نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، للصحفيين بن كوين، ودان ميلمو، قالا فيه إنّه بعد أقل من ثلاث ساعات من هجوم الطعن، الاثنين، الذي أدّى إلى مقتل ثلاثة أطفال، تمّت مشاركة صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بواسطة حساب يسمى Europe Invasion. 

وجاء في الصورة المولّدة بالذكاء الاصطناعي، رجالا ملتحين، يرتدون الزي الإسلامي التقليدي خارج مبنى البرلمان، أحدهم يلوّح بسكين، خلف طفل يبكي يرتدي قميصا عليه علم المملكة المتحدة.



تم نشر التغريدة، التي تمت مشاهدتها منذ ذلك الحين 900,000 مرة، تحت عنوان: "يجب أن نحمي أطفالنا!" وتم مشاركتها بواسطة أحد الحسابات المعروفة بتفاعلها السريع، لنشر المعلومات المضلّلة حول جريمة الطعن في ساوثبورت.

إلى ذلك، تم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بطرق أخرى، بما في ذلك مجموعة فيسبوك المناهضة للهجرة التي أوضحت دعوة لحضور تجمع في ميدلزبره -شمال انجلترا- من خلال إنشاء صورة لحشد كبير عند نصب الجندي المجهول للمدينة.

وقد تم استخدام منصات مثل Suno التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى كاملة مع الغناء والآلات الموسيقية، لإنشاء أغانٍ عبر الإنترنت تجمع بين الإشارات إلى ساوثبورت والمحتوى المعادي للأجانب. تشمل العناوين "ملحمة ساوثبورت" التي تتميّز بصوت أنثوي للذكاء الاصطناعي يغني كلمات مثل "تصيدهم بطريقة ما".

وحذّر الخبراء من أن الأدوات الجديدة وطرق التنظيم شهدت استغلال اليمين المتطرف البريطاني المنقسم لجريمة الطعن في ساوثبورت لتوحيد وتجديد وجوده في الشوارع.

في موجة من النشاط لم نشهدها منذ سنوات، يتم الترويج لأكثر من 10 احتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"تيك توك" و"فيسبوك" في أعقاب الاضطرابات العنيفة في جميع أنحاء البلاد.

وكانت التهديدات بالقتل ضد رئيس وزراء المملكة المتحدة، والتحريض على مهاجمة ممتلكات الحكومة ومعاداة السامية المتطرفة من بين التعليقات على قناة "التلغرام" التابعة لإحدى الجماعات اليمينية المتطرفة، هذا الأسبوع.

وفي خضمّ المخاوف من انتشار العنف، حذّرت مؤسسة بحثية رائدة في مجال مكافحة التطرف من وجود خطر يتمثل في أن يتمكن اليمين المتطرف من تحقيق تعبئة لم نشهدها منذ ظهور رابطة الدفاع الإنجليزية في الشوارع، في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.


وقد جاء بُعد جديد إضافي مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التي يسهّل الوصول إليها والتي يستخدمها المتطرفون لإنشاء مواد تتراوح من الصور التحريضية إلى الأغاني والموسيقى.

وقال أندرو روجويسكي، وهو مدير معهد الذكاء الاصطناعي المرتكز على الناس في جامعة ساري، إن التقدّم مع توفر أدوات توليد الصور على نطاق واسع عبر الإنترنت الآن، يعني أن "أي شخص يمكنه إنشاء أي شيء".

وأضاف: "إن قدرة أي شخص على إنشاء صور قوية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي أمر مثير للقلق الشديد. وتقع المسؤولية على مقدمي نماذج الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحواجز المضمنة داخل النموذج لجعل إنشاء مثل هذه الصور أكثر صعوبة".

من جهته، قال مدير الأبحاث في مجموعة الحملة Hope Not Hate، جو مولهال، إن استخدام المواد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي كان ناشئا ولكنه يعكس التداخل والتعاون المتزايد عبر الإنترنت بين مجموعة من الأفراد والمجموعات.

في حين تستمر المنظمات اليمينية المتطرفة مثل Britain First وPatriotic Alternative في طليعة التعبئة والتحريض، فإن مجموعة من الأفراد غير المنتمين إلى أي مجموعة معينة مهمة بنفس القدر.

قال مولهال: "تتكوّن هذه من آلاف الأفراد الذين يقدمون تبرعات صغيرة من الوقت وأحيانا المال للتعاون نحو أهداف سياسية مشتركة، خارج الهياكل التنظيمية التقليدية تماما. إذ تفتقر هذه الحركات إلى قادة رسميين ولكنها تمتلك شخصيات بارزة، غالبا ما يتم اختيارها من مجموعة متزايدة من 'المؤثرين' اليمينيين المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي".

من حيث الترويج للاحتجاجات، تم استخدام وسم #enoughisenough من قبل بعض المؤثرين اليمينيين وفقا لجو أوندراك، المحلل البارز في Logically، وهي شركة بريطانية تراقب التضليل.

وقال: "الأمر المهم هو كيف تم استخدام هذه العبارة والوسم سابقا للنشاط المناهض للمهاجرين". كما سلّط المحللون الضوء على استخدام الروبوتات. استشهدت مبادرة Tech Against Terrorism، التي أطلقها فرع من الأمم المتحدة، بحساب "تيك توك" الذي بدأ في نشر المحتوى فقط بعد هجوم ساوثبورت، الاثنين.


قال متحدث باسم الشركة: "كانت جميع المنشورات مرتبطة بساوثبورت، حيث دعا معظمها إلى الاحتجاجات بالقرب من موقع الهجوم في 30 تموز/ يوليو. وعلى الرغم من عدم وجود محتوى سابق، فقد جمعت المنشورات المتعلقة بساوثبورت أكثر من 57000 مشاهدة تراكمية على "تيك توك" وحده في غضون ساعات. هذا يشير إلى أن شبكات الروبوتات كانت تروج لهذه المواد بنشاط".

تلعب مجموعة من الأفراد والجماعات حول تومي روبنسون، وهو الناشط اليميني المتطرّف الذي فرّ إلى الخارج، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل جلسة المحكمة، دورا مركزيا. ومن بين الآخرين لورانس فوكس، الممثل الذي تحول إلى ناشط يميني والذي كان يشارك معلومات مضللة في الأيام الأخيرة، ومواقع نظرية المؤامرة مثل شبكة "سي إن إن".

وعلى القناة التي تديرها UNN على "تلغرام" ابتهج المعلّقون بالعنف الذي شوهد خارج داونينغ ستريت، الأربعاء. وقال أحدهم: "آمل أن يحرقوه بالكامل". ودعا آخر إلى شنق كير ستارمر، رئيس الوزراء، قائلا: "يحتاج ستارمر إلى معاملة موسوليني".

ومن بين أولئك الذين تم رصدهم على الأرض أثناء أعمال الشغب في ساوثبورت، كان هناك نشطاء من البديل الوطني، الذي يُعتبر أحد أسرع الجماعات اليمينية المتطرفة نموا في الآونة الأخيرة. كما سعت مجموعات أخرى، بما في ذلك تلك التي انقسمت حول مواقفها بشأن الصراعات مثل الحرب في أوكرانيا أو الاحتلال الإسرائيلي، إلى المشاركة.

وقال تيم سكويريل، مدير الاتصالات في معهد الحوار الاستراتيجي لمكافحة التطرف، إن اليمين المتطرف كان يسعى إلى التعبئة في الشارع في العام الماضي، بما في ذلك يوم الهدنة وفي عروض الأفلام التي قدمها روبنسون.


وأضاف: "إن هذه البيئة محمومة ولا تتفاقم إلا بسبب صحة بيئة المعلومات عبر الإنترنت التي هي الأسوأ في السنوات الأخيرة".

"يظل روبنسون، أحد المنظمين الأكثر فعالية في اليمين المتطرف في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فقد شهدنا أيضا صعود الحسابات، الكبيرة والصغيرة، التي تنتقي القصص الإخبارية التي تروق للحساسيات المناهضة للمهاجرين والمسلمين، ولا تهتم بنشر المعلومات غير المؤكدة.." يضيف المقال.
ويختم بالقول: "هناك خطر يتمثّل في إمكانية استغلال هذه اللحظة لمحاولة خلق تعبئة في الشوارع تشبه إلى حد كبير العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المملكة المتحدة تيك توك المملكة المتحدة الذكاء الاصطناعي تيك توك المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی المملکة المتحدة الیمین المتطرف عبر الإنترنت تم استخدام

إقرأ أيضاً:

آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس

في خطوة تهدف إلى تعزيز وجودها في سوق الهواتف الذكية ذات التكلفة المعقولة، أعلنت شركة آبل عن إطلاق هاتفها الجديد "آيفون 16 إي"، المجهز بميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وبسعر يبدأ من 599 دولارًا أمريكيًا، يأتي هذا الإطلاق في وقت تسعى فيه الشركة إلى تحفيز مبيعاتها بعد تباطؤ النمو.

ميزات الذكاء الاصطناعي

يتميز "آيفون 16 إي" بدمج تقنيات "Apple Intelligence"، التي توفر للمستخدمين تجربة محسّنة من خلال قدرات الذكاء الاصطناعي. تشمل هذه الميزات تحسين أداء المساعد الصوتي "سيري"، وتقديم توصيات مخصصة، بالإضافة إلى قدرات متقدمة في معالجة الصور وتحريرها. يهدف هذا التكامل إلى تقديم تجربة استخدام أكثر سلاسة وفعالية للمستخدمين.

صدمة للمستهلكين.. زيادة أسعار هواتف آيفون نتيجة لضريبة ترامبآبل توقف رسميا بيع أجهزة آيفون جديدة بمنفذ Lightningأفضل هواتف آيفون على الإطلاق .. نظرة شاملة على الإصدارات المميزةفي تاريخ أبل .. إليك أفضل هواتف آيفون على الإطلاقتحذير عاجل من آبل.. ثغرة برمجية تعرض آيفون وآيباد للاختراق

المواصفات التقنية

يحتوي الهاتف على شاشة بحجم 6.1 بوصة، ونظام كاميرا مزدوجة مع كاميرا رئيسية بدقة 48 ميجابكسل. يعمل الجهاز بمعالج A18، مما يضمن أداءً قويًا وسريعًا. بالإضافة إلى ذلك، يدعم "آيفون 16 إي" الاتصال بالأقمار الصناعية، مما يعزز من قدرات الاتصال في المناطق ذات التغطية الضعيفة.

التوفر والأسعار

من المقرر أن يتوفر "آيفون 16 إي" للشراء بدءًا من 28 فبراير 2025، بأسعار تبدأ من 599 دولارًا للنسخة الأساسية. يُعتبر هذا السعر أقل بمقدار 200 دولار مقارنة بالطراز الأساسي من "آيفون 16"، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستخدمين الباحثين عن جهاز متطور بسعر معقول.

تحديات السوق

على الرغم من الميزات المتقدمة والسعر المنافس، يواجه "آيفون 16 إي" تحديات في السوق، أبرزها المنافسة الشديدة من الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد في نفس الفئة السعرية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لزيادة السعر مقارنة بالأجيال السابقة تأثير على قرار الشراء لدى بعض المستهلكين.

بإطلاق "آيفون 16 إي"، تراهن آبل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها لجذب شريحة أوسع من المستخدمين، مع الحفاظ على جودة التصنيع والأداء العالي الذي تشتهر به.

مقالات مشابهة

  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
  • م. السواحة: المملكة شريك إستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: المملكة شريك إستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
  • المملكة في اجتماع منظمة التعاون الرقمي.. جهود رائدة في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يُبكي هنا الزاهد على الهواء
  • أوبن إيه آي تغير تكتيكها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي بالقتل في غزة ولبنان
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غزة ولبنان