في مشهد يجسد التنوع والحيوية، قفزت فتاة ترتدي حجابًا أسود إلى مياه البحر الأبيض المتوسط المتلألئة من رصيف خرساني في أحد مراسي مرسيليا، ثم عادت بسرعة إلى الشاطئ وصعدت على لوح تجديف ضخم لتستمتع بجولة مع مجموعة من الأصدقاء المتحمسين.

اعلان

هؤلاء الأطفال، الذين جُلبوا من مركز خدمات اجتماعية يقع الأحياء الفقيرة شمال المدينة الساحلية والتي ينحدر أغلب سكانها من دول المغرب العربي، يمثلون جزءًا من برنامج لتعليم السباحة في المدينة التي ستستضيف منافسات الإبحار الأولمبي لعام 2024.

تعتبر مرسيليا، المدينة الساحلية العريقة التي تحمل بين طياتها تاريخًا يمتد لآلاف السنين، ملتقى لثقافات وأديان متعددة، حيث يظل البحر عنصرًا دائم الحضور، لكنه ليس دائمًا متاحًا للجميع. في هذا السياق، قال ماتياز سينتيس، مشرف في مرسى كوربيير لجمعية غراند بلو، "هناك أطفال يرون البحر من نوافذهم ولكنهم لم يلمسوه قط." وتقوم الجمعية بتدريب الأطفال المهمّشين، حيث يُقدر أن 50% منهم لم يتعلموا السباحة بعد.

أطفال يحضرون مخيم سباحة تنظمه جمعية غراند بلو التي تسهل وصول الأطفال المهمشين إلى البحر في مرسيليا، فرنسا، الجمعة، 26 يوليو 2024Daniel Cole/Copyright 2024 AP

تأسست الجمعية على يد إبراهيم تيمريشت، الذي نشأ في الأحياء الشمالية لمرسيليا، بهدف تمكين الأطفال من الاستمتاع بمياه البحر الذي يلمع على سفح المنحدرات الصخرية حيث الأبراج السكنية المتهالكة. وقد أدرك تيمريشت أن العديد من الأطفال لم يتعلموا السباحة في المدارس، مع أنها مهارة ضرورية، وقرر استغلال فصل الصيف لتعليمهم هذه الرياضة الحيوية.

وأضاف الناشط: "أخبرتنا الأمهات أنهن لا يذهبن إلى الشاطئ بسبب خوفهن من عدم معرفتهن للسباحة، لذا بدأنا برامج تعليمية لهن أيضًا." هذا الواقع يسلط الضوء على النقص في حمامات السباحة كدليل على "الانفصال الاجتماعي والاقتصادي"، حيث يقول جان كوجييه، معلم التربية البدنية في الأحياء الشمالية: "نقلنا الطلاب لمدة 45 دقيقة إلى حمام سباحة حيث خصصت لهم مسارات محددة، وهو نموذج غير مستدام."

وبينما تناقش المدينة إمكانية استخدام المرسى الأولمبي بعد الألعاب، يظل البحر باردًا للسباحة في معظم فصول السنة الدراسية، ما يجعل الحاجة لبناء المزيد من حمامات السباحة أكثر إلحاحًا. وتواجه جهود تعليم هذه الرياضة تحديات إضافية بسبب الشهادات الطبية المزورة التي يستخدمها بعض الأهالي حتى لا يرسلوا أطفالهم إلى حمام السباحة، في ظل الجدل المستمر حول مفهوم "العلمانية" في فرنسا.

الألعاب النارية تنطلق بينما تدخل السفينة الشراعية بيليم، السفينة الشراعية ذات الثلاثة صواري التي تحمل الشعلة الأولمبية من اليونان، الميناء القديم في مرسيليا، جنوب فرنساAP Photo

لكن رغم التحديات، تظل الرياضة وسيلة لتفادي التهميش والانخراط أكثر في المجتمع. ولنأخذ كمثال زين الدين زيدان، المنحدر من أصول جزائرية وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم الفرنسية. فقد نشأ في أحد الأحياء الشمالية الفقيرة في مارسيليا. ويظل شغف المدينة بكرة القدم رابطًا موحدًا بين سكانها.

بالنسبة للأطفال في مرسى كوربيير، كانت تجربة البحر فرصة لتوسيع آفاقهم ومقابلة أشخاص جدد. هم "لا يريدون الرحيل"، قالت صفورة سعيد، إحدى قادة المجموعة، التي ارتدت الحجاب أثناء النشاطات، بما في ذلك أثناء التجديف.

تجسد مرسيليا العلاقة الوثيقة بين البحر والمدينة، التي تأسست قبل 2600 عام كميناء تجاري، وتُعتبر أقدم مدينة في فرنسا والثانية في المساحة بعد العاصمة باريس. قال فابريس دينيس، مدير متحف تاريخ مرسيليا: "قبل أن تكون مدينة، كانت مرسيليا ميناءً." اليوم، يُعد ميناء مرسيليا، ثالث أكبر ميناء في البحر الأبيض المتوسط من حيث حجم الشحن، وهو مركز حيوي يشمل المصافي والسفن السياحية.

أشخاص يستمتعون باحتساء القهوة على شرفة في ميناء مرسيليا القديم في جنوب فرنسا، الثلاثاء 7 مايو 2024Daniel Cole/Copyright 2024 AP

بدأت القصة يوما في خليج صغير، وهو يُعتبر حاليا من أبرز معالم السياحة في المدينة، حيث كانت السفن الخشبية تنقل شحنات مثل كروم العنب إلى مناطق شمالية تُعرف الآن بإنتاج النبيذ الرفيع. ومع مرور الوقت، تطور الميناء ليصبح مركزًا حضريًا عظيمًا، وفي القرن السابع عشر، تمت إضافة الحصون لحمايته.

تتربع كنيسة نوتردام دو لا غارد المعروفة بلقب "الأم الطيبة" على قمة تل مرسيليا كرمز حقيقي لحماية المدينة. تستقطب الكنيسة حوالي 2.5 مليون زائر سنويًا، لتقدم لهم إطلالة ساحرة تجمع بين الميناءين القديم والجديد، والأحياء المحيطة بالمرسى الأولمبي، وكذلك الأبراج البارزة في الأحياء الشمالية.

يقول الأب أوليفييه سبينوسا، راعي الكنيسة: "يمكنك رؤية مرسيليا، والبحر، والأفق، كل ذلك تحت نظرتها الرؤوفة." وأضاف: "من الأسهل رؤية الجمال من الأعلى، ويشجعنا ذلك على العمل على أشياء جميلة عندما نكون في الأسفل."

المصادر الإضافية • أب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اتهموها بأنها رجل.. جدل في أولمبياد باريس حول الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بعد انسحاب غريمتها يوسف ديكيتش: النجم التركي الذي لفت الأنظار في باريس 2024 تهديد بالقتل والاغتصاب في افتتاح أولمبياد باريس: "دي جي" تطلب الحماية بعد عرض وُجد مسيئًا للمسيحية مياه ساحلية باريس الألعاب الأولمبية باريس 2024 اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية وتجري تجربة صاروخية بحرية وأمريكا ترسل للمنطقة سفنا وطائرات لحمايتها يعرض الآن Next بوتين: روسيا لن تنسى عملاءها الأمنيين في الخارج يعرض الآن Next بنغلاديش: "تسقط المستبدة" تجدد احتجاجات الطلاب المطالبة بالعدالة تزيد الضغط على حكومة الشيخة حسينة يعرض الآن Next الصحة العالمية: الحرّ الشديد يحصد أرواح 175 ألف أوروبي سنويّاً يعرض الآن Next البرلمان الأوروبي الجديد: رقم قياسي في عدد الرجال على حساب النساء اعلانالاكثر قراءة قطر تُودع إسماعيل هنية "أكسيوس" يكشف: الموساد يغتال هنية بتقنية الذكاء الاصطناعي في طهران جبنة فيتا في خطر: اليونان تواجه "طاعون الماعز" الذي يهدد صناعة الألبان مراسم تشييع هنية: حضور رسمي قطري وإسلامي وغياب عربي واضح اتهموها بأنها رجل.. جدل في أولمبياد باريس حول الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بعد انسحاب غريمتها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسماعيل هنية تركيا الحرس الثوري الإيراني أمطار رياضة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 غرائب experience amazing علم النفس فلاديمير بوتين احتجاجات Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسماعيل هنية تركيا الحرس الثوري الإيراني أمطار رياضة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسماعيل هنية تركيا الحرس الثوري الإيراني أمطار رياضة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باريس الألعاب الأولمبية باريس 2024 إسماعيل هنية تركيا الحرس الثوري الإيراني أمطار رياضة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 غرائب علم النفس فلاديمير بوتين احتجاجات السياسة الأوروبية یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

المركز الوطني للأرصاد : أمطار على منطقة المدينة المنورة

المناطق_المدينة المنورة

أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهاً بشأن حالة الطقس اليوم بمنطقة المدينة المنورة – بمشيئة الله – تتضمن أمطار خفيفة, تشمل تأثيراتها رياحا نشطة وتدنيًا في مدى الرؤية الأفقية وصواعق رعدية على المدينة المنورة والحناكية والعلا وخيبر .

وأوضح المركز أن الحالة تبدأ الساعة الواحدة ظهرا وتستمر حتى الساعة الحادية عشرة مساء.

أخبار قد تهمك أمطار خفيفة على منطقة نجران 6 سبتمبر 2024 - 11:47 صباحًا أمطار غزيرة على منطقة جازان 6 سبتمبر 2024 - 11:46 صباحًا

كما نبّه المركز من أمطار متوسطة على العيص و المهد ووادي الفرع تشمل تأثيراتها رياحاً شديدة السرعة، وشبه انعدام في مدى الرؤية وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية.

وبيّن المركز أن الحالة تبدأ الساعة الواحدة ظهرا وتستمر حتى الساعة الحادية عشرة مساء.

مقالات مشابهة

  • التقنيون بوزارة الصحة يرفضون التهميش ويطالبون بحقوقهم في التعويضات والترقية
  • أطول برج خشبي في العالم..من المدينة التي ستحتضنه؟
  • أبطال من ذهب.. البعثة المصرية تسطر التاريخ في بارالمبياد باريس
  • نقل بحري.. تغيير وجهة رحلة مرسيليا_سكيكدة
  • مهرجان سعودي يعرض إحدى أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عبر التاريخ (صور)
  • شاهد: أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عبر التاريخ تعرض في مهرجان سعودي
  • المركز الوطني للأرصاد : أمطار على منطقة المدينة المنورة
  • التاريخ اليهودي وسياسية إسرائيل.. هذه الدورات التي تلقاها يحيى السنوار
  • تحت ضغط المجتمع.. إسبانيا تلغي جائزة مصارعة الثيران التي دامت عقدًا من الزمن
  • الحوثي: سنفاجئ الأعداء بتقنيات غير مسبوقة في التاريخ