كيف عزّز الذكاء الاصطناعي عودة عنف اليمين المتطرف في المملكة المتحدة؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، للصحفيين بن كوين، ودان ميلمو، قالا فيه إنّه بعد أقل من ثلاث ساعات من هجوم الطعن، الاثنين، الذي أدّى إلى مقتل ثلاثة أطفال، تمّت مشاركة صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بواسطة حساب يسمى Europe Invasion.
وجاء في الصورة المولّدة بالذكاء الاصطناعي، رجالا ملتحين، يرتدون الزي الإسلامي التقليدي خارج مبنى البرلمان، أحدهم يلوّح بسكين، خلف طفل يبكي يرتدي قميصا عليه علم المملكة المتحدة.
تم نشر التغريدة، التي تمت مشاهدتها منذ ذلك الحين 900,000 مرة، تحت عنوان: "يجب أن نحمي أطفالنا!" وتم مشاركتها بواسطة أحد الحسابات المعروفة بتفاعلها السريع، لنشر المعلومات المضلّلة حول جريمة الطعن في ساوثبورت.
إلى ذلك، تم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بطرق أخرى، بما في ذلك مجموعة فيسبوك المناهضة للهجرة التي أوضحت دعوة لحضور تجمع في ميدلزبره -شمال انجلترا- من خلال إنشاء صورة لحشد كبير عند نصب الجندي المجهول للمدينة.
وقد تم استخدام منصات مثل Suno التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى كاملة مع الغناء والآلات الموسيقية، لإنشاء أغانٍ عبر الإنترنت تجمع بين الإشارات إلى ساوثبورت والمحتوى المعادي للأجانب. تشمل العناوين "ملحمة ساوثبورت" التي تتميّز بصوت أنثوي للذكاء الاصطناعي يغني كلمات مثل "تصيدهم بطريقة ما".
وحذّر الخبراء من أن الأدوات الجديدة وطرق التنظيم شهدت استغلال اليمين المتطرف البريطاني المنقسم لجريمة الطعن في ساوثبورت لتوحيد وتجديد وجوده في الشوارع.
في موجة من النشاط لم نشهدها منذ سنوات، يتم الترويج لأكثر من 10 احتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"تيك توك" و"فيسبوك" في أعقاب الاضطرابات العنيفة في جميع أنحاء البلاد.
وكانت التهديدات بالقتل ضد رئيس وزراء المملكة المتحدة، والتحريض على مهاجمة ممتلكات الحكومة ومعاداة السامية المتطرفة من بين التعليقات على قناة "التلغرام" التابعة لإحدى الجماعات اليمينية المتطرفة، هذا الأسبوع.
وفي خضمّ المخاوف من انتشار العنف، حذّرت مؤسسة بحثية رائدة في مجال مكافحة التطرف من وجود خطر يتمثل في أن يتمكن اليمين المتطرف من تحقيق تعبئة لم نشهدها منذ ظهور رابطة الدفاع الإنجليزية في الشوارع، في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وقد جاء بُعد جديد إضافي مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التي يسهّل الوصول إليها والتي يستخدمها المتطرفون لإنشاء مواد تتراوح من الصور التحريضية إلى الأغاني والموسيقى.
وقال أندرو روجويسكي، وهو مدير معهد الذكاء الاصطناعي المرتكز على الناس في جامعة ساري، إن التقدّم مع توفر أدوات توليد الصور على نطاق واسع عبر الإنترنت الآن، يعني أن "أي شخص يمكنه إنشاء أي شيء".
وأضاف: "إن قدرة أي شخص على إنشاء صور قوية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي أمر مثير للقلق الشديد. وتقع المسؤولية على مقدمي نماذج الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحواجز المضمنة داخل النموذج لجعل إنشاء مثل هذه الصور أكثر صعوبة".
من جهته، قال مدير الأبحاث في مجموعة الحملة Hope Not Hate، جو مولهال، إن استخدام المواد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي كان ناشئا ولكنه يعكس التداخل والتعاون المتزايد عبر الإنترنت بين مجموعة من الأفراد والمجموعات.
في حين تستمر المنظمات اليمينية المتطرفة مثل Britain First وPatriotic Alternative في طليعة التعبئة والتحريض، فإن مجموعة من الأفراد غير المنتمين إلى أي مجموعة معينة مهمة بنفس القدر.
قال مولهال: "تتكوّن هذه من آلاف الأفراد الذين يقدمون تبرعات صغيرة من الوقت وأحيانا المال للتعاون نحو أهداف سياسية مشتركة، خارج الهياكل التنظيمية التقليدية تماما. إذ تفتقر هذه الحركات إلى قادة رسميين ولكنها تمتلك شخصيات بارزة، غالبا ما يتم اختيارها من مجموعة متزايدة من 'المؤثرين' اليمينيين المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي".
من حيث الترويج للاحتجاجات، تم استخدام وسم #enoughisenough من قبل بعض المؤثرين اليمينيين وفقا لجو أوندراك، المحلل البارز في Logically، وهي شركة بريطانية تراقب التضليل.
وقال: "الأمر المهم هو كيف تم استخدام هذه العبارة والوسم سابقا للنشاط المناهض للمهاجرين". كما سلّط المحللون الضوء على استخدام الروبوتات. استشهدت مبادرة Tech Against Terrorism، التي أطلقها فرع من الأمم المتحدة، بحساب "تيك توك" الذي بدأ في نشر المحتوى فقط بعد هجوم ساوثبورت، الاثنين.
قال متحدث باسم الشركة: "كانت جميع المنشورات مرتبطة بساوثبورت، حيث دعا معظمها إلى الاحتجاجات بالقرب من موقع الهجوم في 30 تموز/ يوليو. وعلى الرغم من عدم وجود محتوى سابق، فقد جمعت المنشورات المتعلقة بساوثبورت أكثر من 57000 مشاهدة تراكمية على "تيك توك" وحده في غضون ساعات. هذا يشير إلى أن شبكات الروبوتات كانت تروج لهذه المواد بنشاط".
تلعب مجموعة من الأفراد والجماعات حول تومي روبنسون، وهو الناشط اليميني المتطرّف الذي فرّ إلى الخارج، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل جلسة المحكمة، دورا مركزيا. ومن بين الآخرين لورانس فوكس، الممثل الذي تحول إلى ناشط يميني والذي كان يشارك معلومات مضللة في الأيام الأخيرة، ومواقع نظرية المؤامرة مثل شبكة "سي إن إن".
وعلى القناة التي تديرها UNN على "تلغرام" ابتهج المعلّقون بالعنف الذي شوهد خارج داونينغ ستريت، الأربعاء. وقال أحدهم: "آمل أن يحرقوه بالكامل". ودعا آخر إلى شنق كير ستارمر، رئيس الوزراء، قائلا: "يحتاج ستارمر إلى معاملة موسوليني".
ومن بين أولئك الذين تم رصدهم على الأرض أثناء أعمال الشغب في ساوثبورت، كان هناك نشطاء من البديل الوطني، الذي يُعتبر أحد أسرع الجماعات اليمينية المتطرفة نموا في الآونة الأخيرة. كما سعت مجموعات أخرى، بما في ذلك تلك التي انقسمت حول مواقفها بشأن الصراعات مثل الحرب في أوكرانيا أو الاحتلال الإسرائيلي، إلى المشاركة.
وقال تيم سكويريل، مدير الاتصالات في معهد الحوار الاستراتيجي لمكافحة التطرف، إن اليمين المتطرف كان يسعى إلى التعبئة في الشارع في العام الماضي، بما في ذلك يوم الهدنة وفي عروض الأفلام التي قدمها روبنسون.
وأضاف: "إن هذه البيئة محمومة ولا تتفاقم إلا بسبب صحة بيئة المعلومات عبر الإنترنت التي هي الأسوأ في السنوات الأخيرة".
"يظل روبنسون، أحد المنظمين الأكثر فعالية في اليمين المتطرف في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فقد شهدنا أيضا صعود الحسابات، الكبيرة والصغيرة، التي تنتقي القصص الإخبارية التي تروق للحساسيات المناهضة للمهاجرين والمسلمين، ولا تهتم بنشر المعلومات غير المؤكدة.." يضيف المقال.
ويختم بالقول: "هناك خطر يتمثّل في إمكانية استغلال هذه اللحظة لمحاولة خلق تعبئة في الشوارع تشبه إلى حد كبير العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المملكة المتحدة تيك توك المملكة المتحدة الذكاء الاصطناعي تيك توك المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی المملکة المتحدة الیمین المتطرف عبر الإنترنت تم استخدام
إقرأ أيضاً:
«الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
رسم الذكاء الاصطناعي “تصورًا لشكل العالم بعد 30 عامًا، حيثُ ستكون التطورات في العالم بحلول عام 2050 مدفوعة بشكل أساسي بتكنولوجيا المعلومات، وخصوصا الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد”.
ووفق الصورة، “جاء تصور الذكاء الاصطناعي بعد أن تم سؤال روبوتات الذكاء الاصطناعي عن كيف ستكون السنوات الثلاثين القادمة على كوكب الأرض، وفيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي من المرجح أن تشكل السنوات الثلاثين القادمة”، بحسب الذكاء الاصطناعي.
وبحسب الذكاء الاصطناعي، “ستكون السنوات الثلاثين القادمة وقتًا للتغيير والاضطرابات العظيمة لكوكب الأرض، حيث يواجه العالم عددًا من التحديات، بما في ذلك تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وعدم الاستقرار السياسي، في المقابل ستزدهر تكنولوجيا الاتصالات والنقل وسيختبر البشر حدود التعاون والابتكار مع الروبوتات”.
وبحسب الذكاء الاصطناعي، “يعد تغير المناخ أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه العالم اليوم، وقد بدأنا نشعر بآثار تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، في شكل أحداث مناخية أكثر تطرفًا، وارتفاع مستويات سطح البحر، وتغيرات في الأنماط الزراعية، وإذا لم نتخذ إجراءات لمعالجة ، فإن العواقب ستكون مدمرة، ويُعتبر التفاوت الاقتصادي تحديًا رئيسيًا آخر يواجه العالم اليوم، وستتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهذا سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار سياسي، ومن أجل ذلك نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للحد من التفاوت الاقتصادي وخلق عالم أكثر عدالة وإنصافًا”.
ووفق التصورات، “إن تطوير التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتعديل الجينات لديه القدرة على إحداث ثورة في حياتنا، ولكنه يفرض أيضًا تحديات جديدة، لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لضمان استخدام هذه التقنيات للخير وليس للضرر، ويتوقع الذكاء الاصطناعي أنه مع تزايد المخاوف بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، قد يكون هناك تركيز أقوى على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وستؤدي الكثير من الجهود للتخفيف من آثار تغير المناخ والحد من انبعاثات الكربون إلى ممارسات أكثر استدامة في الصناعات والأنشطة اليومية، وعلى سبيل المثال، في صناعة النقل، سيحول الذكاء الاصطناعي قطاع النقل تمامًا بعد 30 عامًا من خلال تمكين السيارات ذاتية القيادة من خلال الأتمتة والشاحنات والطائرات بدون طيار، مما سيؤدي إلى تحسين السلامة وتقليل الازدحام المروري وزيادة الكفاءة”.
كما توقع الذكاء الاصطناعي “أنه بعد 30 عامًا، من المتوقع أن يعيش أكثر من ثلثي سكان العالم في المناطق الحضرية، مما سيؤدي إلى تطوير مدن أكثر ذكاءً وترابطًا، وترسم توقعات الذكاء الاصطناعي صورة لعالم سيشهد ارتفاع درجات الحرارة والمزيد من الكوارث الطبيعية وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة التحضر، لكن سيساعد التقدم التكنولوجي في مجالات مثل الطاقة المتجددة والرعاية الصحية والنقل والمدن الذكية في التخفيف من بعض الآثار السلبية لهذه التغييرات”.