مدير المحميات البحرية بالبحر الأحمر: لدينا ٤٤ من أغنى الجزر المتمتعة بتنوع طبيعى خاص
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
واصل ملتقى البيئة الساحلية الثاني عشر، والذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، بمدينة الغردقة بالبحر الأحمر، تحت عنوان “التغيرات المناخية.. قضية الجميع الاقتصاد الأزرق.. وفرص لاقتصاد مستدام”، فعالياته لليوم الثاني على التوالي، بزيارة جزيرة الجيفتون، للتعرف عن قرب على أحد كنوز وثروات محافظة البحر الأحمر من الجزر والمحميات الطبيعية.
مسئولو المنتدى حرصو على تلك الزيارة للشباب برعاية كل من وزارتى البيئة والشباب والجامعة العربية حتى يتعرفو عن قرب بجمال وطبيعة الجزر والمحميات الطبيعية فى البحر الأحمر، حيث قامو بالتقاط الصور التذكارية والتواصل مع أقرانهم من الدول الأخرى.
وأكد الدكتور أحمد غلاب مدير المحميات البحرية والجزر بالبحر الأحمر خلال محاضرته أمام شباب الجامعات المصرية والعربية والأفريقية أن وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد دائما تدعم وتشجع جهودنا فى مجالات البحث والدراسات وزيادة المعدات لحماية البيئة الطبيعية بالبحر الأحمر وخاصة الجزر الشمالية والتى تم إعلانها محميات طبيعية لتصل إلى ٤٤ محمية طبيعية ومنها جزيرة الجفتون وحولها مجموعة جزر، وتتنوع انشطة كل جزيرة مثل الغوص والسباحة وغيرها، ومنها ابو منقار، مجاويش، شعاب الفانوس، وبها تنوع بيولوجى نادر، والجزر البعيدة إلى جانب محميتى جبل علبة ووادى الجمال.. .موضحاً أن الشعاب المرجانية أهم نظام بيئي ونفقد أجزاء منه سنوياً بسبب ارتفاع درجة الحرارة ويحدث لها ابيضاض، التى تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وكرر غلاب الشكر لوزيرة البيئة التى دعمت المحافظة بمراكب تمنع الصيد الجائر، من خلال برنامج الدوريات، وبرامج رصد حالة الشعاب المرجانية، ورصد تعشيش السلاحف، وتنسيق الأنشطة لحماية التنوع البيولوجي والثروة السمكية فى البحر الأحمر، بجانب نشر التوعية فى المدارس.
وأضاف غلاب أن محميات البحر الأحمر تتمتع بشعاب مرجانية صلبة ولينة، ولدينا ٢٥٠ نوعاً من الشعاب، وألف ومائة نوع اسماك، ٤٣ نوعاً من سمك القرش، ونبات المانجروف الوحيد فى مصر، وهو نوعان افيزينا ومارينا، كما تتمتع منطقتنا ب١٢ نوع من الحشائش البحرية، ونوعان من السلاحف البحرية التى تضع بيضها على شواطىء جزر البحر الأحمر.. .مؤكدا أننا نمتلك مخزونا من ثروة التنوع البيولوجي مطلوب الحفاظ عليها، فالشعاب المرجانية مسئولة عن توفير الغذاء للأسماك، إذا فقدناها نفقد التنوع البيولوجي والثروة السمكية، مقدرا القيمة الاقتصادية لأسماك القرش بأنه يدر دخلاً قيمته ١٢٠ ألف دولار سنويا كاقتصاد سياحى، وتقدر القيمة الاقتصادية للدولفين بمليون و٨٥٠ ألف دولار.
وأوضح مدير المحميات البحرية أن الـ ١٧ هدف للتنمية المستدامة، تتجسد في رؤية مصر ٢٠٣٠ والقائمة على تحقيقها من خلال مكافحة الفقر وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين.. .مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة في سبيل الحفاظ على الجزر والمحميات الطبيعية حيث يوجد لدينا ٢٥٠٠ مركب سياحى، وأكثر من ١٠٠٠ مركب صيد، و١٢٠٠ شمندورة فى مياه البحر الأحمر لحماية الشعاب المرجانية والكائنات البحرية.
وقال غلاب أن محافظة البحر الأحمر فقيرة فى الانتاج السمكى، لأن معظمها اسماك مهاجرة، فبعد أن كانت تنتج ١٢٠ الف طن تراجع الى ٢٠ ألفا فقط نتيجة الصيد الجائر، وحاليا نبذل أقصى الجهود لمنع هذا النوع من الصيد وتحويله إلى صيد مستدام.
ولأن محافظة البحر الأحمر هى قبلة السائحين، وتشهد نشاطاً ملحوظاً في الغوص، فالدراسات البيئية تحدد الغوص الأمن بـ٢٠ ألف غوصة لا تتعداها، فى حين أنها وصلت فى بعض الأوقات الى ٢٠٠ ألف غوصة، لذا خلقنا مناطق غوص جديدة.
بالإضافة إلى إعادة تأهيل واستزراع الشعاب المرجانية والتكاثر الطبيعي، الذى يتم فى ليلة واحدة خلال موسم الربيع، فنجد ملايين بويضات الشعاب المرجانية التى تحول المياه إلى اللون الأحمر، اخذناها ووضعناها فى معامل وحصلنا على شعاب مرجانية وهى فى بداية تجاربنا، او نكسر بعض الشعاب ونكثرها.
وقال د.غلاب: وإذا كانت الدولة المصرية قد نجحت فى إنتاج الطاقة من الرياح، فإنها راعت حماية الطيور النادرة بإيقاف توربينات طاقة الرياح خلال موسم هجرة الطيور باعتبار البحر الأحمر مسار هجرة الطيور. فثلث أعداد طيور النورس في العالم موجود في البحر الأحمر.
وأكد الخبير السياحى إيهاب دندش أن زيارة المشاركين لجزيرة الجفتون تأتى ضمن بروتوكول التعاون مع الاتحاد العربي للشباب والبيئة والذي يمثله الدكتور ممدوح رشوان أمين عام الاتحاد بهدف الترويج السياحى لمصر بلد الأمن والأمان والتعرف على منطقة من أجمل سواحل العالم الطبيعية، مشيرا الى الكامب على الجزيرة دائما ما يستضيف ضيوف الملتقى الذى يصل هذا العام إلى دورتة الثانية عشر.. .مشيرا إلى أنه يجرى حاليا الاستعداد والتجهيز لفاعليات أخرى تحقق الجذب السياحى متنوع بمدينة الغردقة، مثمنا مشاركة شباب الجامعات المصرية والعربية والأفريقية فى فعاليات اليوم السياحى والترفيهى بالجفتون.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البحر الاحمر وزارة الشباب مؤتمر الغردقة جزر البحر الأحمر الشعاب المرجانیة بالبحر الأحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
واشنطن من “سنستخدم القوة الساحقة” إلى “العالم تركنا وحيدون أمام اليمن”
يمانيون/ تقارير لم تمض إلا أسابيع قليلة على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن ما وصفه عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد اليمن، حتى انقلب السحر على الساحر وأصبح العالم يسمع صراخاً أمريكيًّا من مرارة الهزيمة أمام صنعاء.
منتشياً بجنون العظمة وبقوة بلاده البحرية، ومتجاهلاً ما حل بها في البحر الأحمر على مدى 15 شهرًا من المواجهة مع اليمن، نزل ترامب الميدان، معلناً في منتصف مارس الفائت، عن بدء الجيش الأمريكي شن عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد اليمن.
وفي بيان رسمي ألقاه الرئيس الأمريكي، وصف رد إدارة سلفه جو بايدن على تهديدات القوات المسلحة اليمنية بأنه “ضعيف بشكل مثير للشفقة”، وشدّد ترامب على أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على هجمات اليمنيين، قائلاً: “سنستخدم قوة ساحقة وقاتلة لتحقيق أهدافنا”.
وعلى الرغم من وضوح صنعاء بتأكيدها أن عملياتها العسكرية ليست إلا إسناداً لغزة وأنها لا تستهدف إلا الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، إلا أن رئيس البيت الأبيض حاول تضليل العالم، بالادعاء أن اليمن “تسبب في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مما أثر سلباً على التجارة الدولية وانتهاك مبدأ حرية الملاحة الذي تعتمد عليه الاقتصادات العالمية”.
التصريحات المتغطرسة لترامب والعدوان الأمريكي قابله تحدٍّ من قبل صنعاء، وثبات على موقف إسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة، ومواجهة التصعيد بالتصعيد، وهي المعادلة التي لم تنكسر خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” على مدى عام ونيف.
3 أسابيع من الفشل
ولم تمض إلا ثلاثة أسابيع على بدء العدوان الأمريكي على اليمن حتى بدأ العالم يسمع الصراخ الأمريكي من شراسة المواجهة مع اليمن، وبات يسمع نحيب الألم جراء فشله في تحقيق أهدافه مقابل خسائر جسيمة يتكبدها في سبيل حماية كيان العدوّ.
ففي الثالث من شهر أبريل الجاري نشرت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً مطولاً، كشف نقلًا عن مسؤولين في البنتاغون، أن العدوان على اليمن “لم يحققْ نجاحاً في تدمير ترسانة الأسلحة الضخمة في اليمن”، موضحة أن التكلفة الإجمالية للعمليات العدوانية ضد اليمن تتجاوز مليار دولار بحلول الأسبوع الرابع من العدوان.
وأكّدت الصحيفة أن “القوات المسلحة اليمنية لديها القدرة على التكيّف واستطاعت تحصين مواقعها مما أحبط القدرات الأمريكية على تعطيل الهجمات ضد سفننا في البحر الأحمر”، موضحة نقلاً عن قادة عسكريين أمريكيين، أن الولايات المتحدة تعتمد في قصف اليمن على أسلحة بعيدة المدى بسبب التهديد الذي تشكله الدفاعات الجوية اليمنية.
كما كشف التقرير، أن ادعاءات ترامب بتوجيه أمريكا ضرباتٍ قاسيةً لليمن، تُكذّبها إحاطاتُ البنتاغون والمسؤولين العسكريين للكونغرس و”الدول الحليفة سّرًا”.
وحسب التقرير فإنه في غضون 3 أسابيع فقط، استخدم البنتاغون ذخائرَ بقيمة 200 مليون دولار، مع توقع مسؤول أمريكي بأن تتجاوز التكلفة التشغيلية الإجمالية مليار دولار بحلول الأسبوع الرابع من العدوان.
وفي إحاطات مغلقة عُقدت في الأيام الأخيرة، أقرّ مسؤولو البنتاغون بأنه لم يُحرَزْ سوى “نجاح محدود” في تدمير ترسانة اليمن الهائلة، والموجودة إلى حدٍّ كبير تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيَّرة والقاذفات، وفقًا لمساعدي الكونغرس وحلفائه.
ومؤخراً خرج وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بتصريحات تعكس خيبة أمريكية ومرارة تجرح الهزيمة بشأن سير المعارك في البحر الأحمر، ملمحاً بأن العالم ترك الولايات المتحدة وحيدة في مواجه اليمن، معترفاً بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك أسلحة متطورة تمكنت من خلالها مهاجمة 174 سفينة حربية.
تصريحات، روبيو، عكست ضراوة المعركة، فقد هاجمت القوات المسلحة اليمنية، رمز الهيمنة البحرية الأمريكية، حاملة الطائرات “ترومان” وقطعها البحرية أكثر من 23 مرة خلال الأسابيع الفائت، وشلت معظم هجماتها، ما أفقد تلك القوة القدرة على المواجهة وباتت “ترومان” تنسحب كما انسحبت سابقاً وغيرها من حاملات الطائرات، خلال العام الماضي.
ترومان هروب مستمر
أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة له الجمعة 5 أبريل الجاري أن “حاملة الطائرات [ترومان]، هي في حالة هروب باستمرار، والمطاردة لها مستمرَّة؛ ولـذلك اعتماد الأمريكي في تصعيده هذه الأيام، على طائرات (الشبح)، وقاذفات القنابل، التي تأتي من قواعد أخرى، من غير [ترومان]؛ لأن الحالة التي فيها حاملة الطائرات [ترومان] هي حالة مطاردة باستمرار، وهي تهرب في أقصى شمال البحر الأحمر، وفي حالة تنقُّل وتهرُّب باستمرار، العمليات لاستهدافها، والاستهداف للقطع البحرية مستمرَّة، بفاعلية عالية”.
وأوضح السيد القائد أن العدوان الأمريكي على اليمن في حالة تصعيد، وأنه يستخدم طائرات الشبح وقاذفات القنابل، ويحاول تكثيف غاراته والتي تصل في بعض الأيام إلى أكثر من 90 غارة، لكن وعلى الرغم من التصعيد إلا أن العدوان الأمريكي فشل ولا أثر له على القدرات العسكرية.
وأكّد فشل العدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه فهو “لم يتمكن من إيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ولا توفير الحماية للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما لم يتمكن أيضاً من تنفيذ أهدافه فيما يسميه بتصفية القيادات والقضاء على أحرار اليمن”.
ويرى مراقبون أن إدارة ترامب تحاول التغطية على هزيمتها، من خلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في اليمن، ومن خلال نشر جرائمها كما فعل ترامب حين نشر جريمة استهداف وقفة قبلية في زيارة عيدية، لكن جاء تأثيرها عكسيًّا، فقد افتضح الإجرام الأمريكي للعالم، حتى أن الأمريكيين أنفسهم انتقدوا ترامب على جرأته في نشره لجرائمه.
ويشير السيد القائد، إلى أن الولايات المتحدة قد تحاول توسيع العدوان على اليمن بعد فشل حاملات الطائرات، وقاذفات البي تو، من خلال استخدام القواعد الأمريكية في الخليج، أو إفريقيا، كما تفعل الآن من خلال قاعدة لها في المحيط الهندي.
واستباقاً لهذه النوايا، قطع السيد القائد الطريق على هكذا خيارات، ناصحاً ومحذراً “كلّ الأنظمة العربية، ولكل البلدان المجاورة لليمن، على المستوى الإفريقي وغيره بقوله: “لا تتورَّطوا مع الأمريكي في الإسناد للإسرائيلي”، مضيفا “يكفيكم الخزي والعار، الذي قد تحملتموه وزراً فظيعاً يبقى في الأجيال، وتحملونه يوم القيامة، في الخذلان للشعب الفلسطيني، فلا تتورطوا في الإسناد للعدو الإسرائيلي، لا تحاربوا مع العدوّ الإسرائيلي”.
بين إدارتي ترامب وسلفه لم يتغير شيء بالنسبة لليمن، “لم تنطبق السماء على الأرض” ولم يخف اليمنيون، وواجهوا ذات الأسلحة وذات الأساليب الإجرامية، وكما فشلت واشنطن إبان بايدن ستفشل مع “المعتوه” ترامب، وسيخرج اليمن من هذه المعركة ليس منتصراً فقط، بل أقوى، ممتلكاً تقنيات أكثر تطوراً في مواجهة القوى الإجرامية، كما توعدهم بذلك السيد القائد.
نقلا عن المسيرة نت