صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-22@23:00:11 GMT

الفاشر: الحصار والمجاعة

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

الفاشر: الحصار والمجاعة

محمد بدوي

في مقال سابق بعنوان قراءة حول قرار مجلس الامن الدولي حول الفاشر  تعليقا على قرار مجلس الأمن الدولي بالرقم(2736)  الصادر في13 يونيو 2024حول مدينة الفاشر، علقنا بضرورة توسيع مظلة الحماية للمدنيين لتشمل مناطق أخري في السودان، بالرغم من تخفيف حدة الهجوم المباشر الذي كان نسقا سابقاً في الفترة قبل القرار، الإ أنه في تقديري ليس تنفيذا للقرار لكن هنالك اسباب أخري ساهمت في الأمر هو أن الدعم السريع عمل على كسب الوقت لترتيب صفوفه مره أخري.

كما أشرت إلي أن التطورات  في تقديري لا علاقة لها بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، فالحصار ظل مضروبا على الفاشر، مع السماح بالمخرج  الجنوبي الغربي الذي يبدأ من معسكر زمزم الي مناطق طويلة، جبل مره، تشاد عبر الطينة الحدودية، ثم عبر خزان جديد الي الدبة بالولاية الشمالية ومناطق اخري.

بالمقابل للحصار فقد تم تقييد حركة البضائع القادمة الي الفاشر عبر خزان جديد برسوم باهظة تصل الي مليار ونصف جنينه سوداني اي جوالي 470 دولار امريكي للشاحنه التي تحمل مواد غذائية، لتتمكن من الوصول الي معسكر زمزم الذي اصبح مركز لمئات الالاف من الفاريين من المدينة التي نزح منها سكان ما فاق 80 ضاحية سكنية بالاضافة الي المدنيين الفاريين في وقت سابق من ولايات دارفور الاخري والتي ظلت عودتهم تشوبها عقبات كتيرة ولا سيما المجموعات المنحدرة من اصول مشتركة مع قادة الحركات التي انضمت للقتال الي جانب الجيش ( القوة المشتركة) اضف الي شح النقد وارتفاع رسوم قيمة الحصول علي النقد عبر التحويلات البنكية بخصم يتراوح بين 15-20% من قيمة المبلغ بعد ان كان في السابق حوالي 10%

اعاد الدعم السريع تنظيم صفوفه بملء فراغ اللواء على يعقوب بقوة من المستنفرين بقيادة الامير عبدالرحمن كبرو من النجعة بولاية غرب دارفور الذي وصل الفاشر بقواته  و التي تقدر بـ 110 سيارة قتالية من قوام 70 سيارة من غرب دارفور و40 من كبكابية بشمال دارفور، ثم عاد القصف بشكل ممنهج وكثيف منذ الاسبوع المنصرم مستهدفا سوق المواشي كمركز للحصول على السلع الغذائية  والمستشفي السعودي حيث فاق عدد القتلي الـ 80 قتيلا  بما دعا الاطباء لاعلان الاضراب عن العمل نسبة لعدم توفر الحماية هذا مع شح الدواء الذي يصل عبر الاسقاط الجوي والذي تم لخمس مرات منذ مايو 2024 في ظل استمرار القصف علي المرافق الصحية التي بالخدمة.

موقف الدعم السريع بجنيف وموافقته على وصول المساعدات الانسانية يقابله موقف مغاير بما يحدث من قصف وحصار وتضييق وفرض رسوم على البضائع التي لا يكاد كل المدنيين يتمكون من شرائها، فما  يحدث هو مزيد من التضييق  وهو حصار لسقوط المدينة عبر القصف الكثيف المجبر على المغادرة و الحصار الذي يقرب من حافة اعلان المجاعة بشكل رسمي صار قاب قوسين او ادني من اعلان رسمي اي بما يقود الي سقوط بطرقة اخري عبر التجويع.

اخيرا : على الدعم السريع ايقاف القصف الذي يستهدف الفضاء العام للمدنيين واماكن الحصول على الخدمات الغذائية والطبية بشكل خاص، وفك الحصار عن المدينة التزاما بقرار مجلس الامن الدولين على القوات المسلحة مراجعة موقفها الرافض لايصال المساعدات الانسانية ، وعلى مجلس الامن الدولي اتخاذ ما يلزم لتنفيذ قراره حول الفاشر وتوسيع مظلة حماية المدنيين فبعد القرار واجه الالاف من المدنيين ظروف قاسية في سنجه والسوكي وغيرها وعليه التحرك لاتخاذ ما يعزز تنفيذ قراره وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الضغط وعدم الركون للتعهدات السياسية  التي تقابلها صورة مغايرة في الواقع كما يحدث بالفاشر ولا سيما بدء فصل الخريف الذي يحمل المزيد من التعقيدات.

الوسوممحمد بدوي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: محمد بدوي الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

د.ابراهيم الصديق على يكتب: الحوار السوداني: من كينيا إلى الفاشر

د.ابراهيم الصديق على يكتب:
الحوار السوداني : من كينيا إلى الفاشر..
ازدادت الضغوط الداخلية على حكومة الرئيس الكيني ويليام روتو بخصوص اجتماع المليشيا والحلفاء وتصدعت تحالفاته ، رغم الاغراءات المالية من قوى اقليمية غشيمة واجندة دولية من مخابرات عالمية..
ومع متغيرات كثيرة ، اولها: ضغوط مؤسسات دولية رافضة لفكرة حكومة موازية يكون طرفها مليشيا ذات حمولة غير مسبوقة من التجاوزات والانتهاكات ، وممارسات لا تمت للانسانية أو القيم الاخلاقية بصلة ، وثانيها: غياب مقومات الدولة ، وكانت المليشيا تعول على منشط شكلى فى السودان مع خلفية القصر الجمهوري ، وقد تعذر ذلك مع احكام الجيش قبضته على وسط الخرطوم وكما تراجع وجود المليشيا فى الجزيرة وسنار والنيل الأبيض ونهر النيل وشمال كردفان ، وحتى فى محاور جنوب كردفان بالإضافة للخرطوم ، ولم يعد هناك امكانية الحديث عن إنتشار كما تدعى هى وبعض داعميها ، وثالثها: صمود مدينة الفاشر ، منذ 14 ابريل 2024م ، حيث شددت المليشيا حصارها على المدينة واهلها ، وبعد أكثر من 185 هجوم ، بكافة انواع الأسلحة والمسيرات والقناصة ، والهجمات المتعددة ، ظلت الفاشر عصية على عصابة آل دقلو الارهابية ، ففى اجتماع قائد المليشيا حميدتي مع تقدم فى اول نشأتها باديس ابابا (يناير 2024م) قال لهم اسقاط الفاشر لن يستغرق معى 72 ساعة ، وبعد أكثر من عام- بفضل الله – الفاشر صامدة ، ومن حولها بدأت عمليات تحرير مدن دارفور ، ورابعها: هشاشة البنية السياسية واطراف التوقيع ، والتشكيل ، فقد أنكر حزب الأمة القومي تكليف رئيسه فهو شخص مستأجر لمهمة بمقابل ، واستلم الحلو ما يقتضى الأمر وغادر إلى ضيعته فى أطراف نيروبي ولم يبق مع المليشيا سوى ظلها فى جو عاصف وسموم ، ورابعها: موقف الحكومة السودانية الحاسم والصارم ضد المغامرة الكينية مما شكل إفاقة من غيبوبة التهور ، وخامسها: حصاد ممارسات المليشيا فى مناطق سيطرتها فى ولايات دارفور من تسلط واستبداد وانفلات امني ومواجهات مسلحة وقتل على الهوية وغياب الكفاءة والرشد ، كل ذلك جعل خيار إعلان حكومة المليشيا غير وارد..
سيكون متاحاً لهم توقيع ميثاق أو إتفاق ، وما اكثر المواثيق والاتفاقات..
تدافع العملية السياسية هو نتاج آخر لضغط العمل العسكري والميداني ، وكلما توسعت سلطة الجيش وسيطرته بحثت القوى السياسية عن اجندتها ومواقعها لضمان وجودها فى المشهد ، وهو أمر يمكن تفهمه وكذلك توظيفه ، ليس من خلال مزيد من الخروج إلى مدن الاقليم ، وإنما بالعودة إلى الداخل السودانى..
والشرط الاهم فى أى حوار سودانى أن يكون لمصلحة الوطن ، وبما أنه (لا قيمة سياسية) من وجود مليشيا آل دقلو الارهابية ، فإن الاجندة لابد أن تخلو من وجودها ، ودون ذلك كل شىء متاح ويؤخذ منه ويرد.. المليشيا وحلفاءها بلاء محض..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
22 فبراير 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د.ابراهيم الصديق على يكتب: الحوار السوداني: من كينيا إلى الفاشر
  • جامعة بنها الأهلية: مجلس الأمناء يعتمد خططًا للتوسع والتعاون الدولي
  • مراسل سانا: وصول فريق طبي قطري إلى مطار دمشق الدولي مكون من اختصاصيين بجراحة القلب من مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ضمن “مشروع القوافل الطبية” الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري في عدة دول حول العالم
  • البنتاغون يقلص 5% من موظفيه المدنيين
  • الذاكرة العراقية على حافة النسيان!
  • انعقاد مجلس إدارة المعهد الدولي للمراجعين الداخليين بالعُلا
  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • «آية» تحارب في 3 جبهات: الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تأخير علاجي 3 أشهر فتدهورت حالتي
  • الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية
  • الجيش السوداني: الأوضاع بمدينة الفاشر مستقرة وتحت السيطرة