سواليف:
2024-10-05@17:03:46 GMT

الأحزاب الوسَطية تتأرجح؛ نتيجة غياب الرؤية

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

الأحزاب الوسَطية تتأرجح؛ نتيجة غياب الرؤية

#الأحزاب_الوسطية تتأرجح؛ نتيجة #غياب_الرؤية

د. #محمود_المساد

مَن يستعرض العدد الكبير من الأحزاب الوسطية، يستغرب أنها لا تفكر عميقا ببرامجها الإصلاحية للواقع الذي قامت عليه، ونبتت في تربته، وعانت من مشاكله، ووضعت الخطط الإجرائية لتطويره والنهوض به لمستوى القوة والازدهار، على أسس العدالة وتكافؤ الفرص، والحرية، وسيادة القانون، وتغييب التمييز بأشكاله كافة.

إنما تعدّه برنامجا لازم الوجود، وديكورا تفتخر به، وتراثا تحترمه، بوصفه أنه عند بعض الأحزاب قد مرّ عليه أكثر من ربع قرن، ولا تميل لتطويره، على الرغم من تغير الظروف، والمعطيات؛ ولذلك، فهو عمليا أولوية ثانوية .
ومن المعايشة والاحتكاك والحوار مع الكثير من الأحزاب الوسَطية التي تتفرّد بمجالات قوة عظيمة تميزها عن غيرها من أحزاب اليسار واليمين، حيث تنوّع أعضائها الفكري، والاقتصادي، والاجتماعي الذي يعكس تنوّع المجتمع تماما فيمنحها قوة إن أحسنت إدارته، ويمنحها ثراءً وواقعية إن دعمته، وصبرت عليه وعظّمت فيه القواسم المشتركة، فإن ما يميزها عن غيرها، ويميزها فيما بينها، هو طريق الفكر الذي أسسته عليه، والقناعات الإصلاحية التي تقف خلف مبادراته وأنشطته، فتراه أنه هو الأفضل في حلها لمشكلاته وتجاوزها لتحدياته.
وللحقيقة، وحتى نصدُق الناس، فإن هذه الأحزاب لا تكترث لبرامجها الإصلاحية؛ لأنها لا تملك الرؤية المستقبلية، ولا فنّ العمل الحزبي طويل المدى، بل هي تفكر في ليلها ونهارها في الانتخابات القادمة وكيف السبيل للفوز بمقاعد أكثرَ بوساطة ثلاثة معايير فحسب، أولها؛ درجة الموالاة التي تتراوح فقط بين الموالاة التامة، والموالاة العالية جدا، وثانيها؛ شخوص القيادة الذين يتقدمون الصفوف، ويُبعدون عنها وفقا لدرجة الرضا عنهم بحسب المعيار الأول، وثالثها؛ السمعة، وفبركة الإشاعات التي تصنع لدى عامة الناس تصنيف الأحزاب الوسَطية على مقياس رضا السلطة عنها ودعمها لها .
وأخيرا، لا بد من السؤال: هل هذه هي الأحزاب التي يستحقها الأردنيون لبناء دولتهم القوية المزدهرة كما يحلمون بها ؟
حماك الله يا وطني.

مقالات ذات صلة روسيا تبعثر الأوراق الأفريقية 2023/08/08

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

تراجع الأحزاب المركزية لصالح الاستقطاب الجغرافي

التحديات التي تواجه قادة وقواعد الأحزاب المركزية الآن عظيمة، وفيها المتصل بالجانب المحلي، والجيوبوليتيكي، والعالمي. فالحرب قادت الكثير من الناس إلى الرجوع إلى المناطقية في ظل انحسار دور الأحزاب المركزية، وتنامي التيارات الجهوية. وقد اكتملت دائرتا المطلبين الشمالي والوسط، والمتمثلتين في بروز خطابات سياسية جديدة تحاول استقطاب المنتمين لهذه المناطق بهدف التخلص من عبء دارفور، والنيل الأزرق، وأجزاء من كردفان.
وهناك ضمن تلك التحديات زيادة في قراءة الناس لأحداث البلاد وفقاً لمعارف ثقافية برزت في زمن العولمة الفكرية، وهي متجاوزة للصمديات الحزبية، وتهدف إلى توسيع المدارك الفكرية بعيداً عن الخلفيات الأيديولوجية.
أما على مستوى التحدي الجيوبوليتيكي فقد لاحظنا التصاعد في استمساك الرباطات الإقليمية بالقرار الوطني للصفوة النشطة. وليست هي الإمارات فقط كما يشكو مثقفون داعمون للجيش، ويغضون الطرف بكل جرأة لدور مصر التاريخي في عرقلة نهضة السودان، وراهناً دورها في تقييد حركة الجيش دون دعم تغيير ثورة ديسمبر.
وعالمياً أفرزت تجارب ثورة الاتصال معارف إبستيمية لا غنى عنها في تفسير الظاهرات المجتمعية. وما يزال الحقل الأكاديمي منفتحاً أمام منهج تعدد المناهج بوصفه الأكثر قدرة على تلاقح الرؤية السياسية مع الاقتصادية، إلى التاريخية، إلى الأنثروبولوجية، والفلسفية، وهكذا. ذلك يفضي إلى القول إن منهج الاقتصاد وحده لا يحل القضية الاقتصادية، وأن دراسة الأزمة ذات الملمح التاريخي تقتضي مزج المنهج التاريخي ذاته بالانثربولوجي، بالاقتصادي، والسيوسيولجي، للتوصل إلى قراءة أعمق. علاوة على ذلك فإن تعدد المعارف أفضل مما يفعله المنهج الواحد المظنون فيه التحليل للظاهرة محل الدرس، والتوصل للحلول المطلوبة.
تقريباً هذه التحديات البارزة تتزامن مع حربنا الأهلية المفتوحة على كل آفاق النهايات المحتملة. فالسيناريوهات التي ربما تنتهي إليها الحرب متعددة. تبدأ بإمكانية التسوية تحت الضغط الإقليمي والدولي، مروراً بانتصار أحد الطرفين، وأي منهما لن يتنازل كليةً عن سلطته للمدنيين تواً، وانتهاء ً باحتمال تجزء البلاد إلى دول متعددة.
مهما تعمقت - ثم تنبأت - قراءة المحللين السودانيين، وغيرهم، فإن خاتمة المطاف لجولات الحرب تظل عصية على التنجيم السياسي. ومن هنا فإن التحديات التي تواجه أحزابنا المركزية، والتي لها الخبرة في الحراك السياسي، ستعوق حركة المدنيين، وهي لما تحلل واقع الحرب بعيداً عن النظر لثقل التدخل المحلي المناطقي، والإقليمي، والدولي.
كنا منذ فترة قد بح صوتنا في المطالبة بتقديم بعض أحزابنا المركزية تنازلات تتعلق بتخليها عن ثأرات ضد بعضها بعضاً نتيجة لما جرى في الفترة ما بين سقوط نظام الحركة الإسلامية ونشوب الحرب في أبريل 2023. وكان المطلوب هو التوافق على أسس جديدة لتفعيل دور القوى السياسية التي شاركت في الثورة، ومن ثم بناء تحالف موثر على الرأي العام، لإيقاف القتال بين طرفيه، وتحييد الجانبين الجيوبوليتيكي الإقليمي، والعالمي، حتى لا يوثر في ما تنتهي عليه الحرب من نتيجة قد تُفرض غصباً على السودانيين جميعهم.
ولكن يبدو أن التجاذبات السياسية الصبيانية داخل الحزب الواحد، والثأرات بين الأحزاب بعضها بعضاً، والتي تتم عقلنتها بالتلاعب باللغة - لتغدو موقفاً سياسياً موضوعياً - لا ينتج إلا التعميق لتلك التحديات الثلاثة المذكورة. ففي وقت تكسب الانحيازات المناطقية في الحرب جمهوراً جديداً كل يوم تتراجع إمكانية الأحزاب في تأكيد فاعليتها وسط دوي المدافع، وضجيج الميديا الحديثة. وكلما تمنينا أن تنتهي الأزمة بالتفاوض وجدنا حربنا في صيرورة إلى أن تصبح حرب وكالة بفعل لاعبي الإقليم القريبين، والبعيدين. ومهما توقعنا حضور الاهتمام بترميم الموقف الوطني باتحاد القوى الحزبية الثورية، تبدو لنا بين كل جولة وأخرى للتفاوض سعي المجتمع الدولي لفرض حلول على الطرفين تتوافق مع مصالحه. وكيفما حاولنا حصر الفهم للقتال في حدود أنه بين مكونين عسكريين، تصاعد قبول خطاب الكراهية لدى مؤيدي الطرفين، خصوصا لدى الجمهور البسيط في نظرته.
لو أنه لا توجد الآن ضرورة حتمية لاستئناف التحالف المدني العريض وسط الحرب المستعرة، وذلك حتى يضم كل القوى التي شاركت في الثورة، إذن فإن بقاء قوانا السياسية في لجاجها السياسي سيمهد المجال حتماً للقواعد السودانية لاستقطاب قبائلها، وقوفاً مع هذا الطرف المقاتل، أو ذاك.
في مقابل هذا التشظي المدني الكئيب تنشط الحركة الإسلامية بكل قواعدها العسكرية، والجهادية، والإعلامية، والمدنية، والاقتصادية، لملأ الفراغ الملحوظ في العمل الحزبي المركزي. بل إنها على الجانب الآخر تستثمر في إذكاء نار القبلية هذي، وتحويل الصراع من كونه سياسياً إلى صراع عرقي مفتوح يضرب في النسيج القبلي داخل الإقليم، وبين جغرافيا وأخرى.
ما يزال السودان في فسحة من وحدته ما لم يصب في مقتل بمكايدات السياسيين المركزيين بعضهم بعضا.

 

suanajok@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تراجع الأحزاب المركزية لصالح الاستقطاب الجغرافي
  • وزير الري يتابع الرؤية المستقبلية لتطوير الهيئة المصرية العامة للمساحة
  • «إسقاط حضانة وغرامات صارمة».. هايدي الفضالي تُعلّق لـ«الأسبوع» على رفض الرؤية: القانون لن يتهاون
  • «إلغاء الرؤية واستبدالها بالاستضافة».. المستشارة هايدي الفضالي تطلق دعوة عبر «الأسبوع» لتعديل قوانين الأسرة وحماية الأطفال
  • “الأرصاد اليمني” يحذر من تدني الرؤية بسبب هطول الأمطار
  • استدعاء تسلا الخامس لشاحنة سايبرترك لخلل في كاميرا الرؤية الخلفية
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • صور الأقمار الصناعية تكشف عن الأضرار التي لحقت بقاعدة نيفاتيم الجوية الصهيونية نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية.”
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • ألمانيا إلى أين؟