جبهة الإسناد اليمنية عصية على حسابات الأعداء
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
و أجمعت التقارير على أنه من الصعب جداً ردع القوات المسلحة اليمنية عسكرياً، أو حتى الصمود في حرب استنزاف أمامها،
مشيرة إلى أن وقف الإبادة الجماعية في غزة تظل هي الطريقة المباشرة المضمونة لوقف العمليات اليمنية.
ونشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، الجمعة، تقريراً أكدت فيه أن اليمن "أثبت أنه مشكلة عنيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها" مشيرة إلى أن "أفضل الجهود التي بذلها التحالف بقيادة الولايات المتحدة فشلت في ردع اليمنيين وكبح جماحهم".
واعتبر التقرير أن الهجمات المساندة لغزة التي شنتها القوات المسلحة اليمنية خلال يوليو الفائت أكد "إصراراً على عدم التراجع".
وأضاف أن "محاولات القصف لن تنجح في إخضاع اليمنيين" حسب تعبير المجلة، مشيراً إلى أن القوات اليمنية "تستطيع أن تتحمل هجمات أكبر وأن تستمر في شن الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل".
ويرى التقرير أن القتال ضد الولايات المتحدة وإسرائيل يشكل "جزءاً أساسياً" من الهوية التي يعرف بها اليمنيون أنفسهم من خلال شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل".
واعتبر أن "المشكلة التي تواجه الولايات المتحدة هي أنها ركزت كثيراً على الأبعاد العسكرية للصراع" لافتاً إلى أن العمليات اليمنية تكسب صدى كبيراً، وتعزز الالتفاف الشعبي حول صنعاء.
وأضاف أن "الولايات المتحدة لا تملك سوى خيارات قليلة" عندما يتعلق الأمر بالرد على اليمن، مشيراً إلى أنه "حتى الآن، فشلت الضربات العسكرية، والعقوبات، ومن غير المرجح أن يؤدي تصعيد نطاق وشدة الضربات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تغيير الحسابات، أو الديناميكيات العسكرية للصراع بشكل كبير".
وأشار التقرير إلى أن القوات المسلحة اليمنية "تستطيع استخدام التكنولوجيا منخفضة التكلفة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار في الجو والبحر" لافتاً إلى أن اليمنيين "وبعد عقود من الحرب ، أصبحوا ماهرين في نقل وإخفاء أصولهم. وحتى لو أسقط التحالف الذي ترعاه الولايات المتحدة القنابل في جميع أنحاء أراضيهم، فإن مثل هذا الهجوم لن يقلل من القدرات العسكرية "لليمنيين" إلى الحد الذي يوقف هجماتهم" بحسب تعبير المجلة.
وأضاف أن "الأسوأ من ذلك هو أن حملة القصف المتسارعة من شأنها أن تزيد من خطر التصعيد وسوء التقدير" وأن توسيع الضربات على اليمن "سيعيد الولايات المتحدة إلى نفس الفوضى التي واجهتها عندما دعمت تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في عام 2015، حيث أدانت العديد من البلدان والمؤسسات الدولية هذا التدخل ـ والدور الأميركي في تمكينه ــ بسبب الخسائر المروعة التي خلفها من الضحايا المدنيين والكارثة الإنسانية التي أعقبت ذلك".
وأشار إلى أن توسيع حملة القصف على اليمن ستخلق "زخماً أكبر لشن هجمات ضد الأصول الأميركية في المنطقة" معتبراً أن "واشنطن لا تريد أن تدعو إلى مثل هذا التصعيد".
وخلص التقرير إلى أن "الطريق الأكثر مباشرة" لإيقاف الهجمات اليمنية هي "التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة".
وبدون ذلك اعتبر أن "أفضل فرصة" أمام الولايات المتحدة لمواجهة العمليات اليمنية المساندة لغزة هي "إدارة حملة إعلامية خاصة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه هذه العمليات.
لا يمكن لواشنطن استنزاف اليمن
من جهتها نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، يوم الخميس، تقريراً أكدت فيه أن "القصف الجوي للأهداف العسكرية في اليمن من قبل الطائرات الأميركية والبريطانية لم يضعف حكومة صنعاء"، بل أبرز دورها الإقليمي، مشيراً إلى أن "شعار (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) أصبح سياسة قابلة للتنفيذ".
وأضافت المجلة أنه "لا يمكن للقوات المتحالفة أن تأمل في الفوز في حرب من الجو، وخاصة ضد منطقة معادية معروفة بكهوفها الجبلية التي تعبر المرتفعات الشمالية للبلاد، فقد صمدت هذه التضاريس نفسها أمام قرون من الحروب الإمبراطورية العثمانية، وخمس سنوات من الغارات الجوية المصرية المكثفة خلال الستينيات، ومؤخرا حملة القصف والحصار السعودي في عام 2015".
وأوضحت أن القوات المسلحة اليمنية "التي قاتلت السعوديين حتى أوقفتهم، والتي ينحدر مقاتلوها من نفس القبائل التي اشتبكت مع العثمانيين والمصريين، تعرف جيداً عبث الحملات الجوية، وعليه فإنها مستعدة لانتظار انتهاء الصراع إلى الأبد".
وأضافت أنه "وإذا كانت إدارة بايدن تأمل في أن تصمد أكثر من (اليمنيين) في حرب استنزاف، فقد خسرت الرهان بالفعل".
الضربات "الإسرائيلية" بلا قيمة عسكرية
وفي تقرير نشره يوم الجمعة، أكد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (وهو مركز أبحاث بريطاني) أن القصف الذي نفذه العدو الصهيوني على الحديدة "لن يكون له على الأرجح تأثير عملي، أو نفسي" على اليمن، معتبراً أن اختيار خزانات الوقود كأهداف للقصف يشير إلى عدم امتلاك العدو بنك أهداف عسكرية رئيسية في اليمن.
وأضاف أن استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار "يتطلب أصولاً منتشرة مسبقاً في اليمن ومحيطها من أجل رد الفعل السريع، وهو ما لا تملكه إسرائيل" مشيراً إلى أن الضربات الأمريكية والبريطانية على هذه المواقع "فشلت حتى الآن" وهو ما دفع العدو الإسرائيلي إلى اختيار أهداف أخرى غير عسكرية "من أجل تحقيق أثر سياسي" بحسب التقرير.
وأكد التقرير أنه "إذا كان الهدف من الغارات الجوية هو ردع "اليمنيين" عن شن المزيد من الهجمات، فلا يبدو أنها نجحت" مشيراً إلى أن السيد عبد الملك الحوثي قد أعلن عقب الهجوم على "تل أبيب" عن "مرحلة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل".
وأضاف" أن القوات اليمنية "ستواصل بلا شك شن الهجمات على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر وخليج عدن طالما سمحت لها أسلحتها بعيدة المدى بذلك".
وأشار التقرير إلى أن الهجوم "الإسرائيلي" على محافظة الحديدة زاد من حشد الدعم الشعبي للعمليات اليمنية المساندة لغزة في مختلف أنحاء العالم العربي، حتى بين "أولئك الذي يعارضون" صنعاء، كما "زاد من عزل إسرائيل عن دول الخليج التي تفضل البقاء على الحياد على الرغم من قلقها تجاه الدعم اليمني للفلسطينيين".
هذه التقارير التي تضاف إلى سلسلة طويلة من الدراسات والاعترافات العسكرية الرسمية التي أكدت خلال الفترة الماضية صعوبة المواجهة مع اليمن ووقف جبهة الإسناد اليمنية لغزة، تبرهن نجاح القوات المسلحة اليمنية في تثبت موقعها المؤثر والمتقدم في الصراع مع العدو الصهيوني ورعاته، كأمر واقع لا مجال لتجاوزه أو إلغائه، كما تبرهن على أن كل الحسابات التي يعول عليها الأعداء لردع اليمن بدءاً من الضغط العسكري، وصولاً إلى الابتزاز السياسي وحملات التشويه، ليست سوى خيارات اضطرارية لحظية لا أفق لها، لأنها مدفوعة بحقائق العجز المعترف به عن ردع اليمن.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
القوات اليمنية تصعد من عملياتها المساندة لغزة
ونفذت القوات المسلحة مساء الاثنين عملية نوعية طالت هدفاً عسكرياً في "يافا" المحتلة، التي يطلق عليها العدو تسمية "تل أبيب" وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2.
ويأتي هذا الاستهداف بالتوازي مع عودة التصعيد الأمريكي من جديد في استهداف مناطق يمنية، حيث نفذ غارات عدوانية على محافظتي حجة والحديدة، في حين يتعالى الصراخ الصهيوني، ويؤكد المسؤولون بأنهم على استعداد شن هجوم واسع على بلادنا.
وشكل الصاروخ حالة رعب في أوساط الصهاينة، حيث دوت صافرات الإنذار في "تل أبيب"، وأثارت الخوف والهلع في صفوف المستوطنين، وأصيب بعضهم جراء التدافع، كما دخل الملايين إلى الملاجئ بحسب وسائل إعلام صهيونية.
وتعليقا على هذه العمليات أكد الخبير العسكري مجيب شمسان أنه كلما كان هناك تصعيد عدواني فإن صنعاء ستصعد أكثر، موضحاً أن الجيش اليمني يعبر بطريقته، وأنه لا يتأثر بأي تحركات على المستوى العسكري، أو على أي مستوى لتحرك الأدوات في المنطقة.
وأشار في لقاءٍ له على قناة "المسيرة" إلى أن كل ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية تنفيذاً لرغبة الشعب اليمني الذي يخرج في المسيرات في كل جمعة بميدان السبعين ومختلف المحافظات، مؤكداً أن صنعاء محصنة بإيمانها بالله وثقتها به وبجبهتها الشعبية، لافتاً إلى أن هناك تناسق بين الجبهة الشعبية والقوات المسلحة.
من جانبه يؤكد المختص في الشؤون الإقليمية الإعلامي خليل نصر الله أن صنعاء تشكل رافداً مؤثراً لقوى المقاومة، في الحرب وفي التفاوض، خصوصاً غزة،
مشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية لا تزال مؤثرة وتتصرف كجزء من محور المقاومة، رغم خسارة الأخير بعض النقاط.
وقال: "هؤلاء لا يقرأون ولا يتابعون ما تقوله واشنطن وما تتصرف به وما يخرج من تل أبيب نفسها، واليمن، بلد واسع ومعقد، وقواته الناشئة غير معلومة، والجهد الاستخباري المعادي اتجاهها فتي، وهي تراكم وتتقن المناورة".
ويتابع اليمن التحركات الأمريكية باهتمام بالغ، والتي تتزامن مع تحركات للمرتزقة، ومحاولة تفجير الجبهات من جديد خدمة للعدو الإسرائيلي.
وفي الصدد يقول نائب وزير الخارجية السابق حسين العزي إن أي تصعيد أمريكي مرتقب قد يطال المدن والمدنيين أو يستهدف حياة أي يمني أو يمنية بشكل عام، فإنه سيمنح صنعاء الحق الكامل في استهداف مصالح أمريكا أينما وجدت.
وحمل العزي في سلسلة تدوينات على صفحته الشخصية بمنصة "إكس"، واشنطن المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد تنوي تنفيذه داخل اليمن، مبيناً أن صنعاء لا تبدأ لكنها سترد وهي باستمرار جاهزة لمواجهة التصعيد بالتصعيد، لافتاً إلى أن سلام البحر مرتبط بسلام غزة، في إشارة إلى ارتباط العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بالحرب التي يشنها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني على مدى 15 شهر.
القدرات اليمنية في تفوقٍ مستمر
من جهةٍ أخرى أقر موقع أممي، الاثنين، بتفوق اليمنيين عسكرياً وقدرتهم العالية في الوصول إلى مواقع حساسة وحيوية عمق الكيان الصهيوني.
وقال موقع "ريليف ويب" التابع للأمم المتحدة إن الأشهر الأخيرة شهدت تحولًا ملحوظًا في تكتيكات "اليمنيين" حيث تطورت من التركيز السائد على العمليات البحرية، إلى حملة مكثفة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة في العمق الإسرائيلي.
وأضاف الموقع أن عمليات القوات المسلحة اليمنية الأخيرة تشير إلى تحول استراتيجي، حيث وقوات صنعاء تسعى جاهدة إلى فرض قوتها بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لـ "إسرائيل"، مبيناً أن اليمنيين أظهروا القدرة والاستعداد لمنع السفن المرتبطة بإسرائيل والتي تحمل العلم الأمريكي من المرور عبر البحر الأحمر.
وأشار موقع "ريليف ويب" إلى أن التطور المهم يشير إلى أن اليمنيين لم يعودوا راضين عن مجرد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل إنهم يهدفون إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل "إسرائيل"، مؤكداً أن العمليات اليمنية بعيدة المدى تُظهر قدرات اليمنيين في استهداف عمق الكيان الصهيوني، وتكشف مدى وصولهم الموسع، وعزيمتهم.