الكل يترقب .. ما السيناريوهات المتوقعة للمنطقة ردًا على الاغتيالات؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
#سواليف
فتح #اغتيال الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة #حماس، #إسماعيل_هنية، ومرافقه في العاصمة الإيرانية #طهران، وقبلها بساعات القائد العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، مع عدد من المدنيين بعد قصف عمارة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية #بيروت المنطقة على احتمالات قد تنقل المنطقة إلى مرحلة جديدة في #الحرب الحالية التي بدأت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
تختلف التوقعات حول المسارات التي قد تصل إليها المنطقة في الأيام المقبلة وهل تنتقل الحرب من الإطار الحالي إلى مواجهة إقليمية شاملة.
رد محدود ومركز واحتواء إسرائيلي
مقالات ذات صلة مناصرو فلسطين يتظاهرون أمام مقر “نيويورك تايمز” للاحتجاج على “انحيازها” للاحتلال / فيديو 2024/08/03أحد السيناريوهات التي يطرحها محللون ومراقبون هو أن ترد إيران على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ومرافقه على أراضيها بهجوم مركز على مواقع عسكرية في دولة الاحتلال وأن تختار الأخيرة احتواء ما حصل دون توسيع للمواجهة.
هجوم على طراز عملية إبريل/ نيسان؟
في نيسان/ إبريل الماضي شنت إيران هجوماً مركباً بين الصواريخ والطائرات المسيَرة على مواقع لجيش الاحتلال، في فلسطين المحتلة، رداً على قصف السفارة الإيرانية في دمشق.
محللون وخبراء توقعوا أن يكون أحد سيناريوهات الهجوم الإيراني مشابهاً لما حصل في نيسان/ إبريل، لكن التصريحات الإيرانية وحجم العدوان الإسرائيلي باغتيال هنية الذي يعتبر ضيفاً على إيران، داخل طهران، وتداعي قوى محور المقاومة للاجتماع لتنسيق ضربة قوية ومشتركة، يشير إلى أن هذه العملية قد تكون أصبحت خلف ظهر مخططي وصانعي القرار في المؤسسات السياسية والعسكرية الإيرانية وقوى المقاومة.
تغيير المعادلات على الجبهة الشمالية
منذ بداية المواجهة في المنطقة الشمالية، بعد يوم من انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، اختار حزب الله قواعد للعمليات تتعلق باختيار أهداف عسكرية في المنطقة الحدودية بين فلسطين ولبنان، ومع تطورات المعركة وسع موقع عملياته واستهدف مستوطنات رداً على الاغتيالات واستهداف المدنيين.
قصف الضاحية الجنوبية لبيروت وقتل القائد العسكري شكر وعدد من المدنيين قد يحمل الحزب على تغيير نوعية أهدافه والمساس بمواقع مدنية، استراتيجية، عسكرية متعددة الأبعاد تقود إلى تغيير المعادلات على الجبهة الشمالية.
رد واسع ثم ردة فعل إسرائيلية تفجر المنطقة
من الخيارات المطروحة هي أن ترد إيران والقوى الحليفة معها بهجوم قاس على مواقع استراتيجية في عمق دولة الاحتلال، خاصة مع الحديث المؤكد عن غرفة عمليات مشتركة بين الحلفاء (حماس، إيران، حزب الله، الجهاد الإسلامي، أنصار الله اليمنية، القوى العراقية) لتنفيذ هجوم على أهداف إسرائيلية، وأن تتجه دولة الاحتلال نحو الرد بهجوم أوسع مما قد يفجر المنطقة على مواجهة شاملة.
تدخل أمريكي
أعلنت وسائل إعلام أمريكية ودولية في الساعات الماضية أن الولايات المتحدة أرسلت حاملتي طائرات إلى المنطقة، وأن وزير الدفاع الأمريكي أوستن طلب من القوات الأمريكية الدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة أي هجوم.
منذ بداية الحرب تورطت الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال، في غزة، وقد تحمل التطورات المقبلة احتمال دخولها في الحرب مباشرة، في حال توسعت المواجهة إلى الإقليم.
استمرار حرب الاستنزاف
أحد الخيارات المطروحة هو أن يختار المحور بعد عملية الرد على جريمتي الاغتيال العودة إلى الوضعية السابقة من جهة استمرار حرب الاستنزاف لجيش الاحتلال، لكن حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن مرحلة جديدة في المنطقة، بعد جريمتي طهران والضاحية الجنوبية، يفتح المجال أم عمليات تفكير في خيارات أكثر انتقالية.
مواجهة لأيام ثم اتفاق شامل
قد تدفع التطورات المقبلة لجهة رد إيران وحزب الله ومحور المقاومة على اغتيال هنية وشكر المنطقة نحو مواجهة متبادلة قد تستمر لأيام أو فترة محدودة ثم تتداعى القوى الدولية والإقليمية نحو الدفع بصفقة شاملة تشمل غزة، لكن التغييرات الأمنية والعسكرية التي يدفع لها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لصالح استبدال القادة الذين يعارضون نهج إدارته للحرب، ويطالبون بالتوصل لصفقة تبادل، تشير إلى أن إجباره نحو خيار الصفقة الشاملة يحتاج إلى ضغط أكبر، قد لا يتبلور في هذه المواجهة.
عملية رد ثم تفعيل “حرب الظلال”
يبحث مختصون في سيناريو أن ترد إيران على عملية اغتيال هنية ومرافقه ثم تفعل خيارات ملاحقة قادة وضباط وشخصيات في المستويات السياسية والأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال حول العالم خاصة أن الاستخبارات الإسرائيلية نفذت عدة عمليات اغتيال بحق قادة إيرانيين وعلماء نووين وشخصيات في مستويات مختلفة طوال السنوات الماضية.
في الخلاصة فإن المرحلة المقبلة تتوقف على مجموعة من المعادلات: حجم الجريمة الإسرائيلية، طبيعة الرد، التدخل الأمريكي، الرد الإسرائيلي على الرد، حدث غير متوقع، تدخل العالم والإقليم لتحقيق حل شامل، معركة غزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف اغتيال حماس إسماعيل هنية طهران بيروت الحرب دولة الاحتلال رد إیران
إقرأ أيضاً:
إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها
ليس هناك ما يدعو إلى الارتياح في منطقتي الخليج والشرق الأوسط ما دام هناك أمل لدى "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران بإحياء مشروعها التوسّعي في المنطقة. لم تيأس إيران من هذا المشروع الذي ليس قابلاً للحياة أصلاً. لذلك، لا نزال نراها تراهن على إمكان إحيائه. يفرض ذلك عودة إلى السؤال الأساسي: هل تريد إيران أن تكون دولة طبيعية أم لا؟
لا يزال السؤال في الواجهة، على الرغم من كل ما حصل في غزّة وكل ما حصل في سوريا ولبنان. تغيّرت سوريا التي أثبت شعبها رفضه للمشروع الإيراني. تبيّن بكلّ بساطة أن ليس في استطاعة "الجمهوريّة الإسلاميّة" البقاء في سوريا، بل هي جسم مرفوض فيها. أما في لبنان، فقد ظهر بوضوح أنّ الخراب هو كل ما تستطيع إيران تقديمه إلى هذا البلد. لا يدلّ على ذلك أكثر من الوضع الذي يعاني منه البلد حاليا. هناك نحو أربعين قرية مدمّرة من جنوب لبنان وهناك رفض إسرائيلي للانسحاب من مواقع معيّنة في الجنوب. تبرّر إسرائيل رفضها الانسحاب برفض "حزب الله"، الذي ليس سوى أداة إيرانيّة، السماح للدولة اللبنانية بتنفيذ القرار الرقم 1701. يرفض الحزب ذلك كونه يعرف أنّ تنفيذ القرار يعني تخلّيه عن سلاحه، أي بقيامة لبنان مجددا.يتأكّد إصرار "الجمهورية الإسلاميّة" على رفض التخلي عن مشروعها التوسعي الردّ الأخير لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. كشف الردّ رفضاً إيرانياً لأخذ العلم بما يدور في المنطقة من جهة وبفشل الحروب الإيرانية المختلفة من جهة أخرى. في الواقع، يرفض عراقجي أخذ العلم بأن بلده شكّل في الـ45 عاماً الماضية مصدر قلق لدول المنطقة كلّها بالاعتماد على إثارة الغرائز وصنع الميليشيات المذهبية التي ذهب ضحيتها لبنان والعراق وقسم من اليمن وكادت تذهب ضحيتها سوريا… لولا انقلاب الشعب السوري على الحكم العلوي وفرار بشّار الأسد إلى موسكو في الثامن من ديسمبر (كانون الأوّل) الماضي.
لا ردّ مقنعاً لدى الوزير الإيراني على الأمين العام للأمم المتحدة، خصوصاً في ظلّ الإصرار الذي تبديه "الجمهوريّة الإسلاميّة" على تطوير برنامجها النووي. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ عراقجي لا يدرك أن مشكلة دول المنطقة والعالم المتحضر لم تكن، فقط، مع البرنامج النووي الإيراني الذي استخدم في كلّ وقت لابتزاز دول المنطقة والعالم. المشكلة في سلوك "الجمهوريّة الإسلاميّة" التي سعت منذ اليوم الأوّل لقيامها إلى التسبب بحرب مع العراق، من منطلق مذهبي، وعملت على الاستيلاء على لبنان وتحويله إلى مجرّد مستعمرة إيرانيّة.
ليس كافياً قول عراقجي أن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وأن "المرشد" علي خامنئي يؤكّد ذلك، للردّ على غوتيريش. مثل هذا الكلام لا ينطلي على أحد في عالمنا هذا حيث لا تستطيع إيران إخفاء نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم..
الحاجة الإيرانيّة، قبل كلّ شيء، إلى الاستفادة من تجارب الأمس القريب والاقتناع بأنّ الاستثمار في البرنامج النووي، مثل الاستثمار في إنشاء الميليشيات المذهبية في مختلف أنحاء المنطقة، سيرتدّ على "الجمهوريّة الإسلاميّة". هذا ما حصل بالفعل. ولأنّ ذلك حصل بالفعل، يُفترض بعراقجي التمعن في ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة في دافوس. كلّ ما قاله غوتيريش أنه "يجب على إيران أن تتخذ الخطوة الأولى لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة والولايات المتحدة، من خلال الإظهار بأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي." أضاف "الخطوة الأولى يجب أن تأتي الآن من جانب إيران، لأنه في حال عدم اتخاذها، فإننا نواجه خطر تصعيد التوترات. أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن "يدرك الإيرانيون أنه حان الوقت للتوضيح، بشكل نهائي، بأنهم لا يسعون إلى تطوير أسلحة نووية. وفي الوقت نفسه، يجب أن يعملوا على بناء علاقات بناءة مع بقية دول المنطقة بهدف تأسيس نظام أمني جديد يحترم استقلال جميع الدول." إضافة إلى ذلك، أشار غوتيريش إلى أن مثل هذه الخطوة "ستساهم في تمهيد الطريق أمام اندماج إيران الكامل في الاقتصاد العالمي."
ليس بالكلام وحده تستطيع إيران نفي طموحها إلى امتلاك السلاح النووي. ما لم يقله غوتيريش قاله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي أوضح، في دافوس أيضاً، أن إيران "تتقدم بسرعة كبيرة في زيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الاستخدام العسكري."
من الواضح، من خلال رد فعل وزير الخارجية الإيراني أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" ما زالت مصرّة على العيش في عالم آخر. لا يزال رهانها على أن الدفاع عن النظام في طهران يستند إلى "تصدير الثورة"، أي إلى تصدير الأزمات الداخلية إلى خارج الحدود الإيرانية، علماً أن ليس لدى إيران ما تصدّره… غير الأزمات والميليشيات. لا وجود لنموذج إيراني قابل للتصدير، خصوصاً في ضوء فشل "الجمهوريّة الإسلاميّة" اقتصادياً وحضارياً… وفي بناء علاقات ذات طابع إيجابي مع شعبها، أو شعوبها، أوّلاً، ومع جيرانها في المنطقة.
كلّ ما في الأمر أنّ إيران ترفض أن تكون دولة طبيعية وأنّ أحلام الهيمنة التي راودتها طوال سنوات بقيت أحلاماً، حتّى لا نقول أوهاماً. تحرّر لبنان من السطوة الإيرانية. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان لدى لبنان رئيس للجمهوريّة. كذلك تحررت سوريا. والسؤال متى سيتحرر العراق أيضاً؟ السؤال الحقيقي متى تقتنع "الجمهوريّة الإسلاميّة" بأنّ الشعارات شيء والحقيقة شيء آخر. لو كانت الشعارات والأوهام تبني دولاً، لكان الاتحاد السوفياتي لا يزال حيّاً يرزق.
إذا كان من درس يمكن استخلاصه من انهيار الاتحاد السوفياتي، فهذا الدرس يتلخص بأن الصواريخ لا تبني دولاً، وكذلك الميليشيات المذهبية، من النوع الذي رعته إيران في لبنان وغير لبنان..