التبلدي والحناء رموز طبيعية تزين العين .. والجاذبية المغناطيسية تثير الدهشة

تُعد عين حشير بولاية مرباط في محافظة ظفار موردا مهما لمياه الشرب في المناطق الجبلية المجاورة، نظرا لندرة العيون الدائمة الجريان في المنطقة. رغم وجود بعض العيون المائية، إلا أن منسوب المياه فيها يتضاءل في بعض أوقات العام، لا سيما خلال فصل القيظ والشتاء.

قبل النهضة المباركة، كان أهالي مرباط يعتمدون على عين حشير لجلب مياه الشرب من خلال النزول إلى تجويف العيون المائية غير الظاهرة على السطح باستخدام الحبال، حيث تعبأ المياه في "النيد"، وهو وعاء مصنوع من جلد الوعل العربي يتسع لأكثر من 50 لترا ويباع بريالين فرانس.

وزارت "عمان" عين حشير وتجولت في جميع أرجاء العين، والتقطت العديد من الصور لجريان المياه والمناظر الطبيعية الخلابة التي تميز هذه العين عن غيرها من العيون المائية في جبال محافظة ظفار.

وتعتبر عين حشير مقصدا رئيسيا للسياح في فصل الخريف، حيث يستمتع الزوار بمشاهدة جريان المياه المتدفقة بقوة على الصخور حتى تصل إلى بحر العرب. وتقع العين على بعد 60 كيلومترا شرق ولاية صلالة، وللوصول إليها يجب الانعطاف يسارا قبل النزول من مرتفع الدمر باتجاه الشمال عبر الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة طوي اعتير مرورا بمنطقة الجاذبية. ما يميز العين هو وجود أشجار التبلدي أو الباوباب العملاقة النادرة، المعروفة عالميا باسم (Adansonia Digitata) ومحليا باسم "الكجي - هيروم ذري".

يوجد أيضا وادي "حنّاء" بمنطقة حشير، وهو امتداد للمجرى المائي البادئ من عين حشير، وسُمي بهذا الاسم نظرا لوجود شجرة الحناء التي تتميز بأوراقها الخضراء الجميلة وأزهارها الوردية أو البيضاء. استخدمت الحناء عبر العصور لصبغ الشعر والبشرة، ولها فوائد طبية عديدة مثل تعزيز صحة الشعر وتقوية الأظافر وتخفيف الآلام ومحاربة اضطرابات النوم وتسريع التئام الجروح.

وتعتبر منطقة "الجاذبية" أسفل عقبة حشير من المعالم السياحية، حيث تُظهر ظاهرة مغناطيسية تجعل السيارة تصعد للأعلى بمجرد تحرير الفرامل. وتجذب هذه الظاهرة العديد من الزوار الذين يرغبون في مشاهدة هذه الظاهرة الغريبة.

وأشار نائف بن أحمد العمري، عضو مجلس إدارة جمعية صون الطبيعة (مبادرة وعي)، إلى أن العين تستقطب السياح على مدار العام لكنها تفتقر إلى بعض الخدمات الأساسية مثل دورات المياه والمواقف. وأكد الحاجة إلى إنشاء ممشى آمن إلى شجرة التبلدي العملاقة التي يبلغ قطر جذعها 13 مترا.

وأضاف نائف العمري أن هناك بستانا طبيعيا من أشجار الليمون شمال عين حشير، حيث قام بعض المتطوعين من منطقة طوي اعتير بزراعة العديد من أشجار الليمون والمانجو منذ نحو أربع سنوات. وأكد أن أشجار التبلدي العملاقة، التي يصل عمرها إلى ألف عام، تُعتبر محلية وليست إفريقية كما يظن البعض.

وأشار العمري إلى أن أشجار التبلدي تعرضت لهجمات حشرة حفار ساق التين، ما أدى إلى سقوط بعض الأشجار. وقامت هيئة البيئة في ظفار بخمس حملات لمعالجة هذه المشكلة بالتعاون مع بلدية ظفار ومكتب والي مرباط والمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار ومبادرة وعي بصون الطبيعة. وأوضح أن مشروع منطقة الدمر يهدف إلى زراعة مجموعة كبيرة من أشجار التبلدي، مما سيعزز الحديقة الطبيعية الموجودة.

وأكد نائف العمري أن لشجرة التبلدي فوائد علاجية وغذائية وبيئية، تسهم في التوازن البيئي وتحفظ توازن التربة من الانجراف وتزيد من تساقط الأمطار. كما تُعتبر رعوية وغذائية وتفيد في علاج بعض الأمراض مثل الإمساك والقرحة المعوية ومرض التهاب الأمعاء.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الزيتون.. حصاد البركة

تشتهر محافظة مطروح وعدد من مدنها خاصة سيوة بزراعة أشجار الزيتون، ويأتى هذا الانتشار فى المدن الصحراوية لأن أشجار الزيتون لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، لكنها تروى بشكل موسمى على مياه الأمطار، أو المياه الجوفية الموجودة فى باطن الأرض، لذلك كل المدن الصحراوية داخل وخارج مصر، تشتهر بزراعة الزيتون، فهى غير مكلفة بالمرة، ولذلك تجد أغلب منازل مطروح القديمة بها شجر زيتون، وفى مثل هذا الموعد من كل عام يبدأ الحصاد، تجد أهالى كل منزل لديه شجرة يجمعون أو يحصدون زيتونها ويقصدون أقرب معصرة زيتون وهى منتشرة فى مطروح، وتتم عملية العصر، ويحتفظ كل منزل بالكمية المناسبة له، ويقوم بتوزيع جزء منها على الجيران والأقارب، وأحياناً من حضر عملية العصر يحصل على زجاجة هدية من صاحب الثمار.

فى مطروح وسيوة وأغلب مدن الصحراء الغربية تنتشر أشجار الزيتون فى أغلب الشوارع القديمة والحارات الشعبية فى مطروح ومدنها، لدرجة أنك تشم رائحته عن بعد.

زيت الزيتون هو ضيف دائم على مائدة الطعام فى مطروح.

فى هذا التحقيق المصور نرصد عملية حصد الزيتون.

يبدأ هذه الأيام موسم حصاد ثمار الزيتون، التى تنتشر أفضل أنواعه فى صحراء مطروح وسيوة، وتنتج كميات كبيرة وأنواع متعددة منه، لإنتاج زيت الزيتون، وزيتون التخليل لطعام المائدة، وتمثل فترة حصاد الزيتون لأبناء مطروح وسيوة، موسماً للخير والبركة. 

ويعتبر الزيتون المحصول الرئيسى لمحافظة مطروح، حيث تتم زراعة أشجار الزيتون على مياه الأمطار، على طول الشريط الساحلى، فى المناطق المختلفة من الإسكندرية شرقاً حتى السلوم غرباً، وزراعته فى واحة سيوة على المياه الجوفية، المتوافرة بكميات كبيرة.

ويحتوى الزيتون وزيوته على قيمة غذائية وعلاجية كبيرة، إلى جانب الزيتون المخلل، الذى يستخدم كمقبلات مع الطعام، لما يحمله من عناصر غذائية متنوعة.

ويستخدم زيت الزيتون فى الطعام لاحتوائه على عناصر مفيدة للجسم والصحة العامة، لخلوه من الدهون والكولسترول، وينصح الأطباء كثيراً من المرضى باستخدامه، خاصة مرضى القلب والكبد وغير ذلك، كما يستخدم كدهان للجسم لعلاج الكثير من الحالات، ويدخل زيت الزيتون فى كثير من مستحضرات التجميل وكزيت للشعر، إضافة إلى الكثير من الاستخدامات الأخرى.

وتنتشر معاصر الزيتون الخاصة بالمواطنين فى مطروح وسيوة، إضافة وحدة التصنيع الزراعى بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، التابع لمركز بحوث الصحراء، التى تستقبل كميات كبيرة من الثمار من المزارعين، خلال موسم عصر الزيتون، لعصره واستخراج الزيت لصالح المزارعين والتجار مقابل تكاليف العصر.

وتمر عملية إنتاج زيت الزيتون، بعدة مراحل، بداية بمرحلة غسيل ثمار الزيتون، ثم مروره فى الهواية لنزع المخلفات وأوراق الشجرة، قبل فرم الثمار بماكينة لتصبح كالعجينة، وتليها مرحلة التقليب على حسب نسبة الزيت فى ثمار الزيتون، ليصل إلى المرحلة النهائية وهى مرحلة الطرد المركزى، وهى الأهم فى عملية فصل زيت الزيتون من العصير الناتج من الثمار.

وتتميز مطروح بزراعة الزيتون الشملالى، وهو من أجود الأنواع فى إنتاج الزيت، حيث يصل إنتاج الطن من الثماره إلى نحو 250 كيلوجراماً من الزيت، وتليه فى الإنتاجية ثمار زيتون البيكوال والكاروتينا والكاروناكى، والتى يتراوح إنتاج الطن منها ما بين 110 و150 كيلوجراماً من زيت الزيتون، ويتراوح سعر كيلو زيت الزيتون فى الأسواق بين 500 و600 جنيه، بالنسبة لزيت الزيتون المستخرج من أشجار، ويتميز زيت زيتون مطروح بانخفاض نسبة الملوحة، لأن الأشجار تروى بمياه الأمطار.

هناك أكثر من 125 نوعاً من الزيتون، وأشهر أنواع الزيتون المخلل هى الزيتون العزيزى الأخضر والأسود ويطلق عليه فى سيوة اسم الزيتون الحامض وسعر الكيلو المخلل، والزيتون التفاح وهو من النوعيات الجديدة فى سيوة، وهناك زيتون كلاماطا أو دولسى ومنه عدة أنواع مختلفة من حيث الحجم واللون والمذاق، ويعد زيتون الكلاماطا اليونانى أفضل الأنواع للتخليل من حيث الطعم أو الحجم.

هناك مصانع متخصصة لتخليل وتعبئة الزيتون فى سيوة، وتنتج أنواع فى عبوات متنوعة وبطرق مختلفة من بينها أنواع مخلية من النواة، وأنواع يتم حشوها جزر بعد نزع النواة.

كما يوجد عدد من المعاصر الخاصة بإنتاج زيت الزيتون فى سيوة، ويتم بيع المنتجات من الزيوت والزيتون المخلل فى الأسواق المحلية، إلى جانب التصدير إلى عدد من الدول العربية والأجنبية.

ويختلف زيت الزيتون المنتج فى سيوة، الذى تروى أشجاره من مياه العيون والآبار الجوفية، عن زيت زيتون مطروح، الذى يروى بمياه الأمطار، وهو غالبا ما يتم تعبئته فى جراكن صغيرة، بعد عصره وتنقيته فى معاصر الزيتون المختلفة، مشيراً إلى أن الزيت السيوى تزيد نسبة الحموضة فيه عن زيت مطروح بنسبة من 2 إلى 3% وذلك بسبب اختلاف مياه الرى للأشجار فى كل منهما، زيت الزيتون المنتج فى مطروح أجود من غيره بسبب انخفاض نسبة الحموضة به. 

مقالات مشابهة

  • الموارد المائية تعلن عن إطلاقات مائية للمحافظات الجنوبية من سدة الكوت
  • أجواء لطيفة وشبورة مائية.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة
  • غرداية.. وفاة أب وطفليه غرقا داخل بركة مائية
  • انتشال جثث 3 أطفال غرقى في بركة مائية بتيارت
  • إنتشال جثة 3 أشخاص غرقى في بركة مائية بتيارت
  • تنويه لمستخدمي الطرق بمحافظة ظفار
  • الزيتون.. حصاد البركة
  • محافظة الجيزة تنظم رحلة سياحية لمعالم الاسكندرية لـ30 طفل من ذوي الهمم
  • كنز فى مصر اسمه سيوة
  • جمهورية الدومينيكان.. وجهة سياحية في أحضان الطبيعة