استمرار الحرب وارهاصات فشل الموسم الزراعي.. هل وصل السودان مرحلة المجاعة؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
يوما بعد يوم يزداد الوضع الأقتصادي تدهوراً بالسودان، وبات الحديث عن شبح المجاعة يتردد بالداخل والخارج في ظل استمرار الحرب التي تسببت في فشل الموسم الزراعي بأكبر مشروع بالبلاد وهو مشروع الجزيرة، بجانب تأثر الولايات الأخرى بالحرب المندلعة منذ أكثر من عام بين الجيش والدعم السريع، إضافة لأرتفاع تكلفة الإنتاج في القطاع المطري في كردفان ودارفور والقضارف وسنار والنيل الأبيض والأزرق.
تقرير: التغيير
وكانت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، حذرت من التدهور السريع في أوضاع الشعب السوداني، وخصوصاً الأطفال، مع انهيار الأمن الغذائي جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن السودان يواجه فعليا خطر المجاعة وأن هناك ضرورة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار وتجديد الجهود الدولية – الدبلوماسية والتمويلية – وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل مستدام، لتمكين توسيع نطاق أعمال الإغاثة الإنسانية والسماح للوكالات بإنجاز عملها بالسرعة المطلوبة.
ووفقاً لأحدث بيانات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أسفر التدهور السريع في الأمن الغذائي في السودان عن وصول 755 ألف شخص إلى أوضاع كارثية (المرحلة 5 في التصنيف) حيث يلوح خطر المجاعة في 14 ولاية سودانية.
حديث مبكريقول طارق الحاج، من تجمع مزارعي الجزيرة، من المبكر الحديث عن مجاعة بالسودان بسبب فشل الموسم الزراعي بمشروع الجزيرة فقط، لافتا إلى أن أمتداد المناقل خارج سيطرة الدعم السريع ومساحته تعادل ثلثي مساحة المشروع، ايضا هنالك مايعادل (10%) من مساحة المشروع خارج سيطرة الدعم السريع، على حد قوله.
وأوضح الحاج أن المساحة الصالحة للزراعة بالسودان تبلغ (200) مليون فدان معظمها في القطاع التقليدي المطري صالحة للزراعة، وأن مشروع الجزيرة يضم (2) مليون فدان لذلك لايمكن الحكم علي بلد بهذه الإمكانيات بالمجاعة بسبب مشروع واحد فقط.
وأضاف: “المخزون الإستراتيجي للقمح من الموسم السابق كان جيد جداً، والآن الموسم الصيفي يواجه عقبات ولكننا كمزارعين نتطلع لموسم شتوي قادم تنتهي فيه أزمات البلاد السياسية والأمنية”.
وأوضح الحاج لـ (التغيير) أن الصعوبات الأخرى متعلقة بشح الجازولين وقطع الطرق المرتبطة بالجزيرة من الخرطوم وسنجة.
مركز الملك سلمان يوزع مواد إغاثية في السودان – إرشيفية مناشدةوناشد الحاج مجلس السيادة ووزارة المالية وبنك السودان والبنك الزراعي بالوقوف علي المشكلات التي تواجه مشروع الجزيرة وحلها للحاق بالموسم الشتوي القادم باعتباره الأهم في توفير الغذاء خاصة القمح وأن مساحات كبيرة كانت في مرحلة الحصاد خلال الموسم السابق لكنها أصبحت تالفة.
وأضاف: “كذلك طبيعة المشروع المروية تعتمد على التمويل المالي للتقاوي والأسمدة والمبيدات”.
من جانبه شدد الأكاديمي والباحث في الاقتصاد عبدالله يعقوب لـ (التغيير) على ضرورة النأي بالمزايدات السياسية فيما يتعلق بالوضع الأقتصادي وما وصلت إليه البلاد من تدهور حتى باتت على حافة الجوع.
وأضاف: “توفر السلع سواء كانت زراعية أو صناعية ليس معناه أن البلاد لا تمر بحالة أقرب للمجاعة ولكن المقياس هو مقدرة المواطن على الشراء في ظل التضخم الجامح”.
حصاد السمسم بولاية القضارف مهدداتأحمد محمد، وهو أحد قادة المزارعين بولاية القضارف قال لـ (التغيير) إن التضخم وأرتفاع الأسعار هو المهدد الحقيقي للزراعة المطرية بالولاية. وأوضح أن أرتفاع أسعار الجازولين والسماد والمبيدات يعتبر مهدداً للموسم الزراعي.
وأضاف محمد: “نعم هنالك مهددات أمنية فالكثير من المزارعين احجموا عن الزراعة في كامل المساحات وبعضهم قام ببيع وترحيل المعدات من جرارات وآليات ولكن في المقابل هنالك مساحات كبيرة تمت زراعتها لكنها ربما لاتساوي ما كان يُزرع في أسواء الأوقات سابقاً.
عزيمة وأصرارالقيادي المعروف بمشروع الجزيرة ورئيس جمعية الهدى الزراعية سفيان النعمة البشير الباشا، قال لـ (التغيير) أن المهدات والمخاطر الأمنية التي تواجه المشروع معلومة للجميع وأبرزها حصار قوات الدعم السريع.
وأضاف: “نحن كمزارعين سلاحنا هو الزراعة حتى لا يجوع أهل السودان”، مؤكدا أن المهددات الأمنية ونقص الجازولين والتقاوي والأسمدة وتخريب البنيات التحتية لن تثنيهم عن الزراعة.
ودعا الباشا المزارعين لزراعة الذرة وفق ماهو متاح من إمكانيات، وأوضح أنهم الآن في مرحلة (الكديب) ولن يتركوا الزراعة
مناشدة للسلامالصحفي المتخصص في قضايا مشروع الجزيرة أيوب السليك، كتب منشوراً على منصة (فيسبوك) قال فيه: “يجب أن يذهب الجيش للتفاوض ليس انكسارا ولاخوفا من هزيمة بل رأفة بحال المواطن المسكين”.
وأضاف: “من لم يموت بالرصاص مات بالجوع والمرض”، مشيراً إلى أن مشروع الجزيرة يعاني من مشاكل كبيرة آخرها إغلاق بوابات الترع (قنوات الري) الرئيسية لمشروعي الجزيرة والمناقل.
وتابع: “اصبحنا كل يوم نصبح على هموم جديدة حتى المزارعين الذين تمكنوا من الزراعة الآن اُغلقت في وجههم المياه”. فيما أكد على أن الحرب انهكت الزراعة والمزارعين وبات الحديث عن شبح المجاعة لايُخفي علي أحد.
قناة ري بمشروع الجزيرة مكابرةويُرجح الأكاديمي عبد الله يعقوب في حديثه لـ (التغيير) بأن حديث المنظمات الدولية عن شبح المجاعة بالسودان صحيح ومبني على دراسات ويجب أن يأخذ مآخذ الجد وأي حديث آخر مجرد مكابرة.
وقال: “بجانب ما ذكرت عن مقدرة المواطن على الشراء كمقياس للجوع، ازيد بأن الحكومة والقطاع الخاص يمكن أن تستورد جميع النواقص بالعملة الأجنبية وبالتالي يعني ذلك مزيد من الأرتفاع لسعر الدولار مما ينعكس سلبا على الأسعار.
وفيما يتعلق بالزراعة والموسم أكد يعقوب أن فشل الموسم الصيفي بمشروع الجزيرة وسنار سيؤثر سلبا علي المخزون الغذائي.
وأوضح أن الزراعة المطرية التقليدية في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والأبيض والقضارف تواجه ظروفاً مشابه تتمثل في أرتفاع تكلفة الإنتاج، مؤكداً أن كافة هذه العوامل ستقلل من الأنتاج.
وقال يعقوب: “حتى لو افترصنا نجاح الموسم الزراعي بمناطق الزراعة التقليدية فإن الذرة والبقوليات والسمسم والدخن كيف ستصل هذه المنتجات لبقية الولايات في ظل الحرب والأمطار والسيول، الوضع في السودان يتطلب معالجات سياسية توقف الحرب بأي طريقة دون الخوض في التفاصيل لتجنب المجاعة المحتملة”.
الوسومآثار الحرب في السودان القضارف المجاعة في السودان انتهاكات الدعم السريع في الجزيرة شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة مشروع الجزيرة الزراعيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان القضارف المجاعة في السودان انتهاكات الدعم السريع في الجزيرة مشروع الجزيرة الزراعي الموسم الزراعی بمشروع الجزیرة مشروع الجزیرة الدعم السریع فشل الموسم فی السودان
إقرأ أيضاً:
بالفيديو .. كيكل يكشف أسباب إنسلاخه من الدعم السريع وإعترافات عن تفاصيل خطيرة لإنتهاكات قواته في الجزيرة
متابعات تاق برس- كشف قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل أسباب انسلاخه من قوات الدعم السريع وانضمامه إلى القتال في صفوف الجيش السوداني نهاية أكتوبر المنصرم.
وظهر كيكل في مقطع فيديو عقب عمليات عسكرية في صفوف القتال بجانب لاستعادة مناطق في شرق الجزيرة اجاتحتها قوات الدعم السريع التي كان يقود كيكل جنودها قبل انسلاخه منها.
وقال كيكل إنه غادر صفوف الدعم السريع بعد أن تبين له انه ليس هنالك هدف ومشروع وتحول القوات لعمليات سلب ونهب وقتل وانتهاك لاعراض المواطنين.
وجاءت اعترافات كيكل بعد ايام من اقتحام قوات الدعم السريع مناطق وقرى شرق الجزيرة وارتكاب مجازر بشرية ضد المدنيين راح ضحيتها اكثر من ١٢٤ قتيل في منطقة السريح ونحو 23 قتيلفي منطقة الهلالية وضرب وترويع المواطنين ونهب منتلكاتهم واغتصاب النساء وارتكاب وارغامهم على مغادرة مناطقهم تحت تهديد السلاح ما أجبر المواطنين على ترك مناطقهم سيرا على الأقدام والوصول إلى مناطق كسلا والقضارف ونهر النيل.
# البرهان . #مجلس السيادة الانتقالي #الدعم السريعكيكل