من الجبايات إلى الإيرادات.. الحوثيون يؤسسون شبكة اقتصادية معقدة لنهب الأموال
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
كشف تقرير أن ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تدير شبكة اقتصادية معقدة تعتمد على عدد من المصادر الخاصة والقطاعات الإيرادية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها. موضحاً أن هذه الشبكة الاقتصادية يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني.
بحسب التقرير الذي نشرته "جريدة النهار اللبنانية" يعتمد الحوثيون على خيوط رئيسية لجني الأموال، في مقدمتها الجبايات والإتاوات التي يتم فرضها على التجار ورؤوس أموال القطاع الخاص؛ يليها القطاعات الإيرادية من موانئ وجمارك وضرائب، وكذا خدمات رئيسية من اتصالات ومشتقات نفطية.
وأوضح التقرير أن الحوثيين لا يلتزمون حيال المواطنين في المناطق التي تخضع لسيطرتهم بأيّ مدفوعات. فرغم الأموال الطائلة التي يتم تحصيلها سواء من ضريبة الخمس، والواجبات الزكوية والضرائب والجمارك وغيرها من منافذ إيرادية؛ إلا أنهم لا يدفعون مرتبات الموظفين منذ 7 سنوات ولا يوجهونها لصالح الخدمات.
وحصل الحوثيون على إيرادات جمركية بلغت حوالي 271,935 مليار ريال يمني (500 مليون دولار)، خلال سبعة أشهر فقط من سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة. ومن قطاع الاتصالات -أكبر مصادر التمويل- تحصل ميليشيا الحوثي على إيرادات بما يقارب ملياري دولار سنوياً. إلا أن هذه الأموال بحسب الصحيفة لا يتم استغلالها في دفع المرتبات والتخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها المواطنون في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وركز التقرير على عمليات المضاربة بالعملة المحلية وعمليات الاستيلاء على كميات كبيرة من الطبعات النقدية الوطنية التي أصدرتها الحكومة الشرعية وتحظر تداولها المليشيات في مناطق سيطرتها. موضحا أن عمليات مداهمات واقتحامات متكررة يقودها مسلحون ضد مقرات البنوك والمؤسسات المالية والشركات التجارية في صنعاء ومناطق سيطرتهم لتفتيش ونهب ومصادرة أية مبالغ نقدية من الطبعات الجديدة، حيث تتذرع الميليشيات بالقيام بإتلافها بعد مصادرتها في حقيقة الأمر تقوم الميليشيات باستغلالها في المضاربة وتدمير العملة في المناطق الحكومية للمضاربة بسعر الصرف في السوق.
واستند تقرير النهار اللبنانية على معلومات من تقرير للبنك المركزي اليمني، أكد استيلاء الميليشيات الحوثية بطريقة احتيالية على مبالغ بالمليارات على حساب الأشخاص المستفيدين من مبالغ الحوالات الواردة من الخارج بالعملة الأجنبية، سواء المتمثلة في مبالغ المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية المخصصة للفئات والحالات المعدمة، أو من حوالات المغتربين في الخارج إلى أسرهم في الداخل، الواردة من خلال مؤسسات بنكية أو مؤسسات صرافة عبر إجبارهم على استلام مبالغ تلك الحوالات الخارجية بالريال اليمني، بسعر صرف للعملات الأجنبية منخفض وغير عادل.
في سياق متصل كشف تقرير اقتصادي حديث، أصدرته "مبادرة استعادة"، أن "الميليشيا الحوثية عمدت إلى أساليب متعدّدة لإحكام السيطرة على شركات ومنشآت الصرافة وتوظيفها لخدمتها، وذلك بعد تدمير الميليشيا للبنوك".
ووفقاً للتقرير الاقتصادي فإن الميليشيا أجبرت شركات الصرافة التي كانت قائمة قبل الانقلاب على إجراء معاملاتها المالية بعيداً من أي رقابة دولية أو محلية، وأسندت إليها مهمات مالية، إذ يتم توريد الإتاوات والجبايات وصرف مرتّبات عناصر الميليشيا، وتوزيع المساعدات النقدية لعناصرها وأسر قتلاها وغيرها من المهمات. ويوضح التقرير أن الميليشيا تستخدم شركات الصرافة في صرف الأموال والمخصّصات المالية لقياداتها وجميع منتسبيها، وتجني مئات المليارات من الريالات سنوياً من شركات ومنشآت ومحلات الصرافة في مناطق سيطرتها مقابل الضرائب والزكاة وتجديد التراخيص والرسوم الحكومية.
وحول مصادرة الأراضي والممتلكات والاستيلاء على الشركات كشف تقرير صادر عن منظمة سام للحقوق والحريات استيلاء الحوثيين على أكثر من 1,7 مليار دولار من قيمة واردات الأموال والشركات والمؤسسات والجمعيات، تحت يافطة "الحارس القضائي". حيث تم توثيق إجمالي ما تم الاستيلاء عليه من قيمة الأموال والإيرادات للأصول والعقارات والمنقولات بأكثر من ملياري دولار.
يؤكد المحللون والخبراء أن ميليشيات الحوثية قامت بتنويع مصادر إيراداتها بين الاستحواذ على الإيرادات والجبايات وصولاً لتجارة السلاح والممنوعات وتهريب البشر وغسيل الأموال. حيث تدير الميليشيات منظومة مالية كبيرة جداً، من بنوك وشركات خاصة في اليمن وخارجها وهدفها تعزيز الإمبراطورية المالية لهذه الميليشيات المدعومة من إيران.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
تقرير جديد للبنك الدولي بشأن لبنان.. كم بلغت كلفة الأضرار جرّاء الحرب؟
أظهرت التقديرات الواردة في تقرير جديد صدر اليوم عن البنك الدولي يقيم "الأثر الأولي للصراع على اقتصاد لبنان وقطاعاته الرئيسية" أن "تكلفة الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية بلغت نحو 8.5 مليار دولار أميركي". وخلص التقييم الأولي للأضرار والخسائر في لبنان إلى أن الأضرار المادية وحدها بلغت 3.4 مليار دولار أميركي وأن الخسائر الاقتصادية بلغت 5.1 مليار دولار أميركي. وعلى صعيد النمو الاقتصادي، تشير التقديرات إلى أن الصراع أدى إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6٪ على الأقل في عام 2024، مما يفاقم الانكماش الاقتصادي الحاد المستمر على مدى خمس سنوات والذي تجاوز 34% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.
وتناول التقرير أيضاً "أثر الصراع على الشعب في لبنان، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 875 ألف نازح داخلياً، مع تعرض النساء والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين لأشد المخاطر. كما تشير التقديرات إلى فقدان نحو 166 ألف فرد لوظائفهم، وهو ما يعادل انخفاضاً في المداخيل قدره 168 مليون دولار أميركي".
ووفق التقرير، فإن "قطاع الإسكان هو الأكثر تضررًا، حيث تضرر نحو 100 ألف وحدة سكنية جزئيًا أو كليًا، وبلغت الأضرار والخسائر في القطاع 3.2 مليار دولار. وبلغت الاضطرابات في قطاع التجارة نحو ملياري دولار أميركي، مدفوعة جزئيًا بنزوح الموظفين وأصحاب الأعمال. وأدى تدمير المحاصيل والماشية وتشريد المزارعين إلى خسائر وأضرار في قطاع الزراعة بلغت حوالي 1.2 مليار دولار أميركي".
ويعتمد التقييم الأولي للأضرار والخسائر في لبنان على "مصادر بيانات عن بعد وتحليلات لتقييم الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية في سبعة قطاعات رئيسية. ويغطي تقييم الأضرار المحافظات الست الأكثر تأثراً، فيما تم تقييم الخسائر الاقتصادية على نطاق البلد ككل، وذلك حسب البيانات المتوفرة. ويغطي التقييم الأضرار التي وقعت حتى 27 تشرين الأول 2024 في أربع قطاعات (التجارة والصحة والإسكان والسياحة/الضيافة)، وحتى27 أيلول 2024 في القطاعات الثلاثة الباقية (الزراعة والبيئة والتعليم).
وسيتم إعداد تقييم سريع شامل للأضرار والاحتياجات (RDNA) لتحديد الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الاحتياجات التمويلية للتعافي وإعادة الإعمار، حينما يسمح الوضع بذلك. ومن المتوقع أن تكون تكلفة الأضرار والخسائر والاحتياجات التي سوف تُقدر من خلال التقييم الشامل أعلى بكثير من التكلفة المقدرة بموجب التقييم الأولي هذا".
وبهدف المساعدة في التصدي للأزمة الراهنة التي تواجه لبنان، يقوم البنك الدولي بـ"تفعيل خطط الاستجابة الطارئة من اجل إعادة توجيه الموارد المتاحة ضمن محفظة المشاريع لدعم الاحتياجات الملحّة للسكان".