إغتيال فؤاد شكر وهنية... ما هدف نتنياهو بعد عودته من أميركا؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
تتّجه المنطقة نحو تصعيد غير مسبوق بعدما استهدفت إسرائيل الضاحية الجنوبيّة للمرّة الثانيّة منذ 7 تشرين الأوّل، واغتالت القياديّ الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، وبعد ساعات فقط من "غارة حارة حريك"، تمكّنت تل أبيب أيضاً من اغتيال رئيس المكتب السياسيّ في حركة "حماس" اسماعيل هنية على الأراضي الإيرانيّة.
ووفق مراقبين، فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو أقدم على هاتين الخطوتين الخطيرتين بعد عودته من الولايات المتّحدة الأميركيّة، حيث أعلن بصراحة أمام الكونغرس أنّه عازمٌ على إكمال الحرب حتّى النهاية للقضاء على "حماس"، ما يعني بحسب المراقبين أنّ إسرائيل أخذت الضوء الأخضر من واشنطن للتصعيد.
وبدا لافتاً بعد اغتيال شكر في حارة حريك، إعلان العدوّ الإسرائيليّ أنّه أنهى ردّه على عمليّة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ التي لم يتبناها أصلاً "حزب الله" واستنكرها، ما يُؤشّر إلى أنّ تل أبيب لا تزال من جهّة لا تُحبّذ الدخول في حربٍ مباشرة مع "المقاومة" في لبنان، ومن جهّة أخرى تعمل على جرّ "الحزب" إلى نزاع طويل الأمدّ عبر استهدافها شخصيّات الصفّ الأوّل فيه، إضافة إلى قصفها الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
ويُشير المراقبون إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يُدرك جيّداً أنّ ردّ "حزب الله" على اغتيال شكر سيكون كبيراً، لذا، عمدت إسرائيل إلى إغلاق مجالها الجويّ على الفور بعد تنفيذها غارة حارة حريك، وطلبت من سكان المستوطنات ومواطنيها في مدينة حيفا الإستعداد لأيّ طارئ والدخول إلى الملاجئ في حال طالت صواريخ "الحزب" مناطقهم.
ويقول المراقبون إنّ ردّ "حزب الله" سيُقابله ردٌّ جديد من قبل العدوّ، لأنّ "المقاومة" لن تقبل إلّا بتوجيه ضربة تتناسب مع فقدانها لشكر ولاستهداف الضاحية الجنوبيّة. كذلك، فإنّ "الحزب" قد يشنّ هجوماً آخر للإنتقام لاسماعيل هنية إلى جانب إيران.
وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أنّ طهران أعلنت أنّها ستكون طرفاً مباشراً في الردّ على تل أبيب بعد اغتيال هنية على أراضيها. ويلفت المراقبون إلى أنّ إسرائيل ستجرّ إيران مرّة أخرى إلى الحرب الدائرة في غزة، وقد يُشارك في الهجوم الإنتقاميّ لكلا شكر وهنية الحوثيون في اليمن والفصائل المواليّة لمحور "المقاومة" في بغداد وسوريا وبطبيعة الحال حركة "حماس" والجهاد الإسلاميّ في فلسطين.
ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل ستشهد قصفاً من عدّة جبهات في الوقت عينه، وستكون مضطرّة إلى الردّ مع الولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا على مهاجميها، ما سيضع المواقع العسكريّة التابعة لواشنطن في المنطقة في خطرٍ، وقد يضرب سلاح الجوّ الأميركيّ من جديد العراق واليمن، وخصوصاً وأنّه أرسل مدمّرات إلى السواحل الفلسطينيّة لصدّ أيّ هجوم بالصواريخ وبالمسيّرات من قبل "حزب الله" وإيران، كما حدث في 13 نيسان الماضي.
أمّا عن الرسالة التي أراد نتنياهو توجيهها إلى محور "المقاومة" بعد اغتيال شكر وهنية، فهي أنّه لن يُوقف الحرب قريباً وأنّه سيستمرّ بها حتّى الوصول إلى يحيى السنوار والقضاء على آخر كتائب "حماس"، ما سيُؤدّي إلى فرملة المُفاوضات المُتعلّقة بوقف إطلاق النار. كما يُضيف المراقبون أنّ إسرائيل على الرغم من خشيتها من توسيع الحرب مع "حزب الله"، فإنّها ستُكمل باستفزازه كيّ تجرّ المنطقة كلها إلى النزاع الدائر في غزة، وكيّ تظهر أمام الغرب أنّها ضحيّة لإيران ولحلفائها، وأنّه يتوجّب التحرّك ضدّ طهران وأعوانها وإنهاء التهديد الذين يُشكّلونه.
ويُتابع المراقبون أنّ "حزب الله" لطالما قصف المواقع العسكريّة الإسرائيليّة، كذلك فعلت إيران عندما استهدفت إسرائيل بعد الضربة التي طالت قنصليتها في دمشق، ويبقى السؤال بحسب المراقبين "هل سيشنّ "الحزب" هجوماً ضدّ الجيش الإسرائيليّ هذه المرّة، أمّ أنّه سيقصف حقول الغاز والنفط والمناطق المدنيّة، ما سيجرّ لبنان حكماً إلى حربٍ مع إسرائيل؟" المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وفاة شيخ الأسرى الفلسطينيين فؤاد الشوبكي في رام الله
نعت الرئاسة الفلسطينية ومؤسسات معنية بالأسرى وفاة شيخ الأسرى الفلسطينيين فؤاد الشوبكي، اليوم الخميس، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد سنة ونيف على إطلاق سراحه من سجون الاحتلال.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "إن الرئيس محمود عباس، نعى اللواء فؤاد الشوبكي الذي وافته المنية بمدينة رام الله بالضفة الغربية، والذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة".
وأضافت الوكالة أن الشوبكي "أمضى 17 عاما في سجون إسرائيل، وأطلق سراحه في مارس/آذار عام 2023، وكان أكبر الأسرى الفلسطينيين سنا".
كما نعت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين الشوبكي ووصفته في بيان مشترك "بالمناضل الوطني" و"شيخ الأسرى" كونه أمضى 17 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكان يُعد الأسير الأكبر سنا فيها.
ونعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، من وصفه بالمناضل الوطني الكبير، عضو المجلسين الوطني الفلسطيني، والثوري لحركة فتح.
ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الشوبكي أيضا، وأشارت في بيان إلى أنه "كان من طلائع المناضلين الذين التحقوا بالعمل الفدائي منتصف الستينيات من القرن الماضي، وتدرّب في معسكرات الثورة الفلسطينية المعاصرة، وشارك في معاركها".
إعلانواعتبرت أن "رحيل المناضل الوطني (أبو حازم) شكل خسارة فادحة لشعبنا في الوطن والشتات ولأسرانا في معتقلات الاحتلال الذين رأوا فيه النموذج النضالي الذي يحتذى".
وأعلنت فتح أن مراسم جنازة الشوبكي ستقام في مقر الرئاسة الفلسطينية (في رام الله وسط الضفة الغربية) صباح غد الجمعة، ثم ستقام صلاة الجنازة في مسجد العين بالبيرة (وسط) عقب صلاة الجمعة، وسيشيع جثمانه إلى مقبرة البيرة القديمة.
من هرم السلطة إلى سجون الاحتلال
وعام 2006، قضت محكمة إسرائيلية بسجن الشوبكي 20 عاما، بتهمة المشاركة في قضية سفينة الأسلحة "كارين إيه" التي اتهمته إسرائيل بتمويلها وتم اعتراضها آنذاك، قبل تخفيض مدة الحكم لاحقا إلى 17 عاما.
وفي الثالث من يناير/كانون الثاني 2002، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية سماها "سفينة نوح" بهدف السيطرة على سفينة "كارين إيه" في البحر الأحمر التي ادعت تل أبيب حينها أنها تحمل للفلسطينيين معدات عسكرية من إيران.
واعتبرت إسرائيل أن الشوبكي الذي كان يشغل منصب مدير المالية العسكرية في السلطة الفلسطينية آنذاك، العقل المدبر في تمويل وتهريب سفينة الأسلحة، في حين نفى الشوبكي مسؤوليته عن ذلك.
واعتقلت إسرائيل الشوبكي في 14 مارس/آذار 2006، خلال عملية عسكرية نفذتها في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة، حاصرت خلالها السجن المركزي فيها.
وكان الشوبكي معتقلا في سجن أريحا تحت حراسة أمنية بريطانية أميركية فلسطينية مشتركة عقب ضغوط دولية وإسرائيلية على السلطة الفلسطينية آنذاك لتسليمه بعد عملية "السور الواقي" التي نفذتها إسرائيل في مارس/آذار 2002 وفرضت في وقت لاحق حصارا على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
والشوبكي كان عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها حاليا الرئيس عباس وأحد أبرز المقربين من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وولد عام 1940 في حي التفاح بمدينة غزة.
إعلانوتلقى تعليمه في مدارس قطاع غزة قبل أن تبدأ قوات الجيش الإسرائيلي بملاحقته واعتقاله مرات عديدة على خلفية نشاطه السياسي والعسكري.
وشكل الشوبكي رمزا وطنيا ونضاليا داخل الأسر، ولقب بـ"شيخ الأسرى" نظرا لكبر سنه وصموده داخل سجون إسرائيل، حيث عانى من أمراض مزمنة نتيجة سنوات الاعتقال وظروف السجن القاسية.