثت عن خضوعها لعلاج مناعي تجريبي.
View this post on InstagramA post shared by Mia (@mialoveutah)
وفي مارس(آذار) 2025، أعلنت أن مرضها لم يعد يستجيب للعلاج، وكتبت رسالة وداع مؤثرة نُشرت في صحيفة "Deseret News"، عبرت فيها عن امتنانها لعائلتها وبلادها، متمنية أن تظل أمريكا التي عرفتها قائمة على الحرية والمبادئ الديمقراطية.
Former U.S. Rep. Mia Love of Utah, a daughter of Haitian immigrants who became the first Black Republican woman elected to Congress, died Sunday.
Read more here: https://t.co/w3PP1YPOJf pic.twitter.com/OUJ0oqSIVc
ووُلدت ميا لوف في نيويورك لأبوين مهاجرين من هايتي، ونشأت في ولاية كونيتيكت، قبل أن تنتقل إلى يوتا عام 1998، وتركت ميا زوجها جيسون وأطفالهما الثلاثة، أليسا، أبيجيل، وبيتون.