خلفان الطوقي

 

تتكامل الدول مع بعضها البعض خاصة إذا كانت تجمعها منظومة نموذجية مثل منظومة مجلس التَّعاون لدول الخليج العربية، خاصة أنها أكملت ما يقرب من أكثر من 43 عامًا من التعاون والتنسيق والتكامل، وبالرغم من أوجه التعاون والتكامل، إلّا أنَّ المواطن الخليجي يرغب في المزيد من المبادرات النوعية الملموسة في حياته اليومية وكل جوانبها، وربما ستكون مبادرة التأشيرة الخليجية الموحدة إحدى قصص النجاح التي سوف تُسطِّرها أمانة مجلس التعاون الخليجي، والمُزمع البدء فيها بنهاية العام الجاري، ومطلع عام 2025، التي تستهدف إصدار تأشيرة خليجية موحدة للمُقيمين في إحدى الدول الخليجية الستة، أو ممن يرغب في السفر إليها من غير المُقيمين فيها.

ورغم أنه كما يُقال دبلوماسيًا إنه على دول الخليج أن تتكامل، لكن الواقع وعمليًا التكامل والتنسيق يكون في جوانب مُعينة، والتنافس في باقي المجالات، ولأنَّ الحديث هنا عن التأشيرة الخليجية الموحدة، فعلى الأنظمة والإجراءات والتشريعات والمتطلبات أن تتكامل فيما بيننا كدول خليجية، وهذا ما تعكف عليه الفرق الفنية الخليجية في أمانة مجلس التعاون، ولكن ما دون ذلك تبقى المنافسة متاحة ومشروعة فيمن يستطيع استقطاب أعداد إضافية من السياح والزوار إلى بلده، وقدرته في مضاعفة الفرص الإيجابية والعوائد المنوعة من هذه التأشيرة الخليجية الموحدة، والتي تستهدف مجالات مختلفة وأهمها المجال السياحي.

ولأن عُمان دولة سياحية من الدرجة الأولى، وتزخر بوجهات سياحية جذابة على مدار العام، وبها مواسم ومهرجانات ومبادرات سياحية عديدة، فمن المناسب للحكومة أن تكون على أهبة الاستعداد المبكر والجاهزية الكاملة لهذه الخطوة النوعية والتي تفصلنا عنها شهور قليلة.

ومن هذا المنطلق ومن باب التفكير بصوت عالٍ، اقترح تشكيل فريق عمل مؤهل يضم ممثلين وأعضاء من عدة جهات كوزارة التراث والسياحة ووزارة الاقتصاد وشرطة عُمان السلطانية وبلدية مسقط وبلدية ظفار ومكاتب المحافظين والأكاديمية السلطانية للإدارة وجامعة السلطان قابوس وممثل عن لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان، ومن ترى اللجنة الرئيسية إضافته إلى فريق العمل، ليكون فريقًا علميًا وعمليًا متكاملًا ومساندًا ويغطي المبادرة من جميع جوانبها.

مهمة هذا الفريق تتمثل في اقتراح التوصيات العملية للأهداف التنافسية، مثل مضاعفة أعداد الزوار، وزيادة العوائد المالية، وجعل عُمان أكثر البلدان جاذبية لهذه التأشيرة الموحدة، وإقناع السياح والزوار بقضاء أطول مدة في السلطنة، مع أسهل إجراءات حدودية لدخول عُمان من جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، وغيرها من توصيات وخطط تنفيذية يمكن رفعها لمجلس الوزراء الموقر للاعتماد، ورصد الموازنات المالية اللازمة، وتعيين الفرق التنفيذية الفرعية للقيام بالجهود داخل عُمان وخارجها.

 

ختامًا.. للاستفادة القصوى من التأشيرة الخليجية الموحدة لا بُد من الاستعداد المبكر لها ومن جميع جوانبها، وأن يكون العمل والجهد جماعيًا، وعدم إلقاء المسؤولية على جهة واحدة بعينها، بالرغم من إمكانية جهة حكومية واحدة أن تقود المبادرة وتكون المحرك الجوهري (الدينامو) كوزارة التراث والسياحة، لكنها تحتاج إلى الجهود الحكومية التكاملية لضمان نجاح جهود فريق العمل، ومضاعفة المُحصِّلة المرجوة سواء السياحية أو غير السياحية، فكلما تعاونت الجهات الحكومية وشبه الحكومية والجهات المدنية، سَهُلَ وزن الحمل وتحمل الجميع أعباء المسؤولية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الداخلية: إطلاق بطاقة السكن الإلكترونية خلال العام الحالي

شبكة انباء العراق ..

تعتزم وزارة الداخلية المباشرة بتنفيذ مشروع بطاقة السكن الإلكترونية خلال العام الحالي ضمن المرحلة الثانية من المشروع الوطني للبطاقة الموحدة.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة العميد مقداد ميري تصريح للصحيفة الرسمية : إن “المشروع المزمع إطلاقه خلال العام الحالي يهدف إلى تحويل بطاقة السكن الورقية إلى إلكترونية، ودمج بياناتها ضمن ملف المواطن في قاعدة بيانات البطاقة الوطنية”.

وبين أن “المرحلة الأولى من المشروع الوطني للبطاقة الموحدة تضمنت إنشاء قاعدة بيانات موحدة لكل مواطن تمنحه رقمًا وطنيًا يرافقه من الولادة حتى الوفاة، ويضم جميع معلوماته الأساسية، أما الثانية فتشمل إدخال عنوان السكن ضمن قاعدة البيانات بحيث تُربط مراكز المعلومات في بغداد والمحافظات بمركز رئيس يقوم بتحديث بيانات السكن الجديدة، استنادًا إلى الرقم الوطني للمواطن”.

وأشار ميري إلى أن “هذه البيانات لن تظهر على البطاقة الموحدة أو على الشريحة الإلكترونية المقروءة، بل ستكون محفوظة حصريًا في قاعدة بيانات مديرية شؤون البطاقة الوطنية”، موضحا أن الجهات التي ترغب في الحصول على عنوان سكن المواطن، يجب أن تحصل على موافقة المدير العام وفقًا لقانون رقم 3 لسنة 2016، بعد تقديم طلب رسمي يوضح الحاجة إلى هذه المعلومات.

كما بين أن الرقم الوطني سيكون المفتاح الرئيس للوصول إلى جميع البيانات المحفوظة لدى مديرية شؤون البطاقة الوطنية.

user

مقالات مشابهة

  • كتلة نينوى تطالب بحل مجلس المحافظة: تحول لساحة صراعات ومزايدات
  • كتلة نينوى الموحدة تطالب بحل مجلس المحافظة لفشله وفساده
  • ‏‎ فريق سيدات طائرة الأهلي يبدأ الاستعداد لمواجهة مايو الكاميروني
  • نينوى الموحدة تطالب بحل مجلس المحافظة وتتهم جهة سياسية بخلق الفوضى
  • الداخلية: إطلاق بطاقة السكن الإلكترونية خلال العام الحالي
  • الشعبة البرلمانية الإماراتية تترأس اجتماع ممثلي المجالس التشريعية الخليجية مع وفد مجموعة غرولاك في طشقند
  • الشركسي: المركزي لن يتمكن من الدفاع عن سعر الصرف الجديد
  • عضو في نينوى الموحدة: مكتب الحاصود يمنع أمين السر من الدخول
  • فقرات فنية تبرز الهـوية الثقافية العُمانية فـــــي افتتـاح دورة الألعـاب الشـاطئية الخليجية
  • "الأحمر" للطيران الشراعي يحقق ميداليتين بـ"دورة الألعاب الشاطئية الخليجية"