مستشار المفتي: المؤتمر العالمي للإفتاء أكد ضرورة إبراز دَور الفتوى في مواجهة التحديات الأخلاقية
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
شهدت فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، الذي عُقد تحت عنوان "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع"، اهتمامًا كبيرًا من كافة الأوساط العلمية والدينية والإعلامية، خاصة وأن المؤتمر جاء في وقت تتزايد فيه التحديات الأخلاقية والمجتمعية؛ مما جعله حدثًا بالغ الأهمية على الصعيدين المحلي والدولي.
تطوير العمل الإفتائي عالميًّا.
تضمن المؤتمر 3 جلسات علمية و3 ورش عمل تناولت مواضيع متعددة تتعلق بالفتوى والأخلاق. وتركزت الجلسات على كيفية مواجهة التحديات الأخلاقية في العصر الحديث، وتعزيز القيم الإنسانية من خلال الفتوى. كما عقد اجتماع اللجنة التأسيسية لمناقشة الأسس التي يمكن من خلالها تطوير العمل الإفتائي عالميًّا. وشهدت الورش تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث تم تبادل الأفكار والرؤى حول مختلف القضايا الأخلاقية والاجتماعية.
فيما شهد المؤتمر تكريم سماحة الشيخ حسين كافازوفيتش، مفتي البوسنة، بجائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي، وهي جائزة دولية تُمنح تقديرًا للجهود المميزة في مجال الفتوى. كما تم خلال المؤتمر الإعلان عن إصدار 40 مجلدًا جديدًا من "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية"، والتي تهدف إلى تقديم مرجع شامل للمفتين والعلماء في مختلف أنحاء العالم، والإعلان عن ميثاق عالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صُنع السلام، وعدد من الأدلة الإرشادية باللغات المختلفة في مجالات عدة، وكذلك الموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش. كما شهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء وتحالف الأمم المتحدة للحضارات.
اختتم المؤتمر بإصدار 14 توصية رئيسية تهدف إلى تعزيز دَور الفتوى في المجتمع. من بين هذه التوصيات، دعوة الدول العربية والإسلامية لتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها لدعم القضية الفلسطينية عبر الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني، تأكيدًا على وحدة الصف والتضامن الإسلامي.
حث المؤتمر جميع المؤسسات الإفتائية الوطنية على التعاون والتكاتف لمواصلة التجديد الفقهي والإفتائي، وتقديم خطاب فقهي وإفتائي يناسب العصر انطلاقًا من مقاصد الشريعة وغاياتها العليا. وأيضًا دعا المجتمع الدولي إلى البعد عن توظيف التفسيرات والتأويلات المتطرفة للتعاليم الدينية السماوية، بما يهدد أمن وسلامة المجتمعات البشرية لا سيما الإسلامية.
فيما حذر المؤتمر من أن هذه التوجهات والتأويلات تمثل وقودًا لتغذية تطرف مقابل قد لا يقل خطورة عنها، وبما قد يدخل منطقتنا والعالم أجمع في أتون صراعات لا تنتهي.
من جانبه، صرح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن أعمال المؤتمر عكست رسالة صادقة وواضحة من العلماء المشاركين بضرورة إبراز دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية في مواجهة التحديات الأخلاقية المتزايدة التي يواجهها المجتمع في العصر الحديث.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن المؤتمر شارك فيه 500 من العلماء والمفتين والوزراء من أكثر من 104 دول مختلفة، مما يعكس الاهتمام العالمي الكبير بأهداف المؤتمر وقضاياه. شملت قائمة المشاركين 215 وفدًا أجنبيًّا، و92 خبيرًا وأكاديميًّا، بالإضافة إلى 135 مفتيًا وعالِمَ دين. وقد أبدى المشاركون اهتمامًا كبيرًا بتبادل الآراء والخبرات حول كيفية استخدام الفتوى كأداة لبناء مجتمع أخلاقي متماسك.
وأوضح د. نجم نظرًا لأهمية المؤتمر وموضوعاته، فقد حَظِيَ بتغطية إعلامية واسعة من قِبَل وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث شارك في تغطية الحدث 130 صحفيًّا، بالإضافة إلى تغطية من قِبل 2850 موقعًا إخباريًّا إلكترونيًّا، و135 قصاصة صحفية من 15 صحيفة يومية، و12 صحيفة إلكترونية. كما نشرت أخباره في 90 موقعًا أجنبيًّا، و20 صحيفة عربية، و13 قناة فضائية، و6 برامج حوارية، و11 نشرة إخبارية، و12 قناة بث مباشر، و10 وكالات أنباء دولية، و180 موقعًا إخباريًّا، و26 قناة على يوتيوب. كما تناول أكثر من 64 كاتبًا وباحثًا موضوعات المؤتمر في مقالاتهم.
وأشار د. نجم إلى أن هذا المؤتمر يعكس الدَّور الريادي لمصر في تعزيز قيم التسامح والسلام على مستوى العالم. وأضاف مؤكدًا: نحن بحاجة ماسة إلى تعزيز دَور الفتوى في مواجهة التحديات الأخلاقية التي نواجهها اليوم، والعمل معًا لبناء مجتمع قائم على القيم الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المؤتمر المؤتمر العالمي للإفتاء عالم متسارع الأوساط العلمية الفتوى والبناء الأخلاقي مفتی ا
إقرأ أيضاً:
كريم خالد عبد العزيز يكتب: مصر والقضية الفلسطينية .. موقف ثابت في مواجهة التحديات
كانت مصر وسوف تظل داعمة للقضية الفلسطينية ومؤمنة بحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه بسلام قدمت مصر قديماً وحديثاً العديد من المساعدات الإنسانية، شملت إرسال شحنات غذائية وطبية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح سعت مصر دائماً إلى إيجاد حلول سياسية عادلة وقامت بدور الوساطة بين فلسطين وإسرائيل لحل الدولتين ووقف الحرب على غزة وكان موقف مصر ثابتاً وواضحاً بالرفض فيما يخص أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
الدولة المصرية بقيادتها الرشيدة تسعى دائماً لنشر السلام في المنطقة، وشعبنا العظيم يدرك أهمية السلام، وجيشنا القوي الذي خاض العديد من الحروب وآخرها حرب أكتوبر وتوالت حروبه ضد الإرهاب، يعي جيداً أهمية السلام والاستقرار.
لذلك تبنت مصر سياسة التهدئة والعمل على تجنب التصعيد العسكري للتخفيف من حدة الصراع في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ومن جانبه، أظهر الرئيس السيسي إيماناً راسخاً بأن السلام في المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية سيهدد الأمن القومي المصري، وسيتعارض مع مصالح مصر الوطنية حذر الرئيس السيسي من خطورة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لأن هذا الأمر قد يجعل من سيناء منطقة متوترة، وقد تشكل مصدرًا للهجمات ضد إسرائيل، مما سيؤثر بشكل مباشر على العلاقات المصرية الإسرائيلية.
وأكد أن مصر تسعى دائماً للحفاظ على استقرار المنطقة وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الأمن في المنطقة أو يؤثر سلبًا على العلاقات مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل.
كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو أي مكان آخر يعد بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية لذلك كان موقف مصر واضحاً وتصريحاتها واضحة وحاسمة برفض التهجير المقترح من الولايات المتحدة الأمريكية.
علينا كشعب مصري في هذه الظروف الصعبة المحيطة بالمنطقة الوقوف كقلب رجل واحد وراء قيادتنا السياسية ووراء جيشنا، وأن نعي جيداً أن تماسكنا ووحدتنا وانتماءنا للأرض هو سر قوتنا واستمرارنا علينا أن ننظر إلى كثير من الدول العربية حولنا كيف انهارت وسقطت بسبب المخططات التي أحيكت ضدها وبسبب انقسام شعبها والهدف تفتيتها وإضعاف قوتها تواجه مصر معركة بقاء ووجود.
تحيا مصر أرضاً وشعباً وقيادة وجيش.