الجزيرة:
2025-04-07@13:30:04 GMT

الزاوية القادرية.. مقر المتصوفة الأفغان في القدس

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

الزاوية القادرية.. مقر المتصوفة الأفغان في القدس

الزاوية القادرية من المباني القليلة في القدس التي حافظت على تخطيطها ونسيجها المعماري الأصليين دون أي تغيير جوهري، واستمرت في وظيفتها الأصلية. وقد وُقفت على هذه الزاوية أوقاف كبيرة في العهد العثماني.

وكان مقهى الجنينة في محلة القطانين وقفا على الزاوية، وعَمل فيها عدد كبير من الموظفين، وارتادها العديد من سكان مدينة القدس والوافدين إليها.

تقوم على رعاية الزاوية عائلة الأفغاني منذ قرون، وتسهر على تسيير وتنمية الأوقاف الخاصة بها، ورعاية وخدمة مريديها وضيوفها.

صورة تظهر بها مئذنتان على اليمين مئذنة مسجد الزاوية الأفغانية بالبلدة القديمة (الجزيرة) التسمية والنشأة

أنشأها محمد باشا، محافظ القدس الشريف في العهد العثماني عام ( 1043هـ/ 1633م)، وكان ممن أولوا الطرق الصوفية اهتماما كبيرا. وأوقفها على أتباع الطريقة القادرية حسب ما يُشير إليه نقش تأسيسي في أعلى مدخلها.

وينص النقش على ما يلي: "بسم الله الرحمن الرحيم هذه زاوية مولانا وسيدنا قطب العارفين وسلطان الأولياء الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره العزيز. سنة 1043هـ/ 1633م" .

ويطلق على الزاوية أيضا اسم الزاوية القادرية نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني، مؤسس الطريقة الصوفية القادرية في العالم الإسلامي، ويتم تعيين شيخ وإمام الزاوية بأمر من القاضي، وبطلب من جماعة الصوفيين والدراويش الموجودين في الزاوية، والذين لديهم الحق في طلب تغيير شيخ وإمام الزاوية إذا رأوا منه أي تقصير حسب ما ورد في سجلات المحكمة الشرعية في القدس.

الزاوية الأفغانية تتوفر على مسجد إضافة إلى مساكن ومرافق أخرى (الجزيرة)

وذكر الشيخ الصوفي عبد الغني النابلسي أثناء رحلته إلى القدس في عام 1690م عند زيارته للزاوية القادرية أن شيخها آنذاك كان اسمه موسى المغربي.

وتسمى أيضا الزاوية الأفغانية بسبب إقامة مجموعة من أفغان القدس بها في العقود الماضية، وتولى بعضهم إدارتها. وقد توارث مشيختها جماعة من المسلمين الأفغان منذ أواخر العهد العثماني، وحوّلوا التصوّف فيها إلى طريقة "ابنِ عُلَيْوةَ" أحمد بن مصطفى العلوي (ت: 1934م)، مؤسس الطريقة العلاوية الشاذلية.

وكان من بين المشايخ القدامى الذين مروا على الزاوية الحاج عبد الله بن رحمدل شاه الأفغاني، وهو شيخ من أصل تركي ولد في مدينة قره باغ غزني في أفغانستان عام 1890، وتولى مشيخة الزاوية الأفغانية بمدينة القدس عام 1938 وترأسها حتى تُوفي عام 1979.

سكنت أسر من عائلة الأفغاني الموجودة في القدس مدة طويلة داخل الزاوية، لكنها قررت تفريغها للتصوف، فسكنت في منازل البلدة القديمة القريبة منها.

وخُصصت الزاوية لاستقبال وإيواء الحجاج الأفغان الذين كانوا يتوافدون بالآلاف سنويا للإقامة في القدس في طريق ذهابهم أو عودتهم من فريضة حج البيت الحرام في مكة المكرمة.

ومثل كثير من المسلمين في بقاع الأرض، جعل الأفغان مدينة القدس محطة لهم في رحلة العبادة، كما خصصت عدد من الزوايا للشعوب الإسلامية الأخرى في زمن الدولة العثمانية.

النقش الحجري الموجود أعلى مدخل الزاوية الأفغانية في القدس (الجزيرة) الموقع

تقع الزاوية الأفغانية في حارة الغوانمة، في الصّف الشمالي من طريق برقوق، الذي يصل بين باب الغوانمة -أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك– وطريق الواد، وجنوب غربي الزاوية النقشبندية.

مرافق الزاوية

للزاوية القادرية واجهتان خارجيتان: غربية وجنوبية. الواجهة الغربية بسيطة البناء تتكون من مجموعة من المداميك الحجرية المهذبة متوسطة الحجم، ولم يُفتح فيها سوى شبابيك صغيرة لتأمين إضاءة طبيعية لغرف الزاوية، والواجهة الجنوبية هي الواجهة الرئيسية، وفُتح فيها المدخل الوحيد للزاوية.

يرتفع مدخل الزاوية 3 درجات عن مستوى أرضية الشارع، ويحد المدخل من كل جانب مصطبة حجرية. وفُتح باب الزاوية داخل حنية (قبة مقوسة) متراجعة يعلوها عقد مدبب.

وثبِّتت في صدر هذا العقد لوحة حجرية نقشت فيها كتابة بخط النسخ تتكون من 4 أسطر، ويفصلها عن بعضها خراطيش بسيطة التكوين. ويضم هذا النقش اسم الزاوية وطريقتها الصوفية واسم صاحب الطريقة وتاريخ البناء.

ويؤدِّي مدخل الزاوية إلى ممر قصير طوله 1.9 متر وعرضه 1.5 متر، معقود بقبو برميلي، ويقود إلى ساحة مكشوفة مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 400 متر مربع.

جزء من الغرف داخل الزاوية الأفغانية والتي كانت مخصصة في السابق للخلوة وإيواء الحجاج (الجزيرة)

الجزء الأكبر من هذه الساحة مزروع بأصناف متعددة من الأشجار والنباتات، مما يتفق والوصف الذي ورد في الوقفية قبل 4 قرون، ويحيط بهذه الساحة من الجنوب والغرب 11 خلوة أو غرفة صغيرة للصوفية، تتشابه في شكلها وتخطيطها لكنها تختلف في مساحاتها.

لكل خلوة  باب وشباك صغير يطل على الساحة، تقع في الجهة الشمالية من الساحة المكشوفة مرافق  الزاوية وقاعة الاجتماعات الخاصة بالصوفية، وهي مكونة من طابقين: الأرضي أصلي، والعلوي أضيف لاحقا واستخدم سكنا لشيخ الزاوية.

تضم الزاوية مسجدا يقع إلى الشرق من المدخل ويمكن الوصول إليه بواسطة سلم، وهو بذلك من المساجد المعلقة. وتخطيطه مستطيل يتألف من قاعة للصلاة قسمت بواسطة عقد مدبب إلى قسمين، غطي كل قسم من القاعة بقبة ضحلة، وفُتح في جدران القاعة 12 شباكا لإدخال النور والهواء إليها.

احتفالات وطقوس

وتقيم الزاوية الأفغانية 3 احتفالات دينية سنويا بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى مولد الرسول الشريف وذكرى الإسراء والمعراج، وتفتح أبوابها طيلة شهر رمضان المبارك للمصلين والمعتكفين.

كما يحافظ المتصوفون على إقامة نشاطين دينيين أسبوعيا ليلة الجمعة وليلة الاثنين، إذ يلتقون مع شيخ الزاوية ويُنظّمون حلقات للذكر والأناشيد الدينية والمدائح النبوية والدروس العلمية، ويحرص المشاركون فيها على خصوصية هذه الحلقات إذ يُمنع خلالها التصوير واستقبال وسائل الإعلام.

يتراوح عدد المتصوفين في الزاوية بين 200 و300، ويصل عدد المشاركين في الاحتفالات السنوية داخلها إلى آلاف، وتعتبر عائلة الأفغاني المسؤولة الوحيدة عن هذه الزاوية الوقفية، واستمر مشايخ العائلة على رعاية المكان وإعماره وإشغاله جيلا بعد جيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی القدس

إقرأ أيضاً:

الأونروا: استئناف الحرب على غزة حولها إلى أرض لا مكان فيها للأطفال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إنه لأمر مفجع أن أرواحا صغيرة في غزة تُزهق في حرب ليست من صنع الأطفال.

 مشيرا إلى أن استئناف الحرب سلبهم من جديد طفولتهم، وحول غزة إلى أرض لا مكان فيها للأطفال. قائل "إنها وصمة عار على إنسانيتنا المشتركة".

وأضاف لازاريني بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- أن وقف إطلاق النار في مطلع العام منح فرصة لأطفال غزة كي يبقوا على قيد الحياة، وأن يعيشوا طفولتهم.


وشدد على عدم وجود ما يُبرر قتل الأطفال، أينما كانوا، داعيا إلى استئناف وقف إطلاق النار الآن.

من جهته.. قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن آلاف العائلات فرت غربا في قطاع غزة في أعقاب أمر نزوح آخر أصدرته القوات الإسرائيلية يغطي أجزاء من مدينة غزة.

وحذر المكتب الأممي، من أن أوامر النزوح هذه عرضت المدنيين لأعمال عدائية وحرمتهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. وذكَّر (أوتشا) بأن جميع المعابر لا تزال مغلقة وهو الأمر الذي دخل شهره الثاني، ومن ثم لا يمكن إدخال أي إمدادات إلى القطاع. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مخزون الغذاء في غزة آخذ في النفاد، وأن برامج المساعدة التي يديرها تغلق تدريجيا.

ولفت (أوتشا) إلى أنه من المرجح أن يتدهور وضع الصرف الصحي في جميع أنحاء غزة بما يهدد الصحة العامة. وأضاف أن ثلاثة مواقع نزوح مؤقتة في منطقة المواصي تُبلغ الآن عن إصابات بالبراغيث والعث التي تُسبب طفحا جلديا ومشاكل صحية أخرى.

وأشار إلى أن علاج هذه الإصابات يستلزم مواد كيميائية ومواد أخرى لن تتوفر إلا بعد إعادة فتح المعابر لدخول الإمدادات. وحذر المكتب كذلك من تزايد أعمال النهب الإجرامي وانعدام الأمن العام، المرتبطة بالإغلاق ونقص الإمدادات الأساسية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن عشرات الآلاف من الأشخاص ما زالوا نازحين، وغير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب العمليات المستمرة التي تشنها القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطولكرم. وأوضح أن الشركاء في المجال الإنساني يقدمون مساعدات عاجلة ودعما نفسيا واجتماعيا للمتضررين.

 

مقالات مشابهة

  • شوارع الخرطوم فيها تجلي واستشعار ملاحظ لجند الله الرعب والخوف
  • الإمارات: دعمنا للشعب الأفغاني راسخ ومستمر
  • المبعوث الخاص للدولة لدى أفغانستان: التزام الإمارات بالدعم الإنساني للشعب الأفغاني راسخ ومستمر
  • المبعوث الخاص للدولة لدى أفغانستان: التزام الإمارات بدعم الشعب الأفغاني راسخ ومستمر
  • الأونروا: استئناف الحرب على غزة حولها إلى أرض لا مكان فيها للأطفال
  • خمسة أوقات مكروه الصلاة فيها .. تجنب هذه المواعيد
  • قوات النمروش تقتحم مصفاة الزاوية بعد طردها من قِبل القصب
  • 3 حالات يحق فيها للمحبوس احتياطيًا المطالبة بالتعويض.. اعرفها
  • الساعة المرجو إجابة الدعاء فيها يوم الجمعة.. علاماتها و3 بشارات لمن أدركها
  • مساء اليوم.. المنتخب الوطني يواجه نظيره الأفغاني في منافسات كأس آسيا