بوابة الوفد:
2025-03-25@13:08:08 GMT

الطبيب دائماً مُتهم

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

ولذلك سبب لا نعرفه حتى الآن ولا يعرفه جموع الأطباء ما الذى يدفع الناس الى كره الطبيب أو تحميله وفاة مريض اذا كانت الأقدار بيد الله كما تعلمون وما على الطبيب إلا الأخذ بالاسباب والتى منها ما هى معلومة وأغلبها غير معلوم فيجعل الناس يتركون كل شئ ويمسكون فى الطبيب.
وأتحدث هنا عن المريض الذى يحمله الأهل فى حال إعياء شديد أو حادث أو ما شابه ذلك من أحداث مرضية من إغماء أو غيره وعندنا بروتوكول للعمل فى كل حالة بطبيعة الحال يعرفها المتمرس ويعرفها الخبير الذى قضى عمره فى المستشفيات ويعلم كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، وبطبيعة الحال كل طبيب فى تخصصه فليس كل نزيف هو حالة أوعية دموية فقد ينزف مريض القلب وقد ينزف مريض الكبد وقد تنزف البواسير والمرأة أيضاً تنزف وكل حالة من هؤلاء يعالجها طبيب مختلف وإن كان الذى يجمع بينهم هو كلمة النزيف فقط.


وهذا على سبيل المثال وليس الحصر لأن الطب لا يُجمع فى مقال واحد ولا حتى فى كتاب ولكن لمحاولة إزالة آثار الاتهام عن أهم فئة فى مجال العمل من أجل الصحة التى أمرنا الله أن نحافظ عليها وهو إظهار ما يحدث داخل «الغرف المغلقة» من كل الأجهزة الطبية لأن هذا أشرف مكان (وهنا أتحدث عن نفسي) عملنا فيه وهو قسم الاستقبال ومن بعده أى شئ لأنك فى لحظات لا بد أن تفهم حالة المريض فتشخص وتعالج فى لحظات وقد يكون ذلك أمام الأهل والأحباب وقد تتخذ قراراً مصيراً فى لحظات أو تجد أنه ليس عنده شئ أو متمارض وقد تتخذ قرار عملية عاجلة أو تقر بحدوث وفاة فى ذهول الأهل مما تقول وتظل ثابتاً وهذا من أصعب الأمور التى تمر علينا.
والطبيب إن بدا صلباً فى مثل هذه الحالات فقد لا يتمالك نفسه من البكاء فى بعض الأحيان وقد بكيت بكاء شديداً على أم مات ولدها لأننى تأثرت جداً ببكائها وقد ماتت هى بعده بفترة قصيرة.
بطبيعة الحال تجد فى كل مهنة «أندال» وهناك من يذهب ليهمس فى أذن الأهل أن الطبيب لو كان فعل كذا لكان كذا أو لو لم يجرى له العملية، لكان لم يمت وهذه أنفس مريضة وهو زائلة الى مزابل التاريخ وإلى جهنم لا محالة فلا يوجد سبب لأفعالهم ولا يوجد سبب لأن يتنازل الطبيب عن حقهم منهم يوم القيامة إذا وقفوا بين يدى الله ففضح أعمالهم، ولكن نقول إن الأهل لا بد أن يكون عندهم أيضاً وعى، وأذكر أحد الجيران الأعزاء وهو سفير قد اتصل بنا، لأن أخاه قد مات فى عيادة طبيب أسنان وبطبيعة الحال لم أسأل هل أعطاه الطبيب بنج أو لا، لأن الكل سألنى ذلك وإن كان الكل يريدون تحميل الطبيب المسئولية وحتى لم أسأل عن اسم الطبيب ولا أين العيادة وإن أجبت أن الوفاة قد تحدث من بنج الأسنان وقد لا تحدث منه والطبيب مهما حدث لا يريد أى أذى للمريض وما من أحد منا إلا وأخذ بنج أسنان فلم يمت بعد.
ويقول العارفون بالاتهام إنه شر للأنام دون إلهام فحافظ على الدوام والرياضة بانتظام تكفى شر الآلام وتعيش فى سلام.

استشارى القلب- معهد القلب
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي استشارى القلب معهد القلب

إقرأ أيضاً:

عيد.. "الأمهات"

لم ينل عيد الأم هذا العام الذى وافق يوم الجمعة الماضي 21 مارس، كل هذا الصخب الذى كان يحدثه هذا اليوم على مدى السنوات القليلة الماضية، ذلك أن اليوم جاء مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان، وانشغال الكثيرين بأداء العبادات والتجهيز لأيام عيد الفطر.

تستحق الأمهات كل احتفاء وتكريم، فأن تكوني أما فتلك حالة لا يمكن لأحد وصفها، تلك المشاعر الفطرية التى يغرسها الخالق عز وجل فى قلب كل أم تجاه مولودها هى مشاعر لا تعرف للعطاء حدودا، فمن يمرض صغيرها أو يصاب بمكروه، تدعو الله بقلب خالص، وتتمني أن تصاب هي بدلا من صغيرها.

مشاعر الأم التى تدخل مباشرة إلى المطبخ فور عودتها من العمل وقبل أن تستبدل ملابسها، حتى تتمكن من الانتهاء بسرعة من إعداد وجبة الغداء، قبل أن يأتي زوجها وأولادها، والتى تهرع إلى إعداد نوع من الطعام طلبه الزوج أو أحد الأبناء حتى لو كان ذلك فى وقت متأخر من الليل أو خلال وقت ضيق، تلك مشاعر لا تحتاج إلى من يتناقش بشأن كونها ملزمة أو غير ملزمة بها، فتلك هى الفطرة وهى طبيعة الحال، فالأم والزوجة هى عمود خيمة بيتها، الذى على أساسه تبني الأسرة وتستمر في العطاء.

هناك نوع آخر من الأمهات اختبرهن الله عز وجل فى إصابة أحد أبنائها بالإعاقة، ووفقًا للأرقام الرسمية، فقد بلغت أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة 8.636 مليون شخص.

هذه الأعداد- وهى ليست قليلة- يقف وراءها أمهات تكابدن متاعب جمة دون أن يشعر بهن أحد، هناك منهن من تتحمل وتصبر وتحاول بشتى الطرق دفع طفلها للأمام وصنع المستحيل لوضعه على طريق موهبة أو نشاط رياضي أو فنى، ورأينا نماذج تستحق رفع القبعة لهن، لكن فى النهاية الحمل ثقيل، مثل هؤلاء قلت مرارا إنهن أمهات "مع مرتبة الشرف".

جميعنا يكن بين طيات مشاعره حبا من نوع خاص تجاه أمه، فذلك الرباط الذى هو سر الحياة، خلق نوعا من الحنو الفريد بين كلا الطرفين، عند الميلاد يتحسس الوليد رائحة أمه، قبل أن تبصر عيناه، ويطمئن إلى وجودها بجواره، فينام مستأنسا بدقات قلبها.. .

فقدان الأم هو اليتم الحقيقي، فأنت عندما يتوفى الله والدتك تتملكك مشاعر الغربة والوحدة، حتى وإن كنت بين إخوتك ووالدك، ذلك الشعور الذى تقع تحت وطأته وتظل تعاني منه طيلة حياتك حتى بعد أن تصبح أبا وزوجا..

جميل حقا أن نحتفل بالأمهات فى محاولة للاعتراف بفضلهن والامتنان لهن، غير أن هذا الاحتفال انحرف عن مساره خلال السنوات الماضية، وأصبح احتفالا صاخبا لا نراعي فيه مشاعر أطفال صغار غادرت أمهاتهم الحياة، أو حتى كبارا لا يطيقون "تقليب" مواجع فقدان الأم، وابتدع البعض فكرة تقديم الهدايا لمعلمات المدرسة فى عيد الأم، وأصبح الأمر وكأنه فرض على كل الطلاب ناهيك بالطبع عن أنه عبء مادى يضاف على كاهل الأسرة المنهكة فى مصروفات المدارس والدروس وخلافه.

جاء يوم عيد الأم هذا العام موافقا ليوم الجمعة ولأيام شهر الصيام ليرشِّد من التزيد والصخب فى الاحتفال، الذى نتمنى أن يقتصر فى قادم الايام على زيارة الأبناء لأمهاتهم وبرها وتقديم الهدايا لها فى هدوء، حتى لا يكون ذلك سببا فى جرح مشاعر "اليتامى".. .رحم الله من توفي منهن وبارك فى أعمار الأحياء.. وكل عام وكل الأمهات بخير.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز توكيل الأهل أو الجهات الخيرية في إخراج زكاة الفطر؟
  • شارك طفولته والمنتخب.. من هو صديق بيلينغهام المقرب؟
  • محامية الطبيب أبو صفية تتحدث لـعربي21 عن ظروف اعتقاله وتعذيبه
  • محامية الطبيب أبو صفية: الاحتلال يضغط على موكلي للاعتراف بتهم لا علاقة له بها
  • محامية الطبيب حسام أبو صفية تكشف تعرضه للتعذيب في سجن عوفر
  • عيد.. "الأمهات"
  • الخضيري: لا تقم بأي تحليل دم أو غيره إلا بطلب من الطبيب
  • بسمة جميل: الرئيس السيسي يؤكد دائما أن المرأة المصرية عماد الأسرة والمجتمع
  • برلماني: قانون المسئولية الطبية متوازن بين حق المريض وحق الطبيب
  • وزيرة التضامن للرئيس: ستبقى دائما في قلب دعاء كل أم مصرية