تراجع نتائج شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة يدفع المستثمرين إلى سندات الخزانة
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
فقد اقتصاد الولايات المتحدة، مرونته أمام أسعار الفائدة التقييدية من بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك الانكماش الأكثر حدة من المتوقع في قطاع التصنيع الذي أظهره مؤشر «ISM»، حيث يتوقع المستثمرون أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة على الأموال بواقع تخفيضين الأول 25 نقطة أساس، وخفض واحد بمقدار 50 نقطة أساس.
في غضون ذلك، ارتفع الطلب على سندات الخزانة الأمريكية بسبب نتائج الشركات المخيبة للآمال من أمازون وألفابت ومايكروسوفت، مما دفع المستثمرين إلى التحول من أسهم التكنولوجيا الضخمة إلى الأصول ذات الدخل الثابت، ورغم ذلك وصل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له في الجلسة عند 3.79٪، أو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023، بعد أن أدى النقص الحاد في الرواتب إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ الاقتصاد.
وبشكل عام، يتم إصدار السندات الحكومية من قبل حكومة وطنية وتكون مقومة بعملة الدولة الخاصة. ويشار عادة إلى السندات التي تصدرها الحكومات الوطنية بالعملات الأجنبية بالسندات السيادية. ويعكس العائد الذي يطلبه المستثمرون لإقراض الأموال للحكومات توقعات التضخم واحتمال سداد الديون.
وأضاف الاقتصاد الأمريكي 114 ألف وظيفة في يوليو من زيادة معدلة بالخفض بلغت 179 ألف وظيفة في الشهر السابق، وهو أقل بكثير من التوقعات البالغة 175 ألف وظيفة. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع معدل البطالة بشكل غير متوقع وتباطأ نمو الأجور أكثر من المتوقع.
«QNB» يتوقع خفض الفائدة بـ 25 نقطة أساسمن جهته توقع بنك قطر الوطني "QNB"، أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مرتين خلال عام 2024، قبل أن يعزز وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة في النصف الأول من عام 2025.
وأرجع "QNB" في تقريره الأسبوعي، هذا التوقع إلى استمرار تراجع معدلات التضخم، والتدهور السريع في سوق العمل، فضلا عن الحاجة إلى تطبيع أسعار الفائدة الحقيقية شديدة التقييد، مشيرًا إلى أن التنبؤ بأسعار الفائدة في الولايات المتحدة كان يشكل تحديا في الأرباع الأخيرة، حيث أدى التشديد الصارم للسياسة النقدية إلى استقرار أسعار الفائدة عند 5.5%. ويعزى هذا الغموض إلى التقلبات الكبيرة في التوقعات المرتبطة بالنمو والتضخم.
تخفيضات بـ 200 نقطة أساسويقول البنك في تقريره: في الواقع خلال الفترة من أواخر عام 2023 إلى أوائل عام 2024، وبعد سلسلة من معدلات التضخم الأقل من المتوقع وضعف نمو الناتج المحلي الإجمالي، بدأت الأسواق تترقب تنفيذ جدول زمني صارم لتخفيضات أسعار الفائدة. وفي ذروة التوقعات بشأن "تيسير" السياسة النقدية في يناير، كانت الأسواق تتوقع خفض أسعار الفائدة بما يقرب من 200 نقطة أساس هذا العام.
وقال التقرير إنه بعد الموجة الأخيرة من "المخاوف المرتبطة بالتضخم"، أظهرت البيانات الضعيفة بشأن معدلات النمو والتضخم في الأسابيع الأخيرة، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يحتاج إلى بدء خفض أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا، لتبدأ دورة تيسير السياسة النقدية. وسيكون لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي مجال لتخفيض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما تتوقعه الأسواق حاليا، خاصة في العام المقبل، وذلك بفضل ثلاثة عوامل رئيسية تدعم توقعاته حسب تقرير "QNB".
وذكر أن العامل الأول يتمثل في أن الاتجاه العام لتراجع التضخم في الولايات المتحدة لا يزال مستمرا، ومن المتوقع أن يتسارع بشكل أكبر خلال الأرباع المقبلة، ليصل التضخم إلى نسبة 2% المستهدفة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت أبكر مما كان متوقعا. ويستند هذا التراجع إلى عودة سلسلة التوريد إلى طبيعتها، والتباطؤ المعتدل في النشاط الاقتصادي، وتشديد السياسة النقدية.
وأوضح أن التضخم الأساسي في نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يستثني الأسعار المتقلبة مثل أسعار الطاقة والغذاء، شهد انخفاضا إلى مستوى متدن بلغ 2.6% في يونيو، وهذه أبطأ وتيرة له منذ أكثر من ثلاث سنوات. ومن المتوقع أيضا أن يتباطأ تضخم السكن، بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، مع دمج اعتدال أسعار الإيجارات بشكل تدريجي في العقود الجديدة.
سد الفجوة الأخيرةوهذا من شأنه أن يساعد في سد "الفجوة الأخيرة" بين معدل التضخم الحالي والنسبة المستهدفة للتضخم، مما يمنح تطمينات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى تعديل مساره وبدء دورة لتيسير السياسة النقدية. أما العامل الثاني الذي أورده التقرير، فهو سوق العمل، ويشير تراجع سوق العمل إلى عدم وجود ضغوط كبيرة من الأجور، وإلى احتمال حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وتشير المقاييس والدراسات الاستقصائية الرئيسية المتعلقة بالعمل، مثل استبيان فرص العمل وتعاقب العمالة (JOLTS)، ومؤشرات التوظيف الخاصة بمعهد إدارة التوريد (ISM)، واستطلاع الشركات الصغيرة، إلى تدهور سريع في ظروف العمل. حيث تنكمش العمالة المؤقتة، وهي حالة نادرة لا تحدث إلا أثناء فترات الركود الاقتصادي. وذكر التقرير ارتفاع معدل البطالة بشكل حاد من 3.4% في أبريل 2023 إلى 4.1% في يونيو.
وأضاف، «لكن البيانات عالية التردد الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي تشير إلى أن معدل البطالة قد يقترب من 5% خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يتجاوز بكثير معدل "العمالة الكاملة المتوازنة" الذي تقدر نسبته بـ 4%». وهذا من شأنه أن يضع بنك الاحتياطي الفيدرالي وراء المنحنى في تحقيق مهمة "التوظيف الكامل"، الأمر الذي يتطلب موقفا أكثر استباقية لتخفيف السياسة النقدية.
اقرأ أيضاًالبنك الفيدرالى الأمريكى يقرر تثبيت أسعار الفائدة عند 5.5%
سعر الدولار الآن.. «الأخضر» يواصل الاستقرار أمام الجنيه المصري
عيار 21 بكام.. مفاجأة في سعر الذهب بمنتصف تعاملات اليوم السبت
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسباب تثبيت سعر الفائدة الاحتياطي الفيدرالي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الاستثمار في شركات التكنولوجيا السندات الحكومية الفيدرالي الأمريكي تثبيت سعر الفائدة سعر الفائدة شركات التكنولوجيا شركات التكنولوجيا الأمريكية بنک الاحتیاطی الفیدرالی السیاسة النقدیة أسعار الفائدة من المتوقع نقطة أساس
إقرأ أيضاً:
بعد شهادات 23.5% و27%.. رئيس هيئة الرقابة المالية يوجه نصائح هامة للمدخرين
كشف الدكتور شريف سامي، الرئيس الأسبق للهيئة العامة للرقابة المالية، أن قرارات لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي تُطبق داخل البنوك، وذلك بحسب احتياجات كل بنك للسيولة وأهدافه من حجم الودائع.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلمة أخيرة" أن بعض البنوك بدأت مراجعة أسعار الفائدة على شهاداتها قبل عيد الفطر، مضيفًا:"كل بنك لديه مستهدفات مختلفة، لكن الاهتمام الأكبر دائمًا يذهب إلى بنكي مصر والأهلي، لأنهما يملكان نحو نصف الحصة السوقية في القطاع المصرفي".
أشار سامي إلى وجود نوعين من الأوعية الادخارية: ذات العائد المتغير الذي يتغير صعودًا وهبوطًا وفقًا لتحركات أسعار الفائدة.وهذه يعلم العميل أنها متغيرة وقبل بذلك والثانية ذات العائد الثابت، والتي حرص كثير من العملاء مؤخرًا على اللجوء إليها تحسبًا لانخفاض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة عبر شراء شهادات لمدة ثلاث سنوات .
ورداً على تساؤل لميس الحديدي حول شهادات بنكي مصر والأهلي بعائد 23.5% و27%، بعد تخفيض الفائدة عليها وخوف المواطنين من ضياع الفرص أو التوجه لجهات غير آمنة مثل "المستريح"، قال سامي: "مفيش كارثة حصلت للمودعين خلال الثلاث سنوات الماضية.. الناس كانت بتشتري شهادات 11% و12% وكانت راضية، لأن التضخم كان أقل، وبالتالي أنصح المودع أنه يجب أن يربط العائد بمعدل التضخم وليس كرقم مطلق".
وأضاف: "المهم أن يكون العائد الحقيقي أعلى من التضخم.. ويج أن يعرف أن تراجع التضخم علامة صحية على تعافي الاقتصاد وخلق فرص عمل".
وفي نصائحه للمدخرين والمودعين أكد سامي أن القرار الاستثماري يجب ألا يكون مبنيًا على المقارنة المباشرة بين أوعية بعينها، مضيفًا:" البنك هيفضل قناة هامة مفيش حد فينا يقدر يستغنى عن وجود سيولة في الحساب لمواجهة أي طارئ وسيظل رافدل هاما في قنوات المدخرات.
وتابع: " البنوك مهمة في أي محفظة مالية، لكن لو هناك فائض مالي، يمكن أن نفكر في استثمارات تحقق عائدا أعلى مثل الأسهم أو صناديق الاستثمار، خاصة وأن معظم البنوك أنشأت صناديق استثمار للمواطنين وهي مهمة حيث تتم إدارتها باحترافية".
وأشار إلى وجود صناديق استثمار في الذهب حاليًا، قائلاً:"دي وسيلة تحوط جيدة، لأن الذهب مخزن قيمة .. وحتى لو حصل تصحيح مؤقت، بيرجع يطلع تاني".
وعلقت الحديدي في رسالتها للمودعين : نوعوا الاستثمارات بتاعتكم وروحوا للخبراء وماتروحوش للمستريح".